سوريا: السلطات تبشر بحوار وطني خلال أيام يشمل كل المحافظات

14-05-2011

سوريا: السلطات تبشر بحوار وطني خلال أيام يشمل كل المحافظات

أعلنت دمشق أمس، أن حوارا وطنيا سيجري خلال أيام يشمل كل المحافظات، مؤكدة على التلازم بين الأمن والاستقرار من جهة والإصلاح من جهة أخرى، وعلى الفصل بين «حق التظاهر السلمي وبين استخدام السلاح والقتل والترويع والتخريب لزعزعة الاستقرار وضرب الحياة العامة». وزير الإعلام السوري في المؤتمر الصحفي أمس
في هذا الوقت، حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أي تدخل أجنبي في سوريا، داعيا المعارضة السورية إلى عدم تكرار «السيناريو الليبي»، مشيرا إلى أن بعض الشخصيات المعارضة في سوريا «تلفت أنظار القوى الخارجية للتدخل ودعم تحركاتها»، وهو ما يعطل الحوار الوطني بين السوريين.
وقال وزير الإعلام السوري عدنان حسن محمود، في مؤتمر صحافي في مقر مجلس الوزراء، إنه «في ضوء الحالة التي نشبت في بعض المحافظات نتيجة قيام مجموعات مسلحة بقتل المواطنين وترويع الأهالي والسكان وحرق الممتلكات العامة والخاصة، وتعطيل الحياة الاجتماعية والاقتصادية وتهديد المدارس وتحدي الأمن العام وسلطة الدولة، تم إرسال وحدات من الجيش والشرطة والأمن لتعقب من يحملون السلاح، حيث ألقت وحدات الجيش والأمن وقوى الشرطة القبض على العديد من أفراد المجموعات المسلحة، وصادرت كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والعبوات الناسفة التي كانت معدة لاستهداف المواطنين والمنشآت الحيوية والاقتصادية، كالجسور وأنابيب النفط والسكك الحديدية وغيرها، ضمن خطة لضرب الحياة الاجتماعية والاقتصادية والمرافق العامة في البلاد».
وأوضح محمود أن «هذه العملية أدت الى استشهاد 98 من ضباط وصف ضباط وجنود الجيش والقوى الأمنية، إضافة إلى 1040 جريحا، واستشهاد 22 عنصرا من قوات الشرطة وجرح 451، ويعود ذلك إلى التعليمات المشددة من الرئيس بشار الأسد بعدم إطلاق النار واستخدام السلاح، حيث كان استهداف الجيش من قبل المجموعات المسلحة غير مرتبط بقيام تظاهرات وإنما كان نتيجة هجوم المجموعات المسلحة على نقاط للتفتيش في بعض المناطق».
وأعتبر انه «بعد الاطمئنان على استعادة الهدوء والأمن والاستقرار باشرت وحدات الجيش اليوم (أمس) بالخروج التدريجي من مدينة بانياس وريفها، بينما تستكمل الوحدات المنتشرة في درعا وريفها الخروج التدريجي للعودة إلى معسكراتها الأساسية»، موضحا أن «الحياة الطبيعية بدأت تعود تدريجيا إلى هذه المناطق ويمارس المواطنون حياتهم الاعتيادية مشيرا إلى الدور الهام الذي لعبه الأهالي في مساعدة وحدات الجيش بالكشف عن هذه المجموعات المسلحة وتوقيفها لتقديمها للعدالة.
وأكد وزير الإعلام أن «الحكومة مصممة على إعادة الأمن والاستقرار والطمأنينة إلى كافة المحافظات، والفصل بين حق التظاهر السلمي وبين استخدام السلاح والقتل والترويع والتخريب لزعزعة الاستقرار وضرب الحياة العامة».
وردا على سؤال حول الطلب الذي قدمته بعثة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان لتقديم مساعدات إنسانية لأهالي درعا، قال محمود إن «الحكومة السورية والهلال الأحمر السوري كانا يتابعان الوضع في درعا، ولم يكن هناك أي نقص في المواد الأساسية من غذاء ودواء، وقد أبلغنا الأمم المتحدة بعدم وجود حاجة لأي مساعدات لدرعا، مع ملاحظة أن سوريا تعرضت لفيضانات في محافظة الحسكة بداية الشهر الحالي وجفاف لخمس سنوات ولم تعرض أي من هذه المنظمات تقديم مساعدات إنسانية لمتضرري السيول التي أدت إلى تهديم المنازل وتشريد العشرات وتخريب الممتلكات والبنى التحتية».
وعن العقوبات الأوروبية التي فرضت على 13 مسؤولا وشخصية سورية، أعرب محمود «عن الأسف لأن هذه الدول بنت مواقفها على ما نشرته بعض وسائل الإعلام ومواقع الكترونية مغرضة حول الأحداث في سوريا من دون التأكد من حقيقتها على أرض الواقع». وقال «هذا لن يؤثر في عزمنا على التصدي للمجموعات المسلحة والتطرف وضرب الاستقرار في سوريا، ولن يثنينا عن مواصلة العمل على تنفيذ برنامج الإصلاح الشامل».
وحول الحوار الوطني، قال محمود إن «الرئيس الأسد التقى فعاليات شعبية من مختلف المحافظات السورية، واستمع إلى آرائهم ومطالبهم ورؤيتهم لما يحدث في سوريا وستشهد الأيام المقبلة حوارا وطنيا يشمل كل المحافظات السورية».
وحول التصريحات التي أدلى بها رجل الأعمال رامي مخلوف، أعلن وزير الإعلام أن «هذه التصريحات تعبر عن رأيه الشخصي ولا تعبر عن موقف الحكومة أو القيادة في سوريا».
وكان الكاتب والناشر المعارض لؤي حسين قال إن المستشارة السياسية والإعلامية للرئاسة السورية «بثينة شعبان أخبرتني خلال لقاء جمعنا أن الرئيس السوري اصدر أوامر حاسمة وجازمة بعدم إطلاق النار على المتظاهرين». ونقل عنها قولها «أن مطلقي النار سيحاسبون على فعلتهم».
وحذر لافروف من أي تدخل أجنبي في سوريا، داعيا المعارضة السورية إلى عدم تكرار «السيناريو الليبي».
وقال لافروف، خلال زيارة إلى كازاخستان، «إننا قلقون جدا لان عملية المصالحة، عملية بدء حوار، تأخرت بسبب نوايا بعض المشاركين في هذه العملية لجهة استدراج قوات أجنبية لدعم تحركاتهم».
وحذر من تكرار «السيناريو الليبي» في سوريا. وأضاف «الرهان هو أن لاعبين أجانب سيتدخلون في المشكلة ولن يكتفوا بمناقشتها فقط، وإنما بتكرار السيناريو الليبي لاحقا عبر التدخل في الوضع (السوري) بما في ذلك استخدام القوة».
وتابع «من المؤسف للغاية أن يكون الوضع في ليبيا أثار نزعة لدى العديد من المعارضين لإيجاد وضع مماثل على اعتبار أن الغرب لن يبقى على الحياد وسيتدخل في النزاع لمصلحة احد الطرفين». وتابع «جهود تطبيق التجربة الليبية في دول أخرى ومناطق أخرى خطيرة للغاية سواء كان في اليمن أو سوريا أو البحرين».
وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، في مقابلة مع قناة «بلومبرغ» الأميركية، إن أنقرة نصحت بإجراء إصلاحات في سوريا قبل اندلاع الاحتجاجات في البلاد، واصفا الأسد بأنه «صديق». وأضاف «لقد تأخر (في الإصلاحات). آمل أن يتخذ بسرعة تدابير مماثلة ويتحد مع شعبه لأنني في كل مرة ازور سوريا اشهد على العاطفة الشعبية الكبيرة تجاه بشار الأسد».
واعتبر وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني أن هناك فرقا بين الأسد والرئيس الليبي العقيد معمر القذافي. وقال، في مقابلة مع موقع صحيفة «كورييري ديلا سيرا» التلفزيوني، إن «الأسد وعد بإجراء إصلاحات، لكنه لم يفعل. في حين أن القذافي لم يعد حتى باجراء اصلاحات».
واضاف ان «الرئيس الاسد اثبت في السنوات الاخيرة انه يستطيع ان يكون محاورا، وكان بالفعل كذلك قادرا على الاضطلاع بدور مهم، على سبيل المثال في اطار الجامعة العربية». واوضح ان «القذافي في المقابل لم يحظ بأي تقدير، حتى عندما كان في اوج قوته». وتابع ان «التعميم سيكون خطأ فادحا. الاسد ليس القذافي وسوريا ليست ليبيا. انها اوضاع مختلفة تمام الاختلاف».
واعلنت وزارة الخارجية البريطانية انها استدعت سفير سوريا سامي خيمي. وقالت في بيان ان خيمي «استدعي الى وزارة الخارجية للاعراب له عن قلق بريطانيا الشديد ازاء الوضع الحالي في سوريا».
وذكرت وكالة «سانا» أن بعض المناطق في دمشن.ق ومحافظات الحسكة والرقة ودير الزور وحمص وحلب شهدت عقب صلاة الجمعة تجمعات متفرقة لأعدااد من المواطنين، هتف المشاركون فيها للحرية والشهيد.
وفي معرة النعمان أقدم متظاهرو ن على ضرب طاقم التلفزيون السوري بالهراوات كما قلبوا عربة النقل وأضرموا فيها النيران.وفي إدلب قام متظاهرون بالإعتداء على ممتلكات عامة. وفي حمص تمكنت قوات الجيش من القبض على قناص في منطقة بابا عمرو.

وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...