أفكار من العالم الآخر: الدين العلمي
يجري حاليا تسويق العلم كما جرى سابقا تسويق الدين على أنه وسيلة البشرية لمواجهة عذابها ومحنها، ولكن العلم الذي يجري تسويقه مختلف عن العلم الكلاسيكي الذي نتوقع أن العلماء يمارسونه. رغم التشابه الظاهري بين العلم التقليدي وبين العلم الذي يجري تسويقه حاليا كدين هناك فروق أساسية بينهما سنناقش أهمها في ما يلي.
لا نحتاج إلى العلم لنعرف الكثير عن عالمنا، فهناك أمور يمكن ملاحظتها مباشرة وأمور نعرفها بخبرتنا وتجاربنا، وهناك أمور يؤدي تدخل العلم فيها إلى الكثير من التعقيد غير المطلوب. مثلا عندما نحاول أن نعرف مم يتألف جسم الإنسان، فهل نحتاج العلم؟ أغلب من توجه لهم هذا السؤال سيؤكدون ذلك وربما يقولون أن جسم الإنسان يتألف من خلايا وأن العلم يدرس الخلايا ووظائفها. لا يمكننا أن نجد الخلايا بالملاحظة المباشرة، فالملاحظة المباشرة توضح أن الجسم يتألف من رأس وجذع وأطراف، وكل من هذه الأقسام يتألف من أقسام أخرى أصغر منه.
لنفرض مثلا أننا نريد أن نعرف مم تتشكل الأطراف، باستخدام الملاحظة المباشرة يمكن أن نلاحظ وجود غلاف يحيط بالأطراف نسميه الجلد، وتحته توجد أشياء تتقلص وترتخي يمكن أن نسميها عضلات، وهناك أيضا أشياء قاسية أو صلبة يمكن أن نسميها عظاما. أيضا توضح الملاحظة المباشرة أن هناك سائلا أحمر يتواجد في الأطراف ويمكن أن نسميه الدم.
ومن الخبرة نعرف أن التدريب يقوي العضلات، وأن الدم يتخثر، وأن الجروح تلتئم، وأن كسور العظام تترمم. لا نحتاج العلم لمعرفة كل ذلك، فالملاحظة والخبرة تمكننا من اكتساب معرفة وتطبيقها لتطوير حياتنا. ولكن هناك أشخاصا يرغبون بالمزيد من المعرفة، وطريقتهم للحصول على المزيد من المعرفة هي طريقة العلم، أو المنهج العلمي.
لنأخذ مثلا شخصا يريد أن يعرف المزيد عن الأطراف، فيبدأ بتشريح أطراف جثة، ويتوصل إلى اكتشاف ما، هل يستطيع ذلك الشخص استنتاج أن ذلك الاكتشاف ينطبق على أطراف الأشخاص الأحياء رغم أنه لم يلاحظ ذلك الاكتشاف مباشرة في الأشخاص الأحياء؟ هناك حدود لإمكانية ذلك، وهذه الحدود هي ما يسمى المنهج العلمي، أو العلم.
لاحظ أن هذه التجربة ليست سهلة ولا يستطيع الكثيرون القيام بها، مما يعني أننا لا نستطيع التأكد من نتائج التجربة باستخدام الملاحظة المباشرة، ولذلك فنحن مضطرون لتطوير طرق للتأكد من نتائج تجارب العلماء. بعض الناس يقبلون هذه النتائج مباشرة، وبعض الناس يحاولون تكرار التجارب إن كان ذلك ممكنا. وفي عصرنا هذا لا يتوفر للكثيرين فرصة الاطلاع على النتائج العلمية الأصلية، بل يطلعون على ما ينقله الإعلاميون عن العلم وآخر مكتشفاته، وهي غالبا ما تكون موادا تسويقية صيغت بطريقة إعلامية وليس بطريقة علمية. ولذلك بينما نستطيع التأكد بالملاحظة المباشرة أن الرياضة تقوي العضلات، نجد أنفسنا عاجزين عن التحقق من العلم، ومعزولين عن عملية إنتاجه، وفي أغلب الأحيان لا يصلنا العلم مباشرة، وما يصلنا ليس إلا موادا عن العلم، وليس منه.
شرح الكثيرون دور العلم في حياتنا، وقد قرأت سابقا شرح أينشتاين وهايزنبيرغ لدور العلم في حياتنا، ولكن أفضل وأبسط شرح وصلني كان من ريتشارد فاينمان في محاضرة له ألقاها عام 1969 (شاهدوها كاملة هنا) يقول فيها أن دور العلم هو توليد اقتراحات أو توقعات دقيقة يمكن التأكد من عدم صحتها ببساطة. يؤكد فاينمان أن المهم هو التأكد من عدم الصحة، لأنه من المستحيل علميا التأكد من الصحة، فالعلم لا يستطيع تأكيد أي شيء، لأن العلم في أيام فاينمان وفي أيامنا هذه يحوي الكثير من التناقضات، ولأن منهج العلم بحد ذاته لا يسمح باستنتاج معرفة حتمية. يضرب فاينمان مثلا مهما هو قوانين نيوتن في الجاذبية، فقد اعتبرت صحيحة لمئات السنين لأنه لم يستطع أحد إيجاد خطأ فيها، إلى أن تطورت أدوات القياس في أول القرن العشرين وتمت ملاحظة أن حركة كوكب عطارد لا تنسجم مع قوانين نيوتن، ولتفسير هذا الاختلاف ظهرت نظرية أينشتاين في الجاذبية، وهي نظرية قادرة على تفسير حركة عطارد بدقة، وعلى تفسير ظواهر أخرى، ولكنها تقف عاجزة عن تفسير بعض التجارب الفيزيائية الحديثة.
هناك فرق كبير بين التأكد من عدم الخطأ والتأكد من الصحة، فالتأكد من عدم الخطأ محدود ويتعلق بحالة ما أو بتجربة ما، مثلا في تجربة ما يمكن أن نجد أن التوقع الذي أنتجه العلم غير خاطئ، ولكن ربما نجد خطأ ما في التجربة القادمة. العالم لا يدعي صحة نتائجه أو نظرياته، بل بالعكس، العالم الحقيقي مسؤول عن محاولة إثبات خطأ نتائجه بكل الطرق الممكنة، وعندما لا يتمكن من إيجاد خطأ ما يمكن أن ينشر تجاربه ليدعو الآخرين لمحاولة البحث عن الخطأ بطرق أخرى. هذه الفكرة بالغة الأهمية ويجب التركيز عليها، العلم لا يدعي الصحة أبدا، ومن يمارسون العلم لا يحاولون إثبات صحة نظرياتهم، بل يحاولون البحث عن أخطائها.
ننتبه هنا إلى أن الملاحظة المباشرة تعاني نفس مشكلة إثبات الصحة، ولعل أشهر صياغة لهذه المشكلة هي صياغة نسيم طالب لنقض منهج الاستقراء في كتاب البجعة السوداء، وفيها يضرب مثالا أن كل الملاحظات على مدى مئات السنين أثبتت أن ريش البجع أبيض، ولكن بعد اكتشاف استراليا ظهرت بجعات ريشها أسود، ومثالا آخر أن كل الملاحظات على مدى ثلاث سنوات تؤكد للديك الرومي أن المزارع يحبه ويحرص على صحته، ولكن ملاحظة واحدة ستنقض ذلك عندما يأتي عيد الشكر القادم.
هل يمكننا التأكد من صحة المعرفة؟ لا الملاحظة المباشرة ولا العلم يسمحان بذلك، يمكننا فقط التأكد من عدم صحة المعرفة، فهل توجد معرفة لا يمكن التأكد من عدم صحتها؟ يضرب فاينمان مثالا يقول "فلان لا يحب أمه لأنها لم تقدم له الحب الكافي في صغره" وعند التأكد من ذلك نجد أنها قدمت له الكثير من الحب، ولكن ما هو تعريف الحب الكافي؟ كيف يكون الحب كافيا وكيف يمكن قياس الحب؟ هذا النوع من المعرفة غامض وغير محدد ولا يمكن نقضه، ولذلك بالنسبة إلى فاينمان هذا ليس علما ولا يفيد في معرفة أي شيء. بالنسبة إلى فاينمان، المعرفة شيء محدد يمكن قياسه، ويمكن إثبات خطئه، وليس من الضروري التمكن من إثبات صحته.
هناك حدود أخرى للمعرفة حسب المنهج العلمي، منها مبدأ الشك، والذي يقول في إحدى صياغاته "لا يمكن معرفة حالة منظومة ما دون تغيير هذه الحالة". يعني مبدأ الشك أن مجرد ممارسة العلم، أي إجراء التجارب، هي تغيير في حالة ما يتم دراسته، ولذلك فأية معرفة يتم الحصول عليها عبر التجارب لا تنطبق بالضرورة على ما يتم اختباره قبل أو بعد إجراء التجربة، بل ربما لا تنطبق أيضا على ما يتم اختباره لحظة إجراء التجربة.
لست عالما، ولا أحتاج لأكون عالما لكي أفهم حدود العلم. هناك شروحات وتبسيطات مفهومة لشخص عادي مثلي توضح أن منهج العلم لا يقيني ويبنى على التغيير وعدم الثقة بصحة أي شيء، ورغم ذلك نجد الكثيرين يتحدثون عن العلم ونتائجه بصيغة يقينية تصل حدود الإيمان، وتجعل من يقرأ أو يستمع إليهم يعتقد أن هؤلاء الناس يؤمنون بما يقولونه إيمانا ولا يقبلون أي احتمال لكون ما يقولونه غير صحيح.
لا أقصد الإعلاميين والمدرسين فقط، فهناك أشخاص يمارسون العلم بإيمان قد يصل حدود التدين، ومنهجهم في ممارسة العلم مختلف عن المنهج الذي شرحه فاينمان، وربما لا ينطبق عليه مبدأ الشك أيضا. هؤلاء العلماء ينشرون دراسات وأبحاثا علمية في المجلات المحكمة، أي أنها أبحاث على مستوى أي بحث يمكن أن يسمى علميا في هذا العصر. وأنا كمراقب خارجي مهتم بالعلم أجد أن بعض الدراسات العلمية التي أقرؤها تصاغ بناء على إيمان الباحثين بصحة ما يقومون به، وليس بناء على محاولتهم لإثبات خطأ أفكارهم. بالخلاصة أنا أعتقد بوجود نوعين من العلم حاليا، هناك علم ينطلق من الشك وعلم ينطلق من الإيمان.
وصلت إلى هذه القناعة منذ حوالي عام بعد أن قرأت إحدى أهم الدراسات في تاريخ العلم، وهي دراسة جون يوانيديس الذي نشر دراسة (اقرؤوها هنا) تقول أن أكثر من نصف الأبحاث العلمية المنشورة خاطئة، مما يعني أن أكثر من نصف المعرفة التي ينتجها العلم الحديث خاطئة وتنشر رغم ذلك. يقول يوانيديس أن أهم عامل مسبب للخطأ هو انحياز الباحث لصالح النتائج التي يريد الحصول عليها، ومحاولة تضخيم النتائج أو تضخيم انعكاسات النتائج.
ما يصفه يوانيديس هو منهج مختلف عن المنهج الذي وصفه فاينمان ويطبقه علماء معاصرون بينهم مثلا عالم البيولوجيا الألماني ستيفان لانكا. بينما يدفع لانكا نقودا لمن يثبت له خطأ تجاربه أو نتائجه، ويحاول تمويل باحثين آخرين لتكرار تجاربه والتأكد من صحتها، يحاول الكثيرون المبالغة في تأكيد صحة تجاربهم والنتائج التي تخلص إليها.
انتقد بضعة علماء استنتاجات يوانيديس، ولكن من قرأتهم وافقوا يوانيديس على الفكرة الأساسية للدراسة، هناك من انتقدوا طريقته في الحساب، ومن انتقدوا افتراضاته حول مستوى تأثير الانحياز على النتائج، ولكن في الأغلب اجمع منتقدو يوانيديس على أهمية منهجه وعلى تطبيقاته في دراسة عملية إنتاج العلم بشكل عام.
في العالم أعداد هائلة من الأفكار، وهناك أفكار لا علاقة لها بالواقع وأفكار قريبة من الواقع بشكل ما، وهناك أشخاص يعتقدون اعتقادا مطلقا بصحة أفكارهم ولا يقبلون أي نقاش حول ذلك. هذه حالة البشر حاليا وهي حالة مستمرة منذ آلاف السنين. وهي أيضا حالة في العلم موجودة من ما قبل أيام يوانيديس، وستستمر في المستقبل. أنا كقارئ ومتابع للعلم أجد من واجبي الانتباه إلى انحيازات العلماء الذين أتابعهم، ورغم أنني لا أنتقد أي عالم بشكل مباشر، فأنا حذر من العلماء الذين يصيغون تجاربهم أو نتائجها صياغة مستندة إلى الإيمان أكثر من الشك.
هل يمكن أن نسمي هذا النوع من العلم "دينا علميا" أو "علما دينيا؟" لأنه يستند بشكل أساسي على نوع من الإيمان، أو العقيدة. ربما نجد له اسما مختلفا يوما ما يميز بينه وبين العلم المستند على مبدأ الشك. إذا اعتمدنا نتائج يوانيديس يمكن القول أن أكثر من نصف العلم الذي ينشر حاليا هو دين علمي، وليس علما مستندا على مبدأ الشك. هذه النسبة كبيرة جدا وتعني أن العلم المستند على مبدأ الشك ينحسر أمام الدين العلمي العقائدي، أي أن الدين بشكله العلمي يتوسع على حساب العلم التقليدي المستند على مبدأ الشك. وربما يعني أن المعركة العلمانية التي بدأت في عصر النهضة بين العلم والكنيسة تتجه للحسم عبر تحول أغلب العلماء إلى رجال دين علميين.
لا يمكنني الحكم بشكل مسبق على أية دراسة ولا على أية نتيجة تخلص إليها أية دراسة، فأنا لست عالما ولا أمارس العلم كمهنة. أنا شخص عادي يقرأ ويطلع، وقد اعتمدت مبدأ الشك كفلسفة لحياتي منذ أن قرأته لدى هايزنبيرغ عندما كان عمري سبعة عشر عاما. ولذلك يجد من يقرؤون كتاباتي أو يناقشونني أنني أميل إلى هذا الاتجاه، وأستطيع انتقاد منهج الدراسات العلمية وتحديد ما إذا كانت مبنية على أساس مبدأ الشك، أو على أساس الإيمان المطلق بالنتائج.
هذه مهارة يستطيع أي شخص اكتسابها بالتدريب، وذلك عبر ملاحظة طريقة صياغة ما يقرؤه من العلم أو عن العلم، الصياغات التي توحي بالحتمية هي عادة صياغات مستندة على الإيمان، والصياغات التي توحي بعدم الثقة هي عادة صياغات تستند على مبدأ الشك.
في هذه الأيام يزداد تأثير العلم على حياتنا، وتقوم السلطات بتبرير اضطهادها للشعوب بحجج علمية، فهل تستخدم السلطات العلم حاليا كما استخدمت السلطات الدين للسيطرة على الشعوب في الماضي؟ أنا أعتقد ذلك، عندما أقرأ الحجج العلمية التي تستخدمها السلطات حول العالم أجدها من النوع الذي يستند إلى الإيمان بالنتائج، لا إلى الشك بالنتائج. ويبدو لي أن كل العلم المستخدم حاليا في قمع الشعوب هو علم ديني يستند إلى إيمان مطلق ولا يختلف بالمنهج عن علم دراسة الإنجيل أو القرآن. مما يعني أن السلطات في هذه الأيام تجد أن الدين العلمي نوع من الدين، وتستخدمه على هذا الأساس.
وكما كان لدى السلطات في الماضي رجال دين ومشعوذون يأتمرون بأمرها ويبررون لها أفعالها بطريقة دينية، تملك السلطات حاليا مشعوذين علميين يبررون لها أفعالها بطريقة علمية. وتستند السلطات إلى أقوال هؤلاء المشعوذين لتبرير اضطهاد من لا يعتنقون نفس العقائد العلمية التي تتنباها السلطات. مما يؤدي إلى انحسار إضافي للعلم المستند على مبدأ الشك.
أعتقد أن أحد أشهر هؤلاء المشعوذين حاليا هو الأمريكي فاوشي، وهو مشعوذ علمي لا يمارس العلم بل يتحكم في تمويل العلم في أمريكا، وبالتالي يستطيع تمويل العلم الذي يناسب عقيدته ويحارب أية دراسات علمية لا تنسجم مع عقيدته. هناك أشخاص يلعبون نفس دور فاوشي في كل بلد في العالم، وهم برأيي مشعوذون علميون يعملون على استقرار وتعزيز سيطرة السلطة كما كان رجال الدين يفعلون سابقا.
هل تشاهدون ما يحصل في العالم حاليا، وهل تقارنونه مع ما حصل في العالم في بدايات القرن الماضي، عندما نشأت النظم العقائدية التي نسميها حاليا نظما فاشية؟ هل يمكنكم توقع ما سيحصل إذا استمر تطور النظم الفاوشية في هذا القرن؟
تبنى الكثيرون العقائد الفاشية في الماضي رغم تناقضاتها ورغم خطرها الواضح على البشر، وبنفس الطريقة يتبنى الكثيرون دين العلم ويصدقون ما يقوله مشعوذو هذا الدين مثل فاوشي. هذا أمر طبيعي ولا مجال لتجنبه، ولكن ما يمكن تجنبه هو أن تتبنى أنت عقيدة علمية معتقدا أنك تتبنى العلم. إذا كنت ترغب ببناء آرائك ومواقفك على أساس العلم، وليس الدين، فعليك الانتباه إلى الفرق بين العلم وبين الدين العلمي، ومراجعة مواقفك وآرائك السابقة على هذا الأساس. يمكنك أن تفعل ذلك بينك وبين نفسك، ولكن إذا رغبت بالتصريح عن أفكارك ومواقفك بشكل متوافق مع العلم، وليس على أنها دينك العلمي، فعليك أن تصوغ فكرتك بناء على مبدأ الشك، وليس بناء على يقين أو إيمان بما تقوله، وأن توضح أيضا أن منهجك يعتمد على مبدأ الشك، وأن ما تقوله هو معرفة مستحصلة بناء على هذا المبدأ وليس فتوى علمية.
العلم المستند على مبدأ الشك مازال موجودا، ولكن الحصول عليه ليس سهلا، وممارسته ليست سهلة. أسهل ما يمكنك أن تفعله للحصول على المزيد من هذا العلم هو البدء بانتقاد ما يصلك على أنه معرفة، وعدم قبول المعرفة التي تصاغ بطريقة حتمية.
الأيهم صالح
التعليقات
أحسنت ولا أجامل في ذلك....
أحسنت ولا أجامل في ذلك....
إضافة تعليق جديد