أبرز التساؤلات فيما لو عاد أردوغان من واشنطن خالي الوفاض

01-11-2007

أبرز التساؤلات فيما لو عاد أردوغان من واشنطن خالي الوفاض

الجمل: أدى فوز حزب العدالة والتنمية الإسلامي بمقاليد السلطة في تركيا، إضافة إلى أزمة الصراع التركي – الكردي، إلى وضع تركيا على مفترق طرق بالنسبة  لعلاقاتها التي ظلت قوية مع الغرب طوال الستين عاماً الماضية التي أعقبت انتهاء الحرب العالمية الثانية..
* ماذا تقول التسريبات؟
تقول المعلومات الواردة بواسطة خبراء اللوبي الإسرائيلي، بأن تركيا قد أصبحت تتحرك ضمن بيئتها الشرق أوسطية الرافضة للمشروع الإسرائيلي، وشبه أحد خبراء اللوبي الإسرائيلي أسلوب "حزب العدالة والتنمية" في توجيه تركيا بأنه أشبه بأسلوب "الأسلحة الذكية" في التوجه نحو أهدافها المحددة سلفاً.. خاصة أن قيادة حزب العدالة والتنمية قد أدركت مصيدة الإغراءات الأوروبية الأخيرة بضم تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، وبعكس ما كان سائداً فقد وصل الأمر بتركيا إلى مطالبة إسرائيل (في تل أبيب وبحضور الرئيس شيمون بيريز وبواسطة وزير الخارجية التركي) بتقديم تفسير وتبرير رسمي لسلوكها والاعتذار عنه، وقد اضطرت إسرائيل لأن تفعل ذلك، وما زالت الأجواء تنذر بأن تركيا في طريقها إلى طلب "المزيد" و"الجديد" من إسرائيل..
* التطورات الجديدة في الأزمة التركية – الكردية:
الخطاب السياسي التركي على المستوى القومي الرسمي كان يركز على "خطر حزب العمال الكردستاني"، ولكنه على المستوى التحتي غير الرسمي كان يركز على "خطر مسعود البرزاني رئيس إقليم كردستان العراقي".. وخلال هذه الأيام انتقلت عدوى الخطاب غير الرسمي إلى الخطاب الرسمي بحيث أصبح القضاء على "خطر البرزاني" الشرط الأساسي الأول والمؤدي إلى القضاء على خطر حزب العمال الكردستاني.
* أبرز التساؤلات إذا عاد أردوغان من واشنطن خالي الوفاض:
تقول المعلومات الواردة اليوم من العاصمة التركية أنقرة، بأن الترتيبات العسكرية قد اكتملت للقيام بعملية الاقتحام العسكري التركي لشمال العراق في حدود منتصف شهر تشرين الثاني الجاري، وذلك بافتراض أن لقاء أردوغان – بوش يوم 5 تشرين الثاني القادم سوف لن يحقق أي نتيجة هامة تستوجب تأجيل أو إلغاء العملية العسكرية.
يشير تحليل صحيفة زمان التركية الصادرة صباح اليوم إلى لقاء أردوغان – بوش، باعتباره لقاء يعاني من حالة "الفشل الاستباقي"، وتقول الصحيفة أيضاً بأن زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس لتركيا، غداً الجمعة، سوف يكون أيضاً نصيبها "الفشل الاستباقي"..
وتشير الصحيفة التركية إلى أن أسباب حالة الفشل الاستباقي هذه تتمثل في:
• عدم استعداد مسعود البرزاني، زعيم إقليم كردستان العراقي، للتخلي عن دعم وإيواء عناصر حزب العمال الكردستاني، وعدم استعداد الأمريكيين للاستغناء عن مسعود البرزاني.
• عدم قدرة بغداد على فرض سيطرتها على إقليم كردستان، وبكلمات أخرى فإن يد البرزاني في كردستان هي العليا، ويد بغداد هي السفلى..
• عدم قدرة الإدارة الأمريكية على استعادة مصداقيتها التي فقدتها أمام الأتراك، وذلك بسبب انكشاف تواطؤ وتعاون إدارة بوش مع الحركات الانفصالية الكردية، وعلى وجه الخصوص الدعم الأمريكي لحزب العمال الكردستاني الذي استهدفت عملياته تقويض استقرار تركيا..
• المطالب التركية عالية السقف، ومستحيلة التنفيذ حتى بالنسبة للبرزاني نفسه، وهي تتضمن نوعين من المطالب:
* المطالب المعلنة:
* إلقاء القبض على 168 عنصراً قيادياً من حزب العمال الكردستاني (يتواجدون في المناطق الجبلية) وتسليمهم لتركيا..
* إغلاق معسكرات ومقرات حزب العمال الكردستاني، وتقول المعلومات بأن هذه المعسكرات والمقرات هي نفسها التي تقوم القوات الأمريكية باستخدامها في الحرب السرية بواسطة حزب الحياة الحرة الكردي الإيراني ضد إيران، بل إن عناصر حزب العمال أنفسهم يقومون بتنفيذ العمليات ضد تركيا باسم حزب العمال، وضد إيران باسم حزب الحياة الحرة..
  * المطالب غير المعلنة:
   * القضاء على استقلالية إقليم كردستان العراقي.
   * عدم ضم كركوك الغنية بالنفط إلى إقليم كردستان.
* إقامة منطقة عازلة تركية داخل إقليم كردستان بعمق 20 كيلومتراً، مع إعطاء تركيا الحق في القيام بعمليات التعقب الساخنة داخل الأراضي العراقية، ضد عناصر الحركات الكردية الانفصالية.
* إدارة بوش وإشكالية الخيار المزدوج:
ترتبط إدارة بوش بتحالفات وثيقة مع "المتعاملين العراقيين" في بغداد، والحركات الانفصالية الكردية في شمال العراق، والدولة التركية، وحالياً تحاول إدارة بوش القيام بعملية اللعب على الخطوط الثلاثة على النحو الذي يتيح لها الإبقاء على حلفائها الثلاثة... والذين، بسبب غرابة الموقف الأمريكي، أصبحوا في حالة من الإرباك، الذي زادت تعقيداته أكثر فأكثر بسبب موقف الرئيس بوش الذي أصبح يشبه موقف المرأة التي تزوجت سراً من ثلاثة أزواج وتريد الحفاظ عليهم برغم أنهم اكتشفوا أمرها!!!
• تقوم الولايات المتحدة الأمريكية حالياً بتقديم كم هائل من المعلومات الاستخبارية حول الأكراد إلى المخابرات التركية!!
• تقوم الولايات المتحدة بتقديم الإمدادات والعتاد اللازم للحركات الانفصالية الكردية.
• تقوم الولايات المتحدة بإغراء حكومة نوري المالكي بالمزيد من الدعم والتأييد مقابل أن تقوم هذه الحكومة (الشيعيّة الطابع) بالضغط على إيران، لكي تضغط على تركيا من أجل عدم القيام بتنفيذ العملية العسكرية، وأيضاً إغراء الأتراك بإمكانية احتواء الأمن والاستقرار في مناطق شمال العراق، عن طريق زيادة عدد القوات الأمريكية وقوات الأمن العراقية في المنطقة..
على غرار القول السائد "قطعت جهيزة قول كل خطيب" فقد قام مركز بيو، المختص باستطلاعات الرأي العام، (والذي يعمل في تركيا لصالح التوجهات الأمريكية والانحياز لإسرائيل)، بإجراء عملية استطلاع للرأي العام التركي، أشارت إلى النتائج التالية:
• 9% من الأتراك يؤيدون التوجهات الأمريكية.
• 91% من الأتراك لا يؤيدون التوجهات الأمريكية، ويطالبون بتنفيذ العملية العسكرية ضد شمال العراق في أقرب فرصة.
* الخيار العسكري التركي: السيناريو الأكثر احتمالاً:
يقول السيناريو بأن الجهد الرئيسي لحركة القوات التركية، سوف يركز على الدخول والتغلغل عبر المناطق المنخفضة من شمال العراق، والمتاخمة للحدود السورية ثم التقدم باتجاه مدينة "الدهوك" الكردية، ثم الالتفاف شرقاً باتجاه الحدود الإيرانية – العراقية، بما يؤدي إلى تطويق كل المناطق الجبلية التي تتمركز فيها الحركات الانفصالية الكردية، ثم الإبقاء على حالة الحصار هذه طوال فترة الشتاء مع متابعة القيام بغارات الكوماندوس التركية على المناطق الجبلية، واستخدام القصف الجوي المكثف بواسطة الطائرات التركية، والمدفعية بعيدة وقصيرة المدى، من أجل إلحاق أكبر الخسائر بقواعد ومناطق تمركز الحركات الكردية، ثم العمل خلال مطلع الصيف القادم على تنظيف المناطق الجبلية وتمشيطها، بعد أن يكون الحصار الشتوي الطويل قد أنهك الفصائل الكردية..

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...