السويداء تتجاوز فخاً جديداً: لا ثابتة لمشروع الانفصال
فشلت المحاولات الأخيرة لإشعال محافظة السويداء، التي شهدت استمرار بعض التظاهرات والاحتجاجات المعارضة لمدة تقارب العام، بفضل تدخل مشيخة عقل الدروز.
تم نزع فتيل المواقف التي حاولت بعض الجهات استغلالها لزعزعة الأمن، مما حافظ على استقرار الأوضاع في الجنوب السوري، بناءً على الخصوصية الجغرافية والدينية للمنطقة.
جاءت التطورات الأخيرة متزامنة مع تعزيزات عسكرية من قبل الحكومة السورية لبعض النقاط الاستراتيجية، في ظل استمرار الهجمات الإسرائيلية على الأراضي السورية، التي استهدفت مواقع للدفاع الجوي وأنظمة الإنذار المبكر.
وفي أحدث تطورات الوضع، استهدفت إسرائيل نقطة عسكرية في ريف السويداء، مما أدى إلى استشهاد شخصين وإصابة عسكري بجروح، إضافة إلى أضرار مادية.
في إطار تعزيز نشاطات الجيش السوري وتأمين نقاط الانتشار، تم إقامة نقطة جديدة عند المدخل الشمالي للمدينة، التي تعاني من انتشار السلاح ونشاطات شبكات التهريب.
استغلت بعض الجهات هذه النقاط لزعزعة الأوضاع، مما أدى إلى اشتباكات بين الفصائل المحلية وقوات الأمن، حتى تدخلت مشيخة عقل الدروز برئاسة الشيخ يوسف جربوع، وأصدرت بياناً حاكماً أنهى التوترات وأكد رفضها لأي محاولات للتدخل الخارجي في شؤون المنطقة.
إضافة إلى ذلك، أعلنت مشيخة العقل دعمها الكامل للجيش السوري والتعاون معه في فرض النظام، مؤكدة على ضرورة تفعيل الضابطة العدلية لتعزيز الأمن والاستقرار.
حظي البيان بتأييد واسع من عدة جهات، من بينها رئيس “الحزب الديمقراطي اللبناني”، طلال أرسلان، الذي أثنى على موقف مشيخة العقل واعتبره تأكيداً لوحدة الجنوب السوري ضمن إطار الدولة السورية.
منذ اندلاع الحرب في سوريا عام 2011، تميزت المنطقة الجنوبية بخصوصيتها الاستراتيجية، نظراً لموقعها الحيوي بالقرب من خطوط التماس والحدود المحتلة، والتواصل الديني الممتد إلى مناطق في الجولان ولبنان.
شكل سكان المنطقة فصائل لحماية أنفسهم من الجماعات الإرهابية، بما في ذلك تنظيم “داعش”، الذي شن هجمات عنيفة في الماضي.
ورغم ذلك، عاشت السويداء فترة من الاحتجاجات السلمية في العام الماضي، أعقبتها جهود دولية وإقليمية للتواصل مع القيادات المحلية، مع تأكيد شيوخ عقل المحافظة على وحدتها ضمن الدولة السورية.
بالختام، تمكنت محافظة السويداء من تجاوز التوترات الأخيرة بفضل تدخل مشيخة عقل الدروز وتأكيد الوقوف إلى جانب الحكومة السورية، مما ساهم في استعادة الاستقرار والحفاظ على مؤسسات الدولة في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها البلد.
إضافة تعليق جديد