ترسيمات خارطة الرأي العام العالمي الجديدة إزاء إسرائيل

22-04-2010

ترسيمات خارطة الرأي العام العالمي الجديدة إزاء إسرائيل

الجمل: تعتمد إسرائيل في بقائها واستمرار وجودها كدولة على ما توفره لها الولايات المتحدة والبلدان الغربية الأوروبية من دعم اقتصادي وعسكري وسياسي, وذلك بفعل ضغوط الرأي العام الموالية لإسرائيل في هذه البلدان, وحاليا تقول المعلومات بأن قوة إسرائيل أو بالأحرى صورة إسرائيل قد اهتزت قيمياً بقدر كبير في أوساط الرأي العام العالمي: فما هي طبيعة هذا الاهتزاز وتجسيماته وما يمكن أن تؤدي إليه مفاعيله؟

ترسيمات خارطة الرأي العام العالمي الجديدة إزاء إسرائيل
تقول المعلومات والتقارير الصادرة اليوم بأن هيئة الإذاعة البريطانية قد كلفت فريق عمل مختص بدراسة شؤون الرأي العام وذلك لقياس ورصد التغيرات الجارية في خطوط وملامح الرأي العام العالمي إزاء إسرائيل, وقد أشارت النتائج التي توصل إليها تقرير هيئة الإذاعة البريطانية إلى حقائق مذهلة شكلت صدمة قاسية للعديد من الخبراء المهتمين بالشأن الإسرائيلي وعلى وجه الخصوص أصدقاء إسرائيل وخبراء اللوبيات الإسرائيلية المنتشرة في العالم إضافة إلى أن الصدمة كانت أكثر قسوة في أوساط جميع الإسرائيليين في مختلف مستوياتهم وتوجهاتهم, هذا ونشير هنا إلى أبرز الحقائق التي توصلت إليها هذه الدراسة:
• الولايات المتحدة الأميركية: 40% ايجابيون إزاء إسرائيل و31% سلبيون إزاء إسرائيل و29% محايدون أو ليس لديهم موقف واضح.
• كندا: 23% ايجابيون إزاء إسرائيل و38% سلبيون إزاء إسرائيل, و39% محايدون أو ليس لديهم موقف واضح.
• دول أميركا الوسطى: 24% ايجابيون إزاء إسرائيل و43% سلبيون إزاء إسرائيل, و33% محايدون أو ليس لديهم موقف واضح.
• المكسيك: 23% ايجابيون إزاء إسرائيل, و32% سلبيون إزاء إسرائيل و45% محايدون أو ليس لديهم موقف واضح.
• البرازيل: 21% ايجابيون إزاء إسرائيل, و61% سلبيون إزاء إسرائيل, و18% محايدون أو ليس لديهم موقف واضح.
• تشيلي: 19% ايجابيون إزاء إسرائيل, و44% سلبيون إزاء إسرائيل و37% محايدون أو ليس لديهم موقف واضح.
• روسيا: 29% ايجابيون إزاء إسرائيل, و30% سلبيون إزاء إسرائيل, و41% محايدون أو ليس لديهم موقف واضح.
• إيطاليا: 26% ايجابيون إزاء إسرائيل, و46% سلبيون إزاء إسرائيل, و28% محايدون أو ليس لديهم موقف واضح.
• فرنسا: 20% ايجابيون إزاء إسرائيل, 57% سلبيون إزاء إسرائيل, 23% محايدون أو ليس لديهم موقف واضح.
• بريطانيا: 17%  ايجابيون إزاء إسرائيل, 50% سلبيون إزاء إسرائيل, و33% محايدون أو ليس لديهم موقف واضح.
• ألمانيا: 13% ايجابيون إزاء إسرائيل, 68% سلبيون إزاء إسرائيل, 19%  محايدون أو ليس لديهم موقف واضح.
• البرتغال: 9% ايجابيون إزاء إسرائيل, 46% سلبيون إزاء إسرائيل, و45% محايدون أو ليس لديهم موقف واضح.
• إسبانيا: 9% ايجابيون إزاء إسرائيل, 60% سلبيون إزاء إسرائيل, و31% محايدون أو ليس لديهم موقف واضح.
• تركيا: 6% ايجابيون إزاء إسرائيل, 77% سلبيون إزاء إسرائيل, و17% محايدون أو ليس لديهم موقف واضح.
• مصر: 3% ايجابيون إزاء إسرائيل, 92% سلبيون إزاء إسرائيل, و5% محايدون أو ليس لديهم موقف واضح.
• كينيا: 39% ايجابيون إزاء إسرائيل, 34% سلبيون إزاء إسرائيل, و27% محايدون أو ليس لديهم موقف واضح.
• نيجيريا: 37% ايجابيون إزاء إسرائيل, 41% سلبيون إزاء إسرائيل, و22% محايدون أو ليس لديهم موقف واضح.
• غانا: 21% ايجابيون إزاء إسرائيل, 36% سلبيون إزاء إسرائيل, و43%  محايدون أو ليس لديهم موقف واضح.
• كوريا الجنوبية: 27% ايجابيون إزاء إسرائيل, 57% سلبيون إزاء إسرائيل, و16% محايدون أو ليس لديهم موقف واضح.
• الصين: 22% ايجابيون إزاء إسرائيل, 40% سلبيون إزاء إسرائيل, و38% محايدون أو ليس لديهم موقف واضح.
• تايلاند: 21% ايجابيون إزاء إسرائيل, 59% سلبيون إزاء إسرائيل, و20% محايدون أو ليس لديهم موقف واضح.
• الفيليبين: 18% ايجابيون إزاء إسرائيل, 58% سلبيون إزاء إسرائيل, و34% محايدون أو ليس لديهم موقف واضح.
• الهند: 17% ايجابيون إزاء إسرائيل, 29% سلبيون إزاء إسرائيل, و54% محايدون أو ليس لديهم موقف واضح.
• أستراليا: 17% ايجابيون إزاء إسرائيل, 47% سلبيون إزاء إسرائيل, و36% محايدون أو ليس لديهم موقف واضح.
• إندونيسيا: 15% ايجابيون إزاء إسرائيل,  56% سلبيون إزاء إسرائيل, و29% محايدون أو ليس لديهم موقف واضح.
• أذربيجان: 12% ايجابيون إزاء إسرائيل, 51% سلبيون إزاء إسرائيل, و37% محايدون أو ليس لديهم موقف واضح.
• باكستان: 4% ايجابيون إزاء إسرائيل,  53% سلبيون إزاء إسرائيل, و43% محايدون أو ليس لديهم موقف واضح.
• اليابان: 2% ايجابيون إزاء إسرائيل,  52% سلبيون إزاء إسرائيل, و46% محايدون أو ليس لديهم موقف واضح.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن الذي لفت نظر الإسرائيليين على وجه الخصوص يتمثل في انخفاض التأييد لأميركا من 47% إلى 40% وأيضا في كينيا حيث هبط من 41% إلى 34%, أما في روسيا فهناك اهتمام في أوساط الإسرائيليين بسبب أن الوضع هو 29% ايجابيين إزاء إسرائيل و30% سلبيين إزاء إسرائيل, الأمر الذي يعكس تعادلا بين كفة المؤدين وكفة المناهضين لإسرائيل.
الأرقام والنسب التي رصدتها مسوحات هيئة الإذاعة البريطانية المتعلقة بتركيا ومصر تمخضت عن خيبة أمل كبيرة في أوساط الإسرائيليين, ففي تركيا المؤيدون لإسرائيل 6% فقط أما المناهضين لها فهم 77%, وهناك احتمالات بأن ينضم المحايدون 17% إلى المناهضين بحيث تصبح النسبة 94% بما يمكن أن يؤدي بالضرورة إلى انخفاض نسبة ال6% المؤيدة لإسرائيل, وهو أمر سوف يشكل خطرا حقيقيا على طموحات الإسرائيليين إزاء استعادة العلاقات والروابط مع تركيا وبكلمات أخرى إذا تزايدت نسبة مناهضة إسرائيل لهذا المستوى المضطرد لن يستطع أي حزب سياسي تركي أن يطرح برنامجا سياسيا يتضمن طرح أو إبداء رغبة في بناء الروابط مع إسرائيل, وإضافة لذلك لن تستطيع أي حكومة تركية أن تقف إلى جانب إسرائيل لأن ذلك سوف يضعها في موضع الصدام مع الرأي العام التركي.
أما بالنسبة لمصر فإن النسبة 3% مؤيدين لإسرائيل و92% مناهضين لإسرائيل أثارت المزيد من مخاوف الخبراء الإسرائيليين وذلك لأن كل الحكومات الإسرائيلية والقوى السياسية الإسرائيلية إضافة إلى الولايات المتحدة وغيرها من حلفاء إسرائيل الآخرين, ظلوا جميعهم ينظرون إلى العلاقات المصرية الإسرائيلية باعتبار أنها تشكل نموذجا يجب أن تحتذي به الدول العربية الأخرى في علاقاتها وتعاملها مع إسرائيل, وإضافة لذلك فإن وجود نسبة 92% من الرأي العام المصري في وضع المناهض لإسرائيل تمثل في حد ذاتها مؤشرا حقيقيا يفيد لجهة استحالة قيام أي تطبيع حقيقي في المنطقة مع إسرائيل.
هناك مؤشرات أخرى كانت لافتة للنظر أيضا, منها: تزايد العداء لإسرائيل في العديد من البلدان الأوروبية التي ظلت تمثل حليفا تقليديا لإسرائيل, ففي بريطانيا وصلت مناهضة إسرائيل إلى 50% وانكمش التأييد إلى 17% وفي فرنسا وصلت المناهضة إلى 57% وانكمش التأييد إلى 20% وفي ألمانيا تزايد العداء إلى 68% وانكمش التأييد إلى 13% وفي البرتغال 46% مناهضون و9% مؤيدون وفي إسبانيا 60% مناهضون و9% مؤيدون, وتأسيسا على ذلك تشير الأرقام والنسب الخاصة ببلدان الاتحاد الأوروبي الستة الرئيسية والتي شملت بلدان الاتحاد الأوروبي الكبرى (فرنسا - ألمانيا - بريطانيا - إسبانيا - إيطاليا)  تشير إلى أن تزايد تدهور سمعة ومكانة إسرائيل قد أصبح يشكل خطرا حقيقيا أمام الإسرائيليين لجهة ليس تعزيز الروابط المستقبلية مع هذه البلدان وإنما لجهة مدى المخاطر المحدقة بقدرة الإسرائيليين على المحافظة على مستوى علاقاتهم الحالية المتدهورة بالأساس مع الأوروبيين. وبكلمات أخرى إذا تدهورت معدلات التأييد لإسرائيل في أوروبا بشكل متزامن مع تزايد المناهضين لإسرائيل في الساحة الأوروبية فإنه, وبسبب حساسية السياسية الأوروبية إزاء متغير الرأي العام, فمن الممكن أن نشهد المزيد من ظهور وبروز الجماعات والقوى السياسية والحزبية الأوروبية, والتي قد لا تجد حرجا من مغبة توجيه الانتقادات العلنية ضد الإسرائيليين وضد الجماعات اليهودية الأوروبية, وقد يؤدي ذلك لاحقا إلى احتمالات أن تسعى بعض الجماعات السياسية الأوروبية إلى المطالبة بإلغاء قوانين العداء للسامية طالما أنها لم تعد تهدف إلى حماية اليهود من الاضطهاد وإنما أصبحت تستخدم لحماية الجرائم التي ظلت إسرائيل ترتكبها ضد شعوب وبلدان الشرق الأوسط.


الرأي العام العالمي: ساحة المواجهة الجديدة في الصراع العربي الإسرائيلي
طوال الفترة الممتدة من لحظة إعلان قيام دولة إسرائيل في عام 1948 وحتى الآن, ظلت الأطراف العربية أكثر اهتماما بخوض المواجهات مع الإسرائيليين ضمن نطاق مسرح المواجهة الشرق متوسطية, وبكلمات أخرى, ظل المسرح العالمي مفتوحا أمام الإسرائيليين يتحركون فيه بشكل كامل, وذلك بما أدى إلى جعل إسرائيل تتمتع بالقدرات الآتية:
• بناء القوة الناعمة من خلال بناء قدرات السيطرة على الرأي العام الأميركي والأوروبي والغربي وتحويله إلى عامل مساند يضغط على حكوماته وقواه السياسية من أجل مساعدة إسرائيل.
• بناء القوة الخشنة من خلال الحصول على القدرات العسكرية والاقتصادية والتكنولوجية, بما أدى إلى تحويل إسرائيل إلى ترسانة هائلة تتمتع بالقدرة على إلحاق الدمار والخراب بخصومها في المنطقة.
لم يكن تعامل الإسرائيليين مع الرأي العام العالمي خلال الستين عاما الماضية, تعاملا يتميز بالعشوائية وإنما كان يتسم بالمزيد من الاستخدامات والإسقاطات العلمية المضللة, فالإسرائيليون يعرفون قبل غيرهم طبيعة الجرائم التي يقومون بارتكابها في المنطقة, وما يمكن أن يترتب عليها من أزمات, وتأسيسا على ذلك فقد سعوا إلى تضليل الرأي العام العالمي وتعبئته لصالحهم وفقا للمعطيات الآتية:
• استخدام آلية الإنكار, وتتم عن طريق التعتيم الإعلامي ومقاومة الاعتراف بأي خلل في الأداء الإسرائيلي الشرق أوسطي.
• استخدام آلية الكبت, وتتم عن طريق تأجيل الحقائق والمعلومات لأطول ما يمكن, بحيث إذا تسربت فإن الوقت يكون قد فات وتكون حيوية الأزمة قد ماتت.
• استخدام آلية التفريغ, وتتم عن طريق إيجاد المسارات والقنوات البديلة التي يمكن استخدامها في الحالات الطارئة لجهة تفريغ الأزمة وتحويل مسارها, وعلى سبيل المثال لا الحصر فقد سعت تل أبيب وجماعات اللوبي الإسرائيلي عندما واجهت الضغوط العالمية بسبب جرائم الإسرائيليين في حرب جنوب لبنان إلى تصعيد موضوع الملف النووي الإيراني واستخدامه كمسار أو قناة لتفريغ الأزمة إعلاميا ونفس الشيء بالنسبة لما حدث بعد حرب غزة, ونفس الشيء يتم الآن على خلفية أزمة المستوطنات.
حتى الآن لم يهتم الإعلام العربي ليس بخوض المواجهة ضد الإعلام الإسرائيلي وحسب, وإنما بإعداد نفسه وفق متطلبات هذه المواجهة, فالجرائم التي تقوم بارتكابها إسرائيل في المنطقة لم ينتبه الرأي العام العالمي لها بالشكل الكافي والسبب بكل بساطة يتمثل في عدم وجود الوسائط الإعلامية القادرة على مخاطبة الرأي العام العالمي باللغات العالمية الرئيسية مثل الإنكليزية والفرنسية وخلافها, إن تفعيل قدرات الإعلام العربي في كافة المسارات هو السبيل الحقيقي للصدام مع مفاعيل القوى الداعمة لإسرائيل, فهل يا ترى سوف يتحرك الإعلام العربي من أجل تصحيح الوضع المغلوط في مسرح الرأي العام العالمي أم أن هذا الإعلام سوف يظل عاجزا عن التشخيص والتحليل وتفعيل الخطاب, ويبقى لفترة طويلة قادمة بلا حيوية, بما يتيح للإعلام الإسرائيلي تحقيق المزيد من السيطرة والتفوق الإستراتيجي. 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...