السلام المؤجل بين تل أبيب ودمشق يحتاج شخصاً أقوى من أولمرت

الجمل:     تناقلت وكالات وأجهزة الإعلام المقروءة والمسموعة تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت. التي قال فيها بأنه يرفض شروط سورية من أجل المحادثات.
كتب ارون هيلار مراسل وكالة الاسوشيتيد برس تقريراً حمل عنوان (إسرائيل لن تستطيع تلبية مطلب سورية حول الجولان) قال فيه: ان رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت صرح في مقابلة تلفزيونية يوم أمس السبت بأن إسرائيل لن تلتزم مقدماً وقبل مفاوضات السلام بالانسحاب من الأراضي السورية المحتلة في حرب عام 1967م.
كذلك أشار مراسل وكالة رويتر بأن حديث رئيس الوزراء الإسرائيلي أولمرت على قناة التلفزيون الإسرائيلي العاشرة كان رداً على المطلب السوري بضمان الانسحاب الكامل من الجولان.
• خلفية التصريحات:
التصريحات الإسرائيلية المتشددة إزاء عملية السلام والمفاوضات ليست أمراً جديداً، وذلك لأن السياسة الإسرائيلية لا تقوم إلا على الخطوط العامة لمذهبية شارون- بيجين في السياسة الخارجية الإسرائيلية، وبالتالي فلا فرق في إسرائيل بين مذهبية (جيش الدفاع الإسرائيلي)، ومذهبية وزارتي الدفاع والخارجية الإسرائيليين.
تعزيز الإحساس (بقوة الردع) الإسرائيلي إزاء الأطراف الإقليمية الشرق أوسطية هو شكل ومضمون توجهات السياسة الخارجية الإسرائيلية الإقليمية.
• قراءة التصريح الإسرائيلي بطريقة أخرى:
جاء التصريح الإسرائيلي، بعد موجة التحليلات والتعليقات حول (أهمية) زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد إلى سورية، والتي تابعتها الصحافة الإسرائيلية والإعلام الإسرائيلي باهتمام بالغ.
كذلك جاءت تصرحيات أولمرت متزامنة مع تصريحات الأطراف الأخرى داخل تحالف كاديما، ليبرمان زعيم كتلة (إسرائيل بيتنا) ووزير شؤون التهديدات الاستراتيجية في حكومة أولمرت طالب بتكوين حكومة طوارئ إسرائيلية موحدة، من أجل مواجهة الخطر الإيراني.
يقول الصحفي الإسرائيلي يواف اشتيرن، مراسل صحيفة هآرتس الإسرائيلية بأن أفيغدور ليبرمان زعيم حزب إسرائيل بيتنا اليميني المتطرف، ووزير شؤون التهديدات الاستراتيجية، قام بحث كل من ايهود اولمرت (رئيس الوزراء)، وبنيامين نتنياهو (زعيم المعارضة) من أجل تشكيل تحالف لمواجهة المعلومات الخطيرة التي أوردتها صحيفة الشرق الأوسط- اللندنية، والتي مفادها أن الرئيس الإيراني أحمدي نجاد قد التزم بمساعدة سورية على القيام بالبحوث والدراسات النووية، وذلك مقابل أن لا تقوم سورية بالدخول في مفاوضات سلام مع إسرائيل.. إضافة إلى التزام إيران بدعم سورية بمبلغ مليار دولار لتغطية مشتريات الأسلحة من روسيا وكوريا الشمالية.
وأضاف مراسل هآرتس قائلأ: بأن ليبرمان قد قال بأن العلاقات بين الرئيسين السوري والإيراني هي علاقات تتطلب وتستلزم أن تقوم إسرائيل بإعادة تقييم تحضيراتها واستعداداتها السياسية والعسكرية، كذلك أضاف ليبرمان قائلاً: إن خطر التهديد الإيراني قد أصبح خارج نطاق إي حديث أو نقاش سياسي، وبالتالي لأن لرئيس الوزراء وزعيم المعارضة أن يقوما فوراً بتشكيل حكومة طوارئ وطنية موحدة.
• تصريحات أولمرت بين المناورة الداخلية وردود الأفعال:
كان واضحاً أن تصريحات أولمرت حول عدم الانسحاب من الجولان تهدف إلى استرضاء بنيامين نتنياهو، وأن ما قاله ليبرمان الوزير في حكومة أولمرت يهدف إلى جذب نتنياهو إلى الدخول في الائتلاف الحاكم، وبالتالي يكون أولمرت زعيم كاديما ورئيس الوزراء قد استطاع بـ(ضربة خاطفة) القضاء على المعارضة والخروج من حالة الضعف السياسي الداخلي عن طريق (استثمار) وتوظيف الخطر الإيراني.
ولكن، سرعان ما أدرك بنيامين نتنياهو (ثعبان الليكود) مصيدة كاديما، وأعلن على الفور أمام الصحفيين معقباً على تصريحات أولمرت وليبرمان قائلا: (إن موقف الليكود لم يتغير، فنحن نعمل باتجاه إجراء انتخابات مبكرة).
• مواجهات أولمرت- نتياهو والبديل القادم:
في غمرة الصراع بين أولمرت ونتنياهو، نشرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية تقريراً مطولاً، حمل عنوان (امرأة إسرائيل القوية النافذة).. أعده تراسي ويلكينسون محرر الصحيفة، أشار فيه إلى أن تسيبي ليفني وزيرة الخارجية الإسرائيلية الحالية، هي بالأساس من العناصر البارزة في المخابرات الإسرائيلية، وتتمتع بجذورها الصهيونية القوية، وقد تمرست كثيراً على المناورات والأداء السياسي القوي من خلال عملها في جهاز الموساد الإسرائيلي.
وأضاف التقرير قائلاً: إن جزءاً كبيراً من الشعب الإسرائيلي أصبح يؤيد تولي تسيبي ليفني رئاسة الوزراء الإسرائيلية، ولن تنفع الساسة الإسرائيليين (الذكور) الحاليين محاولاتهم المتصنعة في الصراع من أجل السلطة، وذلك لأن تسيبي ليفني قادمة وسوف تمثل ظاهرة جديدة (طازجة) في السياسة الإسرائيلية التي أرهقتها الفضائح.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة