فراس السواح في أجرأ حوار تبثه الإخبارية السورية
أجرت محطة الإخبارية السورية حوارا مميزا مع الباحث والمفكر السوري فراس سواح، تحدث فيه عن الأديان وتأثيرها على الواقع الراهن وطرح مجموعة أفكار مهمة يمكنها أن تكون خارطة عمل لتجديد الفكر الديني وتخليص الثقافة الإسلامية مما علق فيها من أفكار متطرفة.. وفيمايلي أبرز النقاط التي تناولها السواح في حوار الإخبارية معه :
_ (يجب أن تكون أول ناقد لنفسك ، عندما ترضى عن عملك سوف يرضى عنه الآخرون).
_أنا ضد مصطلح الأديان الإبراهيمية لأسباب كثيرة ، و الإسلام وحّد هذه الأديان إضافة إلى الزرادشتية والمانوية والوثنية ، رسالة الإسلام جامعة لكل هذه الأديان .
_ مشروع محمد بن عبد الله الرئيسي هو توحيد أديان المنطقة والخروج بخلاصةٍ لا علاقة لها بأي منها .
_ لكل دين مصادر ولا ينشأ دين من العدم ، وكلما كان الناتج النهائي مختلفاً كلما كان هذا الدين جديداً ، وهذا ينطبق على الإسلام .
_ الطقوس الإسلامية قريبة جداً من الطقوس المانوية ، والعقائد الإسلامية قريبة جداً من العقائد المسيحية واليهودية .
_ اليهودية بدأت ديانة كنعانية ، والإله يهوه كان أقرب إلى الآلهة الوثنية ، وكلما تقدم الزمن كانت فكرة التوحيد في اليهودية تنضج أكثر ابتداءاً من سفر أشعيا وما يليه من التلمود و الأسفار التوراتية غير القانونية.
_ الدين لا ينشأ بقرار بل هو بحاجة إلى شخصية روحية وعقلية متفوقة قلّما يجود بها الزمن .
_فات الأوان لتشكيل أي دين جديد ، لأن الاتجاه السيكيولوجي للبشرية هو الابتعاد عن الدين ، وعندما يأتي أحد لإنشاء دين جديد فهو يسير عكس التيار .
_ لا يوجد إرهاب إسلامي بل هناك إرهاب إنساني ، فالإنسان بطبيعته عدواني ولديه ميل غريزي نحو التدمير ، وهو الكائن الحي الوحيد الذي يقتل لمجرد القتل .
_ هناك عنف موجود في النفس الإنسانية ، ويمكن أن ينفجر لأسباب متعددة .
_ تاريخ أوروبا مليء بالإرهاب والشواهد عديدة ، كمجازر فرنسا وبلجيكا في آسيا وأفريقيا .
_عندما يتزود العنف الإنساني بأيديولوجيا يصبح عنفاً منظماً ويصبح خطيراً جداً على البشرية ، كالفاشية الإيطالية و النازية الألمانية ، وكذلك الأمر بالنسبة للجماعات الجهادية التكفيرية .
_ما يعتمد عليه التكفيريون والجهاديون موجود في الإسلام .
_ الصيغة الأورثوذوكسية عن الإسلام نشأت في القرنين الثاني والثالث الهجري ، وفي هذه المرحلة تم الانقلاب على القرآن الكريم وظهر الحديث ، وبعض المذاهب الفقهية تجعل من الحديث حاكماً على القرآن ، وذلك أدى لظهور صيغة من الإسلام القرآن ليس القانون فيها بل الحديث ، فانتقل الإسلام من إسلام القرآن إلى إسلام الحديث . علينا أن نأتي إلى هذه الصيغة ونعيد صياغتها من جديد .
_على كل مفكر أن يقوم بعملية تحديث الخطاب الديني الإسلامي .
_ التطرف الإسلامي لن يُحارَب بالسلاح ولن يُهزَم إلا فكرياً بتدمير البنية الإيديولوجية التي يقوم عليها ، وهذا بحاجة إلى عمل جماعي ومؤسساتي .
_ المتطرفون الإسلاميون الذين حاربوا خلال الحرب السورية عشر سنوات سوف يعودون ، والخطر لم يزُل .
الإسراء والمعرج لم تَحصل ولا يمكن أن تكون حصلت ، الخطاب القرآني يقول عن محمد انه بشر ولا يمكن أن يرقى إلى السماء .
_ يوجد شهادات في التاريخ عن الوحي ، ولكن الوحي مسألة لا يمكن إثباتها أو نفيها اعتماداً على أي منطق ، لذلك قُلت إما أن تكون كل الأديان وضعية او كل الأديان إلهية .
_ كي نفهم الوحي فهماً صحيحاً يجب ان نترك الحديث والسيرة ، وأن نرى الوحي في القرآن .
_ في القرآن الكريم يوجد خمس آيات تتحدث عن الوحي ، جبريل ذُكر في القرآن مرتين فقط ، بينما ذكر في الحديث والسيرة عشرات الآلاف من المرات .
_ الوحي ينزل بمعاني وليس بكلمات ،
ولذلك تقول الآية الكريمة : "نزلناه على قلبك"
_ قُلت سابقاً أن قبيلة قريش قبيلة سورية ، وهذا شبه مؤكد بسبب الحركة المفتوحة بين بلاد الشام وجزيرة العرب ، بعض القبائل بقي رعوياً وبعضها أسس ممالك كتدمر والحيرة والأنباط ومملكة الحضر ، فليس مستغرباً أن تأتي قبيلة قريش من الشام وتستقر في مكة .
_المذاهب الفقهية كلها غير صحيحة وغير ضرورية ، المسلمون ليسوا بحاجة إلى شريعة فُرضت عليهم في القرنين الثاني والثالث الهجري، بل بحاجة تشريعات مدنية، وما يحتويه القرآن من الشرائع كافي ، لماذا لا نكون مثل الديانة المسيحية بدون شريعة ؟!
_تضخمت الشريعة لأن المشرعين الإسلاميين كانوا يرغبون بتقليد اليهود ، الشريعة اليهودية في التوراة موجودة في أربع أسفار ، ناهيك عن التلمود كشريعة أخرى .
_عبر تاريخ الإنسان لم يكن الدين مرتبط بالأخلاق ، الأخلاق علاقة البشر بين بعضهم ، والدين علاقة الإنسان مع العالم الإلهي ، ليس من الضروري أو الحتمي أن تتصل الأخلاق بالدين .
_ في العصور الوسطى لم يكن هناك حضارة سوى الحضارة العربية في بغداد والأندلس .
_الثقافة الصينية ثقافة منعزلة ولم تتصل بالثقافة العربية على الإطلاق .
_ نحن في عصر التكنلوجيا وهي طاغية على الفكر ، وعلينا أن نأخذ العلم والتكنلوجيا من الصين .
_ هناك جهود فردية لفهم الدين الإسلامي ، ولكن في المستقبل نحن بحاجة إلى عمل جماعي تتبناه الدولة اعتماداً على مؤسسات معنية بهذا الأمر . ويجب على الأزهر أن يساهم بذلك .
_رسالتي إلى السوريين : الأمم تعرضت إلى مِحن كثيرة ، ونحن نتعرض إلى مِحنة ، وكما زالت مِحن الأمم الأوروبية ستزول المِحن في بلادنا العربية ، المِحنة طارئة والتعب طارئ وسوف يزول في يوم من الأيام .
جدير بالذكر أن المفكر فراس السواح كان أستاذا لمادة تاريخ الأديان في جامعة بكين ونشر أول موسوعة عربية عن تاريخ الأديان وصدرت عن دار التكوين بدمشق في خمسة أجزاء.
إضافة تعليق جديد