لا إحصاءات سورية حول الانتحار والمحاولات أكثر من الحوادث
قتل حبيبته وانتحر بعد رفض أهلها تزويجها له.
انتحار شاب بعد منعه من السفر .
غرق شاب وانتحار آخر في قرية في طرطوس.
انتحار حارس في مديرية التموين في حمص.
موظف في جامعة حلب ينتحر لظروفه المادية الصعبة.
تلك كانت مجموعة من عناوين نشرتها الصحف المحلية السورية في صفحات الحوادث خلال الأسابيع الماضية، وتوزعت حوادث الانتحار على مستوى المحافظات السورية وشكلت شريحة الشباب النسبة الأكبر من ضحاياها.
غير أن محاولات الانتحار هي الأكثر قياساً الى عدد حالات الانتحار الفعلي، فكثيراً ما يقابل أطباء الإسعاف ضحايا محاولات انتحار فاشلة أسعفوا في اللحظات الأخيرة. يقول محمد القصاب الطبيب في قسم الإسعاف في مستشفى ابن النفيس في دمشق: «تصلنا حالات تستدعي الإسعاف نتيجة محاولات انتحار خاطئة، وبالنسبة الى الشباب فهي بمعدل مرة أو مرتين بالشهر، والوسيلة الأكثر استخداماً من قبل الذكور الشنق أو الطلق الناري، أما الإناث فغالباً ما يحاولن الانتحار بتناول جرعات كبيرة من الدواء».
وكانت محاولة طالب جامعي الانتحار في شهر شباط (فبراير) الماضي أثارت ضجة إعلامية كبيرة، لأن الشاب وقتها وقف عارياً ومهدداً بالانتحار برمي نفسه من علو 11 طبقة في السكن الجامعي. فتجمع حشد كبير من الطلاب ورجال الأمن والإسعاف والإطفاء والمدرسين من جامعة دمشق، واستمر المشهد نحو ثلاث ساعات قبل أن يعدل الشاب عن قراره.
وعن ذلك يقول د.محمد حسان الكردي مدير السكن الجامعي في جامعة دمشق: «خلال لحظات من وصول الخبر، قامت حال استنفار كامل، ودرسنا إمكان وضع خيمة على الأرض لإنقاذه في حال سقوطه، لكن لحسن الحظ أن الشاب عدل عن قراره بعد جهود المقربين منه بالحوار».
ولا ينفي الكردي أن إدارة السكن الجامعي تخشى تكرار محاولة الانتحار من قبل الطالب نفسه أو أحد زملائه، لذا اتخذت احتياطاتها. ويضيف: «بعد الحادثة شددنا الإجراءات الرادعة حيث أغلقت أبواب الأسطح، وكثفت لجان المخالفات من مراقبتها الطلاب وتطبيق قوانين السكن الجامعي بما في ذلك منع المشروبات الكحولية».
بدوره يشير د. حسان المالح الاختصاصي في الطب النفسي إلى أن محاولات الانتحار أو التهديد به شائعة في مرحلة الشباب التي تعتبر مرحلة حرجة وبخاصة في أواخر المراهقة، ويلفت إلى أن هدف هذه المحاولات الحصول على مكاسب مادية أو معنوية. ويحذر المالح من انصياع المحيطين إلى مطالب الشاب (أو الشابة) بمجرد تهديده بالاقدام على الانتحار ويقول: «من الضروري أن نشجع ثقافة مواجهة الأزمات، والتحلي بالمسؤولية والصبر بدلاً من الاستسلام، بالإضافة إلى نشر الوعي على الاضطرابات النفسية وفي مقدمتها الاكتئاب الذي يعد سبباً واضحاً في معظم حالات الانتحار ووجوب معالجتها لأن ذلك ليس عيباً».
لينا الجودي
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد