روسيا تذكّر السعودية: مبادرة جنيف السورية مدعومة دولياً وفضيحة مخازن السلاح في باب الهوى تتفاعل
كشف الاستيلاء على مخازن اسلحة قرب باب الهوى، عند الحدود التركية، عن فضيحة أمنية أخذت بالتفاعل في كل من الولايات المتحدة وبريطانيا.
فبعدما كان الحديث يدور عن «معدات غير قاتلة» قدمتها واشنطن ولندن لـ«الجيش الحر»، واستولت عليها تنظيمات إسلامية «جهادية» قبل أيام، تبين أن هذه «المعدات»، هي في الحقيقة صواريخ مضادة للطيران والدبابات، وأن من بين الجهات التي استولت عليها، تنظيم «جبهة النصرة» المصنف «إرهابياً» على اللوائح الأميركية والأممية، ما أجبر الولايات المتحدة وبريطانيا، على الإعلان أمس عن تعليق تقديم هذه «المساعدات»، وفتح تحقيق لتحديد مصيرها، خصوصاً أنها قد تشكل كابوساً أمنياً للدول الغربية نفسها، في ظل عدم وجود إمكانية لتعقبها، واحتمال استخدامها خارج سوريا.
في هذا الوقت، دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، من طهران أمس، «الدول المسؤولة» إلى التحرك لضمان أن يفضي مؤتمر «جنيف 2» المزمع عقده في 22 كانون الثاني المقبل إلى «نتيجة إيجابية».
وقال لافروف، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في طهران، «على كل الدول المسؤولة أن تفعل شيئاً ليفضي مؤتمر جنيف 2 إلى نتيجة إيجابية» وذلك رداً على سؤال لأحد الصحافيين عن شائعات مفادها أن الرياض التي تدعم المعارضة ستهدد الدول الحليفة للنظام السوري إذا ترشح الرئيس بشار الأسد لولاية جديدة في العام 2014. وأضاف «الذين لا يريدون التوصل إلى مثل هذه النتيجة يثبتون عدم التزامهم بمطالب الأسرة الدولية. مبادرة جنيف 2 مدعومة من المجتمع الدولي ومن قرار دولي وعلى دول المجتمع الدولي أن تطبقه».
وأكد لافروف أكثر من مرة أن إيران «لاعب أساسي» في تسوية النزاع في سوريا. وقال «من دون شك، إيران من بين الأطراف التي بوسعها التأثير بشكل إيجابي على ما يجري في سوريا». وأضاف «آمل أن تكون إيران ضمن قائمة الأطراف التي ستوجه لها الدعوة لحضور جنيف 2، علماً أن ذلك يجب أن يتم بحلول نهاية العام الحالي».
واعتبر لافروف أن «مؤتمر جنيف 2 يجب أن يجسد نص جنيف 1» الذي اتفق المشاركون خلاله على مبدأ تأليف «هيئة حكم انتقالية».
وأكد ظريف «تطابق وجهات النظر بين إيران وروسيا والعديد من أعضاء المجتمع الدولي بأن هذه الأزمة لا يمكن حلها عسكرياً، وأن على الآخرين أن يدركوا ذلك ويساعدوا على حل الأزمة السورية». وأشار إلى أن «الحوار السياسي بجب أن يكون من دون شروط مسبقة. إن الأجانب لا يمكنهم تقرير مصير سوريا، والشعب السوري هو من يجب أن يقرر مستقبله». وأعلن أن طهران مستعدة للمشاركة في المؤتمر ولكن من دون وجود «شروط مسبقة».
وأعلنت واشنطن ولندن تعليق المساعدات العسكرية «غير القاتلة» للمعارضة في شمال سوريا، بعد استيلاء «الجبهة الإسلامية»، المؤلفة من أبرز الألوية والكتائب الإسلامية المقاتلة في سوريا والداعية إلى إنشاء دولة إسلامية، قبل أيام على مقار تابعة لـ«هيئة الأركان في الجيش السوري الحر»، وبينها مستودعات أسلحة عند معبر باب الهوى، ومن ثم على المعبر، بعد معارك عنيفة بين الطرفين. وقالت مصادر في الجمارك التركية إن أنقرة أغلقت المعبر من جهة حدودها في إقليم هاتاي "لواء اسكندرون" بسبب تقارير عن زيادة الاشتباكات على الجانب السوري.
واعتبر المتحدث باسم «الجيش الحر» لؤي المقداد أن الخطوة الأميركية والبريطانية خاطئة ومتسرعة. وقال «نأمل أن يفكر أصدقاؤنا مرة أخرى وينتظروا بضعة أيام حتى تتضح الأمور». وقلل من شأن القتال بين «الجبهة الإسلامية» وكتائب «الجيش الحر»، معتبراً أن «ما حدث سوء تفاهم»، مضيفاً إن «قائد المجلس العسكري الأعلى اللواء سليم إدريس يتحدث مع قادة الجبهة لمحاولة إنهاء المواجهة».
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ارنست إن إدارة الرئيس باراك أوباما قلقة من تقارير عن استيلاء «الجبهة الإسلامية» على مبان تابعة لـ«المجلس العسكري الأعلى للجيش الحر». وأضاف «نتيجة لذلك الوضع، علقت الولايات المتحدة تسليم كل المساعدات غير المميتة لشمال سوريا»، لكنه شدد على أن المساعدات الإنسانية لن تتأثر بهذا الإجراء. وقال إن الولايات المتحدة تتشاور مع رئيس «الأركان» اللواء سليم إدريس لجرد إمدادات المعدات الأميركية.
وكان المتحدث باسم السفارة الأميركية في أنقرة تي جي غروبيشا أعلن سابقاً تعليق المساعدات. وكانت واشنطن أشارت إلى أنها تقدم مساعدات «غير قاتلة» للمسلحين تتضمن أجهزة رؤية ليلية وأجهزة اتصالات وبزات مضادة للرصاص وآليات، بالإضافة إلى أطعمة جاهزة.
وقال مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأميركية إنه يجب ألا يساء تفسير تعليق المساعدات. وأضاف «ليس هذا على الإطلاق بداية لأن تنفض الولايات المتحدة يديها. سنظل مشاركين في الجهد الإنساني وسنظل مشاركين في المسعى الديبلوماسي. هذا لا يمثل تغييراً في سياسة دعمنا للمعارضة المعتدلة»، موضحاً أن الإدارة تبحث عن سبل أخرى لتقديم الدعم من دون أن يقع في أيدي «المتطرفين». وقال مسؤول آخر إن تدفق المساعدات «غير القاتلة» سيتواصل عبر الأردن.
وأعلنت لندن أيضاً تعليق المساعدات «غير الفتاكة» للمسلحين في شمال سوريا. وقال متحدث باسم السفارة البريطانية في أنقرة «ليست لدينا أية خطط لتسليم أية معدات طالما بقي الوضع غير واضح». وأضاف إن بريطانيا «على اتصال بهيئة الأركان العليا للتحقق من وضع المعدات البريطانية».
وتابع «أريد أن أؤكد أن دعمنا للمعارضة لا يزال غير منقوص. نقدم منذ فترة طويلة دعماً قوياً للواء إدريس والمجلس العسكري الأعلى، ولا يزال الوضع كذلك. من المهم أن يظل المجلس العسكري الأعلى متحداً في مواجهة هجمات النظام والجماعات المتطرفة. إذا لم يحدث ذلك ستكون هذه انتكاسة لكل السوريين الذين يؤيدون حلاً سياسياً ومستقبلاً ديموقراطياً تعددياً لبلادهم».
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال «إبقاء فرنسا على مساعداتها العسكرية غير الفتاكة الى الائتلاف الوطني السوري بالتنسيق مع شركائها في الاتحاد الاوروبي».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد