أنان يدرس رد دمشق على مبادرته ويلتقي ميدفيديف ولافروف غداً
ذهبت انقرة بفكرة «الممرات الانسانية» الى أبعد من مفهومها السائد حيث تحدث وزير خارجية تركيا احمد داود اوغلو، امس، عن حتمية توغلها في عمق الاراضي السورية بما يتيح «الوصول الى كل مدينة سورية»، وذلك في خطاب يستكمل اللهجة المتصاعدة من جانب الحكومة التركية مع اقتراب موعد استضافتها لمؤتمر «اصدقاء سوريا» في بداية نيسان المقبل، وفيما يستعد مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي انان، الى نيل الدعم الروسي لوساطته السورية من خلال المحادثات التي يجريها غدا الاحد في موسكو مع كل من الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف ووزير خارجيته سيرغي لافروف، قبل أن ينتقل منها إلى بكين.
وفي هذه الاثناء، أعلنت الأمم المتحدة أن انان يدرس رد السلطات السورية على مقترحاته «لوقف العنف»، وهو لا يزال على اتصال مع دمشق.
وكشف اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي مع داود اوغلو، في بروكسل عن لهجة تركية «تدويلية» للأزمة السورية، وعن تناقض واضح، حيث أكد الوزراء دعمهم لمهمة أنان، لكنهم في الوقت ذاته كانوا يتحركون مع أنقرة في مسار آخر، يتمثل بالتشديد على تقديم الدعم إلى المعارضة ومحاولة توحيد صفوفها في مؤتمر اسطنبول لـ«أصدقاء سوريا»، كما وسعوا العقوبات المفروضة على دمشق لتشمل أفرادا في عائلة الرئيس بشار الأسد، بينهم زوجته ووالدته.
وكشف داود اوغلو، خلال مشاركته في ندوة لمركز السياسات الأوروبية في بروكسل، عما تريده أنقرة من اجتماع «أصدقاء سوريا». وقال إن البيان الرئاسي لمجلس الأمن الدولي، الذي دعم مهمة أنان، يجب ألا يعتبر «مهلة جديدة» للنظام. ودعا المجتمع الدولي إلى أن يكون مبادرا بصورة أكبر وليتحرك «بشكل سريع».
داود أوغلو طلب مساعدة دولية لم يحدد طبيعتها، عندما قال إن «المجتمع الدولي يجب أن يساعدنا»، محذراً من حدوث «مأساة إنسانية حقيقية».
والأبرز في كلام داود اوغلو قوله إن «ممرات إنسانية إلى حوالي 20 أو 30 كيلومترا ليست كافية»، مضيفاً «يجب علينا الوصول إلى كل مدينة سورية لإيصال المساعدات الإنسانية». وتحدث عن أناس يقتلون في الشوارع في حمص لمجرد العبور فيها، وعن استخدام النظام للآليات الثقيلة، ووجوب عدم إعطائه «مزيداً من الوقت لقتل المزيد من المدنيين».
ومن جهتهم، يعتقد الأوروبيون أن مفعول العقوبات على النظام السوري واضح، ومنهم من يرى «إشارات على تآكل» النظام. ورحبت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند بالعقوبات الأوروبية، ورأت فيها «خطوة جيدة تضاف إلى الجهود الدولية الرامية إلى التعجيل بسقوط النظام».
وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، لـ«السفير»، إنها تدعم مهمة انان، لكنها رأت أنه يجب على المجتمع الدولي أن ينتقل للعمل «لكي يكون لدى الشعب السوري حكومة يمكنها دعم جميع أبنائه»، مؤكدة أنه «يجب أن يكون هناك عمل شامل للمعارضة، ومن المهم تجميعها»، لافتة إلى أن كل ذلك سيكون جزءاً من العمل الذي سوف يناقشه مؤتمر «أصدقاء سوريا».
وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية مشاركة الوزير ألان جوبيه في مؤتمر «أصدقاء سوريا». وقال المتحدث باسم الوزارة برنار فاليرو «لدينا تعبئة متزايدة على الصعيد الدولي وفي اسطنبول ستترجم التصريحات التي تم تبنيها في مختلف دوائر الأمم المتحدة إلى أفعال ملموسة لتعزيز الدعم» لمهمة انان. وأضاف أن الضرورات الثلاث معروفة وهي وقف العنف والمساعدة الإنسانية والبدء بتطبيق عملية تسوية سياسية.
أنان إلى موسكو وبكين
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أن انان، الذي يبدأ زيارته إلى موسكو اليوم، سيلتقي غدا ميدفيديف ولافروف. وأوضحت، في بيان، «أن المحادثات ستركز على دراسة سبل التوصل إلى تسوية لهذا النزاع بين السوريين»، مشيرة إلى أن «روسيا كانت تدعم من البداية تعيين انان في منصبه أخذا في الاعتبار خبرته السياسية في منصب الأمين العام للأمم المتحدة وكذلك خبرته في تسوية عدد من الأزمات الإقليمية».
وقال المتحدث باسم المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا احمد فوزي، في جنيف، إن «فريقا أوفده انان إلى سوريا عاد بعد أن أجرى محادثات على مدى ثلاثة أيام بشأن تنفيذ خطة السلام التي تستهدف وقف إراقة الدماء وتأمين وصول المساعدات الإنسانية وبدء حوار سياسي مع المعارضة السورية». وأضاف «انان وفريقه يدرسان الردود السورية بعناية، والمفاوضات الهاتفية مستمرة مع دمشق».
وأعلن فوزي أن انان سينتقل من موسكو إلى بكين حيث سيجري محادثات مع وزير الخارجية الصيني يانغ جيتشي ومسؤولين كبار آخرين».
وعما اذا كان انان سيعود إلى دمشق لإجراء محادثات مع الرئيس السوري بشار الاسد، قال فوزي «سيقرر عند مرحلة ما العودة لكن الوقت لم يحن بعد لذلك». وأضاف «الازمة على الارض حادة كما نعرف جميعا. علينا احراز تقدم سريع لأن لكل دقيقة اهميتها. هو يريد المضي قدما بأسرع ما يمكن. وحدة مجلس الامن شديدة الاهمية. العديد من هذه الدول له تأثير على الاطراف المعنية».
إلى ذلك، حذر ميدفيديف، أمام «المؤتمر العلمي ـ التطبيقي لمجلس الشؤون الدولية الروسي تحت عنوان «مجال الأمن الاورو- أطلسي: خرافة أم واقع» في موسكو، من «عقلية الحرب» الموجودة لدى بعض الدول الغربية حيال سوريا وإيران، معتبرا أن هذا الأمر يقوض القانون الدولي ويؤدي إلى الفوضى. وقال «يريد البعض أن يجعل سوريا دولة ديموقراطية في أسرع وقت، فيما يريد البعض الآخر تصفية البرنامج النووي الإيراني بصورة سريعة، ويقف في أحيان كثيرة وراء كل ما يجري المنطق الأعوج وعقلية الحرب».
وقال النائب عن ائتلاف «دولة القانون» عبود العيساوي ان الحكومة العراقية تسعى إلى «تحقيق حوار بين المعارضة السورية والحكومة، وذلك بهدف إنهاء أعمال العنف في البلاد». وشدد، في تصريح لراديو «سوا» الأميركي، على أن «العراق يرفض أي تدخل أجنبي في الشأن السوري».
آموس
وشكت مسؤولة المساعدات الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري آموس، في بيان، من أن «وكالات الإغاثة لا يتاح لها إلا امكانيات محدودة للوصول الى المحتاجين داخل سوريا». وقالت ان «الوضع في سوريا مستمر في التدهور مع استمرار الاقتتال والعنف في المدن في شتى أنحاء البلاد، ومنها دمشق». وأضافت «ما زلت أشعر بقلق بالغ على الذين يجدون أنفسهم محاصرين في هذا الوضع. والذين تشردوا يحتاجون الى الطعام والمأوى والمساعدة الطبية. وما زلت أطالب بالسماح بدخول المنظمات الإنسانية من دون قيد».
وتابعت آموس «في الوقت الحالي لا يمكننا سوى تنفيذ أنشطة محدودة لتقديم الطعام والمساندة الصحية ومساعدات النظافة العامة داخل سوريا، وذلك بسبب انعدام الأمن وضيق الإمكانيات المتاحة للمنظمات الإنسانية للوصول إلى المحتاجين».
وذكرت (سانا) ان «حشودا كبيرة من المواطنين عبرت في ساحة السبع بحرات في دمشق عن رفضها للتدخل الخارجي في شؤون سوريا الداخلية ودعمها لمسيرة الإصلاح بقيادة الرئيس بشار الأسد، وتأكيدها على الوحدة الوطنية لمواجهة المؤامرة التي تتعرض لها سوريا بهدف النيل من صمودها وزعزعة أمنها واستقرارها».
وذكرت «سانا» ان «القوات السورية اشتبكت مع عدد من الارهابيين في بلدة سرمين التابعة لريف ادلب، ما اسفر عن مقتل عدد منهم والقبض على آخرين». وكشفت عن انه «من بين المطلوبين الخطيرين الذين قتلوا في الاشتباك مع الجهات المختصة الإرهابيون حسني عبد الرزاق ومحمد صادق عبد الرزاق ومحمد قدور وعبد الكافي هرموش».
وأضافت «عثرت الجهات المختصة في مدينة سرمين على مصنع للعبوات، فيه المئات من العبوات المختلفة الأوزان معدة للتفجير، إضافة الى سراديب وأنفاق ضمن المدينة كان يستخدمها الارهابيون في تنفيذ عملياتهم التخريبية الاجرامية ضد المواطنين وقوات حفظ النظام».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد