عملية السلام وسيناريو المسار السوري بالمقارنة مع المسار الفلسطيني

06-06-2010

عملية السلام وسيناريو المسار السوري بالمقارنة مع المسار الفلسطيني

الجمل: نشر مركز سابان لسياسة الشرق الأوسط, والتابع لمؤسسة بروكينغس الأميركية مؤخرا ورقة بحثية أعدها السفير الإسرائيلي السابق في أميركا, إيتامار رابينوفيتش, والذي يتولى حاليا منصب البروفيسور المتميز والزمالة بمركز سابان في الشؤون الشرق أوسطية, وعلى وجه الخصوص شؤون سوريا ولبنان: فما هو الجديد الذي حملته ورقة الخبير البروفيسور إيتامار رابينوفيتش؟

التوصيف الشكلي للورقة البحثية:
تقع الورقة في 10 صفحات من القطع المتوسط, ويمكن الإشارة إلى خصائصها الشكلية على النحو الآتي:
• العنوان: كيف نتحدث وكيف لا نتحدث مع سوريا: تخمين العراقيل والفرص في مفاوضات سلام مستقبلية إسرائيلية-سورية-أميركية.
• التاريخ: نهاية شهر أيار (مايو) 2010م.
• الرقم المسلسل: الورقة البحثية رقم 18.
• الملكية الفردية: إعداد وتأليف الورقة بواسطة إيتامار رابينوفيتش, من يهود فلسطين, ولد في مدينة القدس في عام 1942م, تولى العديد من المناصب, منها منصب السفير الإسرائيلي في أميركا – منصب رئيس جامعة تل أبيب – منصب الأستاذ الزائر في العلوم السياسية بجامعة هارفرد الأميركية – منصب بروفيسور العلوم السياسية بجامعة كورنيل الأميركية, وله ثمانية كتب, هي:
- سوريا تحت حكم البعث 1963-1966 (1972م).
- من حزيران إلى تشرين (1978م).
- الشرق الأوسط والولايات المتحدة الأميركية (1980م).
- الحرب من أجل لبنان 1970-1985 (1985م).
- حافة هاوية السلام (1999م).
- شن السلام (2004م).
- إسرائيل في الشرق الأوسط (2008م).
- وجهة نظر دمشق (2008م).
• تقسيم الورقة: تضمنت الورقة أربعة أقسام, هي:
- المقدمة
- الجزء الأول: وتضمن العناوين الفرعية: (تحول عام 2000 - الوساطة التركية - إسرائيل وسوريا).
- الجزء الثاني: وتضمن العناوين الفرعية: (هيكل المفاوضات الجديدة – العلاقة الثنائية "الأميركية-السورية" – السباق الأكبر).
- الاستنتاج.
تعبر الورقة عن وجهة نظر تكتسب أهميتها على أساس اعتبارات أن الذي قام بإعدادها هو أحد أبرز الخبراء الإسرائيليين في الشؤوون الشرق أوسطية وتحديدا في الملفات لسوريا ولبنان, وإضافة لذلك فإن مركز سابان الذي تولى نشر الورقة, يعتبرؤ من مراكز الدراسات الأميركية المرموقة المعنية بشؤون الشرق الأوسط, ويرتبط مركز سابان ورئيسه الخبير مارتن أنديك (السفير الأميركي السابق في إسرائيل) بعلاقات وروابط وثيقة مع الحزب الديمقراطي الأميركي, ودوائر صنع واتخاذ القرار في البيت الأبيض الأميركي ومجلس الأمن القومي الأميركي, والخارجية الأميركية خلال فترة وجود الإدارات الأميركية الديمقراطية.

التوصيف التحليلي للورقة البحثية:
تضمنت الورقة استعراضا وتحليلا, تضمن المعلومات المكثفة, إضافة إلى سعيها من أجل ترسيم بعض المعالم المفترضة لسيناريو المسار السوري بحسب تصور الخبير إيتامار رابينوفيتش, وفي هذا الخصوص نشير إلى المفاصل التحليلية التي تضمنتها الورقة على النمط الآتي:
• أولا: المقدمة: تحدثت بشكل مقارن بين المسار السوري والمسار الفلسطيني, وأشارت إلى أن الفرق بين المسارين, ينطوي على جانبين, وعلى أساس اعتبارات القضايا موضوع النزاع, فإن المسار السوري يتضمن قضية واحدة واضحة محددة هي مشكلة الجولان, أما المسار الفلسطيني فيتضمن الكثير من القضايا المعقدة الشائكة: ملف الدولة الفلسطينية – ملف حق العودة – ملف القدس - ... إلخ, أما على أساس اعتبارات المصداقية, فإن المركز التفاوضي السوري يتسم بالتحديد والوحدانية, والقدرة على الالتزام بالتنفيذ الصارم للاتفاق متى تم التوصل إليه, أما بالنسبة للمركز التفاوضي الفلسطيني, فيتسم بتعدد الأطراف وكثرة الانقسامات والخلافات, وعدم القدرة على الالتزام بالتنفيذ في ظل وجود العديد من الأطراف المعارضة الأخرى المتشددة, وتأسيسا على ذلك, يطرح الخبير إيتامار رابينوفيتش الآتي:
- لماذا سعت إسرائيل إلى المسار التفاوضي الفلسطيني المعقد, ولم تسع باتجاه المسار السوري الواضح البسيط؟
- ما هي العقبات والصعوبات التي منعت إسرائيل وأميركا إزاء القيام بمقاربة المسار السوري.
• ثانيا: القسم الأول: تطرق إلى معطيات خبرة المفاوضات السورية-الإسرائيلية, خلال حقبة تسعينات القرن الماضي, والعشر سنوات الأولى التي انقضت من الألفية الجديدة, وخلص إلى أن تردد الإسرائيليين إزاء القيام بتسليم كامل الأراض الجولانية المحتملة لسوريا, كان بسبب شكوك الطرف التفاوضي الإسرائيلي في مدى مصداقية نوايا دمشق, إضافة إلى اهتمام الإسرائيليين بملف المياه, المستوطنين اليهود في الجولان, ثم انتقل هذا القسم, إلى ما أطلق عليه الخبير إيتامار رابينوفيتش تحول عام 2000م, والذي تضمن ثلاثة معالم أساسية, هي: صعود الرئيس بشار الأسد في دمشق – صعود إدارة بوش الابن الجمهورية في واشنطن – وفي إسرائيل صعود حكومة الجنرال إريئيل شارون الأكثر معارضة لفكرة السلام مع سوريا. تطرق هذا القسم إلى الوساطة التركية, باعتبار أن بروز وساطة تركيا هو أمر غير عادي, وباعتبار أن الإسرائيليين ينظرون إلى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان باعتباره المسؤول عن تحسين العلاقات التركية-السورية الذي تم على حساب ملف العلاقات التركية-الإسرائيلية, الذي تدهور هابطا بشكل متزامن مع تطور صعود ملف العلاقات التركية-السورية, وإضافة لذلك أشار الخبير إلى أن تل أبيب وتحديدا أولمرت كان يسعى وراء فتح ملف المسار السوري عبر الواسطة التركية من أجل كسب المزيد من الشعبية الإسرائيلية الداخلية بما يتيح له تجاوز ورطاته السياسية والشخصية. أما دمشق, فقد سعت منذ البداية إلى الاستفادة من ملف المسار السوري عبر الوساطة التركية لجهة كسر الضغوط الدبلوماسية الأميركية التي فرضتها إدارة بوش وقد نجحت دمشق في ذلك.
• ثالثا: القسم الثاني: أشار إلى أن عملية السلام على المسار السوري كانت ثلاثية الأطراف خلال حقبة تسعينات القرن الماضي (سوريا – إسرائيل – الولايات المتحدة الأميركية). ولكن, وبحلول العشر سنوات التي أعقبت عام 2000م, حدثت المزيد من التغيرات الجديدة في المنطقة, ومن أبرزها:
- صعود ملف قوة إيران.
- صعود ملف استقلالية تركيا.
- صعود ملف حزب الله اللبناني.
- صعود ملف حركة حماس الفلسطينية.
وأضاف هذا القسم, مؤكدا بأنه على خلفية هذه الملفات, وتزامنها, مع التطورات السياسية الأميركية, والتطورات الساسية الإسرائيلية, فقد أصبحت واشنطن بعيدة كل البعد عن مجرد إمكانية القيام بالدور الذي سبق أن قامت به في المسار السوري خلال مفاوضات حقبة تسعينات القرن الماضي.
بالنسبة للعلاقات الثنائية الأميركية-السورية, أشار الخبير إيتامار رابينوفيتش قائلا بأن إدارة أوباما قد سعت إلى الفصل بين ملف عملية سلام المسار السوري, وملف العلاقات الثنائية الأميركية-الإسرائيلية, وتأسيسا على ذلك, فقد سعت الإدارة الأميركية إلى التواصل مع دمشق, وبشكل مباشر, وذلك ضمن الأداء السلوكي الدبلوماسي الأميركي الآتي:
- على مستوى الخارجية الأميركية: إرسال السفير جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى إلى دمشق.
- على مستوى مجلس الأمن القومي الأميركي: إرسال دانييل شابيرو مسئول الشؤون الشرق أوسطية بمجلس الأمن القومي الأميركي إلى دمشق.
- على مستوى الكونغرس: زيارة السيناتور جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي إلى دمشق, وزيارة هاوارد بيرمان رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأميركي إلى دمشق.
- على مستوى الدبلوماسية المكوكية الخاصة: تعيين السيناتور جورج ميتشل مبعوثا أميركيا خاصا لسلام الشرق الأوسط, والذي اختار فريد هوف ليكون نائبا له, وقد زار ميتشل دمشق لأكثر من مرة.

* رابعا: الاستنتاج: خلصت ورقة الخبير إيتامار رابينوفيتش إلى أن الاستمرار في موقف الحكومة الإسرائيلية الحالي, وموقف الإدارة الأميركية الحالي, لا يشجعان كثيرا على التفاؤل بإمكانية عودة فتح عملية سلام  المسار السوري, ولكن وبرغم كل ذلك, فإن حدوث تغييرات في داخل الحكومة الإسرائيلية, مع تزايد وتائر حدوث التغييرات الإيجابية الأميركية الحالية إزاء سوريا, سوف يؤديان بلا شك إلى إمكانية أن تقوم الإدارة الأميركية بالسعي نحو ترسيم عملية سلام المسار السوري, بما يمكن أن يؤدي إلى صفقة سلام حقيقية, ولكن مع ملاحظة أن واشنطن سوف تكون هذه المرة ليس في موقع الوسيط-الراعي, وإنما في موقع الشريك في العملية, والتي من المفترض أن تكون ثلاثية: عملية سلام سورية-أميركية-إسرائيلية..

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...