«فايسبوك» لا يهضُم إعلام «الممانعة»

22-01-2016

«فايسبوك» لا يهضُم إعلام «الممانعة»

فوجئ مستخدمو «فايسبوك» بحظر إدارة الموقع لصفحات تابعة لفضائيّات «الميادين»، و «الدنيا»، و «سما»، و «الإخبارية السورية»، من دون سابق إنذار. إدارات الصفحات المعنيّة لم تتلقَ تحذيراً من الموقع، ولم تبلّغ بأسباب الحذف سواء أكان مخالفة لمعايير «فايسبوك»، أو التعرّض لحملات تبليغ، بل وجدت صفحاتها محظورة من دون أيّ تنبيه مسبق.
الصفحات الأربع المحظورة، تستخدم لنقل التقارير الإخبارية، والترويج للبرامج، ولم تعلن القنوات المعنيّة عن تعرّضها للقرصنة، بل أشارت إلى أنّها حذفت بشكل مفاجئ لأسباب مجهولة. ومع انتفاء التفسير المنطقي لهذا «الاختفاء»، رجّح المعنيّون أن يكون الحذف مندرجاً في خانة حرب الموقع على «خطاب الكراهيّة»، ضمن المبادرة التي أطلقها في برلين قبل يومين، علماً أنّ تلك المبادرة تشمل ألمانيا بشكل خاص، ولم يعلن الموقع نيّته تمديدها إلى دول أخرى.
مصدر مسؤول في «الميادين» فضّل عدم الكشف عن اسمه، قال لـ «السفير» إنّ حذف صفحة القناة عن «فايسبوك» يندرج ضمن «حملة تشويه واستهداف منظّمة نعرف من وراءها»، في إشارة مبطّنة إلى السلطات السعوديّة التي حجبت القناة أواخر العام الماضي عن قمر «عرب سات»، للتضييق على الأصوات المعارضة للحرب على اليمن.
ويؤكّد المصدر أنّ القناة ستحاول استعادة صفحتها التي كانت تضمّ أكثر من 4,6 مليون متابع. «نتواصل مع إدارة «فايسبوك» للتأكيد على أنّنا رأس حربة في مواجهة الإرهاب وحملات الكراهية والتطرّف، ولسنا كما تحاول الحملات المنظّمة والمموّلة ضدّنا إظهارنا». ويلفت المصدر إلى أنّ تعاطي الموقع مع القناة بهذا الشكل التعسّفي «مسيء للملايين من متابعينا ومشاهدينا، ونأمل أن يتفاعل «فايسبوك» معنا إيجابيّاً حين يدرك الحقيقة». ويضيف: «أطلقت «الميادين» خلال الأعوام الماضية حملات ضد الكراهية، وعالجنا قضية اللاجئين السوريين في أوروبا بكل مهنية من خلال تقارير ووثائقيّات للإضاءة على معاناتهم، وفي العراق وليبيا وتونس ولبنان وسوريا وفرنسا وقفنا مع ضحايا الإرهاب من خلال تغطياتنا، وما زلنا نعوّل على مهنية «فايسبوك» لحلّ هذه القضية».
من جهته، يربط مدير عام قناة «الإخبارية السورية» عماد سارة بين ما تعرضت له صفحة القناة وبين نهجها الإعلامي. «لا أؤمن بنظرية المؤامرة، ولكن ما نتعرض له منذ فترة لا يمكن وضعه إلا تحت خانة المؤامرة، فكيف نستطيع أن نفسر إغلاق صفحات الإخبارية والإعلام الوطني المقاوم على «فايسبوك» والإبقاء على صفحات التضليل مثل «الجزيرة» و»العربيّة» و»أورينت» وغيرها».
ويرى سارة أن الخطوة الجديدة تأتي في سياق الاعتداءات على الإعلام السوري، مذكرّاً بالتفجير الإرهابيّ الذي طال القناة، وعمليّات خطف طاقمها، واستشهاد بعض مراسليها خلال أداء عملهم. وينفي أن تكون إدارة «فايسبوك» أرسلت أيّ توضيح حول سبب حظر الصفحة. «راسلنا الموقع للاستيضاح، وأكّدنا لهم أنّ صفحتنا حريصة على احترام معايير النشر على صفحات التواصل الاجتماعي، ولكن حتى اللحظة لم يصلنا أي رد». ويضيف: «المسألة ليست مع إدارة «فايسبوك»، إذ سبق للجامعة العربيّة أن اتخذت قراراً بمنع الإخبارية من «نايل سات» و «عرب سات»؛ يتحدثون عن الحرية ويقمعوننا لأن الحرية بالنسبة لهم ملونة».
قناة «الميادين» لم تنشئ صفحة بديلة، بانتظار ردّ «فايسبوك» على رسالتها، في حين أنشأ بعض المتابعين صفحات غير رسميّة لا تتبع لإدارة القناة. من جهتها، أطلقت «الإخباريّة» و «سما» و «الدنيا» صفحات بديلة. في حين اتخذت بعض وسائل الإعلام السورية «خطوات احترازية»، مثل إذاعة «شام أف آم» التي قامت بتوقيف صفحتها الرسمية على «فايسبوك» وإطلاق صفحة أخرى «احتياطية»، وفق ما أعلنت عبر حسابها الجديد.
خلال سنوات الحرب السوريّة، تحوّل «فايسبوك» إلى ميدان مواجهة حقيقي بين المتابعين، وشنّت حملات قرصنة وقرصنة مضادة لعدد من الصفحات، تبعاً لتوجّهها السياسي. الجديد دخول إدارة الموقع على الخطّ، ليطال جهة واحدة فقط، في إطار غامض، وغير مفهوم، وقد يكون كوميديّاً إن صدقت تقديرات مسؤولي الصفحات المحذوفة حول الربط بين الحملة عليهم، ومبادرة «فايسبوك» للتخفيف من خطاب الكراهية على صفحاته.

 

نينار الخطيب: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...