الحريري وجنبلاط يحصدان عائدات الحرب
الجمل: تلقى لبنان وعوداً بتقديم 3،6 مليار دولار، وذلك من أجل إعادة بناء ما دمره العدوان الإسرائيلي الأخير، وبرغم أن المساعدات الأجنبية تمثل عاملاً هاماً في إعادة البناء والتعمير، إلا أنها لن تفعل شيئاً إزاء معالجة ما خلفته السياسات الاقتصادية السقيمة، التي ظلت تنتهجها النخبة السياسية البيروتية الحاكمة.
• الوعود والالتزامات:
قبل انتهاء الأعمال العدوانية الإسرائيلية، أعلنت بعض الدول العربية عن التزامها بتقديم حوالي 1،1 مليار دولار، (500 مليون دولار من السعودية، 300 من الكويت وقطر، إضافة إلى مبالغ صغيرة من دول عربية أخرى..) كذلك التزم العرب بتقديم قروض إلى البنك المركزي اللبناني في حدود 1،5 مليار دولار بحيث تقدم السعودية مليار دولار، والكويت نصف مليار دولار.
كذلك أعلنت قطر التزامها ببناء المدن والقرى الشيعية المدمرة في جنوب لبنان، مثل بنت جبيل، والخيام.. وغيرها، إضافة إلى التزام ابو ظبي بإعادة تعمير وبناء المدارس في جنوب لبنان، ومستشفيات بنت جبيلن مرجعيون، والعرقوب، إضافة إلى تقديم التعويضات للصيادين، كذلك أعلنت سورية عن التزامها ببناء وإعادة تعمير قانا، صديقين، والقليلة.
في مدينة استوكهولم، العاصمة السويدية، أعلنت بعض الحكومات الغربية والمؤسسات الدولية عن الالتزام بتقديم 940 مليون دولار لإعادة تعمير لبنان، منها 230 مليون دولار من الولايات المتحدة، و112 من صندوق النقد الدولي، و91 من الاتحاد الأوروبي، و34،5 من أسبانيا، و38 من إيطاليا، و25 من فرنسا، و22 من كندا، و20 من سويسرا.
• تباطؤ حكومة السنيورة:
التحركات لإعادة تعمير وبناء ما دمره العدوان الإسرائيلي، كانت مبكرة وسريعة، وقد كان فؤاد السنيورة وزعماء تيار المستقبل سعد الحريري- جنبلاط، أكثر إلحاحاً في مناشدة المجتمع الدولي بضرورة تقديم الدعم لإعادة تعمير لبنان.
كذلك من الناحية الأخرى، كان حزب الله ناشطاً وأكثر جدية في دعم المتضررين، فبعد انتهاء العمليات الحربية، ووقف إطلاق النار، قدّم حزب الله دعماً مالياً لخمسة آلاف أسرة فقدت منازلها، بواقع 12 ألف دولار للأسرة الواحدة.. كذلك أطلق برنامجاً لإعادة تعمير الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت.
أما حكومة السنيورة، والتي يسندها تحالف الحريري- جنبلاط، فقد أصبحت الآن (تماطل) في عملية إعادة البناء والتعمير.. ومرة أخرى بدأت الأنظار ترصد الدور (المريب) الذي تحاول شركة (سوليدير المملوكة للحريري)، أن تقوم به على أساس (خبرتها السابقة في إعادة تعمير بيروت بعد الحرب الأهلية السابقة)..
وتفيد أنباء بورصة بيروت إلى أن (طغمة بيروت المالية) بدأت بعد انتهاء صراع حزب الله- إسرائيل، صراعاً ثانياً في أروقة البورصة حول أسهم شركة سوليدير.. والتي يتوقع الجميع أنها سوف تحتكر حكومة السنيورة الخاصة بأعمال البناء وإعادة التعمير..
وبكلمات أخرى: ان الجائزة الكبرى سوف تكون من نصيب شركة سوليدير.. وبالتالي سوف يحصل تحالف سعد الحريري- جنبلاط على فوائد وعائدات ما دمره إيهود أولمرت.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد