خطة الحروب القذرة لتأمين (روتردام الجديدة)
الجمل: يعرف الجميع أن فكرة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات باعتبارها فكرة مصدرها أسطوري توراتي تلمودي.. ولكن بعد انهيار الاتحاد السوفييتي وتفكك النظام الدولي القائم على القطبية الثنائية، أدار الإسرائيليون ظهرهم لكل الاتفاقيات التي عقدوها مع (أصدقائهم) في المنطقة، والتي من أبرزها اتفاقيات السلام المصرية، الأردنية، واتفاقية أوسلو.
بدأت المحطة الأولى بخطة الانفضاض والتخلي الكامل، والتي أعدها ريتشارد بيرل (أمير الظلام) وديفيد فورمزر، إضافة إلى أربعة آخرين من أبرز عناصر نخبة صناع الرأي وتوجيه مراكز صنع واتخاذ القرار في الإدارة الأمريكية الحالية.
الدراسة كانت بتوجيه بنيامين نتانياهو، وقد أطلق عليها الكثير من المحللين تسمية أخرى، هي (خطة الحروب القذرة).
مخطط سيناريو دراسة الحروب القذرة الإسرائيلية، يتضمن عدداً من السيناريوهات الفرعية، الهادفة إلى تفكيك وإعادة تشكيل وصياغة خارطة الشرق الأوسط الجيوبولتيكية، وذلك بما يتيح لإسرائيل إعادة توظيف المزايا الجيوستراتيجية لصالح دولة الكيان الصهيوني، بما يمكنها من وضع يدها بالكامل على زمام المبادرة والسيطرة على كل منطقة الشرقين الأوسط والأدنى.
المحطة الثالثة كشفتها بوضوح عملية غزو واحتلال العراق، وعملية التغلغل الإسرائيلي- الأمريكي في أذربيجان، والعدوان الإسرائيلي ضد لبنان، وتهديد إيران وسورية.
من أبرزما اتضح حالياً، على أساس الاعتبارات الجيوبوليتيكية، نجد الآتي:
• نقل نفط منطقة بحر قزوين وآسيا الوسطى إلى إسرائيل، وقد تم تنفيذ المرحلة الأولى من هذا المخطط بعد اكتمال تمديد خط أنابيب باكو- تبليسي- جيهان.. وتبقى المرحلة الثانية، التي تتضمن تمديد ثلاثة خطوط أنابيب لنقل النفط والغاز ومياه الشرب من الساحل التركي إلى ميناء عسقلان على الساحل الإسرائيلي، ليتصل مع خط الأنابيب الذي قامت إسرائيل بإعداده من قبل والذي يربط بين ميناء عسقلان على ساحل المتوسط وميناء إيلات على ساحل البحر الأحمر.
• تمديد شبكة مزدوجة من أنابيب النفط، وذلك على النحوالآتي:
- نفط شمال العراق (كردستان)، يتم تمديد خطي أنابيب الأول من كركوك، والثاني من الموصل، ويلتقيان في المناطق الكردية العراقية شمال بغداد، ثم يتم تمديد خط رئيس بمحاذاة الحدود السورية من ناحية الأراضي العراقية بحيث يدخل الأراضي الأردنية ويمر بجوار العاصمة عمان، ثم يعبر غور الأردن إلى ميناء خاص بحركة النفط، تسعى إسرائيل لإنشائه حالياً، وقد اختار الإسرائيليون له تسمية (روتردام الجديدة).
- نفط جنوب العراق: يتم تمديد خط أنابيب من جنوب العراق ويتجه شرقاً بحيث يدخل الأراضي السعودية، بحيث يلتقي مع خط أنابيب آخر قادم من ناحية الخليج العربي، بحيث يجتمع الخطان ضمن خط واحد عبر الأراضي السعودية، حتى يدخل الأراضي الاردنية، ويمر بجوار العاصمة عمان أيضاً، ثم يعبر غور الاردن بمحاذاة خط الانابيب السابق، وحتى ميناء (روتردام الجديدة).
إن إعادة تشكيل منطقة الشرق الأوسط الحالية، المعلنة بوساطة إسرائيل والإدارة الأمريكية تهدف إلى تقديم المزايا الآتية لإسرائيل.
- السيطرة على مخزونات النفط الاستراتيجية في منطقة الخليج العربي، وحوض بحر قزوين، وآسيا الوسطى، إضافة الى السيطرة على منطقة الشرق الأوسط.
- تأمين التفوق العسكري والاقتصادي لإسرائيل، بما يعطيها تفوقاً سياسياً إضافياً يقوم على اعتبارات فرض الهيمنة والسيطرة الإسرائيلية الكامل على الشرقين الأوسط والأدنى.
- إخضاع أعداء إسرائيل في المنطقة، وتحييد خصومها في بقية أنحاء العالم.
- إعطاء إسرائيل قوة ردع اقتصادية، إضافة إلى قوتها العسكرية النقليدية والنووية غير التقليدية، وذلك على النحو الذي يجعل إسرائيل قادرة على شن الحرب الاقتصادية ضد كل العالم عن طريق التحكم في ضبط تدفقات حركة النفط.
- توسيع حدود إسرائيل الحالية بما يتماشى ويتوافق مع مخططات خارطة إسرائيل الكبرى.
- إعطاء إسرائيل قدرة مستقبلية في توسيع حدودها إلى مناطق إضافة أخرى، (لم يتم تحديدها بعد) وذلك بحسب حاجة الإسرائيليين للأراضي الجديدة.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد