أسماء الدول التي رفضت التعاون مع المحقق براميرتز
الجمل: علمت الجمل من مصادر غربية مطلعة بأن المحقق الدولي البلجيكي القاضي سيرغي براميرتز، قد حدد أسماء عشرة دول واصفاً إياها بأنها دول غير متعاونة مع عملية التحقيق الدولي في جريمة اغتيال رفيق الحريري رئيس الوزراء اللبناني الأسبق.
والدول غير المتعاونة مع التحقيق الدولي هي:
• أمريكا: رفضت السلطات الأمريكية إطلاع لجنة التحقيق على الصور الفضائية الجوية التي التقطتها الأقمار الصناعية الأمريكية للانفجار الذي وقع في لبنان وذهب ضحيته رفيق الحريري.
• فرنسا: لم تتعاون مع لجنة التحقيق فيما يتعلق بموضوع محمد زهير الصديق (الشاهد الملك) الموجود حالياً في الأراضي الفرنسية، إضافة إلى أن فرنسا لم تقم بتقديم أي معلومات أخرى تفيد عملية التحقيق الدولي.
• الدول الأخرى التي أشار إليها سيرغي براميرتز باعتبارها غير متعاونة هي: بريطانيا، ألمانيا، استراليا، الأردن، السعودية، الكويت، الإمارات، وإسرائيل. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الدول الثمانية ترتبط بشكل أو بآخر بعملية اغتيال الحريري.
من أول وهلة بدا واضحاً أن عملية اغتيال الحريري قد تم تنفيذها وفقاً لسيناريو يهدف إلى:
تسميم العلاقات السورية- اللبنانية، وبالفعل استطاع مخرجو عملية الاغتيال أن ينفذوا بعض الفصول الهامة في السيناريو:
- إخراج القوات السورية من لبنان.
- إسقاط حكومة عمر كرامي.
- تشكيل تحالف قوى 14 آذار المعادي لسوريا.
- تسميم الشارع اللبناني بالأطروحات المعادية لسوريا.
- محاولة اتهام سوريا بالمسؤولية عن عملية الاغتيال، وما أعقبها من اغتيالات، وذلك على النحو الذي يمكن أمريكا وإسرائيل من استغلال الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع الدولي من أجل فرض العقوبات والعزلة الدولية على سوريا.
تقول أطروحات نظريات المؤامرة بأن عملية التآمر –أياً كانت- تفتقر دائماً إلى الدليل والبرهان الواقعي الأصلي.. ومن ثم فإن كل البراهين التي يقوم الـ(متآمرون) بتقديمها تكون مزوّرة، ويكون نصيبها الانكشاف وافتضاح الأمر في نهاية المطاف.
لقد حاولت إسرائيل وحلفاؤها اللبنانيون من قوى 14 آذار وتيار المستقبل، تفسير (الوقائع الموسعة) التي حدثت في لبنان على أساس اعتبارات سلسلة من (البراهين والأدلة المصنوعة الزائفة).
على غرار أطروحة علم المنطق التي تقول بأن صدق الصدق هو صادق وتكذيب الكذب هو صادق.. تقول بأن الحقائق –أياً كانت- تخضع لعمليتين:
- عملية التصديق: وذلك عن طريق المطابقة بين الدليل والواقع الذي يسنده.
- عملية التكذيب: وذلك عن طريق إثبات أن نقيض الدليل لا يتناسب مع الواقع القائم.
سيناريوهات (ثورة الأرز) تم إعدادها بالتعاون بين إسرائيل ومراكز دراسات المحافظين الجدد، على أساس اعتبارات المصالح الإسرائيلية في منطقة شرق المتوسط، أما تحالف قوى 14 آذار فقد تم بناؤه على أساس اعتبارات المواقف النفسية السلبية لبعض الزعماء إزاء سوريا، وأيضاً إزاء المصالح الخاصة التي يمكن أن تجلبها لهم عملية تسويق العداء لسوريا في المنطقة.
طوال الفترة الماضية كانت سوريا ومعها بعض الشرفاء القلائل في هذا العالم يدافعون وحدهم، أمام زخم قوى 14 آذار وإسرائيل والمحافظين الجدد.. ولكن مثل ما يحدث في كل مؤامرة، ومثلما تؤكد كل نظريات المؤامرة، فقد انكشف الدليل لأنه كان دليلاً مصنوعاً وغير حقيقي، على النحو الذي جعل المحقق اليهودي ديتليف ميلس يحمل حقائبه ويتوارى خجلاً مما حاولت أن تقترف يداه.
الآن تفيد المعلومات بأن روسيا أصبحت أكثر اهتماماً بمعرفة أسماء الدول التي قال المحقق الدولي البلجكي سيرغي براميرتز بأنها لم تتعاون مع لجنة التحقيق.
كانت سورية متهمة طوال الفترة الماضية- برغم تعاونها- بأنها غير متعاونة مع لجنة التحقيق الدولي، وظلت جوقة رؤساء التحالف الغربي: جورج دبليو بوش الأمريكي- توني بلير البريطاني- وجاك شيراك الفرنسي.. بل وحتى جون بولتون، يملؤون الإعلام ضجيجاً بأن سوريا هي المتهم الرئيسي في الجريمة بدليل عدم تعاونها.
الآن، يمكن القول: إن (السيناريو الزائف المصنوع قد انكشفت الكثير من خطوطه)، ومن ثم فقد بدأت اللحظة المناسبة لبدء تنفيذ (السيناريو المضاد) الحقيقي الذي يميط اللثام عن خفايا جريمة اغتيال الحريري، والاغتيالات التي أعقبتها.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد