الحكمة والفلسفة الهنديتان تبشران بانتهاء الحرب السورية
الجمل- بقلم:Lyuba lulko- ترجمة: وصال صالح:
سورية بشار الأسد ليست معزولة بعد الآن – والهند والصين تدعمان في نواحٍ كثيرة الرئيس السوري،ومن الواضح ، أن سورية باتت على مشارف النهاية من هذه الحرب في حين أن القوى الكبرى على استعداد لانتزاع قطعة من الكعكة السورية، ليس هناك صداقة في الجغرافيا السياسية، بينما تواجه روسيا منافسة خطيرة في سورية.
...وسورية لم تعد معزولة
أكد وزير الخارجية الهندي مُبشر جاويد أكبر خلال زيارته إلى دمشق يوم السبت ، على دعم الهند لحكومة الأسد في الصراع السوري، ومن المثير للاهتمام أن مسؤولين صينيين قالوا الأسبوع الماضي بأن الصين في طريقها إلى مضاعفة التعاون العسكري مع بشار الأسد ولم تقف الهند مكتوفة الأيدي بل أرسلت أكبر مسؤول إلى سورية، على عكس الصين ، ينظر الغرب إلى الهند كدولة ديمقراطية، لذلك جاءت الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الهندي إلى سورية في الوقت الذي تنصب فيه جهود المجتمع الدولي لإخراج البلد من الحرب التي مزقته ، وللخروج من عزلته.
وخلال استقباله لوزير الخارجية الهندي، حث الرئيس السوري بشار الأسد الهند إلى "لعب دور متزايد من القوة" لتحقيق الاستقرار في غرب آسيا، وجرى الاتفاق لزيادة تحسين مستوى المحادثات في المجال الأمني، حسبما جاء في منشور على موقعdnaindia.com بأن نيودلهي كانت تشعر بالقلق إزاء التهديد المتزايد للإرهاب القادم من الجماعات الإرهابية –داعش- وذكر الموقع بالعمل الإرهابي الذي شهدته مدينة داكا والذي اسفر عن مقتل 29 شخصاً الشهر الماضي، وخلال اللقاء، رحب الرئيس الأسد بنهج الهند الموضوعي تجاه الصراع في سورية، واتفق الزعيمان على أن الإرهاب هو مشكلة عالمية، وأشار موقع dnaindia أن معلوماته مستقاة من مصادر دبلوماسية، وقال السيد أكبر أن الوقت لاستعادة المدن السورية المدمرة بات قريباً، ودعا الرئيس الأسد لزيارة الهند لبحث موضوع المشاركة في إعادة الإعمار.
تنبع مصلحة الهند في استقرار غرب آسيا من حقيقة أن أكثر من 7 مليون مواطن هندي يعملون في المنطقة، وقال الموقع أن سلامتهم لا تزال مصدر قلق كبير للحكومة الهندية ، هذا بالإضافة إلى احتياجات البلاد من الطاقة.
بكين ونيودلهي والانخراط في المنافسة على سورية
مع ذلك، من المثير للاهتمام ، أنه لم تكن نيودلهي تفكر بالمهاجرين الهنود وحتى بالعديد من المشاريع المشتركة في المنطقة، والبعض منها مشاريع واسعة النطاق، على سبيل المثال محطة تشرين لتوليد الطاقة الكهرومائية التي كانت تديرها شركة بهارات للكهربائيات الثقيلة المحدودة (BHEL ) ، أو مصنع الفولاذ في محافظة حماة، الآن تعتزم نيودلهي إنهاء تلك المشاريع، في حال ضمان دمشق لسلامتهم.
تشير التوقعات الآنفة الذكر أن الحرب في سورية تقترب من نهايتها، وعلاوة على ذلك، من الواضح أن ما يشجع هذه الدول لتعزيز أعمالها في سورية ما بعد الحرب، التغيرات الأخيرة التي شهدتها العلاقات السورية –التركية وذلك بعد اعتراف تركيا بقيادة الرئيس بشار الأسد للمرحلة الانتقالية ورغبة الأميركيين بصرف النظر عن إسقاط الاسد، بينما ما تزال الملكيات العربية تعارض دور للاسد في سورية ما بعد الحرب.
وكانت الصين عبرت عن دعمها للرئيس السوري، الأسبوع الماضي ، وقال رئيس مكتب التعاون العسكري الدولي في اللجنة العسكرية المركزية الصينية (CMC ) غوان يوفي بان سياسة الصين سوف تهدف إلى تعزيز التعاون مع سورية في مكافحة خطر الإرهاب، وقال إن الصين ماضية في تقرير سياسة مكافحة الإرهاب ضد المسلحين في سورية وبالتالي دعم حكومة الأسد.
سورية هي صديق تشعر الصين بالامتنان له، والأسد يدعم بكين في النزاع الدائر في بحر الصين الجنوبي، ودمشق تدعم الهند فيما يخص قضية كشمير وأنها جزء لا يتجزء من الهند، أما بالنسبة لروسيا، فإن الأسد يدعم إعادة توحيد روسيا مع جزيرة القرم.
موسكو تقوم بكل "الأعمال الشاقة" في سورية
كما نرى لم يعد يُنظر إلى الصراع الدائر في سورية كصراع مع بشار الأسد ولعزلة سورية، الصراع السوري الآن تطور إلى صراع ضد المتطرفين الإسلاميين، ومن المرجح أن الغرب وتركيا والممالك العربية لن يكونوا من بين تلك الدول التي ستحصل على قطعة من الكعكة السورية، حيث سيتم تقاسم القطع بين روسيا والصين والهند، بكين ونيودلهي يملكان شيء تفتقر إليه موسكو-مليارات الدولارات من الاستثمارات ، موسكو تخوض الحرب في سورية، لكن بكين ونيودلهي ليسا كذلك، روسيا تحمل المسؤولية السياسية، بينما هما لا يفعلان ذلك، وبالتالي فإن الروس يقومون يالأعمال الشاقة بينما الصينيين والهنود سيستمتعون بالنتائج.
وعلاوة على ذلك سيكون بمقدور الصين والهند جذب إيران وتركيا في إعادة إعمار سورية وهذا ممكن جداً في الواقع، وبالنظر إلى تجارب الصين الماضية في أفريقيا وأمريكا اللاتينية، يجب على روسيا أن لا تضع كل البيض في سلة واحدة في سورية، روسيا يجب أن تفاوض وتروج للمشاريع الاقتصادية ذات المنفعة المتبادلة.
"لقد منح الاجتماع الثلاثي الأخير لرؤساء روسيا وإيران وأذربيجان –دفعة جديدة لتنفيذ "كوريدور" ممر النقل بين الشمال والجنوب" قال بوريس فولكونسكي وهو نائب رئيس مركز أسيا والشرق الأوسط RISI للبرافدا وأضاف " سورية ليست بعيدة عن ممر النقل هذا –وينبغي أن نصبح مركزاً لتحقيق التكامل بين منطقة واسعة، بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط والقوقاز وآسيا الوسطى وشمال أوروبا مع انضمام الهند للمشروع وقال الخبير "الحقيقة أن الصين تملك "القوة الناعمة" للاستثمار، وروسيا لديها "القوة الصلبة"... إنها مسألة التكامل- وليست مسألة المنافسة".
عن:Pravda.ru
الجمل
إضافة تعليق جديد