نصر الله يعري الحكومة اللبنانية ويهاجم قوى 14 آذار
شن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله هجوما غير مسبوق على الحكومة اللبنانية برئاسة فؤاد السنيورة، ودعا إلى تشكيل حكومة شراكة وطنية لمواجهة استحقاقات ما بعد الحرب على لبنان، وقال إن الحكومة الحالية غير مؤهلة للقيام بهذه المهمة.
وطالب نصر الله في مقابلة له بأن تضم حكومة المرحلة القادمة قوى سياسية لها وزنها في الشارع اللبناني، مثل التيار الوطني الحر بزعامة ميشال عون والنائب المسيحي السابق سليمان فرنجية، مشددا على أن لبنان لا يمكن أن يدار بعد الحرب بعقلية مصالح وبعقلية استئثار السلطة بل بمشاركة وطنية شاملة.
ورجح أن ترفض قوى 14 آذار هذه الدعوة بزعم أنهم يمثلون أغلبية "ومن حقهم أن يستمروا في الحكم"، مشيرا إلى أنهم يريدون في الحقيقة الوفاء بالتزامات سياسية معينة والتزامات على المستوى الاقتصادي أمام البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، فضلا عن إبقاء القوى غير المتحالفة معهم كتبع لهم لتحقق لهم الأغلبية المطلوبة لحسم القضايا الأساسية.
وقال نصر الله إن لبنان ليس بحاجة إلى اتفاق جديد لأن اتفاق الطائف فيه آلية معقولة تدفع للإصلاح السياسي وبناء الدولة وتثبيت الهوية المتفق عليها وطنيا، مضيفا أن قوى 14 آذار تريد تطبيق اتفاق الطائف بهدف نزع سلاح حزب الله بينما يريد الحزب من هذا الاتفاق بناء دولة قوية وعادلة.
وشن الأمين العام لحزب الله هجوما عنيفا على بعض القوى السياسية اللبنانية ووسائل إعلامها لمواقفها أثناء الحرب الأخيرة على لبنان، وقال إن الطيران الإسرائيلي كان يقصف ويدمر البلد والمقاومة تصنع المعجزات بينما كانت هذه القوى تطعن الحزب في ظهره. وأشار إلى أن قواعد الحزب سكتت ولم ترد خشية وقوع فتنة داخلية.
وأشار بلهجة مليئة بالسخرية إلى أن الإعلام الإسرائيلي أنصف حزب الله أكثر من هذه القوى التي كانت شريكة في الحرب مع إسرائيل، وكشف أن بعض الشخصيات من هذه القوى كانت تتصل بالإسرائيليين لتشجيعهم على مواصلة الحرب.
كما هاجم نصر الله رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة والقوى المتحالفة معه لاستقبال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، واعتبر أن استقباله في بيروت بعد العدوان الإسرائيلي يعتبر "تصرفا غير أخلاقي وغير إنساني تجاه مشاعر الناس الذين قتلوا والذين جرحوا والذين دمروا والذين هجروا".
وقال إن بلير كان شريكا في القتل لأنه سمح للطائرات الأميركية بنقل القنابل الذكية إلى إسرائيل لقتل أطفال لبنان ونسائه، وأشار إلى أنه ذا كانت الحكومة هي التي وجهت الدعوة إلى بلير فهي كارثة وطنية، وإذا كان هو طلب أن يجيء إلى لبنان واستجيب لطلبه فهي إهانة وطنية وتصرف غير مسؤول. وتساءل "هل الناس حجارة في هذا البلد؟ أليس هنا بشر في لبنان؟".
وفي سؤال عن سبب عدم رد الحزب على الانتقادات الموجهة إليه في بيان المطارنة الموارنة الأخير، قال نصر الله إن الحزب لم يرد لكي يقطع الطريق أمام بعض قوى 14 آذار لاستغلال ذلك بالقول إن حزب الله ينال من مقام المطارنة.
وفيما يتعلق بملف الأسرى، قال نصر الله إن ما تم الاتفاق عليه لحد الآن هو أن تكون الأمم المتحدة قناة للتفاوض، وقد كلف الأمين العام للمنظمة الدولية كوفي أنان وسيطا أوروبيا من المتوقع أن يصل للمنطقة خلال الأسبوع القادم.
ورفض الحديث عن أي تفاصيل بشأن عملية التفاوض، وقال إنه يفضل أن تكون المفاوضات في دائرة مغلقة وبعيدة عن وسائل الإعلام، لكنه شدد على أن أي صفقة لا يمكن أن تتم إذا لم يتم الإفراج عن الأسير اللبناني سمير القنطار.
وكشف نصر الله أن حزبه لم يحسم قراره بعد للمرحلة التالية بانتظار انتهاء استحقاقات الجنوب والإعمار ويونيفيل، لكنه أكد أن مراجعة شاملة ستتم في غضون أسابيع لتحديد خيارات الحزب السياسية في ضوء ما أفرزته الحرب الأخيرة من تداعيات.
وشدد على أن الحزب لن ينسى القوى التي وقفت معه في هذه الحرب ولن يتصرف إلا بحس وطني وأخذ القيم المتعارف عليها في الاعتبار في التعامل مع الآخرين.
وقد استهل نصر الله الحوار الذي اجراه الزميل غسان بن جدو، بشكر قناة <الجزيرة> على دورها خلال الحرب، ورد على سؤال عما يريده حزب الله في المرحلة المقبلة فقال:
نحن لا نبحث عن شيء جديد. طالما ان هذا سجال حصل في لبنان، اتفاق الطائف قبلنا به مع التحفظات، واعتبر انه وراء التسوية الداخلية الممكنة من أثر الحرب التي كانت قائمة في لبنان والتي لم نكن نحن كحزب الله جزءاً منها، ونحن لم نكن جزءاً من أي حرب داخلية أهلية في لبنان. ولكن هذا الاتفاق لم يعد اتفاقاً بل اصبح دستوراً. وهذا الاتفاق في نهاية المطاف حدد الهوية، هوية لبنان التي كان عليها خلاف وحسمت، وموقع لبنان وتركيبة لبنان، ووضع آلية للإصلاح السياسي، ولكن هذه الآلية تمّ تعطيلها.
قد لا نكون بحاجة إلى اتفاق جديد أو صيغة جديدة، والبعض حاول ان يقول بانقلاب، وهذا كلام سخيف. وهذا الاتفاق الذي كان تسوية داخلية والذي توجد فيه آلية معقولة، يدفع باتجاه الاصلاح السياسي. ولو اتينا ونفذنا هذا الاتفاق والتزمنا به فيمكن معالجة الوضع السياسي في لبنان، ويمكن ان نبني دولة في لبنان تتجه باتجاه المزيد من الاصلاح السياسي وتثبيت الهوية التي اتفق عليها اللبنانيون.
لقد تحدثت بكلام هادئ وعلمي مع تلفزيون الجديد وصحيفة السفير وقلت ان قوى 14 شباط تطالب بتطبيق اتفاق الطائف، وهم يريدون اتفاق الطائف الذي حدد هوية لبنان العربية، ولكن إذا اكملوا بهذه الطريقة فنصبح مواطنين في دولة، جزء منها أميركي وجزء منها بريطاني وفرنسي وألماني، والله أعلم أين سنصير، والإيراني والسوري غير موجودين، وليقولوا لي ما هو الذي فعلته في الدولة اللبنانية ليصنف إيرانياً وسورياً؟.
هم يريدون من اتفاق الطائف الوصول إلى السلاح، ولا يريدون اتفاق الطائف، بل يريدون من شعار الطائف السلاح، ونحن نريد من الطائف الدولة القوية، العادلة، المنصفة، والمطمئنة. وأجدد السؤال لقوى 14 شباط: هل تعتبر الحكومات التي شكلت ما بعد اتفاق الطائف حتى الانتخابات النيابية الأخيرة، حكومات وحدة وطنية؟ إذا قالوا إن هناك حكومة واحدة من هذه الحكومات هي حكومة وحدة وطنية، فلا يحق لهم الاعتراض على المرحلة السابقة. هم لا يقولون ذلك بل يقولون إنها حكومات وصاية، وإن سوريا شكلت حكومات وصاية وليس حكومات وحدة وطنية. وإذا لم تشكل حكومة وحدة وطنية اذاً، فأول شرط في اتفاق الطائف هو تشكيل حكومة وحدة وطنية. قامت القيامة في لبنان واستنفروا كل المجموعة وقالوا ان حزب الله يريد ان يفرض شروطه ويريد تغيير الحكومة. أنا أجيب عن مطالبهم وأقول: أنتم تريدون اتفاق الطائف، ونحن نريد اتفاق الطائف، والآلية الصحيحة ان نبدأ بحكومة وحدة وطنية.
قالوا دفاعاً عن هذه الحكومة، انها اوقفت الحرب وحمت لبنان، ولدي نقاش في كل ذلك. فلا هذه الحكومة أوقفت الحرب ولا هي حمت لبنان. وقد اضطر في خطاب ما أو مقابلة، أن أقول ما حصل معنا خلال فترة الحرب الاسرائيلية، نحن والحكومة والقوى الأساسية السياسية في الحكومة، من مفاوضات واتصالات وشروط وضغوط، وأتمنى ألا يضطروني إلى فتح هذا الموضوع.
أريد أن أسلم جدلاً ان هذه الحكومة قامت بإنجازات مهمة مثلما هم يقولون. وعندما نتحدث بحكومة وحدة وطنية، فنحن لا نقول لهم ارحلوا الى بيوتكم، بل اهلا وسهلا وأنتم اساس وموجودون، ولكن دعونا نستكمل الشراكة الوطنية ونعمل حكومة وحدة وطنية. ايهما اقوى للبنان الخارج من الحرب؟ أليس من الافضل والاجدى والاقوى للبنان ان نعمل حكومة وحدة وطنية؟.. قامت القيامة ورفضوا قيام حكومة وحدة وطنية وقالوا انهم الاكثرية ويريدون ان يحكموا البلد. طالما انهم يقولون انهم الاكثرية وإنه لم يطبق اتفاق الطائف وهم مخلصون لاتفاق الطائف، فتعالوا وطبقوه. وبمعزل عن انهم اكثرية يريدون ان يحكموا البلد، وبمعزل عن كيفية حصول هذه الاكثرية، ولكن في وضع استثنائي في بلد مثل لبنان، هناك صعوبات حقيقية، وهذه الحكومة ليست لها الشعبية التي تؤهلها، ولكن لها الاكثرية في المجلس النيابي وتنال ثقته، ولكن شعبيتها في الشارع لا تؤهلها لمواجهة الاستحقاقات المقبلة.
وردا على سؤال قال: هناك قوى سياسية محترمة في البلد، وهناك اناس ممثلون في الحكومة ليس لديهم شعبية كقوة سليمان فرنجية او الرئيس عمر كرامي او الجماعة الاسلامية. وهم مع التيار الوطني الحر لا يريدون ان يشكلوا حكومة وحدة وطنية، وكل القصة ليست اغلبية ولا حكومة وحدة وطنية ولا مصلحة وطنية.
الآن العماد ميشال عون يقول نحن ثلثا البلد. ولكن أمل وحزب الله والعماد عون وحلفاؤهم الذين يقولون هؤلاء يمثلوننا، الا نشكل ثلث البلد حتى تعطونا الثلث في الحكومة؟.. هم لا يريدون ان يعطونا الثلث في الحكومة. وهذا يعني عدم وجود الثلث المعطل. أنا شريكك في الانتخابات، ولدينا التزام انتخابي طويل عريض بيننا، ومع ذلك انت تريدني في الحكومة تَبَعَاً، ونحن لم نمارس دور التبعية، وهناك الكثير من المواقف ناقش فيها وزراء حركة أمل وحزب الله. وفي الحكومة ينظرون الينا بما نمثل خارج الحكومة، ويعملون لنا حسابا، ولكن ليس لذلك قيمة دستورية لديهم. كل القصة ان هناك فريقا الآن لا يمثل نصف اللبنانيين، وأتحدث سياسيا وليس طائفيا، وخذ هذا الخط وضع فيه حركة أمل وحزب الله والتيار الوطني الحر والرئيس سليم الحص والرئيس عمر كرامي واللقاء الوطني والجماعة الاسلامية والحزب الشيوعي وسليمان فرنجية، وفيهم شيعة وسنة ودروز ومسيحيون، وضع في الفريق الآخر من كل الطوائف من القوى السياسية فهم لا يمثلون نصف البلد، ولكنهم يريدون السلطة والاستئثار بالسلطة وهذه هي المشكلة الحقيقية. والموضوع ليس الاستئثار بالسلطة من اجل ممارسة السلطة فقط، وإنما يمكن ان تكون هناك التزامات سياسية معينة ووعود والتزامات على المستوى الاقتصادي مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي <والله اعلم وين بتودي لبنان. وإذا كانت هناك التزامات مع وجود ثلث معطل فلن ينفذوا هذه الالتزامات.
وقال ردا على سؤال حول الانتقادات الداخلية التي وجهت للمقاومة: منذ اليوم الاول للحرب منذ 12 تموز، جزء كبير من هذه القوى والشخصيات ووسائل اعلامهم لم يتعاطوا ان هناك حالة تستهدف لبنان وأن هناك وضعا كثير الصعوبة. ممكن في بعض المناطق او في بعض القوى والتيارات تضامن انساني، لكن على المستوى السياسي والاعلامي وبعض التحريض الداخلي كلا، ومنذ اليوم الاول للحرب كان الطيران يقصفنا و40 الف جندي اسرائيلي يحاولون اجتياح الجنوب وخيرة شباب لبنان يصنعون معجزة وأسطورة كان هناك من يشحذ السكاكين الاعلامية والنفسية وكل ما يمكن ان يقال ويطعنك في ظهرك، ونحن سكتنا عن هذا كله ولم نرد طيلة فترة الحرب بكلمة، ولو أردنا ان نترك حتى لجمهورنا وقواعدنا الشعبية فرصة ان تعبر عن رأيها وسخطها وغضبها مما تسمعه من بعض وسائل الاعلام المحسوبة على هذه القوى من بعض شخصيات هذه القوى، لحصلت فتنة داخلية في لبنان. ولكي يعرف كل العالم العربي وفي لبنان انه في اللحظة التي كنا نقاتل فيها عدو العرب والمسلمين واللبنانيين جميعا وكنا نخوض اشرس معركة كنا نصبر على الكثير من الطعن والأذى الداخلي المعلن وليس ما يدور في الغرف المغلقة. هذا نقوله لاحقا، كنا نمارس محاولة ضبط كبيرة جدا من قواعدنا المهجرين والمهددة بيوتهم واللاجئين، لا اتحدث عن رأي آخر، اتحدث عن تثبيط عزائم وتوهين واتهام. يعني مثلا هناك مليون مهجر وآلاف المقاتلين في الجنوب وأنت تقول لهم انتم تتحملون مسؤولية تخريب البلد وتدمير البلد. يعني نفس المنطق الاسرائيلي. كنا نقرا الصحافة الاسرائيلية، هل تعرف ان بعض الاعلام الاسرائيلي والصحافة الاسرائيلية كانت تنصفنا اكثر من هؤلاء ومن بعض وسائل اعلام هؤلاء، كانت شراكة في الحرب بهذا المعنى وليس فقط طعنا في الظهر.
أضاف ردا على سؤال حول التحالف مع سوريا وإيران: طيب فترة الحرب سكتنا، وحدة وطنية، تضامن وطني، نحن نتصرف بمسؤولية وطنية، بمجرد ان انتهت الحرب طبعا لا اريد ان اتحدث ما الذي كان يجري في مجلس الوزراء وفي الغرف المغلقة. تتذكر ايام الحرب قلت لك ان احد الزعماء السياسيين يقول في لبنان انني اقاتل في لبنان لكي اعطل المحكمة الدولية التي تستهدف سوريا، وأنا اقاتل في سبيل الملف النووي الايراني، قلت لك إنه يهيننا. سوريا وإيران أصدقاؤنا وحلفاؤنا وأحباؤنا وأعزاؤنا ونعتز بهم ونفتخر ولسنا خجولين وبمعزل عن كل الموازين السياسية والاستراتيجية والعقائدية، بالاخلاق فقط، اذا بدو يكون يا اسرائيلي يا سوري لازم يكون سوري وليس إسرائيليا، مهما كان تقييمه لسوريا. واذا بدو يكون ايراني وأميركي يكون ايرانيا.
وسأل نصر الله: نحن ماذا أذتنا ايران؟ ماذا فعلت اميركا؟ يكفي انها وضعت لنا اسرائيل وكل حروب إسرائيل علينا وعلى المنطقة العربية، اسرائيل اميركا المسؤولة عنها. لا اريد ان ادخل في هذا النقاش. من اول يوم وإلى آخر دقيقة، تبين في كل هذه الحرب ان اولمرت ليست له علاقة. بيريز يقول هدفنا من الحرب تفكيك حزب الله. هؤلاء الجماعة يقولون هدف الحرب تعطيل المحكمة الدولية ومساندة الملف النووي الايراني. هذا ظلم.
وقال حول بيان الحزب ردا على قوى 14 آذار، انه كان لائقا ولم يكن قاسيا لاننا لم نعبر عن مشاعرنا، هذا اسمه تعنت وظلم وقهر وقمع وكذب ودجل. تريد ان تنزل الى الشارع ستسمع لغة اقسى من هذه بكثير، طيب الى متى سنحمل هذا الموضوع. نحن كنا قد اتخذنا قرارا بتهدئة البال والبلد "وخلينا نتلاقى ونتحاور لمصلحة البلد". يقولون داخليا ان حزب الله خرج منهكا وضعيفا ومهزوما ومجروحا. هم اغبياء. الاسرائيلي يقول حزب الله ما زال يحافظ على الجزء الاكبر من قوته العسكرية. هؤلاء لا يرون تشييع شهدائنا ولا رأي الناس ولا ينزلون على الارض، يعيشون في قصور عاجية، كيف ان احدا يحلل سياسة ويأخذ موقفا سياسيا على هذا الاساس. صحيح كنا نقاتل وهذه حرب حقيقة ونحن انهكنا لكننا خرجنا منتصرين في معركة استراتيجية تاريخية. بدلا من تأتي لتقول تفضلوا الى التحاور في هذه النقاط، تعود وتوجه هذه الاتهامات نفسها على الدوام عبر اللغة نفسها، وما عجزت عنه اسرائيل تعتبره اولوية لك في المرحلة المقبلة، أي سلاح المقاومة، هذا غير مقبول، لذلك جاء الخطاب غير دفاعي ولم نقل لسنا ايرانيين او سوريين، جاء ليقول <روحوا اشتغلوا> حتى لا يبقى لبنان ساحة صراع تخوض فيها اميركا وإسرائيل حربهما على المقاومة في لبنان وعلى اللبنانيين وعلى سوريا وعلى إيران وعلى الشعب الفلسطيني. هذا ما حدث في تموز ,2006 هي ليست حربا سورية ايرانية على اسرائيل، هي حرب اميركية اسرائيلية على لبنان وعلى شعب لبنان وعلى المقاومة.
أضاف ردا على سؤال عن المحور الاقليمي: من يقول عني محور إيراني سوري، فلا اخجل بتحالفي، هم يعملون تحالفات ويخجلون بها، أنا على راس السطح أقول صديق سوريا وحليف سوريا وأتعاون مع سوريا فليتجرأ احدهم ليقول عن نفسه. الاسرائيليون في فترة الحرب قالوا جهات في الحكومة اللبنانية تتصل بنا وتقول بارك الله فيكم <وأوعا توقفوا>، فليقل الجريء منهم ذلك. لماذا يزعلون وهم جالسون في قصورهم مع زوجاتهم واطفالهم عندما اقول لهم تخلصوا من تبعيتكم لفيلتمان. هل رأيت سفير دولة ثلاث مرات اسبوعيا له لقاءات مع رئيس الحكومة والمسؤولين السياسيين في البلد. من يدير البلد؟ قوى 14 شباط؟ كلا السفير الاميركي وسفراء آخرون. لا اريد ان اسمي حتى لا نوسع المشكل.
وحول التهديد بالتحرك المضاد في الشارع، قال نصر الله: الشارع موجود. هم كانوا يحركونه وهذا حق طبيعي لهم ولنا. أحيانا عندما يأتي زائر ثقيل الظل ينزل الطلاب، اما الخشية من صدام، فهذا لا يؤدي الى صدام لاننا مررنا بظروف داخلية اصعب ولم يحصل ذلك.
زيارة بلير
وعن زيارة رئيس وزراء بريطانيا، طوني بلير، قال نصر الله: أولا لن اتحدث عن علاقته بما يجري في فلسطين والعراق، فلنتحدث داخليا لان هناك اناسا في لبنان لا يقبلون ان نتحدث عربيا، هذا رئيس الوزراء أذن للطائرات الاميركية باستخدام مطاراته اثناء الحرب السادسة لنقل الصواريخ والقنابل الذكية الى اسرائيل لتقتل نساءنا وأطفالنا وتدمر بنانا التحتية. سأتحدث بصراحة، هذه الزيارة هي إهانة للبنان لكل لبنان، ومن كان له شراكة بهذا القرار هو مشارك في اهانة لبنان.
يا أخي هذا طوني بلير شريك في القتل فتأتي به الى منزلي، عند عائلتي وتستقبله استقبالا عظيما، اليس لديهم مشاعر؟! لا أريد ان اتحدث بالسياسة ولا عيون ولا حسابات ولا عقل ولا قلب، هل العالم حجارة، أليس هناك بشر في لبنان؟! نحن فقط فنادق وطرقات وباطون مسلح وجسور؟ أول خطأ ارتكبه رئيس الحكومة لدينا والقوى السياسية التي معه أنها قامت بتصرف غير أخلاقي وغير إنساني تجاه مشاعر الناس الذين قتلوا والذين جرحوا والذين دمروا والذين هجروا. هذا مؤسف، هناك إمعان بإهانتك وإيذائك وطعنك واستفزازك. انا شفاف، ليلة زيارة طوني بلير كان هناك جو لدى الكثيرين بالنزول الى الشارع لتقطع الطرقات وتحرق الدواليب، نحن الذين منعنا العالم لان البلد لا يحمل وطلبت الحكومة ان نبعد عن السراي فرضينا لكن انتم ماذا تصرفتم؟ هذا في البعد العاطفي والانساني وليقل لي احدهم انني اتحدث خطا.
ثانيا في السياسة ما هي المصلحة العظيمة للبنان التي ستذهب لو طلبنا من طوني بلير تاجيل زيارته مراعاة للمشاعر؟ هلق طلع انو 40 مليون باوند؟ ما هذه السخافة؟ انت شريك في قتلنا، لو تريد فقط ان تدفع ديات القتلى لن تكفي ال40 مليون باوند. اذا كانت الدعوة قد وجهت الى زيارة لبنان فهي كارثة وطنية، وإذا كان هو من طلب واستجيب طلبه فهي اهانة وطنية. الشريك في قتلك وتدمير بلدك تستقبله في المطار وتقطع له الطرقات وتسكر له بيروت وتحمله على الأكف؟ انا ادعوهم، السيد رئيس الوزراء والوزراء وقوى 14 آذار، الى التصرف ان الشعب اللبناني لديه كرامة وإحساس. هذا خطأ كبير ارتكب بعد الحرب يزيد عن الكثير من الاخطاء التي ارتكبت قبلها، اتمنى الا يكرروا مثل هذه الاخطاء.
وتابع ردا على سؤال حول البقاء في الحكومة: لا اخفي اننا في المرحلة المقبلة بالتأكيد معنيون بالمراجعة، لم نحسم قرارا ما، ولم نحدد اتجاها قاطعا، ونحن معنيون الآن باستيعاب هذا الجو الاجتماعي والسياسي والشعبي بشكل اساسي. وخلال اسابيع قليلة حزب الله سيجري مراجعة على ضوئها سيحدد خياراته السياسية للمرحلة المقبلة. لن نبقى كما كنا وفي كل الاحوال رغم انك رأيتني اتكلم بقليل من الالم والمرارة، حزب الله لن يتصرف الا بحس وطني ومسؤولية وطنية ولديه حسابات كثيرة في الوضع الداخلي.
هناك امر استطيع أن أجزم به ان من وقفوا معنا وساندونا ودعمونا وحفظونا وموقفهم شريف، شركاء في النصر، وأقول إن لهم ديناً في رقابنا الى يوم القيامة، لان هذه الحرب كانت حربا مصيرية. ليس مصير حزب الله بل لبنان وفلسطين والعرب والمنطقة كلها كانت سترسم على اساس هذه الحرب، ونحن أكيد حساباتنا في المرحلة المقبلة لا تستطيع تجاوزهم وإلا نكون بلا أخلاق. لكن الآخرين الذين نعتبر انهم اخطاوا معنا يصير نقاش لنتحاسب او لنتعاون ولنختلف، لكن أي تعاون مع هذه القوى لن يكون على حساب تلك لا في انتخابات او تشكيل حكومة، هذا التزام سياسي واضح وأساس اخلاقي. هذا اصل في أي مراجعة مقبلة.
وحول أي تطور في قضية الاسرى، قال نصر الله: ان الذي حسم هو قناة التفاوض وهي الامم المتحدة عبر شخص الامين العام كوفي أنان. وأعلن انه سيكلف شخصية اوروبية لتقوم بدور الوساطة ويتوقع أن يأتي الاسبوع المقبل. حتى الآن حسم مبدأ التفاوض وقناة التفاوض.
أضاف ردا على سؤال ان التسريبات أدت الى تعقيد عملية التفاوض. أفضل حرصا على الهدف المعروف ان نحتفظ بكل شيء، كي يبقى في الغرف المغلقة. الامور بخواتيمها وقلت للفريق الذي سيباشر التفاوض انكم عندما تلتقون بالوسيط عليه ان يأخذ التزاما من الطرف الاسرائيلي بعدم تسريب مجريات التفاوض الى وسائل الاعلام، وعندما يحصل هذا التسريب تتوقف المفاوضات.
وختم بالتأكيد ان سمير القنطار على الاقل سيكون في صلب أية عملية لتبادل الاسرى، وأن لا تبادل من دونه.
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد