فوضى التعليم المفتوح: 40 موظفاً لخدمة 60 ألف طالب
لم يلق التعليم المفتوح الاهتمام العملي المناسب للضجة الإعلامية التي رافقت انشاءه خاصة ان الملاحظات عليه بدأت مع خطواته الاولى ومازالت دون ان تلقى آذاناً صاغية من المعنيين.
لايختلف في ذلك قسم عن آخر. الفكرة رائدة فقد اتاح التعليم المفتوح الفرصة لطلاب حاصرتهم الظروف الخاصة او ظلمتهم المفاضلات الجامعية... لكن هذه التجربة مازالت تعاني الكثير من المشاكل والنواقص بعد مضي عدة سنوات فأسعار الانتساب مرتفعة ولاتوجد مدرجات خاصة بهذا التعليم. وعدد الموظفين يعدون على اصابع اليد الواحدة والمحاضرون يعانون التقنيات السطحية وغياب المقررات وان وجدت فهي نوط لا اكثر وكل مكتبة تدعي ان نوطها هي المعتمدة وامتحانات حدث ولاحرج.
هذه رسالة وصلتنا من احدى طالبات التعليم المفتوح ترجو منها ان تصل وزير التعليم العالي تصف فيها قاعة امتحانية حيث تقول فيها: انني طالبة في السنة الثانية ـ قسم رياض اطفال وكوني احمل مادة سيكولوجيا اللعب وهي من مقررات السنة الاولى، قد حدد مكان اقامة الامتحان من قبل ادارة التعليم المفتوح في كلية الآداب وقد ذهبت الى المكان المحدد قبل نصف ساعة وكانت المفاجأة ان اكثر من/300/ طالب وطالبة في ذلك المكان الضيق غير الذين كانوا واقفين ينتظرون ايجاد حل.. اقترب بدء الامتحان... ازداد عدد الطلبة وقبل ثلاث دقائق فقط انبرى احد المراقبين وقال بصوت مزمجر لاكثر من/ 90/ طالباً وطالبة اخرجوا من هنا وانا من بينهم ودبروا انفسكم في اي مدرج آخر لايوجد عندنا امكنة «سبحان الله اليس من المفترض ان يكون العدد محدداً ومدروساً بالاسم والرقم» احتار الطلبة اين يذهبون على اي مدرج يتوجهون... وفي اي مكان هذا المدرج الاخر... وقف الطلبة مسمرين في اماكنهم منهم من خرج ولانعرف مصيرهم... المهم بدأ الامتحان على الرغم من الفوضى هذا يجلس هنا وذاك ينتقل الى مكان اخر.. وتلك الفتاة الجميلة الشقراء المعطرة تغير مكانها الى جانب شاب وعدها بالمساعدة بعد كل هذه المعمعة بدأ الامتحان ووزعت الاسئلة على الطلبة ولكن ورقة الاسئلة لم تكف عدد الطلبة الموجودين.. جاء الوعد باستكمال العدد المتبقي... ذهب احدهم ليصور اسئلة الامتحان... مرت الدقائق والدقائق ونحن بانتظار الفرج وبعد مضي ربع ساعة جاء من ذهب للتصوير ولكنها ايضاً لم تكن كافية بعد دخول طلبة جدد.. بعد ذلك حصلت فوضى وضجة ووشوشة وخرجت القاعة من سيطرة المراقبين وتبادلنا كل شيء... وبعد مضي ساعة بدأ يصرخ احد المراقبين قائلاً اكتبوا ولانريد ان نسمع شكوى ولاصوتاً ولا ولا...( شو صار شوية تأخير)... ومن المؤسف ان هذا المراقب الذي صرخ اصغر من اي طالب موجود في القاعة،. قد يعترض البعض على وصف ان المراقب اصغر سناً نقول هذا صحيح ولاضير في ذلك ولكن عندما تدب الفوضى ولايستطيع ضبط القاعة وتوفير الهدوء وعدم القدرة على التعامل بأسلوب تربوي هنا تكون المشكلة... خاصة انه كان هم هذا المراقب توزيع الابتسامات والضحكات لهذه الفتاة وتلك وفسح المجال لبعضهن وقطع الهواء وصرخ على الباقين قائلاً:« اذا موعاجبكم اخرجوا من القاعة واذهبوا واشتكوا»
ان يوم الجمعة هو يوم عطلة رسمية للجميع والمحاضرين مضطرون الى العمل فيه بسبب عدم وجود ابنية خاصة بالتعليم المفتوح. فلماذا لايبدأ العمل بمبان خاصة به وان يكون لهذا التعليم كوادره واساتذته الخاصون به خاصة ان هناك اموالاً طائلة تجمع فيه ولايصرف منها الا اليسير... فأين تذهب عائداته والى متى يبقى الطلبة مشردين من بناء الى آخر دون بناء خاص بهم ودون تقنيات مناسبة... التجربة رائدة وجديرة بالاحترام وعلى الجهات المعنية بالتعليم المفتوح عدم وأد هذه التجربة في ارضها قبل ان تولد وتترعرع... ماجرى في امتحان سيكولوجيا الاطفال لايجري في اي امتحان انتقالي في اي مدرسة في اطراف البلاد... عن هذه التجربة ومعاناه الطلبة في التسجيل مروراً بمنافذ قطع ايصالات الرسوم الجامعية وايصالات الكتب ودفع رسوم شعب التجنيد... « تشرين» واكبت هذه المعاناة بعد ان وردت اليها عشرات الشكاوى حول هذا الموضوع... تابعوا معنا
وبعد هذه الجولة الميدانية على اقسام التعليم المفتوح ورصد التجاوزات والمنغصات تم وضعها امام الدكتور احمد فتوت ـ مدير التعليم المفتوح بجامعة دمشق... الذي سهل مهمتنا باستقبال الطلبة في مكتبه الخاص وكان متعاوناً وفتح قلبه لكل استفساراتنا وقال:
يفوق عدد طلاب التعليم/ 60/ الف طالب وطالبة ما يعني انهم يشكلون اكثر من ثماني جامعات وفق المعايير العالمية لاعداد الطلاب في كل جامعة، وهؤلاء موزعون على سبعة اقسام هي الدراسات الدولية والدبلوماسية والمحاسبة والترجمة ورياض الاطفال ومعلم الصف والدراسات القانونية والاعلام.
وقد اتخذ مجلس التعليم العالي قراراً بتعليق التسجيل في بعض البرامج المذكورة بهدف تقويم مسار التعليم المفتوح واتاحة المجال بتطبيق معايير الجودة في كل شؤونه.
يعاني التعليم المفتوح في جامعة دمشق من عدم توافر ملاك للعاملين فيه فكل العاملين فيه مندبون من جامعة دمشق ويبلغ عدد هؤلاء نحو اربعين عاملاً، ويستحيل منطقياً ان يقوم هؤلاء بتخديم/ 60/ الف طالب وطالبة والى أن يتم تأمين موظفين واستصدار مرسوم لتنظيم التعليم المفتوح واعادة هيكلته وفق المعايير العالمية الذي قال: قامت ادارة التعليم المفتوح بخطوات مهمة لتذليل العقبات التي تواجه الطلاب ومن هذه العقبات التسجيل.
وضعت ادارة التعليم المفتوح جهازاً الكترونياً لتنظيم الدور وأتاحت 16 نافذة لاستلام طلبات الطلاب والدوام يستمر من التاسعة صباحاً حتى السادسة والنصف مساء، وذلك في دار المعلمين بمنطقة المزة.
علماً أن التسجيل اصبح مؤتمتاً للمرة الاولى في تاريخ التعليم المفتوح بجامعة دمشق كما اطلقت ادارة التعليم المفتوح امكانية التسجيل عن طريق الانترنت على الموقعo1-damas.netوفي امكان الطلاب في المحافظات البعيدة عن دمشق التسجيل من خلاله والدفع لدى فروع المصرف العقاري في محافظاتهم وسيتم شحن الكتب اليهم بعد ارسالهم اوراق التسجيل الى مركز التعليم المفتوح مباشرة اما مايتعلق بقسم الدراسات الدولية والدبلوماسية فهو قسم جديد في التعليم المفتوح بجامعةد مشق ونظراً الى أنه ضمن كلية العلوم السياسية فقد تم اختيار مبنى الكلية المذكورة يداوم فيها طلاب هذا القسم، علماً أنه يستحيل تأمين مكان اخر لهم ضمن ابنيةجامعية دمشق في مركز المدينة للازدحام الشديد بطلاب التعليم المفتوح فيها وتعمل ادارة الكلية المذكورة مع ادارة التعليم المفتوح على تأمين الكتب للطلبة ومن المفترض ان تكون5مقررات من اصل 6 بين ايدي الطلاب خلال الاسبوع الاول والثاني من الشهر الحالي يجري العمل على تأمين المقرر الاخير.
يذكر ان ادارة التعليم المفتوح قد أصدرت ملحقاً بنتائج المفاضلة وذلك لكل شواغر المستنكفين عن التسجيل من المقبولين بالاعلان عن نتائج المفاضلة.
د.عمر العبد الله ـ منسق برنامج التعليم المفتوح في كلية العلوم السياسية ـ قال:
تم لأول مرة في التعليم العالي في سورية إحداث هذا الاختصاص حيث إن الدولة ومؤسساتها المختلفة العاملة على النطاق الداخلي والخارجي تحتاج لمثل تلك الكوادر المتخصصة بهذا المجال.
ومن المؤكد انه سوف يكون برنامجاً ناجحاً لأننا نعمل على الاستفادة من النقاط الايجابية التي برزت في البرامج السابقة للتعليم المفتوح، ونعمل جاهدين على تفادي النقاط السلبية التي أفرزتها تجربة البرامج السابقة الأخرى.
تم توزيع الطلاب على ثلاث شعب دراسية بأعداد مثالية لكل شعبة لكي يكون العطاء والفائدة كاملة.. بالنسبة للكتب يوجد بين أيدي الطلاب كتاب «المدخل الى علم القانون» وكتاب اللغة سيكون بين أيديهم خلال يومين. أما المواد الأربع الباقية فستكون الأمليات بين أيدي الطلاب خلال أيام وستكون هي المطلوبة منهم في الامتحان، وكل ذلك ريثما يستطيع الاساتذة الانتهاء من اجراءات تأليف واعتماد الكتب النهائية.
أما بالنسبة لتأمين باصات النقل الداخلي في الكلية فتلك هي مشكلة يعاني منها طلبة العلوم السياسية في التعليم النظامي وهي مشكلة مزمنة، وقد ازدادت مع ازدياد عدد الطلاب ولاسيما في التعليم المفتوح.
وقد طلبنا من جامعة دمشق حل تلك المشكلة، وبدورها قامت رئاسة الجامعة بمخاطبة الجهات المعنية لإيجاد الحلول السريعة لها وتحديد مسارات متعددة وبأوقات منسقة ومتكررة لتلك الباصات.
تم اختيار مقررات ومفردات الدراسة للبرنامح من مختلف البرامج العالمية التي تعمل بهذا الاختصاص.
الطالبة منال منلا ـ قسم اعلام ـ سنة رابعة قالت: انا اعاني مشكلات اولها التسجيل ففي كل عام تتكرر المعاناة بسبب الازدحام الكبير وغير المبرر فلا اعلم هل هو بسبب قلة عدد الموظفين ام لان البعض يعرقل سير النظام لان هناك بعض المستفيدين من مشكلة كهذه والمشكلة الثانية لايوجد من اختصاصي في محافظتي وانا فتاة من مدينة حمص واضطر ان احضر الى الشام يومي الجمعة والسبت وبعض الدوام يكون مسائياً فيكف لي بالعودة الى محافظتي خاصة أنني كذلك من قاطنات الريف فهذا يسبب مشكلة كبرى لي فلماذا لايكون هناك كذلك وجود سكن على الاقل لبعض الطالبات وبأجور رمزية مثل التعليم الحكومي. اما المشكلة الثالثة فهي مشكلة الكتب حيث انهم لايسلمون الكتب مع التسجيل وقد يقدم الطالب امتحانه دون ان يحصل على مقرر واذا وجد مقرر فهو عبارة عن« نوطة» وكل مكتبة تقول نوطتي هي المعتمدة ويضيع الطالب بين حانا ومانا... التجربة جميلة ورائعة ولكن اليس من المفترض ان تحل مثل هذه المشكلة سنة بعد سنة... نتمنى من السنوات القادمة ايجاد حل لان التعليم المفتوح بات مفتوحاً على كل الاحتمالات.
الطالب عماد دبوره ـ سنة اولى ـ محاسبة قال: لن اتكلم عن المشاكل التي نعانيها في بداية كل عام دراسي حول التسجيل ولا عن مشكلة الكتب التي تتكرر فصولها سنوياً... وانما سوف اتكلم عن عدم التناسب بين عدد الطلاب مع عدد الموظفين الذين يعملون على تقديم الخدمات لهم فهل من المنطق والعقل ان يكون عدد الطلاب اكثر من/ 70/ الفاً بينما عدد الموظفين فقط اقل من اربعين بمن فيهم الادارة.. يضاف الى ذلك ان البعض اقول البعض حتى لا اظلم الجميع لان بعض موظفي التعليم المفتوح قلبهم وذراعاهم وعيونهم مفتوحة لخدمة واستقبال الطلبة ولكن البعض في منافذ التسجيل يسيئون لجهود زملائهم الاخرين بقصد أو دون قصد... وبعض الطلبة يشتري اكثر من رقم ويبيعه للطلبة الذين يدفعون اكثر او لانهم قادمون من محافظات بعيدة ويودون العودة الى مناطقهم قبل غياب الشمس خصوصاً الفتيات يضاف الى ذلك ان بعض الطلبة يأخذون اكثر من رقم امتحاني وهذا يعني ان اسمه في اكثر من مركز امتحاني... والاكثر من ذلك ان يكون هناك مقرران امتحانيان في اليوم الواحد بل في ساعات متقاربة وفي مراكز مختلفة لايتعدى الساعة الواحدة فلماذا لايكون هناك تنسيق ودراسة جدية لذلك.
الطالب: عبد الرحيم قشبري ـ دراسات قانونية. قال: سوف احصر كلامي في ثلاث قضايا مهمة في التعليم المفتوح اولها هي مشكلة علامة الـ / 48/ والـ/ 49/ وانا نلت في اكثر من مقرر علامة الـ/49/ ومثلي كثر ومع هذا تعتبر هذه العلامة راسبة في التعليم المفتوح عكس التعليم الحكومي فلماذا لايطبق على التعليم المفتوح كما هو الحال في الحكومي ام الهدف هو ترسيب الطلبة لجمع المال فقط؟ اما المشكلة الثانية هي وجود مكاتب خاصة تقوم بتسجيل الطلاب وهذه فكرة جيدة وخدمة جيدة ولكن ان يكون لمثل هذه المكاتب خطوة على حساب الطلبة الاخرين الفقراء الذين لايستطيعون الدفع او ليس لديهم او عندهم احد يذهب لتسجيلهم.. اما القصة الثالثة وانا اعتبرها ميزة ولكن للبعض فقط. وهي التسجيل عبر الانترنت وهي خطوة جيدة ولكن الانترنت ليس متوافراً لدى الجميع من جهة ومن جهة اخرى ما الذي يضمن لي ان التسجيل عبر الانترنت نظامي وخال من الاخطاء التي نعاني منها دائماً حتى ضمن الوثائق المكتوبة بخط اليد.
الطالبة هبة النقري ـ سنة رابعة ـ قسم ترجمة قالت: التعليم المفتوح خطوة رائدة ونوعية ومن أهم الصروح التي انجزت في السنوات الماضية فقد فتح المجال امام الكثيرين من الشباب والشابات لمتابعة دراستهم الجامعية او حتى دراسة فروع جديدة غير موجودة او غير مطروحة في الجامعات الحكومية ومن بينها قسم الترجمة فهو قسم ممتاز... لكن ما اعاني منه ومثلي زميلات وزملاء لايعدون ولايحصون وهي علامة الـ 49 واعادة دفع نصف الرسوم على المادة الراسبة... وانا اريد ان اشير هنا الى نقطة مهمة ليس كل من يدرس في التعليم المفتوح هو من ابناء الطبقة الغنية وانما هناك طلبة فقراء. والبعض الاخر يعمل ويدرس لذا يجب اعادة النظر باعادة دفع نصف الرسوم مرة اخرى عن المادة الراسبة.
الطلبة... رامي حسين وفريال عبد العزيز ولمياء عبد الحميد وعلي سليمان قالوا:
في بداية كل عام دراسي تصر ادارة التعليم المفتوح على اختراع العجلة من جديد، وكأن مشكلة الازدحام على شبابيك التسجيل أصبحت من المعجزات التي لاحل لها ابداً، مع أن المسألة في غاية البساطة وليست محتاجة الى الكثير من الاجتهادات
السؤال الاساسي الذي يتبادر الى ذهن الطالب هو عن سبب تغيير مكان التسجيل في عام ونقله الى مكان مختلف، حيث كان قبل عدة سنين في مركز التعليم المفتوح ثم انتقل الى كلية الآداب وبعدها الى نقابة المعلمين كما هو الحال في هذا العام الدراسي الجديد..؟
سنقبل بنقل مكان التسجيل وتغييره دائماً دون اعتراض، ولكن ألايبدو الأمر غريباً عندما لايكتفون بذلك بل يجزئون التسجيل ويشتتونه الى مراحل وأماكن مختلفة بحيث يصبح شراء الطابع في مكان ودفع النقود في مكان آخر ومن ثم العودة الى مكان ثالث في نهاية المطاف لختم البطاقة بعد جهد جهيد من التنقل والركض والوقوف ساعات في الطوابير التي لاتنتهي..؟
في العام الماضي قامت الادارة بتجميع مكان التسجيل لطلاب التعليم المفتوح في موقع واحد بحيث يقوم الطلاب بالتسجيل والدفع واستلام الكتب من نوافذ قريبة من بعضها دون الاضطرار للانتقال من المزة الى البرامكة والعكس عدة مرات حتى تنتهي تلك السيمفونية التي غالباً ماتحتاج لعدة أيام..؟
يبدو ان التعليم المفتوح يصر أن يبقى مفتوحاً على جميع الاحتمالات كما يتندر بذلك الطلاب انفسهم وهم يروحون ويجيئون وهم مقتنعون أن ادارتهم تصر على اختراع العجلة المذكورة اعلاه. انما هذه المرة ستكون بإضافة بعض الاساليب التكنولوجية على هذا الموضوع، فقد استبشر الطلاب خيراً وهم يرون بطاقات الارقام التي تنظم الدور التي توزع على الطلاب قبل أن يبدؤوا بتقديم اوراقهم لكي يلتزموا بالتسلسل المنطقي لهذه الارقام فلايحدث اي ازدحام امام النوافذ بحيث توزع الارقام على عدة نوافذ بناء على نداء المجيب الالي الذي يطلب من كل رقم الاتجاه الى نافذة محددة، لكن الفرحة للاسف لم تكتمل ففلسفة اختراع العجلة حتمت كالعادة حصر توزيع تلك البطاقات بنافذة واحدة فقط ما ادى الى ازدحامات شديدة واختناقات ومضايقات ضاع الحابل فيها بالنابل مع ان الامر كان من الممكن ان يحل ببساطة عبر وجود اكثر من نافذة للبطاقات تلك.. في كل الاحوال، قبل الجميع بهذا الازدحام المؤقت على البطاقات على أمل أنه سوف تحل كل الازدحامات الاخرى بشكل نظامي وحضاري، لكن الامور لم تكن لتجري على هذه الشاكلة أبدا،ً فالسادة القائمون على توزيع تلك البطاقات قاموا بتوزيع عدد هائل منها يزيد على الالف بطاقة وبدأ الطلاب ينتظرون سماع أرقامهم وتحديد نوافذهم حتى يتوجهوا فينهوا هذا العمل الشاق، الذي يبدو أنه لن ينتهي بالسهولة التي يعتقدون ذلك أن عدة مئات من الطلاب الذين قدروا ان دورهم سوف يتأخر الى اكثر من ساعتين أو ثلاث فقاموا بمغادرة مكان التسجيل على أمل العودة لاستكماله بعد قضاء بعض الوقت هنا أو هناك ما دفع بالموظف المسؤول الى ايقاف التسجيل بالنسبة للطلاب الذين يأتون بعدهم بالترتيب تبعاً لتسلسل الارقام، بذريعة أن هناك عدة مئات من الارقام التي لم تتقدم الى النافذة بعد..!!
فهل تريدون افضل من اختراع كهذا لتلك العجلة البائسة في التاريخ؟الطريف في الامر ان الكثير من نوافذ التسجيل بقيت فارغة من اي طالب يسجل لساعات طويلة بانتظار ان يعود اصحاب الارقام الذين ملوا الانتظار الطويل فغادروا المكان كما سبق ان اسلفنا وسيبقى جميع الطلاب الباقين ملتزمين بالانتظار حتى تحل مشكلة الارقام الغائبة... فأي دقة وتخطيط وتنسيق افضل من ذلك تريدون؟
بقي أن نتحدث عن «أطرف الجميع» باعتبار اننا سردنا مايمكن عن الاطراف فقضية دفع النقود عادت الى الواجهة من جديد بعد أن كانت قد حلت سابقاً عن طريق الدفع في نفس مكان التسجيل، فانسجاماً مع الاصرار على التعقيد والعرقلة اعادت الادارة آلية الدفع الى البنك العقاري بفروعه المختلفة حيث يكون لزاماً على الطالب بعد ان يجتاز عدة مراحل تبدأ من الحصول على الاوراق ثم اغتنام بطاقة رقمية خاصة به ومن ثم التسجيل يكون لزاماً عليه المغادرة الى البرامكة بالقرب من كلية الحقوق لدفع النقود بعد الوقوف في الطوابير التي لاترحم والعودة بعدها الى المزة من جديد لختم البطاقة والانطلاق مجدداً، الى مكان اخر للحصول على الكتب..!!
ايها الناس: سبق ان حللتم كل تلك المشاكل في احدى السنوات وسارت الامور حينها على اكمل وجه واحسن تصوير .. فلماذا تصرون على العودة الى الوراء..؟ لا أدري..؟ فأين الخدمات واين تذهب اموال التعليم المفتوح؟.
وهل من المعقول ان /40/ موظفاً يخدمون /60/ الف طالب وطالبة ولماذا لايرصد بعض اموال التعليم المفتوح لتطويره وايجاد قاعات وكتب ورفده بعدد من الموظفين الجدد
عارف العلي
المصدر: تشرين
التعليقات
أحد الأساتذة
//////انبرى احد
والله شايف انو
حابب اتسجل بس
التعليم بعد البكلوووووووووريا كال
درعا
بلاد الله الواسعة دمشق
إضافة تعليق جديد