الانسحاب الروسي في الإعلام الشرق أوسطي

19-03-2016

الانسحاب الروسي في الإعلام الشرق أوسطي

الجمل ـ*يوري زينين ـ ترجمة رنده القاسم:
مؤخرا، تميزت العناوين الرئيسية في الإعلام الشرق أوسطي  بال "دهشة" و ال "صدمة" بعد الإعلان بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين  قد أمر بانسحاب جزئي للقوات الروسية من سوريه.
يمكن مقارنه ردة الفعل هذه  بالصدمة التي عبرت عنها وسائل الإعلام العربية قبل ستة أشهر ، عندما شنت الطائرات الحربية الروسية هجوما ضد داعش في الجمهورية العربية السورية.  ففي تلك الفترة  توقعت الصحف و الصحفيون، و خاصة الذين يتلقون الرعاية من البترودولارات الخليجية ، بأن تلحق بالقوات الروسية كارثة و تفشل "خططها الاحتلالية، التي اعتبروها مشابهة لما حاول الجنود السوفييت القيام به في أفغانستان.
و اليوم، ردة الفعل ليست بنفس السمية التي كانت عليها من قبل. فوسائل الإعلام المذكورة أجبرت على الاعتراف بأن النظام السوري باق بينما تلقت المجموعات الإرهابية ضربة قوية و لن تتعافى منها في أي وقت قريب. و مع ذلك، لم يتم التخلي عن محاولات لوم موسكو على بعض الخطط الشريرة في سورية ، إلى جانب محاولات العثور على شيء من التوتر بين موسكو و دمشق.
بعض الصحفيين رأى أن هذه الخطوة متوازية مع اتفاق روسي- أميركي، بينما رأى آخرون أن موسكو تمكنت من التفوق على أميركا. و هناك عدد من التصريحات الوهمية التي تزعم  أن موسكو ذعرت من التحالف العربي–الإسلامي بقيادة الرياض ...و بالمقابل، يسمع عدد متزايد من الأصوات التي قدمت تقييما دقيقا لقرار موسكو. 
نبيه بري، المتحدث باسم البرلمان اللبناني و الشخصية السياسية المعروفة ، قال بأن بوتين بذل كل ما في الإمكان لتسهيل تسوية الصراع السوري. و يجب أن تقوم المعارضة السورية و اللاعبون الخارجيون الداعمون لها  بدورهم في الموضوع عوضا عن التذمر من "الوجود العسكري الروسي المدمر" . و ينبغي على المعارضة تحمل مسؤوليتها عن مصير البلد.
و رأت صحيفة "صوت العراق" أن الانسحاب الجزئي للقوات الروسية يفتح المجال أمام عدد من وجهات النظر المتعلقة بحل الأزمة السورية بالتوافق مع وجهات نظر الأطراف المتناحرة في الصراع.و هذا سيمنح استقرارا أكبر للوضع المضطرب بشكل حاد، مع التخفيف بشكل كبير من القوات على الأرض.
صحيفة "فرناس " الكويتية تعتقد أن هذه الخطوة ستحسن صورة القائد الروسي في المنطقة و ربما تخفف من حدة التوتر في العلاقات الروسية مع تركيا، عضو الناتو، و دول عربية أخرى أصيبت بالإحباط جراء التواجد العسكري الروسي في المنطقة.
و في صحيفة "القدس العربية" قال  صحفي سوري أن روسيا قد ثبتت موقعها كمبادر و داعم متحمس للحل السياسي للأزمة، تماما مثلما أعلنت في بداية عمليتها. و جهودها كانت محصورة ضمن إطار زمني محدد و تبعت أهدافا واضحة.
و قال الممثل السوري الكوميدي الشهير دريد لحام أنه فخور بالمساهمة الروسية في المعركة التي تمر بها بلده. و رأت صحيفة القدس العربية أن هذا الإعلان لاقى ردات فعل في وسائل الإعلام الاجتماعية  فقط، و توصلت إلى استنتاج مفاده أنه رغم الخلافات في الآراء، فإن الموقف العام للناشطين و أصحاب المدونات السوريين ما يزال "ايجابيا و متفائلا".
الإعلامي العراقي عماد علي أشار إلى أن انسحاب القوات الروسية من سوريه خطوة اتخذها فلاديمير بوتين بشكل حر، دون أي نوع من الضغط الخارجي ، و ذلك بالتوافق مع الخطة التي في ذهنه. و أضاف بأن الأمر الجدير بالانتباه هو كون القوات الروسية قد وصلت بناء على طلب الحكومة الشرعية السورية، خلافا للتدخلات السابقة من قبل الولايات المتحدة، بما فيها تلك التي في العراق، و التي تمت خلافا لأحكام القانون الدولي.

*زميل في مركز البحوث في معهد موسكو للعلاقات الدولية.
عن مجلة New Eastern Outlook  الالكترونية

الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...