الأسـد: الأولوية للإصلاح وإنهاء المظاهر المسلحة والمعلم يحذر من يعترف بالمجلس الوطني

10-10-2011

الأسـد: الأولوية للإصلاح وإنهاء المظاهر المسلحة والمعلم يحذر من يعترف بالمجلس الوطني

أكد الرئيس بشار الأسد، أمس، أن سياسة الدولة الحالية حيال الأزمة تقوم على محورين، أولهما الإصلاح السياسي وثانيهما إنهاء المظاهر المسلحة، فيما هدد وزير الخارجية وليد المعلم بإجراءات مشددة ضد أي دولة تعترف بـ«المجلس الوطني السوري» الذي تشكل في اسطنبول، مذكرا الدول الغربية أيضاً بالتزاماتها اتجاه البعثات السورية لديها ومهدداً بمعاملة بالمثل، موجهاً تحذيراً مبطناً إلى تركيا قائلا إن «سوريا ليست مكتوفة الأيدي ومن يرميها بوردة ترميه بوردة». الأسد خلال استقباله وفد الـ«البا» في دمشق أمس (رويترز)
وكان كل من الأسد والمعلم استقبلا وفداً من مجلس دول «الألبا» التحالف البوليفي، الذي يضم مجموعة دول في أميركا اللاتينية بينها فنزويلا وكوبا وبوليفيا ونيكاراغوا والأكوادور. ويضم الوفد أربعة وزراء ونائبين لوزراء الخارجية قالوا جميعا إنهم يقومون بزيارة تضامنية مع دمشق.
واستقبل الأسد الوفد الذي ضم وزراء خارجية فنزويلا نيكولاس مادورو وكوبا برونو رودريغيز والاتصالات البوليفي ايبان كانيلاس والداخلية الفنزويلي طارق العيسمي ونائب وزير الخارجية الفنزويلي تيمير بوراس ونائب وزير الخارجية الأكوادوري بابلو فيا غوميز ونائبة وزير خارجية نيكاراغوا ماريا روبياليس.
ونقل بيان رسمي عن الأسد تأكيده لأعضاء الوفد أن «الخطوات التي تقوم بها سوريا ترتكز على محورين، أولهما الإصلاح السياسي، وثانيهما إنهاء المظاهر المسلحة»، مضيفاً «أن الإصلاحات لاقت تجاوباً كبيراً من الشعب السوري، وأن الهجمة الخارجية على سوريا اشتدت عندما بدأت الأحوال في الداخل بالتحسن، لأن المطلوب من قبلهم ليس تنفيذ إصلاحات بل أن تدفع سوريا ثمن مواقفها وتصديها للمخططات الخارجية للمنطقة».
وأشار الأسد إلى أنه و«بالرغم من ذلك فإن عملية الإصلاح مستمرة، وهي تتم بناء على قرار سيادي غير مرتبط بأي إملاءات خارجية، ومن أي جهة كانت».
بدورهم نقل أعضاء الوفد وفقاً لـ«سانا» إلى الأسد تضامن ودعم رؤساء وشعوب دولهم لدمشق، وعبروا عن استنكارهم للحملة السياسية والإعلامية التي تتعرض لها بسبب مواقفها، مؤكدين أن «دولهم ستبقى دائماً تقف إلى جانب سوريا في جميع المجالات، وفي المحافل الدولية». وأشار أعضاء الوفد إلى أنهم «لمسوا من خلال هذه الزيارة الفرق الكبير بين ما تبثه وسائل الإعلام حول الأحداث في سوريا وبين الواقع الحقيقي على الأرض»، مؤكدين «رفض بلدانهم الكامل لأي شكل من أشكال التدخل الخارجي في شؤون سوريا الداخلية».
إلى ذلك، أطلق وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو سلسلة من المواقف الحادة و«الرسائل النارية»، التي تصل إلى حد «التهديد المبطن»، تجاه الأسد. ولم يوفر من انتقاداته إيران والأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله. وتوقع داود اوغلو، في لقاء مغلق مع صحافيين أتراك، إن الأزمة في سوريا امتحان صعب جدا للنظام الدولي وللجيران. وإذ أعرب عن قلقه من احتمال صدام مذهبي يشمل كل المدن السورية ومن حرب أهلية، أضاف «من الممكن أن نشهد انقلابا داخل السلطة». وبعد أن اعتبر أن موقفنا مبدئي من الوضع في سوريا، قال «لو أردنا إسقاط النظام في سوريا لفعلنا ذلك عام 2005 في أكثر اللحظات صعوبة للأسد، وكان بإمكاننا ذلك».
 
وأكد المعلم، في مؤتمر صحافي مع وفد «البا» في دمشق، أن سوريا ستتخذ «إجراءات مشددة» اتجاه أية دولة تعترف بـ«المجلس الوطني»، معتبرا المجلس «لا شرعي». وشدد على أن الحكومة السورية مع «الحوار الوطني الشامل ومشاركة المعارضة فيه، وفي بناء مستقبل سوريا ومع السير في برنامج الإصلاح الشامل».
وحول الاعتداءات التي طالت بعثات دبلوماسية سورية في أوروبا، قال المعلم «إن دول الاتحاد الأوروبي لديها تشريعات تنظم التظاهر السلمي بحيث لا تخرج تظاهرة أو تجمعات من دون موافقة مسبقة. ونسأل هل حصلوا على إذن مسبق لاقتحام سفاراتنا»، مشيراً إلى أن «اتفاقية فيينا للعلاقات الدولية توجب على الدول تأمين الحماية للبعثات الدبلوماسية لديها ولأعضائها».
وأضاف المعلم «إذا كانوا لا يلتزمون بتنفيذ بنود هذه المعاهدة وتأمين الحماية لبعثاتنا فسنعاملهم بالمثل، فسفاراتنا في أوروبا والولايات المتحدة لديها مهام أساسية وهي تحسين العلاقات مع هذه البلدان، وليس كما تفعل بعض سفاراتهم في دمشق، حيث تتدخل في شؤوننا الداخلية».
وجدد وزير الخارجية «شكر سوريا وتقديرها للموقفين الروسي والصيني اللذين برزا في مجلس الأمن» الدولي. وأضاف «نحن على اتصال مستمر مع القيادة الروسية التي تدعو دائما إلى عدم التدخل الخارجي بشؤون سوريا وإلى حوار وطني تشارك فيه المعارضة، والسير في تنفيذ برنامج الإصلاحات الشاملة»، لكنه تساءل «هل يمكن عقد حوار وطني مع مجموعات إرهابية مسلحة تغتال رجال الفكر والعلم وتقتل الناس بالأجرة، وهل تريد هذه المجموعات الإصلاحات. لا أرى ربطاً بين ما تفعله هذه المجموعات وبرنامج الإصلاح والحوار المنوي تنفيذه».
واعتبر المعلم أن «الغرب لن يهاجم سوريا، فليس هناك من يدفع الفاتورة، وهو اختار العقوبات الاقتصادية لتجويع الشعب السوري تحت ذريعة حماية حقوق الإنسان».
وبشأن الهدف من الإعلان عن تقديم ملف حول وثائق لاغتيال 1100 شخصيات سورية إلى مجلس حقوق الإنسان في جنيف، قال المعلم إن «عدد الشهداء أصبح 1110 اليوم (في إشارة إلى مقتل أكثر من تسعة عناصر من الجيش وحفظ النظام في كمين في حماه مساء السبت)، ومن الأساسي اطلاع المجتمع الدولي بأن هناك مجموعات مسلحة تقوم بأعمال العنف في سوريا وتقتل هذا العدد الكبير من الشهداء». وأضاف إن «كثيرين في الغرب يقولون هذه ثورة سلمية وتظاهرات سلمية ولا يعترفون بوجود مجموعات إرهابية مسلحة يقومون بتمويلها وتهريب السلاح إليها».
وحول إعلان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان نيته فرض عقوبات على سوريا واتهام قيادة الأحزاب الكردية الاستخبارات التركية باغتيال المعارض الوطني مشعل تمو، قال المعلم «أؤكد لكم أن مجموعة إرهابية اغتالت الشهيد تمو، فهذا الرجل المعارض وقف أمام تيار يطالب بالتدخل الخارجي، وهدفُ الاغتيال افتعال فتنة في محافظة الحسكة التي ظلت طوال الأزمة نموذجاً للتعايش والإخاء بين سكانها». وأضاف «أما في ما يتعلق بتصريحات أردوغان فنقول سوريا ليست مكتوفة الأيدي. من يرمها بوردة ترمه بوردة».
ورداً على سؤال بشأن الضابط الفار رياض الأسعد إلى تركيا وحديثه عن استعدادات لنشاط عسكري على الأراضي السورية وإذا ما كان يحق لدمشق الاعتراض لدى الحكومة التركية على ذلك، قال المعلم إن «هذا الرجل خارج عن القانون وفار من الخدمة العسكرية، وما يقوله من كلام غير مسؤول لا يبنى عليه، ولا علم لنا في وزارة الخارجية عن دخول أي جندي تركي إلى الأراضي السورية، فنحن في علاقات الدول نتعامل هكذا».
وحول اعتبار البعض أن الفيتو الروسي والصيني منح فرصة للقيادة السورية لإنهاء العمليات العسكرية وإذا كان هناك أجندة محددة لإنهاء الأزمة الداخلية، قال المعلم إن «أحداً لا يستطيع أن يضع أجندة، لأن من يتسبب بما يجري مجموعات مسلحة تقوم بعملياتها وتهرب إلى القرى المجاورة للمدن والبساتين والحقول، ولا دولة في العالم تقبل السكوت عن مجموعات مسلحة تقوم بأعمال إرهابية ضد مواطنيها. وأعتقد أن أصدقاءنا الروس واعون لهذه الحقيقة، ولا سيما أنه منذ يومين تعرضت إحدى شركات النفط الروسية في حمص لاعتداء إرهابي».
ورداً على سؤال لماذا لم تتخذ الدولة السورية حتى الآن إجراء صارما بحق السفير الأميركي في دمشق روبرت فورد لتدخله في الشؤون الداخلية، قال المعلم «أولاً نحن بلد عمره أكثر من سبعة آلاف سنة، لذلك قلبنا كبير وصبرنا أكبر، وثانياً نحن دولة تثق بنفسها وبأبنائها، وإذا تحرك هنا وهناك فلكي يجعل من نفسه بطلاً في بلاده وليس هنا».
من جهته، قال وزير خارجية فنزويلا نيكولاس مادورو «إن وفد ألبا يزور دمشق لينقل رسالة واضحة جداً، وهي التضامن مع الشعب السوري وحكومته التي تحاول بالوسائل السلمية والسياسية، وعبر الحوار حل الأزمة في البلد والخروج منها، ورفض جميع أشكال التدخل الغربي والإمبريالي في الشؤون الداخلية لسوريا والشعب السوري الذي من حقه أن يحل مشاكله بيده». وأكد أن «دول ألبا قررت وبشكل جماعي دعم الشعب السوري ليتجاوز محنته ومشاكله».
بدوره، أعرب نائب وزير خارجية الإكوادور بابلو فيا غوميز عن أمله بألا يتم استغلال التدخلات الخارجية للتأثير على سيادة الشعب السوري واستقلاله، لافتا إلى أن الإكوادور من الدول التي تدافع عن الشرعية الدولية وتؤيد حل الدول لمشاكلها في إطار حقوقها وواجباتها.
من جهتها، قالت نائبة وزير خارجية نيكاراغوا ماريا روبياليس «نحن هنا في خندق واحد، هو خندق شعوب الجنوب، ونحن ندافع عن السلام والسيادة، وبالنسبة لنا سيتحول الدفاع عن سوريا إلى دفاع عن شعوبنا جميعا ضد اعتداءات الامبريالية، فالاعتداء عليها هو اعتداء على دول ألبا وشعوب أميركا الجنوبية».
ميدانيات
وقالت مصادر إعلامية سورية أن الأوضاع كانت هادئة أمس في مدينة القامشلي بعد تشييع المعارض السوري مشعل تمو أمس الأول. كما جرت عملية هادئة لتشييع شاب قتل أثناء تشييع المعارض السوري برصاص مسلحين. ونسبت المصادر لأحزاب كردية اتفاقها على التهدئة مع السلطات السورية تجنبا «لإشعال التوتر في المحافظة ومدنها».
كما جرت حوادث أمنية في حمص من بينها محاولة اغتيال معاون مدير دائرة الزراعة في المحافظة وهو في سيارته برفقة آخرين، ما أدى إلى إصابته، كما استهدفت قذيفة «آر بي جي» وفقا لراديو «شام» منطقة سكنية أدت لجرح أربعة أشخاص. من جهتها قالت «سانا» إن تسعة جنود وعناصر من حفظ النظام قتلوا باشتباك مع مجموعة مسلحة في منطقة جسر المزارب في حماه، كما قتل من المجموعة المهاجمة ما لا يقل عن 10 أشخاص.
وقالت مصادر محلية إنه تم الإفراج عن المعارض نواف البشير المعتقل منذ 31 تموز الماضي. يذكر أن المعارض شيخ قبائل البكارة وكان شارك في الاحتجاجات التي شهدتها مدينة دير الزور الصيف الماضي.


                                                                                                                                                 زياد حيدر

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...