لماذا نصف دول العالم تريد حربا على سوريا ولا تقدر على افتتاحها
الجمل- قسم الترجمة- جولة «الجمل» على الصحافة الإيرانية:
أردوغان خسر التاريخ:
في منتصف شهر أيلول زار الجنرال ديفيد بتراوس رئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية CIA تركيا وكانت أنقره تستضيف أيضاً رؤساء أجهزة الاستخبارات القطرية والسعودية والأردنية في اجتماع عقد في اسطنبول. شارك الجنرال بتراوس في اجتماع رؤساء أجهزة استخبارات الدول المعادية لسوريا بالرغم من أنه لم يتم تسريب أي معلومات صحيفة عن مضامين هذا الاجتماع، لكن في 15 أيلول نشرت مجلة فلسطينية خبراً عن زيارة معاون رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) لتركيا وإجرائه محادثات مع المسؤولين في جهاز الاستخبارات التركية.
بعد مرور شهر واحد أنقرة تصدر أمراً بقصف جوي ومدفعي يطال الأراضي السورية بذريعة سقوط عدة قذائف هاون على الأراضي التركية جهتها الأراضي السورية، كما قام البرلمان التركي الذي يسيطر عليه حزب العدالة والتنمية بزعامة رجب طيب أردوغان بأغلبية باستصدار قرار لمدة عام كامل يجيز الحرب ضد سوريا. بالرغم من أنه تم الإعلان مباشرة أن قرار البرلمان لا يعني بدء الحرب مع سوريا لكن في الأيام الأخيرة طلب أردوغان من الشعب التركي الاستعداد للحرب وحتى أنه قال "من لا يفعل ليس "تركياً". (ربما قصد بكلامه أنه لا يحمل الجنسية التركية أو ليس له مكان في تركيا أو أراد أن يحرج معارضي الحرب في تركيا ويشكك في وطنيتهم).
ما سبب الموقف التركي الذي يسعى للحرب:
لا يخفى على أحد مشاركة تركيا الفعالة في مخطط "تغيير النظام" في سوريا، حيث تقوم أنقرة إلى جانب إسرائيل والسعودية وقطر وأمريكا منذ 20 شهر وحتى الآن بالتدخل بشكل سافر في سوريا بهدف تغيير الحكومة السورية وتأمل بالحصول على حصتها في مشروع "تشكيل حكومة" ما بعد الرئيس بشار الأسد.
لهذا تحولت تركيا إلى مكان لتنشئة وتدريب الإرهابيين والمغامرين الدوليين وأَضحت طريق عبور لهؤلاء إلى الأراضي السورية، ولها مشاركة عالية وكبيرة في الحرب الدائرة منذ عدة أشهر في مدينة حلب وفي الواقع هي حرب حقيقة بين سوريا وتركيا.
لذلك فإن أردوغان قبل استصدار قرار من البرلمان التركي كان غارقاً في الحرب مع سوريا لكن قرار البرلمان جاء ليغطي بعض القضايا الأخرى وهي عبارة عن:
1-لو كان أردوغان واثقاً من دعم الشعب التركي لسياسته الحربية ضد سوريا لسعى إلى احتكار النتائج المحتملة لسياسته في شخصه وفي حزبه فقط. التماسه للبرلمان يعني وجود معارضة جدية لدى الرأي العام وسائر الأحزاب والتيارات التركية تقف في وجه السياسات التي ينتهجها رئيس الوزراء. أردوغان يريد بتفويض البرلمان أن يقدم سياسته على أنها السياسة الوطنية التركية وفي حال هزمت سياساته يقوم بتقاسم اللوم مع الأخريين. لهذا فإن قرار البرلمان ليس إلا أداة لإضفاء الشرعية على سياسة أردوغان.
2-طول النزاع السوري وعدم وجود بصيص أمل في الأفق كان خارج حسابات أردوغان وشركائه الدوليين. وعندما يتورط السياسيين في "مشروع استنزافي" يقوم الرقباء السياسيين والرأي العام ببحث "النفقات-الفائدة" ومن الواضح أن أردوغان حتى الآن قد رفع ميزانيات تركيا كثيراً دون مشاهدة أي نتائج ملموسة في الأفق السياسي.
اندلعت النيران من تحت رماد حزب الـ "ك.ك.ب" (حزب العمال الكردستاني) وكل يوم يسقط ضحايا من عناصر الشرطة والجيش التركي كما تحولت حكومة أردوغان لدى الرأي العام التركي إلى مجرد منفذ للسياسات الأمريكية والإسرائيلية.
يدعّي أردوغان أنه يسعى لإرساء الديمقراطية وإيجاد حكومة شعبية في سوريا لكنه في كل يوم خميس وجمعة يلعب النرد (الطاولة) مع "إلهام علييف " رئيس جمهورية أذربيجان. علييف لديه ديمقراطية بقدر ما في سوريا ديمقراطية لكن لأن علييف صديق لأمريكا واسرائيل فهو مسجل في قائمة أصدقاء أردوغان.
3- على صعيد السياسة الداخلية أردوغان ليس على علاقة جيدة مع الجيش. خلال السنوات الأخيرة قام باعتقال الكثير من الضباط الأمراء والجنرالات في الجيش بتهمة المشاركة في الانقلابات السابقة أو بتهمة محاولة الانقلاب في المستقبل وتمت محاكمة البعض وإحالة البعض على التقاعد. عدد هؤلاء الضباط كبير جداً بحيث يفتقد الجيش التركي لضباط مؤهلين ليحلوا مكان الضباط السابقين. يأتي هذا في وقت يتورط فيه الجيش التركي في حرب بالوكالة في سوريا وفي حرب حزب العمال الكردستاني . لذلك أردوغان مجبر على تصعيد الأوضاع الحربية مع سوريا لكي ينقذ نفسه وينقذ حزبه لربما بتشديد الصراع الدائر في سوريا يحقق الأهداف المنشودة وبشكل دقيق كان قرار البرلمان لهذا الأمر فقط. إذا ما دخل الجيش التركي الأراضي السورية أو في حال أصحبت الحدود التركية- السورية غير أمنة يمكن لهذا أن يخفف من الخناق الذي فرضه الجيش السوري على الإرهابيين في حلب كما يمكن أن تسهل العملية تحقيق أهداف إرهابيي القاعدة والمغامرين الدوليين التي وضعتها لهم السعودية وقطر.
للعشق أوجاعه وأهاته:
بالرغم من وجود تفاوت كبير بين الرئيس العراقي السابق صدام حسين وبين أردوغان رئس وزراء تركيا الحالي ووجود تفاوت بين المجتمع التركي والعراقي لكن أردوغان يحذو حذو صدام حسين في التعامل مع الجيران ، قام صدام حسين لأسباب شخصية أو بإشارة من شركائه الدوليين في عام 1980 بمهاجمة إيران وقد كان المال السعودي والكويتي والقوات الأردنية والمصرية حاضرة في صفوف الجيش العراقي.
كانت ذريعة صدام لشن الحرب إدعاءات بملكية أراضي لكن الشركاء الدوليين كانوا يبذلون جهداً لإسقاط الدولة حديثة العهد في الجمهورية الإسلامية الإيرانية وهذا يعني أنه قبل 32 عام خلال هجوم صدام على إيران كان هناك فكرة لتغيير النظام وتشكيل حكومة جديدة في إيران.
وفي الوقت الراهن أيضاً يهيئ أردوغان الأجواء لشن هجوم ضد سوريا تحت ذرائع الحدود (إطلاق قذائف هاون من الأراضي السورية، تواجد عناصر حزب العمال الكردستاني وقضايا اللاجئين الانسانية، و....) وهذه المرة أيضاً المال السعودي والقطري حاضر (مكان الكويتي) وإرهابيي القاعدة حاضرين مكان القوات المصرية والأردنية وطبعاً كل هذا بمساعدة وتوجيه أمريكا لتحقيق نفس المخطط القديم تغير النظام وتشكيل حكومة جديدة في سوريا.
أردوغان يخسر التاريخ:
لو بقى أردوغان كما كان قبل عامين كان هناك احتمال بعد انتهائه من السلطة أن توضع صورته إلى جانب صورة أتاتورك بصفته سياسي تركي بارز. لكن أردوغان صاحب شعار تصفير المشاكل مع الجيران بدّله ليصبح تصفير الصداقات مع الجيران. كان من الممكن أن ينتقد الحكومة السورية ويساعد الحكومة والشعب في تحقيق ما يعتبره صحيحاً لكنه اختار أسلوب التدخل وجعل نفسه في موقع منفذ السياسات الدولية.
قال محمد حسنيين هيكل واصفاً اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل بأن: مصر خسرت التاريخ بتويعها اتفاقية كامب ديفيد لكنها استعادت الجغرافيا (صحراء سيناء).
والسؤال الذي يتوجب أن يجيب عنه أردوغان الأن هو أمام خسارته للتاريخ ما الشيء الذي كسبه أو الذي سيكسبه.
عزيز شاه محمدي
المصدر: خبر أنلاين-
التاريخ :9/10/2012
أمريكا تستعد للحرب على سوريا:
قال الكاتب والمحلل السياسي "رالف شوئنمان" في مقابلة مع شبكة "برس تي في" الإيرانية أنه: "منذ مدة طويلة تستعد الحكومة التركية ومعها حلف الناتو وأمريكا للحرب على سوريا والدور الرئيسي في هذا الأمر يقع على عاتق تركيا"
وأشار إلى حادثة إطلاق قذائف الهاون من الأراضي السورية على المدينة الحدودية "آكجاكالة" واعتبرها مجرد ذريعة لأنقره وقال: "لقد اتخذ حزب العدالة والتنمية من قبل قرار ببدء الحرب، والحزب التركي الحاكم منذ 20 أيلول يعد نفسه لهذا الأمر".
واعتبر شوئنمان حادثة "آكجاكالة" مجرد ذريعة للدفع قدماً لتحقيق الأهداف المبتغاة وليست إلا ذريعة لبداية هجوم عسكري ضد سوريا وقال: "تركيا لا تطالب فقط بإيجاد منطقة حظر جوي بل تستضيف ميليشيا ما يسمى "الجيش الحر" و"المجلس الوطني السوري" والتي تعد من المجموعات المتمردة الرئيسية الناشطة في سوريا. هذه المجموعات أوجدها حلف الناتو والسعودية وقطر وليبيا وأمريكا وتقوم تركيا بتقديم الدعم والحماية لهم".
ويضيف هذا المحلل السياسي: "هذا استعداد كامل للحرب وقد تدخلت أمريكا والدول الأعضاء في حلف الناتو بشكل مباشر في هذا الأمر وحتى طلب داوود أوغلو وزير الخارجية التركي شخصياً من الأمين العام لمجلس الأمن بان كي مون و اندريه فوك راسموسن الأمين العام لحلف الناتو تقديم الدعم للجيش التركي في هذا الهجوم العسكري".
المصدر: جام جم آنلاين
التاريخ :10/10/2012
التدخل المحتمل لحلف الناتو في النزاع التركي-السوري غير قانوني:
رد الجيش التركي بقصف مدفعي على سقوط عدة قذائف هاون من جانب الأراضي السورية على قرية حدودية تركية. وقد تكررت هذه الهجمات وقامت المدفعية التركية بالرد بنيران خفيفة نوعاً ما بما يتناسب مع الهجوم الذي حدث وقصفت المناطق الحدودية للجار الجنوبي، ولم يمض الوقت طويلاً حتى توجه رئيس الوزراء التركي أردوغان إلى البرلمان ومن خلال خطبة نارية حصل على قرار بأغلبية كبيرة من أعضاء البرلمان يجيز القيام بعمليات عسكرية ضد سوريا.
لكن السؤال الذي يشغل أذهان المراقبين من قضية التوتر على الحدود بين سوريا وتركيا هو أن هناك احتمال أن تتحول حرب المدافع المحدودة النطاق هذه إلى حرب شاملة حيث يصطف الجيشان السوري والتركي وجهاً لوجه على الرغم من أن احتمال نشوب هكذا مواجهة مستبعدة لكنها غير مستحيلة.
وبغض النظر عن ميزان رغبة أردوغان ومع حصوله على قرار من البرلمان التركي. لكن إلى أي حد يستطيع أن ينفخ في نار الحرب أو يثير حربا شاملة ملتهبة في المنطقة. فالسؤال يجب أن يجاب عليه من وجهة نظر القانون الدولي ويجيب عليه الدكتور يوسف مولايي أستاذ الحقوق الدولية في جامعة طهران حيث يقول:
السؤال الذي يتبارد إلى أذهان الرأي العام هذه الأيام ربما يكون: إلى أي حد يمكن للجيش التركي من وجهة نظر القانون الدولي الدخول في حرب ضد سوريا؟.
في الواقع حكومة أردوغان بالرغم من حصولها على قرار من البرلمان وإدانة أكثر هيئة سياسية ملزمة في العالم "مجلس الأمن" للحادث الذي وقع، مع هذا فإن الأتراك غير مخولين باستخدام القوة ضد سوريا إلا في حالتين اثنتين:
1-أن تثبت تركيا قانونياً أنها تقف في حالة الدفاع المشروعة لكن في الوضع الحالي من وجهة نظر الحقوق الدولية التقليدية تركيا ليست كذلك حتى لو تم الهجوم من جانب الأراضي السورية على الأراضي التركية حيث يعتبر الرأي العام أن هذا الأمر هو اعتداء لكن اثبات الاعتداء من وجهة نظر الحقوق الدولية أمر ليس سهلاً أبداً؛ كما أن هذا العمل لم يستمر ليضع تركيا في حالة الدفاع المشروع لأن الشرط الأول للدفاع المشروع هو المباشرة والضرورة ولا يشاهد أي من هاتين الحالتين في التوتر الحدودي الناشئ بين البلديين.
2- على تركيا أن تحصل من مجلس الأمن على قرار يجيز لها المواجهة العسكرية مع سوريا وفي حال تم استصدار هكذا قرار –عادة يمنح مجلس الأمن جميع الدول الحق في الدفاع عن نفسها في حالات الاعتداء العسكري- إلا أن مجلس الأمن حالياً يعتبر أنه لا داعي الآن لمنح الحكومة التركية هكذا ترخيص لأنه يمكن السيطرة على ما حدث بتدابير تنبيهية خفيفة اللهجة وما يزال الوقت مبكراً لإصدار قرار يجيز استخدام القوة في هذا النزاع الحدودي.
لكن التساؤل الآخر الذي يُطرح هو نظراً لعضوية تركيا في حلف الناتو هل الأتراك قادرين على سحب هذا الحلف إلى ساحة النزاع واستخدام آلته العسكرية، برأيي إذا نجح الأتراك في هذا الأمر- لأن الناتو قادر في إطار قوانينه على شن حرب شاملة على سوريا- فالتوسل لاستخدام قوة الناتو في ظروف لم يُصدر فيها مجلس الأمن قرارا يجيز استخدام القوة يعتبر فاقدا للأساس القانوني ومن وجهة نظر القانون الدولي أمر غير مشروع وبخلاف القوانين الدولية المتعارف عليها.
المصدر: وكالة كرد برس
عبدالله أوجلان رئسياً لتركيا بدل عبدالله غل:
أخيراً اقترح وزير الخارجية التركي داوود أوغلو حلاً للأزمة السورية وذلك بأن يترأس فاروق الشرع المعاون الأول لرئيس الجمهورية حكومة انتقالية، حيث يعتقد وزير الخارجية التركي أن الشرع شخص مناسب لترؤس حكومة انتقالية بعد إسقاط حكومة الرئيس بشار الأسد لأنه رجل يتمتع بعقلانية كبيرة. بغض النظر عن أن هذا النوع من التعامل بين المسؤولين الأتراك مع الدولة السورية يخالف المعايير الدولية والموازين السياسية لكن على ما يبدو وصل توهم المسؤولين الأتراك إلى مكان يخلطون فيه بين الرئيس السوري الشرعي والمنتخب وبين محافظ أنطاكية!! وإذا كانت مشاكل الدول يمكن حلها بالبساطة والسهولة التي يتصورها داوود أوغلو عندها سيكون أفضل حل لأزمة الأكراد في تركيا يتمثل في انتخاب زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان رئيساً للجمهورية التركية بدل عبدالله غل. هذا الحل سينهي 80 عاماً من التوتر بين 20 مليون كردي والحكومة التركية، وسوف يوجد نوعاً من الوفاق والانسجام بين جميع مكونات المجتمع التركي غير المنسجم في الأصل. وفي النهاية ينبغي إشراك الأكراد الأتراك في اتخاذ القرارات السياسية الكبيرة، حيث لا يمكنهم أن يظلوا صامتين إلى الأبد كمواطنين درجة ثانية إزاء العنصرية التي تطبق عليهم في تركيا.
يستطيع عبدالله أوجلان الزعيم الكردي المقاوم أن يكون الخيار الأفضل لرئاسة الجمهورية التركية لأن الديمقراطية المتعارف عليها في العالم تقتضي بأن لا تنحصر السلطة في طيف خاص. لكن داوود أوغلو هذا يقترح أن يحل فاروق الشرع مكان الرئيس الأسد في السلطة في عملية زمنية محددة في سوريا، على ما يبدو ما يزال وزير الخارجية التركي يعيش في عصر الإمبراطورية العثمانية.
لا يسعى الزعماء الأتراك إلى إيجاد الديمقراطية في سوريا بل يسعون إلى تقويض الحكومة السورية العلمانية الحالية وتنصيب حكومة مذهبية طائفية في دمشق تكون متناغمة إلى حد الخنوع مع هيكلية الحكم التي كانت قائمة في عصر الإمبراطورية العثمانية. وعلى ما يبدو المثلث التركي-القطري- السعودي الذي يلعب دوراً تخريبياً بشكل سافر في تصعيد الأزمة السورية يسعى إلى حجز حصته من السلطة في مستقبل سوريا السياسي. السعودية تسعى لإيصال عبد الحليم خدام المعاون الأول الفّار لرئيس الجمهورية إلى السلطة والذي انشق عن النظام في 2006 بتحريك من السعودية ولجأ إلى فرنسا. قطر تسعى لإرجاع رياض حجاب رئيس الوزراء السابق الذي انشق بتشجيع من الدوحة عن النظام السوري ولجأ إلى قطر، وتركيا تراهن على فاروق الشرع المعاون الأول لرئيس الجمهورية السورية لكن نظراً لبلوغ الشرع 73 عاماً فلن يكون قادراً صحياً على ترؤس حكومة انتقالية سورية خاصة بعد تعرضه مرتين لسكتة دماغية. لكن تركيا وقطر والسعودية ينظرون إلى الأزمة السورية بمنظار طائفي مذهبي لأن هذه الدول غير معتادة على الانسجام المذهبي والتنوع الطائفي. في سوريا 18 قومية وطائفة. النظام الذي يحكم منذ طوال 4 عقود حوَل هذا البلد من بلد فقير هامشي إلى دولة قوية ومؤثرة في الشرق الأوسط والعالم.
أراد الرئيس حافظ الأسد أن يكون نظام الدولة علماني لوجود حساسيات بين مختلف الأقوام والمذاهب. وخلال السنوات الأخيرة في عصر حافظ الأسد و في أيام الرئيس الحالي بشار الأسد لم تعط الامتيازات لأي طيف على حساب طيف آخر لأن الدين لا مكان له في عجلة السلطة في سوريا. هذا الأمر أدى إلى أن تدعم الأطياف السورية المختلفة والقوميات المتعددة نظام الرئيس بشار الأسد بقوة لأنه في حال وصول الإخوان المسلمين والسلفيين إلى السلطة سيشكل هذا الأمر فاجعة على النسيج الاجتماعي السوري بكل أطيافه. بالرغم من أن نظام الرئيس بشار الأسد ما يزال في السلطة فقد عمد الإخوان المسلمين والسلفيين إلى اطلاق شعارات مذهبية تهدد بالموت أغلب الاطياف السورية. لذلك فإن وصفة السيد أوغلو لحل الأزمة السورية غير فعالة لأن هناك أكثر من 70% من الشعب السوري بالرغم من المشكلات الموجودة يدعمون السلطة السورية الحالية. لأن الشعب السوري أدرك جيداً خلال الـ18 شهر الماضية من عمر هذا الأزمة أن السلفيين والوهابيين غير ملائمين أبداً لتسلم السلطة في هذا البلد. لذلك على أوغلو أن يحل مشكلة الـ 20 مليون كردي في تركيا والمعارضين لسياسة حكومته.
حسن هاني زاده
المصدر: خبر أنلاين
التاريخ: 9/10/2012
قطر حمد تتآمر على جبهة المقاومة في سوريا وإيران:
نشر موقع "غلوبال ريسرتش" مقالاً لـ"بيه اسكوبار" تناول "الأعمال المؤذية التي تقوم بها قطر ضد جبهة المقاومة في سوريا وايران" جاء فيه:
لا يساوركم أدنى شك بأن الحظ السعيد يحالف أمير قطر هذه الأيام وفي الواقع ما طلبه حمد بن خليفة من التحالف العربي في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك كان تهجماً على سوريا. حيث قال أنه من الأفضل أن تقوم الدول العربية بتقديم مساعدات إنسانية وسياسية وعسكرية من أجل إيقاف إراقة الدماء والقتل في سوريا وشدّد في خطابه بشكل لافت على عبارة "العمل العسكري".
في عقد السبعينات كان أمير قطر مولعاً بحياة التسكع والتسلية:
تعريفه للدول العربية يشمل فقط الدول المرتبطة بدولارات النفط في منطقة الخليج الفارسي والمعروفة أكثر بدول مجلس التعاون الخليجي التي توصلت في الوقت الراهن إلى اتفاق استراتيجي طويل الأمد تقدم بموجبه الدعم الكامل والمطلق لتركيا، واليوم بات الجميع يعرف في كل حي وشارع وحتى في كل مقاهي الشرق الأوسط التي تقدم النرجيلة لمريديها أن الدوحة والرياض وأنقره تقدم مساعدات مالية ولوجستية وترسل الأسلحة للمعارضين السوريين بهدف تغيير الحكومة في دمشق.
كما أشار أمير قطر في خطابه إلى أحداث مشابهة حيث تحدث عن التدخل العربي في لبنان في عقد السبعينات، بالرغم من أن حمد كان في ذلك الوقت منهمكاً في إشباع رغباته وأهوائه ومداعبة شعره في الملاهي والمراقص. لذلك هل يبشر حمد بنسخة عربية للعقيدة المتطورة "جوهر المسؤولية تقديم الدعم" هذا الإبداع الذي أوجده الثلاثي هيلاري كلينتون وسوزان رايس وسامنتا باور؟
وما أشار إليه أمير قطر حول لبنان يجدر القول أنه ليس أمرٌ مثير للاهتمام والقوات التي أطلق عليها قوات الردع العربية المتشكلة من 20.000 مقاتل دخلت إلى لبنان تحت مهمة إيقاف الحرب الداخلية لكن بالحجم نفسه قد تمت المبالغة كثيراً بالأخبار المرتبطة بتلك الأحداث خلال السنوات السبع لأن هذه القوات انهمكت بذريعة ايصال الدعم والمساعدة للجيش السوري باحتلال شمال لبنان وفي النهاية في عام 1982 غادرت هذه القوات تلك المنطقة بشكل رسمي لكن ما تزال أثار دخولها ماثلة حتى الآن.
بوادر أمير قطر الإنسانية تتطابق مع المعايير الأمريكية:
اليوم نشهد سيناريو مشابه في سوريا وإذا ما تجاهلنا إنسانية حمد واحترامه لحقوق الإنسان وحبه للديمقراطية وحماسته لها!! فإن كل ما يطرحه حمد ليس إلا من باب الإذعان وتنفيذ رغبات باراك أوباما.
يعتبر أوباما أمير قطر شخصية ذات نفوذ وعلى ما يبدو لم يجر أي إصلاحات مثيرة للاهتمام في إمارته، ولا يمكن مشاهدة خطوات كبيرة لإرساء الديمقراطية في قطر ربما بسبب الدخل السنوي الهائل لها البلد لا يتم السير بشكل جدي باتجاه تطبيق الديمقراطية.
لذلك دعونا نعتقد بدقة أن أمير قطر ليس لديه رغبة في تحويل سوريا إلى دولة اسكندنافية لكن هناك محفز لا يمكن تجاهله يكمن في إيجاد خط الغاز الذي يمهد الطريق لذلك.
قطر تسعى لتوجيه ضربة اقتصادية لإيران:
"وي جي براشاد" مؤلف كتاب "ربيع العرب الأخير والشتاء الليبي" يقوم حالياً بإعداد تقارير عن مجموعة الاتصال حول سوريا لموقع "آسيا تايمز" الإخباري، وفي الآونة الأخيرة أجرى اتصالاً مع محلل مختص بشؤون الطاقة طلب منه إجراء تحقيق حول أسباب الرغبة القطرية الجامحة لمد خطوط النفط إلى أوربا. وحسب ما قاله فإنه من المقرر أن تمر هذه الخطوط من العراق وعبر تركيا وقبل أن يكشف "براشاد" نتائج تحقيقه فعلى ما يبدو قطر تسعى للإطاحة بمشروع خط أنابيب الـ 10مليار دولار المزمع إنشائه بين ايران والعراق وسوريا. لذلك دخلت قطر في منافسة مباشرة مع إيران بصفتها المصدر ومع سوريا بصفتها الدولة المستقر والعراق كونه المعبر لخط الأنابيب -جدير بالذكر أن إيران والعراق يعارضان بشدة تغيير الحكومة السورية-.
تدفق الغاز هذا يأتي من حقل غازي مشترك بين إيران وقطر يدعى "بارس الجنوبي" ويعتبر من أكبر حقول الغاز في العالم وفي حال تم إنشاء هذا الخط بين إيران والعراق وسوريا سيشكل محور الاقتصاد لهذه الدول.
قطر تذكي حرباً بين السنة والشيعة:
من جهة أخرى ترجح قطر أن يتم مد هذا الخط عبر دول غير شيعية كالأردن حيث يتم نقل الغاز من خليج العقبة إلى قناة السويس وبعدها إلى البحر المتوسط. في حين ترغب بشدة أمريكا والمستهلكين الغربيين بإيجاد مسير جديد لخط الغاز وطبعاً في حال تم تغيير الحكومة في سوريا من خلال المقترح القطري المبني على الهجوم العسكري سيتم تسريع عملية إنشاء خط نقل الغاز الذي تحلم به قطر وهناك احتمال كبير بأن يرغب الإخوان المسلمين بعد إسقاط الحكومة السورية في مشاركة قطر في هذه الصفقة.
ترغب تركيا بشدة بأن تكون تقاطع انتقال الطاقة من الشرق الأوسط وآسيا المركزية إلى أوربا. لأمريكا أيضاً استراتيجيتها للوصول إلى منابع الطاقة الكاملة المنتشرة في جنوب غرب آسيا ومنذ زمان حكومة بيل كلينتون حاولت واشنطن بأي طريقة ممكنة إبعاد إيران وعزلها بأي شكل من الأشكال.
الدور الأردني الخاص في السياسة الخارجية القطرية:
بما يتعلق بالأردن يجدر القول أن هذا البلد مثل جندي عديم الضمير إلا أنه يحظى بمكانة خاصة في استراتيجية الجغرافيا السياسية واستراتيجية الطاقة القطرية، وتم دعوته للانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي بالرغم من أن الأردن لا تقع في منطقة الخليج الفارسي.
كما أن دعم الإخوان المسلمين يحظى بمكانة هامة في السياسة الخارجية القطرية، وقد استولى هذا التيار في مصر على السلطة ويتمتع الإخوان في ليبيا بقوة كبيرة وإذا سقطت الحكومة السورية سيستولي الإخوان على السلطة في سوريا.
في الوقت الحالي وضع الأردن الهاشمي غير مستقر وهناك تدفق كبير للاجئين السوريين إلى هذا البلد ويضاف هؤلاء إلى مخيمات اللاجئين الفلسطينيين الذين قدموا في عام 1948 و1967 و1973 خلال الحروب التي جرت بين العرب وإسرائيل.
منذ يناير 2011 عمان غارقة في المظاهرات بالرغم من أن "الملك عبدالله" والملكة "رانيا" ذات الصور الجميلة ما يزالا على هرم السلطة. يذكر أنه لا دور للإخوان المسلمين الأردنيين في التظاهرات لكن الاتحادات والحركات الاجتماعية تنشط جداً في هذه المظاهرات وأكثر المتظاهرين الأردنيين تابعين لجهات محددة. وقد تحول هذا البلد في عقد التسعينات إلى الخصخصة الجدية والآن تعتمد المملكة الأردنية الفقيرة على مساعدات صندوق النقد الدولي وعلى المساعدات الأمريكية والدول الخليجية.
يعتبر مجلس النواب في هذا البلد كالنكتة حيث يحتله المقربين من العرش والقبائل. ولا أحد يهتم في هذا البلد للإصلاحات. في شهر نيسان تم تغيير رئيس مجلس الوزراء ولكن أغلب الناس لم يلحظوا ذلك. كما يتم التعامل في هذا البلد العربي بقمع عنيف مع أي شكل من أشكال التغيير.
سيسقط الأردن عاجلاً أم أجلاً:
الأردن وهو غارق في هذا المستنقع يميل إلى قطر. وقطر بدورها تريد أن تجعل من الملك لعبة (بلاي استيشن) (لقب الملك عبدالله) لكي يستضيف حماس. في هذا الوقت رتبت قطر اجتماع بين الملك عبدالله و خالد مشعل زعيم حركة حماس الذي أُخرج من الأردن عام 1999.
لكن وسائل الإعلام العربية منهمكة في بث تقاريرها وتكهناتها حول استيلاء الإخوان المسلمين على السلطة في سوريا في حين أن عمان مرشحة لتكون المكان التالي الذي من المقرر أن يتسلم الإخوان المسلمين السلطة فيه. ويطالب هذا التيار بملكية دستورية وبعد إجراء انتخابات يحارب كثيراً الملك عبدالله لعدم إجرائها سيستولون على السلطة.
يراهن الآن الإخوان المسلمين على دعم العرب البدو الأوفياء منذ زمن طويل للملك، كما أن الحكومة الأردنية لا تعير المظاهرات أي اهتمام. ويذكر أن الاخوان دعوا إلى تظاهرات حاشدة ضد الملك عبدالله في 10 تشرين الأول وعلى ما يبدو فإن هذه المملكة ستسقط عاجلاً أم أجلاً.
الشيء غير المعروف حتى الآن هو ردود فعل الرئيس الأمريكي أوباما على هذه الأعمال والانفعالات قبل إجراء الانتخابات. لكن الأمر بالنسبة لأمير قطر يعني أن الكثير من الحكومات ستسقط والإخوان المسلمين سيستولون على السلطة في المنطقة وسوف تمد الكثير من خطوط الغاز والنفط.
المصدر: خبركزاري فارس
بوتين يلغي زيارته لتركيا:
أبلغ الرئيس بوتين عن طريق وزارة الخارجية الروسية أنقرة اعتذاره عن الزيارة التي كان من المرجئ أن يقوم بها إلى تركيا وذلك بسبب ضرورة حضوره لعدة اجتماعات مهمة وأمل بأن تتم الزيارة خلال الشهر القادم.
مع انتشار الخبر قال المحللين السياسيين الأتراك في مقابلات مع محطات التلفاز والإذاعات أن هذا الأمر يرتبط بالأحداث الأخيرة والتوترات السياسة والحدودية بين دمسق-أنقره. ويعتقد المحللون أن تهديدات رئيس الوزراء التركي أردوغان لسوريا والزيارة الاستعراضية التي قام بها رئيس هيئة الأركان في القوات المسلحة التركية أدى إلى أن تتخذ روسيا موقفاً إزاء ذلك.
منذ عدة أيام مضت تناولت الكثير من وسائل الاعلام التركية موضوع زيارة الرئيس بوتين لتركيا وتم الاعلان عن أن هناك احتمال ليقوم الرئيس بوتين بعرض مقترحات مهمة لحكومة أردوغان خلال اجتماع اللجنة العليا للتعاون الاستراتيجي الروسي-التركي.
المصدر: وكالة كرد برس
التاريخ :10/10/2012
روسيا و إحياء العصور القديمة:
تسعى روسيا للخروج من دائرة التواجد الأمريكي وانتشار حلف الناتو في آسيا المركزية والقوقاز. حيث تقوم بعدة خطوات.. أولاً: تضع موسكو قضية تمديد الاتفاقيات العسكرية مع دول هذه المنطقة في أولوياتها. وخلال الزيارات التي أجراءها المسؤولين الروس إلى طاجكستان وقرغيزستان تم التأكيد على تمديد تواجد القواعد العسكرية الروسية في هذه الدول.
ثانياً: يمكن مشاهدة التحركات الروسية الحثيثة الساعية لإحياء مكانة روسيا في المناطق التي تحتلها أمريكا. في وقت ما كانت موسكو تشكل فيه محور اللعب في أفغانستان والعراق وليبيا وعندما احتلتها أمريكا تم إخراج موسكو بشكل فعلي من حيز النفوذ في هذه الدول.
اليوم تسعى روسيا لتكرار هذا التحالف ضد أمريكا لذا بدأ التقارب بين هذه الدول من جديد وهناك أمثلة على هذا الأمر كالتأكيد على توقيع اتفاقيات استراتيجية مع هذه الدول والاتفاق على تعزيز قوتها الدفاعية والعسكرية.
كما أعلنت موسكو رسمياً أنها ستعزز قدرة القوات الجوية والبرية الأفغانية والعراقية وقد وقعت في هذا الإطار عدة اتفاقيات. كما أعلنت بعض المصادر الإخبارية أن زيارة المالكي رئيس الوزراء العراقي إلى روسيا تندرج في سياق توقيع اتفاقية لشراء مقاتلات روسية من طراز "سوخوي" و "ميغ".
فقدت موسكو خلال السنوات الأخيرة مناطق استراتيجية وقعت تحت سلطة أمريكا وهي الآن تسعى مرة أخرى لإحياء مناطق النفوذ هذه فكلما تقدمت موسكو خطوة إلى الأمام تتراجع واشنطن خطوة إلى الوراء.
النقطة المحورية في التحركات الروسية والصينية تتمثل في نهج تعاملهم مع دول المنطقة كإيران وسوريا والدول اللاتينية التي تقف ضد الإمبريالية الأمريكية حيث يوظفون إمكانيات مواقف هذه الدول في مواجهة أمريكا.
ويذعن العالم أن دول ترفع لواء مواجهة أمريكا مثل إيران تجعل كل من موسكو وبكين تسعيان للتحالف معها لتوظيف كل الإمكانيات لتحدي الولايات المتحدة الأمريكية.
على أي حال يمكن القول حول تحليل السلوك الروسي على الصعيد الأمني والعسكري أن موسكو تسعى من خلال تعزيز قوتها العسكرية إلى إيجاد مناطق قريبة وأخرى بعيدة تدور في فلك دائرتها الأمنية لتحاصر بذلك أمريكا خطوة بخطوة.
بعبارة أخرى؛ تسعى موسكو لجعل المؤامرات الأمريكية لمحاصرة روسيا فرصة مواتية لمحاصرة المصالح الأمريكية وفي المحصلة التخلص بشكل نهائي من التهديد الأمريكي لدائرة الأمن الاستراتيجي الروسي.
المصدر: جام جم أنلاين
التاريخ : 9/10/2012
تركيا ومصر ستجريان مناورة عسكرية مشتركة:
أعلنت صحيفة "حريت" التركية عن برنامج أنقرة والقاهرة لإجراء مناورة عسكرية بحرية مشتركة في مياه البحر المتوسط. وقالت الصحيفة أن هذه المناورة ستجري بين 7 إلى 14 تشرين الأول في شرق البحر المتوسط. وستشارك تركيا في هذه المناورة التي تدعى "بحر الصداقة" بسفينتين وزورقين سريعين بالإضافة إلى سفينة مزودة بالوقود ومروحيتين ووحدة عمليات خاصة ومجموعة من قوات المشاة. هذا وقد أجرت تركيا ومصر العام الماضي مناورات مشتركة أيضاً.
المصدر: وكالة مهر
التاريخ: 9/10/2012
إضافة تعليق جديد