هل تعود «فتح» إلى خيار المقاومة بدلاً من التفاوض؟

19-03-2008

هل تعود «فتح» إلى خيار المقاومة بدلاً من التفاوض؟

الجمل: تصاعد وتائر الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين داخل الأراضي المحتلة أدى إلى جملة من النتائج الميدانية كان أبرزها صعود نفوذ الحركات الفلسطينية التي تنتهج مسار المقاومة المسلحة، وهبوط وانحسار نفوذ الحركات الفلسطينية التي تنتهج المسار السياسي، وكان من أبرز تداعيات ذلك تزايد قوة حركة حماس التي يقودها خالد مشعل وانخفاض قوة حركة فتح التي يقودها محمود عباس، فهل ستستمر الحقيقة القائلة بأنه كلما توغل محمود عباس في المسار السياسي كلما انخفض نفوذه وشعبيته بينما كلما قاومت حركة حماس كلما زادت شعبيتها؟
* هل يحاول زعماء فتح تصحيح المعادلة؟
تقول التسريبات الإسرائيلية – الأمريكية بأن مصادر في العاصمة الأمريكية واشنطن أفادت بأن محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية الحالي قد وضع أمام الرئيس الأمريكي جورج بوش ووزيرة خارجيته كوندوليزا رايس ملاحظة تقول بأن محمود عباس قد حذر بوش ورايس بأنه سيتخلى عن محادثات السلام إلا إذا قام رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت بتقديم التنازلات المطلوبة في نيسان القادم. وأضاف محمود عباس قائلاً بأن الفلسطينيين قد ينظرون في القيام بالإجراءات الميدانية البديلة، وقد أكدت المصادر الإسرائيلية والأمريكية بأن ملاحظة محمود عباس تمثل في حد ذاتها تهديداً واضحاً من جانب حركة فتح بإحياء الانتفاضة الفلسطينية في الضفة الغربية ضد إسرائيل.
أشارت التسريبات الإسرائيلية بأن الزعيم الفلسطيني محمود عباس سبق أن أرسل تهديداً بهذا الخصوص، ويعتبر التهديد الأخير بمثابة الثاني، وأشارت التسريبات الإسرائيلية بأن ثمة تأكيدات على تهديدات عباس، وقد أوردته صحيفة الدستور الأردنية التي نشرت حديثاً لمحمود عباس قال فيه بأنه ما زال حتى الآن يفضل المفاوضات، ولكنه لا يستبعد الخيار البديل في المستقبل.
وقد أشارت المصادر الإسرائيلية – الأمريكية إلى أن شروط الزعيم الفلسطيني محمود عباس في التفاوض تتضمن الآتي:
• أن يستجيب رئيس الوزراء الإسرائيلي للتنازلات المطلوبة بواسطة الفلسطينيين.
• أن تلبي وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني ما طالب به الزعيم الفلسطيني أحمد قريع بإعداد القائمة النهائية بالتنازلات الإسرائيلية إزاء القضايا الجوهرية المتمثلة في:
* ملف الحدود.
* ملف اللاجئين.
* ملف المياه.
* ملف القدس.
• أن يوقف الإسرائيليون أعمال البناء في القدس وإقامة المستوطنات وتوسيعها.
تقول بعض التحليلات بأن تحذير محمود عباس قد حدث من أجل توظيف ثلاثة وقائع، تزامنت معه، لجهة الاستفادة من تداعياتها، وهي:
• جولة نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني في الشرق الأوسط، ولقاءه مع مسؤولي السلطة الفلسطينية المقرر له يوم 22 آذار الحالي، وتقول المعلومات بأن المسؤولين الفلسطينيين سيركزون في حوارهم مع تشيني على التأكيد بأن صبرهم قد نفذ في التعامل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي أولمرت، وبأن هناك ضرورة لقيام الأمريكيين بممارسة الضغوط عليه.
• تبني المواقف الراديكالية سيتيح لمحمود عباس تعزيز موقفه في اجتماع قمة دمشق المقرر يوم 29 آذار بما يمكنه من الظهور كزعيم مقاوم للاحتلال في مواجهة خالد مشعل زعيم حماس، الذي صعد نجمه في الساحة الفلسطينية والعربية كزعيم للمقاومة، وبالتالي فإن الظهور بمظهر المقاومة في دمشق هو أفضل بالنسبة لعباس من الظهور بمظهر الزعيم المنخرط في مسار السلام الأمريكي.
• تبني خطاب ولهجة مقاومة سيساعد عباس في التقرب من حماس بما يفسح السبيل لمحادثات التفاهم والمصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس إزاء المسائل المتعلقة بتشكيل حكومة الوحدة الفلسطينية التي يطالب بها جميع الزعماء العرب. وبالنسبة لعباس فقد بدا أن الزمن لا يعمل لصالحه لأن استطلاعات الرأي الأخيرة قد أكدت أن زعيم حركة حماس إسماعيل هنية قد أصبح متفوقاً بقدر متزايد يوماً بعد يوم على محمود عباس. وتكشف آخر الأرقام بأن شعبية عباس قد أصبحت 46% مقابل 47% لصالح هنية، وسبب صعود شعبية هنية يعود إلى أنه حصل على عشر علامات إضافية بعد قيام الفلسطينيين بهدم الجدار الفاصل بين قطاع غزة والأراضي الفلسطينية، واستمرار المقاومة في إطلاق الصواريخ ضد إسرائيل.
• حالياً يواجه محمود عباس الكثير من الانتقادات من أعضاء حركة فتح على خلفية سماحه لإسرائيل بالاحتفال بسلام بالذكرى الـ60 لإقامة دولة إسرائيل –سيأتي احتفال الإسرائيليين خلال شهر حزيران القادم بالمناسبة- مقارنة بعدم تحقق أي تقدم ملحوظ على الجانب الفلسطيني إزاء عملية الإعلان عن الاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية ويطالب أعضاء حركة فتح بضرورة إغراق إسرائيل في سلسلة من عمليات المقاومة بما لا يتيح للإسرائيليين الاحتفال بأمن وسلام وهم يتجاهلون القضية الفلسطينية.
* رد الفعل الفلسطيني إزاء احتفالات الذكرى الـ60 لإقامة إسرائيل:
تشير المعلومات إلى أن السلطة الفلسطينية ترتب لتنفيذ خطة تهدف إلى تقويض مضمون احتفالات الإسرائيليين بالذكرى الستين لإقامة إسرائيل، وتشير المعلومات حول الخطة الفلسطينية إلى الآتي:
• وجهت السلطة الفلسطينية التعليمات بما يترتب عليه تحريك ثلاثة ملايين فلسطيني من الضفة الغربية، قطاع غزة، سوريا، الأردن، ولبنان.
• أن يتم التحرك الشعبي الجماهيري الفلسطيني يوم 14 حزيران القادم.
• أن يتجمع الفلسطينيون في مسيرة جماهيرية حاشدة على الحدود الإسرائيلية والخط الأخضر.
• التاريخ المحدد لإقامة المسيرة هو 14 حزيران أي بعد أسبوع واحد من الاحتفال الإسرائيلي بالذكري الستين المحدد له يوم 14 حزيران.
• إذا اعترض الإسرائيليون طريق المسيرة فسوف يقوم الفلسطينيون بالاعتصام وإقامة الخيام والمعسكرات والبقاء على الأرض حتى توافق لهم إسرائيل على الاستمرار.
• سيتزامن مع المسيرة تحركات بواسطة السلطة الفلسطينية تستهدف الضغط على المنظمات الدولية من أجل إرغام إسرائيل على تنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم 194 الصادر بتاريخ 11 كانون الأول 1948م الذي أجازته الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وتشير المعلومات إلى أن المسيرة الفلسطينية ستطلق عليها تسمية "عودة 2008" وقد تم وصفها باعتبارها تمثل قرار الشعب الفلسطيني الهادف لتنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم 194وإظهار الفلسطينيين لنفسهم باعتبارهم حملة أعلام وشعارات الأمم المتحدة الزرقاء التي تخول لهم حق العودة إلى وطنهم الأم الذين أجبروا وأرغموا على الرحيل منه من أجل العودة والعيش بسلام مع جيرانهم الإسرائيليين، وستشمل العودة كل المناطق الفلسطينية بما في ذلك يافا، حيفا، اللد، عسقلان، وغيرها. وتقول المعلومات أيضاً بأن التحرك الشعبي الفلسطيني يهدف إلى التأكيد على أنه لا اليهود ولا أي قوة أخرى، تستطيع أن تمنع الفلسطينيين من ممارسة حق العودة إلى موطنهم ومنازلهم وأراضيهم، وأماكنهم المقدسة وتراثهم التاريخي. أما التعليمات الصادرة للفلسطينيين المشاركين في المسيرة فهي تتضمن الآتي:
• وضع صورة من قرار الأمم المتحدة رقم 194، وبطاقة كرت اللجوء على الصدور.
• أن يحضر العائدون خيامهم ومستلزماتهم لاستخدامها في الاعتصام إذا اعترضت السلطات الإسرائيلية سبيلهم ومنعتهم من الوصول إلى موطنهم.
• مطالبة بعض الجماعات اليهودية الصديقة للفلسطينيين بتقديم المساعدات في حل المشكلة.
• مطالبة كل الحكومات العربية والعالمية بتقديم المساعدات للشعب الفلسطيني.
• الفلسطينيون من حملة الجنسيات الأجنبية وبالذات في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي سيقومون باستئجار السفن والطائرات لتوصيلهم إلى إسرائيل أو إلى الدول المجاورة.
• توجيه الدعوات لكل زعماء العالم من أجل تقديم المساندة والدعم.
• ستتم دعوة كل ملوك ورؤساء العالم بما في ذلك الدعوات التي ستوجه للزعماء الإسرائيليين وقادة الحكومة الإسرائيلية وأعضاء الكنيست الإسرائيلي، وسيتم إرسال دعوات خاصة إلى الرئيس الأمريكي وأعضاء الكونغرس.
• توجيه نداء للزعماء العرب بتقديم المساندة والدعم، وبالذات العاهل السعودي الملك عبد الله من أجل تقدي الدعم السياسي والدبلوماسي والمادي.
وتقول المعلومات الإسرائيلية بأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيطرح خطة مسيرة العودة الفلسطينية على اجتماع قمة دمشق المقرر له الانعقاد في 29 آذار الجاري.

 


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...