لحود وفرنجية يدعمان المقاومة والحريري والجميل يطالبان بمحاسبتها

جال رئيس الجمهورية إميل لحود على عدد من المراكز والمدارس التي حلّ فيها النازحون من الضاحية الجنوبية من بيروت وعدد من المناطق الجنوبية بعد تعرضها للقصف الاسرائيلي المدمّر، حيث اطّلع على أحوالهم واطمأن الى توفير الاغاثة لهم. ورأى أن الامم المتحدة تقوم بدورها لكنه ليس كافيا، معتبرا ان المهم هم وقف إطلاق النار قبل أي شيء آخر، لكن هناك فيتو على مثل هذا القرار ليستمر الدمار وهذا ما لن نقبل به. وحيا السيد حسن نصر الله مؤكداً ان لبنان لن يتخلى عن قائد المقاومة الذي استطاع بفضل قيادته وبتضامن الجيش الوطني مع المقاومة، تحقيق التحرير.
وشملت جولة الرئيس لحود مستشفى قلب يسوع حيث عاد النقيب في الجيش اللبناني فادي عبد الله الذي أصيب بقصف اسرائيلي خلال وجوده في موقع للجيش في الدامور، مدرسة في فرن الشباك تحولت الى تجمع للنازحين من الضاحية الجنوبية حيث استقبله الاهالي بالترحيب وبالهتاف بحياته وحياة لبنان، ثم أكمل جولته حتى وصل الى مجمّع تجاري في محلة الطيونة، وهتف النازحون بحياة الرئيس لحود والامين العام لـ حزب الله السيد حسن نصر الله، مؤكدين أن لبنان سيخرج من محنته منتصراً. ثم تفقد لحود عدداً من المدارس وأماكن تجمّع النازحين وصولاً الى محلة الظريف في بيروت، حيث تفقد النازحين في ثانوية الرئيس الشهيد رينيه معوض.
وحيا الرئيس لحود الامين العام لـ حزب الله السيد حسن نصر الله وقال: كونوا أكيدين أن لبنان لن يتخلى عن السيد نصر الله الذي بفضل قيادته للمقاومة، وبتضامن الجيش اللبناني، نحقق التحرير في لبنان ولن ننساه، وهذا الامر سيدخل كتب التاريخ مهما فعلوا.
وخلال الجولة، تحدث الرئيس لحود الى المراسلين الاجانب، فقال: ان أهم شيء الآن هو وقف إطلاق النار، ولكن وللاسف، يبدو ان المجتمع الدولي يأخذ وقته، فيما كل شيء يُدمّر في هذه الاثناء، كل البنى التحتية، والناس يقتلون، ليس هذا هو الحل، يجب القيام بشيء في أسرع وقت ممكن.
وكان رئيس الجمهورية قد عرض صباحا مع وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ، نتائج زيارته الرسمية إلى أرمينيا واللقاءات التي أجراها مع المسؤولين فيها، إضافة إلى أجواء مشاركته في الاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب في القاهرة. كما تطرق البحث إلى تطورات الأوضاع الأمنية والاتصالات الجارية للتوصل .
وقال صلوخ: تداولنا في القرار بدعم لبنان الذي توصلنا اليه واتخذ بالإجماع من قبل جميع الوزراء. وتداولنا كذلك في الأمور والوقائع الحالية، والإجراءات التي سنتخذها للحفاظ على وحدتنا، ووحدة المصير اللبناني، ولمواجهة الأحداث الحالية أو التي يمكن أن تستجد في المستقبل. وسنبقى على تواصل دائم.
ونفى ما تردد عن خلافات في اجتماع وزراء الخارجية العرب، وقال: في الحقيقة لم يكن هناك خلافات بالمعنى التقني أو اللغوي، هناك خلافات في الآراء ووجهات نظر مختلفة. كل يحلل الامر بحسب نظرته اليه. وكل هذه الخلافات انجلت في نهاية الاجتماع، وصدرت القرارات بالإجماع.
سئل عن إمكانية لبنان في الضغط على حزب الله للموافقة على الشروط الدولي وإانهاء الحرب، فقال: الكرة ليست في ملعب لبنان، الكرة ردها العرب الآن الى ملعب مجلس الامن، والامين العام للجامعة العربية قالها بصراحة، فقد نعى عملية السلام وقال ان الجميع أعطوا عملية السلام لإسرائيل حتى تقرر ماذا تريد، وهي تعمل كما تريد، وكما يحلو لها، ولمصلحتها الخاصة.
واستقبل لحود الامين العام للمجلس الاعلى اللبناني السوري نصري الخوري، الذي أوضح انه وضع الرئيس لحود في أجواء القرار السوري المتخذ بتقديم جميع أنواع المساعدات للبنان في مختلف المجالات الانسانية والطبية، والتسهيلات التي أعطيت للمواطنين اللبنانيين المغادرين الى سوريا. ولفت الى مباشرة زيادة كمية الطاقة الكهربائية التي يزود بها لبنان، والى البدء باستقبال عدد من المصابين في المستشفيات السورية.

اما رئيس تيار المردة سليمان فرنجية فقد لاحظ أن ستة أيام مضت ولم يصدر عن المجتمع الدولي في قممه الطارئة واجتماعاته الاستثنائية أي قرار بوقف لاطلاق النار وكأن المجتمع يعطي الضوء الأخضر لاسرائيل للاستمرار في اعتداءاتها على لبنان ومقاومته، ويكتفي بإصدار بيانات وارسال موفدين يحملون شروطا اسرائيلية ويعلنون تضامنا مع الشعب اللبناني، هؤلاء متضامنون أو متآمرون!. انهم المتضامنون المتآمرون ما يؤكد أن تضامننا الداخلي هو السد المنيع للحؤول دون تدمير لبنان والاستفادة من انقساماتنا الداخلية. نشدد على تضامننا الحقيقي ووحدتنا التي طالما أفشلت كل مشاريع العدو الاسرائيلي، وعلى دعمنا لمقاومتنا الباسلة في تصديها وصمودها.
أضاف: ان التخاذل العربي تعودناه من أنظمة مرتبطة بالحاكم الدولي لكي تبقى وتستمر، فيما شعوب هذه الدول تنتفض للقضية وتنتصر للحق وتعبر عبر التظاهرات والبيانات وعبر الاعلام ما يعطي دفعا للبنانيين للاستمرار في التصدي والتحدي والوقوف مع المقاومة التي تتأكد مشروعيتها كل يوم أكثر من يوم.

ومن جهة أخرى رأى الرئيس الأعلى لـ حزب الكتائب اللبنانية الرئيس الأسبق أمين الجميل، ان لا حاجة للتشهير بأعمال اسرائيل العدوانية، وأخشى أن يشتد التحدي المتبادل بين الآلة العسكرية الاسرائيلية الفائقة القدرة على التدمير والمقاومة الاسلامية الفائقة القدرة على الاستشهاد فيبلغ حد تدمير لبنان بالكامل.
وأضاف الجميل أن هذا الأمر لا يعني أن لبنان غير معني بهذه المعركة الفاصلة أو هو على الحياد، فموقعه هو مع المقاومة لكنه هو أيضا لا يستطيع أن يستشهد أو لا يحق له بذلك في حرب تقررت بمعزل عنه.
في بداية الاجتماع الموسع لأعضاء المكتب السياسي والمجلس المركزي، عصر أمس في البيت المركزي للحزب في الصيفي، عرض الرئيس الأسبق وقائع الاعتداءات الاسرائيلية لليوم السادس على التوالي، فقال: آن الأوان كي نقتنع بضرورة الكف عن هذه المجازفة المستديمة بلبنان، وبجنوبه خصوصا. وبدلا من التشهير بأعمال اسرائيل التي لا تحتاج الى أي تشهير، لننظر في الطريقة الفضلى للخروج من هذه المحنة في أقرب وقت مستطاع. ويبدأ ذلك، في نظرنا، بتمكين الحكومة القائمة من استعادة المسؤولية عن أمن البلد وسلامته. ليس فقط استجابة للنداء العالي المستوى الذي وجهه الرئيس فؤاد السنيورة أول من أمس الى اللبنانيين، بل أيضا لأن لا أحد إلا هذه الحكومة يتطوع للمهمة الصعبة والمستحيلة. والكل يرفع مطالب، ويضع شروطا ويتشبث بمواقف وشعارات، أو يضع العصي في دواليب المخرج أو الحل أو التسوية.

ورأى النائب سعد الحريري في حديث لصحيفة عكاظ السعودية أن موقف المملكة الأخير كان موقفاً عقلانياً يتصف بالحكمة السياسية والبعد عن العاطفة، لأن الوضع لا يحتمل المجاملات والمملكة في بيانها قالت الحقيقة كاملة.
وقال: إن أولئك المغامرين وضعونا في موقف محرج بسبب مغامراتهم غير المسؤولة، وفي الواقع أن الموقف السعودي جسّد حقيقة الوضع الراهن من دون أي مواربة أو مجاملة، ونحن نؤيد هذا الموقف، لأنه كفانا مزايدات وشعارات لا تخدم إلا قوى الاحتلال وتؤدي في النهاية إلى تدمير البنى التحتية اللبنانية وقتل الأبرياء من اللبنانيين، ونحن نطالب بمحاسبة أولئك المغامرين الذين زجّوا لبنان في أزمة هو في الواقع في غنى عنها، والمطلوب قول الحقيقة حتى ولو كانت مؤلمة وجارحة، كما قال سمو الأمير سعود الفيصل في كلمته في اجتماع القاهرة.
وأوضح أنه على اتصال مع الأطراف المعنية العربية والخليجية والقيادة السعودية ووضعها في أجواء التطورات أولاً بأول، وقال: سنعيد بناء كل ما دمّرته الآلة العسكرية الاسرائيلية، سنعيد بناء الجسور والبنى التحتية لنثبت للعالم أن الشعب اللبناني يستطيع الوقوف على قدميه مرة أخرى، ولن يثنينا هذا العدوان الآثم عن الاستمرار في المضي قدماً في مسيرة بناء الدولة والحفاظ على تطلعات الشعب وتحقيق حقوقنا المشروعة.
أضاف: أن لبنان قدّم تضحيات كبيرة وأولئك الذين أدخلوا لبنان في معادلة نحن في غنى عنها، أدخلوا لبنان في حرب لا نعلم كيف ستنتهي، وهم لا يتشاورون مع أحد ولم ينسقوا مع الحكومة، واللبنانيون لم يكونوا على علم بما سيفعلونه، ولكن هذا ما كان، نحن أمام عدوان إسرائيلي وحشي وتدمير البنى التحتية وقتل الأبرياء، وما نسعى إليه الآن مع القوى الفاعلة العربية والقوى الدولية المؤثرة عالمياً هو السعي إلى إيجاد حلّ لوقف إطلاق النار. نحن لا نريد استمرار الدمار لهذا الشعب الذي وقع في مأزق بسبب مغامرة البعض الذين لم ينسقوا مع حكومتهم.
وقال: نحن على يقين أن الاتصالات التي أجرتها المملكة وتجريها مع القوى الفاعلة الدولية والمؤثرة سيكتب لها النجاح، لأن المملكة قوة سياسية فاعلة ومؤثرة على المسرح العربي والدولي وتحظى بالاحترام والتقدير في المحافل الدولية، وهدفها التخفيف من معاناة الشعب اللبناني الذي يواجه آلة التدمير الإسرائيلية الغاشمة.
وعمّا إذا كان يتوقع امتداد الحرب إلى العمق السوري قال: لا أستبعد ذلك، لأن جرائم العدو الاسرائيلي لا حدود لها، وما قامت به آلة التدمير الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية شاهد عيان، ولكن لبنان سيصمد وسيواجه هذا الاعتداء.
وأكد أنه سيقوم بجولة أوروبية قريباً بهدف الوصول إلى دعم لقضيتنا. وسأزور تركيا وإيطاليا وفرنسا وبريطانيا وبروكسل.
يُذكر أن الحريري سيزور تركيا اليوم، وهو اتصل، امس، بالرئيس الباكستاني برويز مشرف وتمنى عليه التدخل للمساعدة على معالجة الوضع في لبنان والنجم عن العدوان الإسرائيلي.

المصدر: السفير- وكالات