جوقة الموت تدخل إلى سورية والماء الأسود يتدفق في صدور السوريين
الجمل- قسم الترجمة- جولة (الجمل) على الصحافة الإيرانية:
جيش قطاع خاص يتوزع حول العالم لنشر الديمقراطية الأمريكية:
انتشرت أخبار في الآونة الأخيرة تتحدث عن تواجد عناصر تابعة لشركة بلاك ووتر الأمريكية داخل الأراضي السورية و حسب التخمينات يبلغ تعداد هؤلاء قرابة الـ6000 مقاتل، وقد أكد هذا الأمر الإعلامي والكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، فما هي هذه الشركة التي بمجرد سماع اسمها ترتعد فرائص من خبر أفعالها أو مشاهدة آثارها؟
هل ما تزال الجيوش التي تشن الحروب تخضع لسلطة الدول؟ من هو أكبر جيش قطاع خاص في العالم؟ ما هي المناطق والدول التي ترضخ لسلطة هذا الجيش؟ لتعرفوا هذا تابعوا هذا التقرير.
بعد هجمات 11 أيلول وبداية تصاعد وتيرة التدخل العسكري الأمريكي الواسع في منطقة الشرق الأوسط تضاعف عدد الشركات الأمنية والعسكرية الخاصة. ويمكن القول أن عملية تكليف هذه الشركات بمهام عسكرية وأمنية تحول إلى حدث يومي في الحروب الأمريكية.
أحد هذه الشركات شركة بلاك ووتر الأمريكية (BlackWater USA) التي غيّرت اسمها إلى "الأكاديمية" (Academi) نتيجة تعرضها لفضائح كثيرة، في التقرير التالي نحاول أن نسلط الضوء على الجوانب البنيوية والعملياتية لهذه المنظمة العسكرية.
"الأكاديمية" التي كانت تدعى سابقاً "شركة خدمات ايكس أي" (Xe Services) و"بلاك ووتر أمريكا"، أسسها أريك برينس (Eric Prince) وآل كلارك (Al Clark) عام1997. انتقل برينس إلى الإمارات بعد أن ترك الشركة هرباً من الاتهامات التي تلاحقه بعد الفضائح المتكررة لبلاك ووتر.
تعد الأكاديمية أكبر شركة بين ثلاث شركات أمنية خاصة تعمل تحت قيادة وزارة الخارجية الأمريكية. وقعت حكومة أوباما عقداً مع هذه الشركة بقيمة 250 مليون دولار لقاء خدماتها وتنفيذها عمليات لصالح وزارة الخارجية ووكالة الـ CIA في أفغانستان.
تاريخ الشركة:
تأسست شركة "بلاك ووتر" في 1997 وحصلت على أول عقد عمل لها بعد أن ربحت مناقصة أعلنت عنها الحكومة الأمريكية بعد مهاجمة البارجة الأمريكية "یواساسکول" (USS Cole) على الساحل اليمني عام 2000، فتولت مسؤولية عمليات تدريب 100.000 مقاتل من مشاة البحرية.
بعد هذا قام برينس بشراء قطعة أرض بمساحة 82 كم مربع على الحدود بين ولايات كارولينا الشمالية وفيرجينيا وبنى هناك منشآت عسكرية متطورة لتدريب المقاتلين.
في عام 2002 تأسست "شركة بلاك ووتر للاستشارات الأمنية" (Blackwater Security Consulting) وبعد الغزو الأمريكي لأفغانستان دخلت بلاك ووتر إلى هذا البلد، وأرسلت في أول مهمة لها هناك 20 من مقاتليها بهويات سرية لحماية مقر الـCIA والموقع المكلف باصطياد أسامة بن لادن.
وهي الشركة الأمنية الـ60 المتواجدة في العراق حيث تنشط في حماية المنشآت والمسؤولين الرسميين وفيها يتدرب الجيش العراقي وعناصر الشرطة الجدد، كما تقوم بعمليات الدعم والإسناد لقوات التحالف العاملة في هذا البلد. استخدمت الحكومة الأمريكية والشركات الخاصة هذه الشركة أيضاً بعد وقوع إعصار كاترينا حيث حصلت على 1 مليار دولار من الحكومة الأمريكية لقاء خدماتها، وتسعى الآن لافتتاح مجموعة تدريبية أخرى في ولاية سانتياغو، إلا أن هذه الخطوة قوبلت بمعارضة شديدة من قبل أهالي المنطقة والمنظمات المناهضة للحروب وأصدقاء البيئة. مما أدى إلى تراجعها عن خطتها في إحداث هذه المجموعة في 7/3/2008. وفي عام 2009 أعلنت بلاك ووتر أنها غيرت اسمها إلى "شركة خدمات ايكس أي". وفي كانون الأول 2011 قامت "ايكس أي" بتغير اسمها للمرة الثانية على التوالي إلى شركة "الأكاديمية".
بنية شركة الأكاديمية:
تتكون الأكاديمية من 10 وحدات تجارية:
-مركز التدريب الأمريكي:
مركز التدريب الأمريكي (سابقاً مركز تدريب بلاك ووتر) يعمل في مجال تدريب القوات العسكرية وموظفي الحكومة والمنظمات المسؤولة عن القانون على التكتيكات والمعدات والعمليات الحربية، في عام 2011 طلب البنتاغون من خلال اتفاقية مع هذا المركز القيام بـ"تقديم الدعم في تحليل المعلومات" لمساعدة قوات الناتو المتواجدة في أفغانستان.
أنظمة استهداف بلاك ووتر:
يقدم هذا المركز أنظمة تدريب على الاستهداف يتم تصميمها داخل الشركة.
بلاك ووتر للاستشارات الأمنية:
تأسست هذه الشركة في 2001 وكانت من بين الـ3 شركات الفاعلة أثناء الحرب العراقية، متعاقباً لاحتلال العراق وتواجد قوات غير عسكرية، حيث قررت أمريكا أن تستخدم هذه الشركة لحماية الدبلوماسيين والمنشآت في هذا البلد، وبناءً على العقد الموقع بين وزارة الخارجية الأمريكية وبلاك ووتر أصبحت هذه الشركة مسؤولة عن تقديم الخدمات الأمنية في دول العراق وأفغانستان والبوسنة وإسرائيل.
بلاك ووتر كي-9:
يعمل هذا القسم في مجال تدريب الكلاب البوليسية وكلاب كشف المخدرات والمتفجرات.
شركة بلاك ووتر للمناطيد:
تأسست هذه الشركة في 2006 للبدء بعمليات صناعة مناطيد يمكن التحكم بها عن بعد.
عربات بلاك ووتر المدرعة:
في الآونة الأخيرة أنتجت بلاك ووتر عربة جديدة تدعى "كريدي أي بي سي" وعرضتها في السوق.
مركز خدمات بلاك ووتر للأمن البحري:
يقدم هذا المركز تدريبات تكتيكية لوحدات حماية القوات البحرية. فقد قام فيما مضى بتدريب القوات الأمنية اليونانية، قوات كوماندوس البحرية الأذربيجانية، وقوات الداخلية الأفغانية. وبعد مهاجمة البارجة "يو اساس كول" تم التوقيع على عقد مع هذه المنظمة لتدريب مشاة البحرية الأمريكية.
بعد الهجوم على البارجة "يو اس اس كول" أصبحت بلاك ووتر تدرب عناصر البحرية الأمريكية
جوقة التنمية "الغراب الأسود":
تنشط في مجال إدارة المنشآت. تأسست عام 1999 لكي تقوم بإنشاء مجموعة بلاك ووتر التدريبية في ولاية كارولاينا الشمالية.
خدمات شحن جوي دولية:
تقع على عاتق هذه الوحدة مسؤولية القسم الجوي في الأكاديمية، لديها عدد من المروحيات وأنواع أخرى من الطائرات وتتعاون مع مختلف المنظمات الأمريكية في الداخل والخارج، وفي أواخر كانون الأول 2007 وقعت عقد بقيمة 92 مليون دولار مع وزارة الدفاع الأمريكية للقيام بعمليات الشحن الجوي في أفغانستان، قرغيزستان، باكستان، وأوزبكستان.
شركة "كري استون":
"كرى استون" جهاز أمني خاص يقوم بتجنيد مقاتلين لتنفيذ عمليات أمنية خارج أمريكا. أعلنت هذه الشركة على موقعها الالكتروني بأنها تستخدم أفضل مقاتلين في جيوش العالم لإرسالهم إلى أقصى نقاط العالم للقيام بمهمات، كما تتسع مهام هؤلاء المقاتلين لتشمل العمليات الصغيرة وصولاً إلى الضخمة مثل عمليات تسهيل إيجاد حالة الاستقرار على نطاق واسع في المنطقة، حيث يلزم استخدام عدد كبير من المقاتلين لإحلال الاستقرار والأمن.
دخول بلاك ووتر إلى العراق:
لعبت شركة بلاك ووتر دوراً رئيساً في الحرب العراقية حيث وقعت عقد في 2003 بقيمة 7.27 مليون دولار لحماية الحاكم الأمريكي للعراق "جان بول بريمر". وفي تموز 2004 حصلت على مبلغ 320 مليون دولار من وزارة الخارجية العراقية لتقوم بعمليات حماية موظفي الخارجية في المناطق غير الآمنة.
في 2006 حصلت بلاك ووتر على عقد لحماية السفارة الأمريكية في العراق أكبر سفارة في العالم. توقع البنتاغون وممثلي الشركة أن ما يقارب 20.000 إلى 30.000 مقاتل يقومون بأعمال عسكرية وأمنية في العراق، طبعا يمكن أن يصل هذا العدد إلى 100.000 مقاتل. بالرغم من عدم توفر وثيقة رسمية تؤكد هذا الأمر.
بين سنوات 2005 - 2007 كان للعناصر الأمنية التابعة لشركة بلاك ووتر دور مباشر في 195 حادثة إطلاق نار، 163 حادثة منها كان عملاء شركة بلاك ووتر هم البادئون بإطلاق النار.
كما تستخدم هذه الشركة في عملياتها خارج الحدود الأمريكية مقاتلين أغلبهم من جنسيات أجنبية. حيث أذعن "كري جاكسون" رئيس الشركة أنه استخدم مقاتلين من البوسنة وتشيلي والفلبين لحماية "بول بريمر".
قتل العراقيين في بغداد:
في 16/2/2005 قامت قوات تابعة لبلاك ووتر كانت تحمي أحد مواكب وزارة الخارجية الأمريكية باستهداف سيارة عراقية وأطلقت النار عليها بكثافة. وأدعوا فيما بعد أنه تم إطلاق النار عليهم من قبل السيارة، في حين أظهرت التحقيقات أن من قام بهذا العمل هو أحد عملاء بلاك ووتر. (جان فرس) سفير أمريكا في العراق تصدى لمعاقبة هؤلاء العملاء. لأن هذا الأمر حسب اعتقاده سينعكس سلباً على معنويات بقية المقاتلين.
في 30 نيسان 2007 قتلت قوات بلاك ووتر أمريكي مدني. ادعوا أنه سائق عراقي وقد اقترب أكثر من المسموح به إلى موكب وزارة الخارجية الأمريكية.
في ليلة عيد الميلاد عام 2006 كان أحد الحراس الشخصيين لمعاون الرئيس العراقي "عادل عبد المهدي" يتواجد خارج نطاق مبنى رئاسة الوزراء العراقية. فقامت قوات بلاك ووتر باستهدافه وقتله.
وقد أعلنت الحكومة العراقية أن (أندرو جي مونن) أحد عناصر بلاك ووتر أقدم على قتل الحارس تحت تأثير الكحول، كما لم يكشف المسؤولون الأمريكيين بشكل رسمي عن هوية القاتل وهو يعيش الآن في أمريكا.وبعد مرور 6 سنوات لم تعلن حتى الآن نتيجة قطعية للمحكمة.
في 6 شباط 2006 أحد قناصي بلاك ووتر يقتل من على سطح مبنى وزارة العدل العراقية 3 من حراس مبنى قناة تلفزيونية عراقية. وقد أعلنت وزارة الخارجية أنه أدى عمله ضمن إطار المقررات والقوانين. في حين تقول إفادات الشهود أن هؤلاء الحراس لم يطلقوا النار على مبنى وزارة العدل. وتظهر الوثائق المنتشرة عن موقع ويكيليكس أن عناصر بلاك ووتر ارتكبوا أخطاء فادحة في العراق وقتلوا عدد من المدنيين.
استمرار القتل وإنهاء عمليات بلاك ووتر في العراق:
في 17 أيلول 2007 أنهت الحكومة العراقية تصريح عمل بلاك ووتر في العراق، وبعد اتخاذ هذا الإجراء قامت عناصر حماية سيارات وزارة الخارجية في بغداد بإطلاق النار على 17 مواطن عراقي مدني وقتلهم. مددت الحكومة الأمريكية تصريح عمل هذه الشركة حتى نيسان 2008 لكن في نيسان 2009 أعلنت الحكومة العراقية أنها لن تمدد بعد الآن ، لكنها امتنعت عن محاكمة المتهمين في جرائم القتل في العراق وقامت بنقلهم إلى أمريكا، و لم يحاكموا حتى الآن. في 30كانون الثاني 2009 أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أنها لن تمدد عقدها من بلاك ووتر، مع هذا وقعت هذه الشركة في 2010 عقداً مع الـ CIA بقيمة 10 مليون دولار.
عملاء بلاك ووتر يسرقون الطائرات العراقية:
حسب تقرير موقع "النخيل" قامت شركة بلاك ووتر بعد دخولها إلى العراق عقب الاحتلال الأمريكي وسقوط نظام صدام حسين بسرقة (39) طائرة عراقية مقاتلة. وبعد الاتفاق مع الجيش الأمريكي قامت سراً بتهريب (25) مقاتلة من طراز ميك و (14) مروحية عسكرية تابعة لنظام صدام حسين إلى خارج العراق.
وقال المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه: كانت المروحيات جديدة موجودة في المستودعات ولم تستخدم بعد. وقد قامت شركة بلاك ووتر بسرقتها وبيعها بنصف القيمة.
على صعيد آخر قال "حاكم الزاملي" عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي أنه يتم متابعة ملف سرقة هذه المقاتلات من قبل هذه اللجنة وهناك بعض الأشخاص الذين لديهم ملفات فساد يحاولون تغيب هذا الملف والسكوت عنه.
بلاك ووتر تتواجد في دول متعددة:
بلاك ووتر أو الشركة التي نعرفها باسم (الأكاديمية) بالإضافة إلى العراق تتواجد في دول أخرى أيضاً. فحسب ما يقوله المسؤولين الرسميين يتواجد عملاء شركة بلاك ووتر في أفغانستان للمساعدة في مكافحة المخدرات. حيث قامت حكومة أوباما بدفع مبلغ 250 مليون دولار لقاء العمليات التي تقوم بها هذه الشركة في أفغانستان.
حسب التقارير: تتواجد هذه الشركة في الباكستان أيضاً وتتعاون وتنسق على مستوى عالٍ مع الـCIA. في 2005 بدأت بلاك ووتر بتدريب قوات كوماندوس تابعة لقوات البحرية الأذربيجانية بهدف زيادة قدرتها في بحر الخزر.
في الآونة الأخيرة كشف تلفزيون الجديد أن مجموعة تدعى "جوقة الموت" يتم تدريبها لإرسالها إلى سوريا. وأعلن الجديد أن جوقة الموت هذه يتم التحكم بها من قبل بلاك ووتر من مقر يوجد في العاصمة الأردنية عمان ويرتبط بإسرائيل مباشرة.
(برينس) المدير السابق لبلاك ووتر بعد انتقاله إلى الإمارات وبطلب من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي العهد الإماراتي أقدمت هذه الشركة على إنشاء جيش إماراتي سري للدفاع عن شيوخ هذا البلد مقابل التهديدات الداخلية والخارجية، حسب التقارير ستتولى شركة الأكاديمية مهام التدريب وعمليات الدعم والإسناد لهذا الجيش.
وحسب تقرير صحيفة "نيويورك تايمز" تستطيع الإمارات بمساعدة هذه القوات مواجهة أي فوضى تحدث في داخل المعسكرات المليئة بالعاملين في آبار النفط. أو التعامل (قمع) مع المظاهرات الشعبية المنادية بالديمقراطية التي ستجري في هذا البلد والمشابهة لما يجري هذه الأيام في العالم العربي، كما أن حكام الإمارات متفائلون بأن تكون هذه القوات فعالة في مواجهة الخطر الإيراني المحتمل.
وجاء في التقارير أيضاً: تتواجد هذه القوات في مدينة زايد، وينضوي في قوام الوحدات الأولية لهذه القوات عناصر من كولومبيا، أفريقيا الجنوبية ودول أخرى حيث يقوم ضباط متقاعدون من أمريكا وقدامى المحاربين من وحدات العمليات الخاصة البريطانية والألمانية والفرنسية بتدريب هذه القوات. في حين امتنع "يوسف العتيبة" سفير الإمارات في واشنطن والمتحدث باسم مالك شركة بلاك ووتر إعطاء أي توضيح حول هذا الخبر.
لعبة بلاك ووتر لتحسين صورة هذه الشركة:
في خريف هذا العام. عرضت في الأسواق لعبة كمبيووتر تدعى(Blackwater Worldwide) وتصاحب عرضها مع موجة انتقادات واسعة. وقالت "سوزان بورك" محامي دفاع العائلات العراقية التي قتل أبنائها على يد قوات شركة بلاك ووتر أن هذه اللعبة استلهمت اسمها من اسم هذه الشركة وعملياتها التي تقوم بها وهي مهينة بشدة، وكان من الواجب أن لا يتم تصميم هذه اللعبة.
صممت هذه اللعبة بالتعاون مع مقاتلين سابقين في بلاك ووتر. حيث يقومون بلعب دور قيادة فريق عمليات بلاك ووتر محاولين حماية مدينة افتراضية في أمريكا الشمالية ويواجهون
أخطر الزعماء والمقاتلين في قوات الميليشيات المعارضة للحكومة.
المصدر: مشرق نيوز
الجمل: قسم الترجمة
إضافة تعليق جديد