بدون طيار: فيلم عن حرب الطائرات الآلية الأمريكية وجرائم "سي آي إيه"
الجمل- ديفيد سوانسون- ترجمة: د. مالك سلمان:
يجب عرض الفيلم الجديد "بدون طيار: حرب الطائرات الآلية الأمريكية" في كافة المدارس والمنازل في الولايات المتحدة, بما في ذلك منزل الرئيس الأمريكي الذي لم يكلف نفسَه عناءَ الالتقاء بالأطفال الذين وقعوا ضحايا لطائراته الآلية والذين تحدثوا في الكونغرس هذا الأسبوع.
يمكن للمرء أن يفكر في النتيجة المتخيلة المناسبة في حال تم إرغام أوباما – على نمط "البرتقالية الآلية" – على مشاهدة فيلم "بدون طيار". لكن الخيال هو الذي أوصلنا إلى هنا. يفتتح الطيار السابق براندون براينت, الذي كان يوجه الطائرات الآلية, هذا الفيلم الجميل السريع بوصف تخيلاته الطفولية التي كانت تثيرها فيه مجلات الرسوم الهزلية حول "الطيبين" و "الأشرار" وكيف يصبح بطلاً. كان براينت طالباً جامعياً يرزح تحت الديون عندما أخبره ضابط تجنيد أن بمقدوره أن يعمل في مركز تحكم على نمط جيمز بوند.
يتحرك براينت, الذي واجه الواقع متأخراً جداً, عبر هذا الفيلم الذي يصور آلامَ ضحايا الطائرات الآلية ("درونز") والقائمين على تشغيلها, بصدق ودقة, دون أن يحاولَ المساواة بين الاثنين.
لم تكن شهادة ضحايا الطائرات الآلية في واشنطن العاصمة هذا الأسبوع الأولى من نوعها في العالم. ففي 28 تشرين أول/أكتوبر 2011, قدم ضحايا الطائرات الآلية شهاداتهم في إسلام آباد, باكستان, حيث تلا مؤتمرَهم مهرجان احتجاجي ضخم ضد ضربات الطائرات الآلية الأمريكية. وفي هذا الفيلم, نشاهد طارق عزيز (16 عاماً) يحضر المؤتمر لكي يصفَ مقالَ ابن عمه. وبعد ثلاثة أيام, يقتل طارق وابن عم آخر له في سيارتهما بقصف نفذته "درون" أمريكية.
نرى العديد من الناس, من بينهم بروفسورة الحقوق ميري إيللين أوكونيل, وهم يشيرون إلى إمكانية استجواب عزيز أو القبض عليه بسهولة في حال كان مشتبهاً في ارتكاب جريمة ما. قتلَ أوباما الآلاف وقبض على القليل, وفي عدة حالات نعرف أن القبض على المشتبه كان ممكناً بسهولة بالغة إلا أنه لم يكن خياراً مطروحاً حتى. وقد اعترف تقرير الأمم المتحدة الخاص الأسبوع الماضي أن هذا العمل غير قانوني, على غرار أنواع أخرى من جرائم "الدرونز", بما فيها جريمة يركز عليها الفيلم: ضربات توقيعية.
(لماذا لا يتم النظر إلى جميع جرائم "الدرونز" بصفتها غير قانونية وغير أخلاقية, ولماذا لا يمكننا جميعاً أن نقول ذلك, شيء لا أفهمه على الإطلاق.)
نرى لقاءً اجتماعياً, تم الإعلان عنه قبل ذلك ويُعقد بشكل علني, يتعرض لعدة صواريخ تطلقها الطائرات الآلية. تتناثر قطع اللحم والحطام في كل مكان. يموت أناس بريئون. يُقتل عجائز القبيلة. يخاف الناس من الالتقاء في أي مكان. يُصاب الأطفال بالرعب. تتأجج كراهية الناس للولايات المتحدة. وكما يحصل على الدوام, تنشر "نيويورك تايمز" خبراً مفاده أن مسؤولاً أمريكياً مجهول الهوية يزعم أن الضحايا كانوا من الإرهابيين (دون تقديم أي دليل على ذلك).
قررت المحاكم الباكستانية أن ضربات "الدرونز" – جميعها – غير قانونية, وأن "سي آي إيه" مذنبة بتهمة ارتكاب الجرائم. تم رفع قضايا قانونية ضد المملكة المتحدة والولايات المتحدة. انفجرت الاحتجاجات في كافة أنحاء العالم. ويبدو أن الخبراء متفقين على أن جرائم "الدرونز" تجعل الأمريكيين أقلَ أماناً, عوضاً عن حمايتهم. لكن المستفيدين من هذه الطائرات الآلية يكدسون الأموال.
فيلم "بدون طيار" يسمي الأسماء ويظهر الوجوه. وعلى الأخبار المسائية أن تخرجَ على هيئة هذا الفيلم في أمة عاقلة غير مدمنة على الحرب. يمكنكم أن تشاهدوا الفيلم وتحصلوا على نسخة منه محلياً. أنصح الجميع بمشاهدته. ثم أنصح الجميع بالتحرك ضد هذه الجرائم.
http://dissidentvoice.org/2013/10/unmanned/#more-51396
تُرجم عن ("ديسيدنت ڤويس", 29 تشرين أول/أكتوبر 2013)
الجمل
إضافة تعليق جديد