لافروف وظريف: مستقبل الأسد بيد السوريين

18-08-2015

لافروف وظريف: مستقبل الأسد بيد السوريين

أعلنت موسكو وطهران، أمس، رفضهما شروط الغرب ودول عربية برحيل الرئيس السوري بشار الأسد، وأكدتا أن مصير سوريا يجب أن يقرره السوريون أنفسهم، من دون تدخل خارجي أو أي نوع من المطالب المسبقة.
وأكد وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والإيراني محمد جواد ظريف، في موسكو، أن الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه في فيينا سيعزز العلاقات الثنائية بين البلدين، فيما كشف لافروف أن روسيا ستبني ثمانية مفاعلات نووية جديدة لإيران.
الى ذلك، وفي الوقت الذي كان الجيش السوري و»حزب الله» يزيدان من ضغطهما على المسلحين في الزبداني، سقطت صواريخ على اللاذقية، أدت الى مقتل وإصابة حوالي 20 شخصاً، فيما ارتفع عدد قتلى الغارات الجوية على دوما في ريف دمشق الى اكثر من مئة شخص، ما أثار إدانات من المبعوث الأممي الى سوريا ستيفان دي ميستورا ومدير العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة ستيفن اوبراين. وندد المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية جون كيربي «باستخفاف النظام بحياة البشر». وكرر، في بيان، ان واشنطن «تعمل مع شركائها من اجل انتقال سياسي فعلي يقوم على التفاوض، بمعزل عن الأسد»، مضيفاً «الأسد لا يتمتع بأي شرعية لقيادة الشعب السوري».
وفي الوقت ذاته، قال لافروف، في مؤتمر صحافي مشترك مع ظريف في موسكو، إن «الموقف الروسي من تسوية الأزمة السورية لم يتغير، وهو يكمن في ضرورة أن يقرر الشعب السوري مستقبل بلاده، على أساس بيان جنيف، من دون أية تدخلات خارجية أو فرض سيناريوهات مسبقة».
وأقر لافروف «بوجود اختلافات بين موقف موسكو ومواقف شركائها من الولايات المتحدة والخليج، خصوصاً مصير الرئيس بشار الأسد». وقال «يرى بعض شركائنا أنه يجب الاتفاق مسبقاً على رحيل الرئيس من منصبه في ختام المرحلة الانتقالية، وهو موقف غير مقبول بالنسبة لروسيا، إذ يجب على الشعب السوري أن يقرر «مسألة مصير الأسد».
وأضاف «ما زلنا متمسكين بالقاعدة المتينة المتمثلة في بيان جنيف الصادر في 30 حزيران العام 2012، والذي ينص على حل جميع قضايا تجاوز الأزمة السورية عبر مفاوضات بين الحكومة السورية ووفد للمعارضة يمثل جميع أطياف خصوم القيادة السورية. كما أن البيان يؤكد أن أية اتفاقات بشأن الخطوات الانتقالية والإصلاحات يجب أن تتخذ على أساس توافق بين الحكومة وخصومها».
واعتبر لافروف أن «على اللاعبين الخارجيين المشاركين في تسوية الأزمة السورية، الكف عن التظاهر بأن المنظمة الوحيدة فقط للمعارضة السورية، والتي قدمها ما يسمى بالمجتمع الدولي، تتمتع بالشرعية الكاملة». وأضاف «يجب تشكيل وفد للمعارضة يمثل جميع أطيافها، وستتمثل مهمة هذا الوفد في وضع قاعدة بنَّاءة، من دون أية شروط مسبقة لإجراء المفاوضات مع وفد الحكومة الشرعية في سوريا».
بدوره، أعلن ظريف أن طهران تؤيد موقف موسكو بشأن سبل تسوية الأزمة في سوريا. وقال «على السوريين أن يقرروا مصيرهم ومستقبلهم بأنفسهم، أما الدول الأجنبية، فيجب أن يقتصر دورها على تسهيل تحقيق هذه المهمة بالنسبة للسوريين». وأضاف «إننا نرى أن السبيل الوحيد لتسوية الأزمة السورية يحمل طابعاً سياسياً. إننا نشاطر الاتحاد الروسي موقفه من هذه المسألة، وإن هذا التطابق في المواقف سيستمر».
وأكد لافروف وظريف، في بيان مشترك نشرته وزارة الخارجية الروسية، «تقارب مواقف بلديهما إزاء ضرورة إعادة الاستقرار إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الأمر الذي سيمكن الدولتين من إحراز قدر أكبر من تنسيق جهودهما، لا سيما في إطار مساهمتهما في تسوية النزاعات في سوريا والعراق واليمن، وتعزيز تصديهما المشترك للتهديد الناجم عن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وغيره من الجماعات المتطرفة».
وتأتي زيارة ظريف لموسكو بعد مناقشات مكثفة مكرسة للملف السوري الأسبوع الماضي، حيث التقى لافروف مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير و3 وفود للمعارضة السورية. كما يواصل لافروف مناقشاته بشأن سبل تسوية الأزمة السورية مع نظيره الأميركي جون كيري عبر الهاتف.
الملف النووي
 وأعرب لافروف عن أمله في أن يدخل الاتفاق النووي الذي وقعته إيران ومجوعة «5+1»، حيز التطبيق خلال الأسابيع القليلة المقبلة. وقال إن «تطبيق الاتفاق الشامل سيسمح بتسوية الوضع حول البرنامج النووي الإيراني بصورة ترضي الجميع، مع ضمان الاحترام التام لحق إيران في الأنشطة النووية السلمية، كما أنه يتيح استعادة الثقة في المنطقة ويضمن إزالة العقبات التي تعرقل التعاون الاقتصادي والسياسي الطبيعي على المستوى الإقليمي، مع ضمان المشاركة كاملة الحقوق لإيران».
وأضاف لافروف «كل الفرص متاحة اليوم لدفع العلاقات الروسية - الإيرانية إلى مستوى جديد أكثر تقدماً في ما يتعلق بجوهر الاتفاقيات التي توصل إليها الرئيسان (الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني) أخذاً في الاعتبار تلك القرارات التي اتخذت لحل الموقف بشأن البرنامج النووي الإيراني». وتابع إن «التعاون بين روسيا وإيران يشمل القطاعات كافة، وسيتم تأمين ثمانية مفاعلات نووية جديدة لإيران».
واعتبر ظريف، من جهته، أنه سيكون للاتفاق آثار إيجابية على التعاون في مجالي الاقتصاد والدفاع. وقال «نحن واثقون من أن اتفاقية فيينا سيكون لها أثر هائل على تطوير العلاقات بين بلدينا. علاقاتنا كانت جيدة، والاتفاق سيكون له أثر إيجابي على تطوير العلاقات في كل المجالات بما فيها الاقتصاد والدفاع وغيرها».
وقال ظريف إن «روسيا ستلعب دوراً مهماً في عملية تطبيق الاتفاق النووي الشامل»، مشيداً بمساهمة لافروف في إنجاح المفاوضات التي جرت في فيينا حول البرنامج النووي الإيراني.
واعتبر ظريف أن الأنباء عن زيارة قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني لموسكو جاءت في سياق الحملات الدعائية الجارية في الولايات المتحدة على خلفية السباق الانتخابي في هذه البلاد»، فيما وصف لافروف الأنباء عن زيارة سليماني إلى موسكو بأنها شائعات لا أساس لها من الصحة.

وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...