ليل بيروت وفتياته في «النيويورك تايمز»
نشرت صحيفة الـ"النيويورك تايمس" الأميركية في عدد 2 تشرين الثاني الجاري تحقيقاً صحافياً عن حياة الليل في بيروت عنوانه: "حيث يوجد شباب، على الأقل الآن ... تنقضّ الفتيات"! ويتحدث عن حال فتيات لبنانيات بين العشرين والثلاثين من العمر يبحثن ليلاً، وبكامل تبرّجهن ولباسهن العصري الصارخ، في الملاهي الليلية والبارات عن شباب "ملائم ونادر" للصحبة أو للزواج. فغالبية الشبان هاجرت للعمل خصوصاً الى دول الخليج، بحيث يقول أستاذ العلوم الاجتماعية في الجامعة الأميركية الدكتور سمير خلف للصحيفة الأميركية "إن نسبتهن خمسة على واحد، أي خمس فتيات لكل شاب"!
وتصف معدّة التحقيق كاترين زوف بيروت وما يحصل في بعض أحيائها ليلاً كالآتي:
هذه مدينة الملاهي الليلية، لكن حياة الليل مسألة أخرى هذه الأيام، وسبب ذلك ليس الوضع الملتهب الذي تأجج بسبب الحرب الأخيرة في الصيف الماضي. نحو الثامنة ليلاً، فتيات في العشرين وأول الثلاثين، يسرن مجموعات، خمساً أو ستاً معاً، في تطواف بحثاً عن طريدة. ينعمون النظر في كل رجل مار. ترقص الفتيات في البارات ساعات، وأحياناً يرقصن على البار. السيقان، البطون، الأكتاف العارية، والصدور "المدلوقة" كلها معروضة لمن ينظر.
وقال خلف، ان المشهد صدم زملاءه الأميركيين. "انهم منذهلون. قالوا: هل هذا لبنان الشرق الأوسط؟ لا يتوقفون عن الكلام عن سرر البطون المكشوفة وعن الأجساد الشهوانية. ما ترونه هنا خليط من الاستهلاك والمابعد العصرنة والمبارزة النسائية".
يعود آلاف الشباب اللبنانيين من أعمالهم في الخارج مرتين في السنة لبضعة أسابيع، بعد شهر رمضان وقبل عيد الميلاد. ويهرعون الى إحدى أكثر الثقافات جرأة في العالم بالعرض النسائي. صبايا مقتدرات يكنَّ قد أمضين أسابيع في تقليم الأظافر والتزيّن والتبرّج بعناية، والتخطيط كيف يمحّصن أكبر عدد ممكن من الرجال في الوقت القصير المتاح لهن.
الواقع الديموغرافي
ودفع المعدل المرتفع للبطالة الشباب الى البحث عن عمل في أمكنة أخرى، بعضها في دول غربية مثل فرنسا وكندا، ولكن خصوصاً في دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والدول النفطية الأخرى.
"الواقع الديموغرافي ينذر بأخطار"، قال البروفسور خلف، الذي أضاف: "لا يوجد عمل لخريجي الجامعات، ومع رحيل الشبان تتخلخل المعادلة بين الجنسين. المعادلة الآن خمسة على واحد، أي خمس فتيات لكل شاب. وعندما يعود الشباب من عمر ابني الى لبنان، لا يتمكنون من إبعاد الفتيات من القفز نحوهم".
فالرجال الذين يعودون بجيوب منتفخة ومعنويات عالية، تصبح الإجازة مكافأة سارة. يقول وسام حمدان (35 سنة) العائد من قطر والذي يدير صالوناً لتزيين الشعر هناك: "مستحيل التحدث مع نساء في الدوحة. لكن الفتيات اللبنانيات ودودات. آمل ان ألتقي كثيرات ثم أختار واحدة". في الليلة السابقة، كانت رلى حلاق (27 سنة) تتسكع مع مجموعة من ست فتيات، متبرجات ومهندمات بعناية، حول بارات الجميزة في شرق بيروت. قالت ضاحكة وملمّحة الى رفيقاتها: "أنا لا أبحث، بل هي تفعل، وهذه أيضاً". فضحكت الأخريات وامتنعن عن ذكر أسمائهن.
تقول عالمة النفس اللبنانية كارين يزبك، ان ندرة الشبان الملائمين للصحبة أو للزواج هي موضوع مناقشة دائمة مع فتيات شابات يعالجن من انهيار نفسي أو إدمان مخدرات. "طوال ممارستي مهنتي، الموضوع الرئيسي للنساء العازبات انهن لا يستطعن إيجاد شاب لصحبته أو للزواج. المشكلة ليست كبيرة بين فتيات الجامعات، ولكن بعد التخرج يصبح التغيير كبيراً لأن الرجال يسعون الى العمل في الخارج (...)".
وتعتبر ناييري كالاجيان (19 سنة)، وهي تسير مع ثلاث من رفيقاتها الى أحد بارات شارع مونو وسط بيروت أن "الشبان الذين يبقون في لبنان هم الأغبياء. نحن أهم من أن يناسبونا. الذين يبقون في بيروت هم الذين يريدون عذارى فحسب (...)".
المصدر: النهار
إضافة تعليق جديد