المعلم يطالب بوقف التسـليح الدولي للإرهابيين موسكو تنتقـد المعارضة
أبلغ وزير الخارجية وليد المعلم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في نيويورك أمس، أن دمشق عازمة على تطبيق الإصلاحات، لكنه طالب «المجتمع الدولي بوضع حد لتمويل وتسليح المجموعات الإرهابية»، بينما عبر بان عن «استعداده للقيام بدور إيجابي على الساحة الدولية في هذا الخصوص»، فيما جدّدت موسكو رفضها تمرير مجلس الأمن الدولي لقرار يفرض عقوبات على سوريا، مكررة انتقادها للمعارضة التي ترفض الحوار مع الرئيس بشار الأسد.
الى ذلك، قال دبلوماسيون في الامم المتحدة إن بريطانيا وفرنسا والمانيا والبرتغال تعتزم قريباً توزيع مشروع قرار جديد لمجلس الامن يندد بسوريا، لكنه يخلو من الدعوة الى فرض عقوبات فورية على دمشق. وقالت البعثة الفرنسية في الامم المتحدة على موقع تويتر إن «فرنسا وشركاءها في الاتحاد الاوروبي يستعدون لرفع مشروع قرار جديد الى مجلس الأمن حول القمع في سوريا».
ويمثل مشروع القرار الجديد محاولة من الدول الغربية للالتفاف على الرفض الروسي والصيني خصوصاً لمعاقبة دمشق. وقال دبلوماسي أوروبي «نريد إرسال رسالة قوية وموحدة لضمان الا يستمر نظام الاسد في صم أذنيه عن مطالب المجتمع الدولي».
والتقى المعلم، في نيويورك، وزراء خارجية روسيا سيرغي لافروف وإيران علي أكبر صالحي والبرازيل انطونيو باتريوتا والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن المعلم شرح «الوضع السوري الراهن والإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي أعلن عنها الأسد، وتتناول وضع قوانين تلبي الحاجات والمطالب الشعبية». وبين «الضغوط التي تتعرّض لها سوريا في المجالات السياسية والإعلامية والاقتصادية، والتي تهدف إلى إضعاف سوريا وحرفها عن نهجها الوطني»، موضحاً أن «الحوار الوطني الشامل الذي انطلق في المحافظات السورية يضمّ مختلف شرائح المجتمع، بمن فيهم المعارضون، ويهدف إلى بحث البرنامج الإصلاحي وسيتبعه مؤتمر الحوار الوطني قريباً».
وأكد المعلم أن «فرض العقوبات على سوريا من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يؤثر سلباً على مصالح الشعب السوري»، لافتاً إلى «عزم سوريا على تنفيذ حزمة الإصلاحات التي أعلن عنها الأسد بجدول زمني محدد».
من جهته، أكد لافروف، حرص بلاده على «أمن سوريا واستقرارها، وأن روسيا مستمرة في التشاور والتنسيق معها». وأشاد بمؤتمر الحوار الوطني المزمع عقده في سوريا، داعياً المعارضة إلى المشاركة فيه ومحذراً من التدخل في الشؤون السورية ومن أن فرض عقوبات اقتصادية ضد سوريا لا يخدم هدف تحقيق الاستقرار في المنطقة.
وقالت وزارة الخارجية الروسية إن لافروف أكد موقف روسيا الرافض لتدخل القوى الخارجية في شؤون سوريا الداخلية. ودعا إلى وقف أعمال العنف في سوريا بشكل كامل وتنفيذ الإصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تم إعلانها وأيضاً إلى تنظيم الحوار الوطني الواسع بمشاركة المعارضة.
بدوره، أدان صالحي الحملات التي تتعرّض لها سوريا، مؤكداً «عمق العلاقات المتميّزة التي تربط الشعبين والبلدين الصديقين»، ومعرباً عن «دعم إيران لسوريا في إنجاز الإصلاحات وتحقيق الأمن والاستقرار في البلاد».
وأكد العربي «أهمية الوقوف إلى جانب سوريا للخروج من الظروف الحالية التي تمرّ بها»، معبراً عن «رفض الجامعة لأي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لسوريا».
وفي لقائه مع بان كي مون، أوضح المعلم «التحديات التي تواجهها سوريا والمتمثلة بالمجموعات المتطرفة التي تمارس القتل وترهب المواطنين. وطالب «المجتمع الدولي بوضع حدّ لتمويل وتسليح هذه المجموعات»، مؤكداً أن «سوريا عازمة على إنجاز الإصلاحات التي طرحها الأسد ضمن جدول زمني محدّد». وعبر عن «استعداد سوريا للتعاون مع الأمم المتحدة في إطار احترام سيادتها وقرارها المستقل ورفض أي تدخل خارجي في شؤونها الداخلية».
وأكد المعلم «ضرورة أن يقوم الأمين العام للأمم المتحدة بدور إيجابي يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة وذلك من خلال سعيه لدى الأطراف صاحبة النفوذ في مجلس الأمن للامتناع عن اتخاذ خطوات من شأنها التحريض على العنف وفرض هيمنتها على المنطقة».
ونقلت «سانا» عن بان كي مون تأكيده «أهمية تحقيق الأمن والاستقرار في سوريا، ودورها المحوري في المنطقة وإنجاز حزمة الإصلاحات التي أعلن عنها الأسد». وعبر عن «استعداده للقيام بدور إيجابي على الساحة الدولية في هذا الخصوص».
وقال لافروف، امام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك امس، إن مجموعة «بريكس» التي تضمّ روسيا والبرازيل والهند والصين وجنوب افريقيا، وجميعها الآن في مجلس الأمن، «لا تريد مواجهة مع المجتمع الدولي».
لكن لافروف كرّر انتقاد المجموعة لاستخدام الدول الغربية قرارات مجلس الأمن لتنفيذ جداول أعمالها. وقال «المحاولات للقفز فوق قرارات مجلس الأمن غير مقبولة، بما أنها تؤدي إلى زعزعة سلطته وتضاعف من معاناة المدنيين الأبرياء».
وكرّر لافروف انتقاد موسكو للمعارضة التي ترفض الحوار مع الأسد. وقال «بالنسبة إلى سوريا فإنه من غير المقبول مقاطعة اقتراح الحوار الوطني، ورفع مستوى المواجهة والتحريض على العنف، بالرغم من أن الإصلاحات التي عرضها الأسد متأخرة، لكن يمكن تحقيقها».
وكان لافروف قال، لقناة «روسيا 24»، إن موسكو لن تؤيد مشروع قرار طرحته الدول الغربية ضد سوريا. وأضاف «نحن لا نستطيع أن نؤيد المشروع الذي تطرحه الدول الغربية، وهذا أمر مرتبط أيضاً بالتجربة الليبية». وتابع إن «استراتيجية الغرب تجاه سوريا ساذجة وغير آمنة»، متسائلاً «ما هي الاستراتيجية المقبلة، كيف حسبتم الخطوات اللاحقة».
وكرّر وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، في بيان وزعه في الأمم المتحدة من دون إلقاء كلمته امام الجمعية العامة، «إدانة المملكة للعمليات العسكرية ضد الشعب الأعزل في سوريا الشقيقة»، ودعا «للوقف الفوري لها وفقاً لقرار مجلس جامعة الدول العربية الأخير، وتنفيذ إصلاحات شاملة تلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري دون تلكؤ أو إبطاء».
الى ذلك، أعلن حاكم المصرف المركزي السوري اديب ميالة ان خفض الواردات سيتيح لسوريا توفير ستة مليارات دولار سنوياً لمواجهة العقوبات التي فرضتها كل من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي. وقال إن «البضائع التي يشملها هذا القرار تمثل نحو 25 في المئة من الواردات وهذا سيتيح توفير ما لا يقلّ عن ستة مليارات دولار بينها 4,5 مليارات دولار من استيراد السيارات». واضاف «إنه اجراء وقائي لحماية عملاتنا الاجنبية التي تتجاوز اليوم الـ17 مليار دولار».
إلى ذلك، قالت المتحدثة باسم «المجلس الوطني السوري» بسمة قضماني إن المعارضة ستجتمع في الاول والثاني من تشرين الاول المقبل في اسطنبول لمحاولة توحيد معارضة ما زالت مشرذمة. وأضافت «من المقرر أن نبحث في تشكيل لجان» في اطار المجلس و«سيشارك الاخوان المسلمون كحزب».
وذكرت «سانا» ان «الجهات المختصة ضبطت كمية من الأسلحة والذخائر في سيارة نوع كيا سيراتو المذاع البحث عنها سابقاً كانت مركونة بشارع زينب الأسدية في حي الوعر بحمص». واضافت «استشهد الملازم أول محمد فراس جديد بعد قيام مجموعة إرهابية مسلحة باختطافه أمس (الاول) من أحد أحياء مدينة معرة النعمان بإدلب. وفي حمص استشهد المدرس هاشم يوسف نصور برصاص مجموعة إرهابية مسلحة».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد