وكيل السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط
فيما يلي إحد ى دراسات الجمل المنشورة في 21\11\ 2007 وتتحدث عن مقدمات لخطط تجري الآن على الساحة العربية وخصوصا الميزانية الضخمة المخصصة للأمن القومي السعودي والتي تتجاوز احتياجاته الحقيقية .. وعلى أية حال فقد نشر" الجمل " أكثر من 4000 دراسة خلال ثماني سنوات من عمره وفيها الكثير من المعلومات التي تتحدث عما تعيشه المنطقة اليوم ويمكن التأكد بالعودة إلى أرشيف الدراسات عبر أيقونة "بحث دراسات"
وكيل السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط: الأمير بندر بن سلطان
الجمل: بدأت شخصية الأمير السعودي بندر بن سلطان، تصعد إلى اهتمامات الرأي العام العربي والعالمي، أو بالأحرى العالمي ثم العربي، بعد حرب صيف 2006م بين حزب الله اللبناني والقوات الإسرائيلية، ويعود الفضل في كشف النقاب عن خفايا الأمير بندر إلى الصحف الأمريكية والبريطانية، التي تطوعت لملاحقة المعلومات والتفاصيل المتعلقة بروابط سمو الأمير بندر مع البيت الأبيض واليهود الأمريكيين التابعين لجماعة المحافظين الجدد، ثم تطوعت بعد ذلك أجهزة الإعلام والصحافة الإسرائيلية لتؤكد مراراً وتكراراً بأن سمو الأمير السعودي بندر بن سلطان بن عبد العزيز آل سعود لم يكن "زبوناً" للأمريكيين، بل هو زبون معتمد لدى الإسرائيليين أيضاً.
* من هو سمو الأمير؟
اهتمت معظم الموسوعات العالمية المعاصرة بإفراد صفحاتها الورقية والإلكترونية لسيرة سمو الأمير بندر، وتقول إحدى هذه الموسوعات بأنه من مواليد الطائف بالسعودية، وهو ابن الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود نائب رئيس الوزراء السعودي. تلقى سمو الأمير بندر تعليمه في الكلية الجوية الملكية البريطانية (كرانويل)، والتحق برتبة ضابط في القوات الجوية السعودية الملكية، واستمرت فترة خدمته 17 عاماً، تدرب خلالها كطيار حربي وتلقى المزيد من التدريب على يد الأمريكيين في قاعدة ماكسويل الجوية الأمريكية، والكلية الصناعية التابعة للجيش الأمريكي، ثم بعد ذلك حصل على درجة الماجستير في السياسة العامة الدولية من مدرسة «نيتشه» للدراسات الدولية المتقدمة التابعة لجامعة جونز هوبكنز الأمريكية، والتي تعتبر من الجامعات الأمريكية الشهيرة بأساتذتها اليهود المنخرطين في منظمات اللوبي الإسرائيلي بأمريكا.
بدأت خبرة سمو الأمير الدبلوماسية في عام 1978م عندما استطاع النجاح في دفع الكونغرس الأمريكي إلى إصدار الموافقة على صفقة طائرات إف-15 الأمريكية للسعودية، وبالفعل في عام 1983م عينته المملكة سفيراً لها لدى الولايات المتحدة الأمريكية.
استطاع الأمير على خلفية دراساته العسكرية والسياسية، وبالذات في جامعة جون هوبكنز، أن يحقق اختراقاً كبيراً في بناء الـ"صلة" والروابط الوثيقة مع الـ"نخبة" الأمريكية، وبالفعل فقد كانت أبرز ارتباطاته مع كل من بوش الأب والابن وديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي وزوجته لينا تشيني.
لعب بندر بن سلطان دوراً كبيراً في تنفيذ العديد من العمليات الخفية دعماً لـ"أصدقاءه" الأمريكيين مثل:
• تقليل أسعار النفط في الفترة التي سبقت انتخابات الرئاسة الأمريكية، التي تم إجراؤها في تشرين الثاني 2004م، وذلك دعماً لموقف بوش الابن الذي نجح حينها بالفوز بولاية رئاسية ثانية.
• التكتم على الأسرار الأمريكية التي كان جورج بوش الابن يطلعه عليها، وبالذات قرار غزو واحتلال العراق. ويقول ملف هيئة الإذاعة البريطانية بأن سمو الأمير كان يعلم بتفاصيل الغزو حتى قبل أن يعرفها وزير الخارجية الأمريكي –آنذاك- كولن باول.
• قام بدور نشط ومشاركة فاعلة في فضيحة "إيران كونترا" بالتعاون مع اليهودي الأمريكي إيليوت إبراهام نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي الحالي، وروبرت غيتز وزير الدفاع الأمريكي الحالي، ونيغروبونتي رئيس الأمن القومي الأمريكي السابق ونائب وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس حالياً.
أثارت استقالة بندر بن سلطان جدلاً كبيراً في الأوساط الدبلوماسية، خاصة وأنه كان يعتبر -بحكم الأقدمية- "عميد السلك الدبلوماسي العربي في أمريكا"، بعدها اختفى بندر عن الأضواء فترة قصيرة ليتم الإعلان بعد ذلك في المملكة العربية السعودية عن تعيينه في منصب رئيس الأمن القومي السعودي، وهو منصب يتيح له السيطرة على عملية صنع القرار الملكي السعودي.
* الفساد:
تقول المعلومات التي كشفت عنها الصحف البريطانية بأن سمو الأمير بندر قد ساعد في عملية التفاوض التي تمت عام 1985م حول ما عرف بـ"صفقة اليمامة"، إضافة إلى سلسلة من صفقات شراء السلاح من بريطانيا، حيث بلغت قيمة الصفقات الإجمالية حوالي 80 مليار دولار، أما "العمولات" التي تسلمها الأمير بندر فقد بلغت حوالي 2 مليار دولار (أي 2000 مليون دولار أمريكي)، وهو مبلغ يقارب نصف الناتج المحلي الإجمالي للاقتصاد اللبناني. كما تقول المعلومات البريطانية بأن سمو الأمير بندر قد استطاع "شفط" المبلغ عن طريق بعض الحسابات المصرفية الخاصة. وقد أبدى البريطانيون دهشتهم وانزعاجهم عندما لاحظوا أن الحسابات تتحرك من حسابات السفارة السعودية إلى الحسابات الشخصية الخاصة بسمو الأمير بطريقة "على عينك يا تاجر"، ولكن سمو الأمير بندر والسفير السعودي في بريطانيا قاما بتهدئة روع البريطانيين عندما قالوا لهم بأن "قوانين" المملكة العربية السعودية تختلف كثيراً عن قوانين البلدان الأوروبية، وهي قوانين لا تمارس أي نوع من "التفرقة أو التمييز" بين حسابات الدولة وحسابات سمو الأمير (وباقي الأمراء) الشخصية الخاصة..
تناقلت التسريبات الأمريكية أيضاً أن الأمير بندر كان يملك ثاني أغلى منزل في العالم، في مدينة أبسن بولاية كولورادو الأمريكية، وقد عرضه مؤخراً للبيع بمبلغ 135 مليون دولار، وهو سعر بخس لبيع منزل بمواصفات منزل الأمير (كما تقول المعلومات) وتنطبق على هذا السعر عبارة "يا بلاش" التي يرددها الباعة الجوالون، كما تفيد التكهنات بأن الفضائح المالية هي التي دفعت سمو الأمير للتخلص من بعض ممتلكاته التي أصبحت مادة دسمة للصحافة الأمريكية والبريطانية، واجتذاب كاميرات المصورين وعدسات كاميرات المحطات الفضائية..
* بندر ولعبة الشرق الأوسط:
تورط سمو الأمير في تحركات السياسة الخارجية الأمريكية التي هدفت لترتيب الأوضاع في الشرق الأوسط لمصلحة المشروع الإسرائيلي ومن أبرز جهوده التي كانت غير معلنة (لكنها أصبحت معلنة لاحقاً):
• الدور الخفي النشط في المفوضات التي تمت خلال الأسابيع الأخيرة من إدارة كلينتون.
• الدور الخفي النشط في كل المحادثات والتفاهمات والمفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، سواء خلال فترة قيادة الزعيم الفلسطيني "المسموم" الراحل ياسر عرفات، أو خلال فترة رئيس السلطة الفلسطينية الحالي محمود عباس.
• عقد العديد من اللقاءات السرية مع إيهود أولمرت خلال عام 2006م، والتي تكتم عليها سمو الأمير، لكن الإسرائيليين قاموا بنشرها، وكلما كان سمو الأمير يقوم بنفي اللقاءات كان الإسرائيليون يقومون بنشرها، واستمر الحال سجالاً إلى أن سكت سمو الأمير عن النفي، وبالمقابل سكت الإسرائيليون عن الكلام المباح.
• أشرف بالاتفاق مع الأمريكيين والإسرائيليين على ترتيب "اتفاق مكة" بين حركة حماس وحركة فتح.
• لعب دوراً كبيراً في لبنان بالتنسيق مع الأمريكيين والإسرائيليين بعد اغتيال الحريري في جعل سعد الحريري يتولى زعامة تيار المستقبل اللبناني.
• تحوم بعض الشكوك حول دور سمو الأمير بندر في مذبحة "بئر العبد" التي حدثت في بيروت وراح ضحيتها 80 قتيلاً وأكثر من 200 جريح من اللبنانيين والفلسطينيين.
• تتهمه بعض الأصوات بأنه شريك لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية وللإسرائيليين بالنسبة لدوره السابق خلال الحرب الأهلية اللبنانية (1975م-1990م).
• طالبت بعض الأصوات السلطات السعودية بتقديم سمو الأمير إلى المحاكمة.
• ظهرت حملة توقيعات على الانترنيت تطالب وتناشد المواطنين بالتوقيع على عريضة تطالب بتقديم الأمير بندر إلى القضاء الدولي عبر النيابة البلجيكية بتهمة تورطه بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
عموماً، تقول بعض المعلومات بأن المصادر المضطلعة في الاتحاد الأوروبي، قد أبدت تخوفها من الآثار التي ستنجم في الشرق الأوسط -عموماً- وفي العراق بالتحديد بعد أن تبين أن السلطات الملكية السعودية قد رصدت مبلغ 20 مليار دولار لتمويل العمليات السرية التي يديرها الأمير بندر رئيس مجلس الأمن القومي السعودي، وازدادت مخاوف الأوروبيين أكثر فأكثر من احتمالات قيام الإدارة الأمريكية باستغلال وتوظيف هذا المبلغ عن طريق سمو الأمير في العمليات السرية التي تقوم بها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في الشرق الأوسط، والتي (كما أشار تقرير أمريكي سابق) يشرف عليها نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني، أما مسرحها فسوف يكون: العراق، لبنان، إيران، وربما يمتد ليشمل بعض دول المنطقة الأخرى.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد