تقييم هيئة أركان الجيش الإسرائيلي للمرحلة الأولى من العملية العسكرية

08-01-2009

تقييم هيئة أركان الجيش الإسرائيلي للمرحلة الأولى من العملية العسكرية

الجمل: ركزت التقارير العربية حول العملية العسكرية الإسرائيلية الجارية حالياً ضد غزة على التطورات المتعلقة بالجانب الميداني داخل قطاع غزة، وعلى التطورات الدبلوماسية والإقليمية والدولية الجارية، ويتمثل البعد الغائب في أن هذه التقارير والتحليلات لم تركز على التطورات الجارية على الجانب الإسرائيلي وعلى وجه الخصوص العسكرية والسياسية.
* هيئة أركان الجيش الإسرائيلي: آخر المعلومات:
دار حوار بين كبار ضباط الجيش الإسرائيلي حول مدى فعالية العملية العسكرية في تحقيق الأهداف المحددة وتقول التسريبات بأن التساؤلات المطروحة قد قادت إلى تساؤل رئيسي مفاده: هل تستطيع الآلة العسكرية الإسرائيلية تحقيق الأهداف المحددة وحدها أم أنه لابد من إطلاق عملية سياسية – دبلوماسية مساندة للعملية العسكرية؟
تقول المعلومات والتسريبات بأن الجنرال غابي أشكينازي قد أصدر الأوامر والتعليمات فور توليه منصب رئيس الأركان في آذار مارس 2007م الماضي بتحضير وإعداد الجيش الإسرائيلي للقيام بعملية عسكرية واسعة في قطاع غزة، وعلى هذه الخلفية، كما أفادت المعلومات والتسريبات، فقد تحدث الجنرال غابي أشكينازي في اجتماع كبار ضباط الجيش الإسرائيلي الذي عقد أمس، لمناقشة التطورات العسكرية الجارية وقد أكد الجنرال أشكينازي على أن العملية العسكرية لم تصل إنجازاتها الميدانية بعد لمرحلة التفاؤل وأشار قائلاً بأن أهداف العملية العسكرية تتمثل في حدها الأدنى بتحقيق ما يلي:
• إحداث تقليل هائل في نيران الصواريخ التي ظلت تنطلق ضد إسرائيل من قطاع غزة.
• تحييد البنيات التحتية الإرهابية الموجودة في القطاع.
• إضعاف موقف حركة حماس التنظيمي والعسكري والسياسي.
• إقصاء حماس من السلطة في قطاع غزة.
• إقامة صيغة جديدة لـ"ميزان الردع" في المنطقة.
• تقليل الدعم الشعبي لحركة حماس.
وأضاف رئيس الأركان أشكينازي قائلاً بأنه يجب عدم المطالبة بأن تعتبر إسرائيل مسؤولة عن السكان الفلسطينيين لأن هذا الدور يجب أن يقوم به كيان فلسطيني مركزي يتم إنشاؤه في القطاع، بحيث يكون الإشراف عليه في يد المسؤولين الفلسطينيين الذي يتميزون بالاعتدال والبراجماتية الذرائعية. وقال بعض كبار ضباط الجيش الإسرائيلي في الاجتماع بأن الجيش الإسرائيلي يفهم ويدرك وجود العوائق بين المصالح الإسرائيلية وبين القدرة على تحقيقها عن طريق استخدام القوة وحدها حصراً، وهنا يمكن الإشارة إلى ذلك على النحو الآتي:
• إن السيطرة العسكرية الإسرائيلية الشاملة على القطاع ستلقي على عاتق إسرائيل مسؤولية السكان المدنيين وهو أمر يتطلب جهداً حقيقياً مدنياً وليس عسكرياً.
• إن السيطرة العسكرية الإسرائيلية الشاملة على القطاع سيكون لها معنى واحد هو إعادة وضع القطاع تحت الاحتلال الإسرائيلي وهو أمر سيضعف موقف إسرائيل الدولي.
إضافة إلى حديث رئيس الأركان الجنرال أشكينازي فقد تحدث الجنرال تال روسو رئيس دائرة العمليات في هيئة الأركان الإسرائيلية مشيراً إلى النقاط الآتية:
• إن استخدام القوة في القطاع سيعزز قدرات الجيش الإسرائيلي القتالية في مواجهة الإرهاب.
• بالمقابل بتعزيز قدرات الجيش الإسرائيلي فإن المتطرفين والمتمركزين في قطاع غزة ستتعزز قدراتهم القتالية أيضاً.
• من المشكوك فيه أن تؤدي العملية العسكرية إلى إحداث عملية تغيير نظام في قطاع غزة لأن استخدام القوة العسكرية وحده لن يكون كافياً لإحداث تغيير في النظام.
• ما زال الجيش الإسرائيلي بعيداً من الوصول إلى نقطة استراتيجية المخرج المتفائل أي إنجاز المهام بالشكل المحدد والخروج.
• إن عدم إكمال الجيش الإسرائيلي لمهامه المحددة بالوسائل العسكرية سيلقي على عاتق الحكومة الإسرائيلية مهمة إكمال ما لم يتم تحقيقه باستخدام الوسائل السياسية والدبلوماسية.
• إن على الجيش الإسرائيلي أن يقوم خلال فترة تنفيذ العملية العسكرية الجارية حالياً بإكمال الاستعدادات والترتيبات لاحتمالات خوض إما حرب واسعة النطاق في المنطقة أو تنفيذ عملية عسكرية مكثفة أخرى إضافية.
• إذا نظرنا إلى التوقعات الممكن الحصول عليها من العملية العسكرية على أساس اعتبارات معايرة التكاليف المترتبة عليها مقارنة بالعائدات المتوقع الحصول عليها منها فإن النتيجة التي سنحصل عليها تتمثل في أنه يتوجب عدم القيام بشن عملية عسكرية قبل القيام بتحديد مشروطيات سيناريوهات إنهائها والخروج منها.
* ماذا تقول التخمينات الاستخبارية العسكرية الإسرائيلية:
شارك كبار ضباط جهاز الاستخبارات الإسرائيلية (أمان) في اجتماع كبار الضباط الإسرائيليين المتعلق بالتطورات الميدانية الجارية وتقول التسريبات بأن إفادات الضباط في الاجتماع تضمنت الآتي:
• اختبار احتمالات سيناريو تفكك وانهيار السلطة المركزية في الأراضي الفلسطينية.
• اختبار احتمالات سيناريو السيطرة على السلطة الفلسطينية بواسطة العناصر الإسلامية بما يؤدي إلى قيام نظام إسلامي في الأراضي الفلسطينية تقوده حماس.
• تقييم جدوى شن عملية عسكرية إضافية يمكن أن يتم الاحتياج لإطلاقها سواء في حالة طلب القيادة ذلك أو في حالة حدوث هجمات توقع الأعداد الكبيرة من الضحايا الإسرائيلية أو إذا تزايدت قدرات حماس القتالية بما يتجاوز قدرات العملية العسكرية الإسرائيلية الجارية حالياً أو إذا قامت حماس بكسر فترة الهدنة المعلنة واستغلال الفرصة.
• اختبار السيناريوهات التي يمكن أن تحدث فيها المساومة حول مشروعية حق إسرائيل في استمرارية العملية العسكرية الجارية حالياً في بعض الحالات والأوضاع التي يمكن على سبيل المثال أن نذكر أبرزها:
- التوصل لاتفاق شامل لوقف إطلاق النار.
- التوصل لاتفاق شامل بين حركة فتح وحركة حماس (وهو الاحتمال الأضعف بحسب التقديرات الاستخبارية الحالية).
- تدهور موقف الرئيس عباس بما يدفع الإسرائيليين مجبرة إلى التدخل بالوسائل العسكرية لتعزيز موقفه بما يحافظ على قيادة السلطة الفلسطينية الحالية التي لا تجد إسرائيل بديلاً أفضل منها في الوقت الحالي.
• تقييم موقف محمود عباس على النحو الآتي:
- يمثل وجوده في السلطة الفلسطينية نقطة إيجابية وتحركاته من أجل التوصل لوقف إطلاق النار لا تتعارض مع التوجهات الإسرائيلية.
- توجد الكثير من نقاط الضغط والشكوك حول مدى قدرته على فرض سيطرته على الساحة السياسية الفلسطينية الداخلية.
- توجد احتمالات بقيام حركة حماس باستخدام القوة بجهة الضغط عليه بما يمكن أن يؤدي بمحمود عباس أو على الأقل إلى ردعه وتحييده عن القيام بأي دور إيجابي يفيد إسرائيل.
• التأكيد على عدم وجود أي قوة خارجية أو لاعب خارجي دولي أو إقليمي في الوقت الحالي يمكن أن يكون راغباً في توريط نفسه في "مستنقع" النزاع العسكري الدائر في غزة.
• التأكيد على أن التوصل إلى أي اتفاق مع حماس يمكن أن يركز وقبل كل شيء على آفاق التهدئة الطويلة الأجل في القتال ولكن التوصل إلى مثل هذا الاتفاق سيكون غير منسجم مع كل من السياسات الإسرائيلية والدولية الرافضة لمبدأ التفاوض مع حماس.
* سيناريو العملية العسكرية الإسرائيلية والبدائل المتاحة:
أجمع الخبيران عاموس هاريل وعافي إيساخاروف على أن إسرائيل تتقدم باتجاه اتخاذ قرارها الثاني الهام إزاء المواجهة العسكرية في غزة بعد أن اتخذت قرارها الأول المتعلق بشن العملية العسكرية. وأشار الخبيران إلى النقاط الآتية:
• سوف تكمل اليوم قوات الجيش الإسرائيلي آخر استعداداتها لجهة احتمالات القيام بتوسيع العملية العسكرية البرية ضد القطاع.
• عناصر الاحتياطي الإسرائيلي الذين تم استدعاؤهم قبل بضعة أيام سيكونون بدءاً من اليوم في حالة استعداد للاشتراك في العمليات العسكرية.
هذا، وتقول التسريبات والمعلومات أنه يتوجب على القيادة السياسية الإسرائيلية أن تقرر اليوم لجهة إما إصدار القرار الذي يفوض القيادة العسكرية الإسرائيلية بتوسيع زخم العملية أو بالحفاظ على وضعها الحالي أو التأكيد على ضرورة الخروج من العملية.
وبرغم تعدد الاحتمالات فقد أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي صباح اليوم أن القوات الإسرائيلية تحقق المزيد من التقدم ولا داعي لإيقاف العملية العسكرية طالما أن القيادة العسكرية ما تزال متفائلة بإمكانية إنجاز أهدافها المحددة.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...