جبريل يوزع اتهاماته على (كل العربان)
الجمل : رفضت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة مناقشة موضوع سلاحها في لبنان (قبل أن يأخذ اللاجئون الفلسطينيون هناك كامل حقوقهم أسوة باللاجئين في سورية)، واعتبرت أن (هناك ضجة كبيرة ومفتعلة حول هذا السلاح)، ما يدل على أن في الأمر (مؤامرة على فلسطينيي الشتات).
وقال الأمين العام للجبهة أحمد جبريل، في المهرجان الذي أقيم مساء أمس الجمعة في مخيم اليرموك بدمشق، بمناسبة الذكرى الحادية والأربعين لانطلاقة الجبهة: «عندما تنفذ مطالبنا، فنحن جاهزون لفتح حوار حول الملف الأمني، وبدون ذلك يجب ألا يتوقع أحد شيء، فالفلسطيني في لبنان يعامل أسوأ معاملة يمكن أن يفكر بها إنسان على الأرض».
وحضر المهرجان ممثلون عن الفصائل الفلسطينية المقيمة في دمشق، وموسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، والشيخ حسن حدرج ممثل حزب الله اللبناني، وعضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي بسام جانبية.
جبريل، الذي أعلن أنه أبلغ هذه المواقف للنائب سعد الحريري حين التقاه خلال زيارته مؤخراً إلى بيروت، نقل عن الحريري استغرابه (السماح للاسترالي بالتملك في لبنان، ومنع الفلسطيني المقيم منذ 58 سنة من تملك حجر).
واتهم جبريل الحكومة اللبنانية بالتلكؤ واللَّف والدوران، حيال موضوع تحسين الشروط المعيشية للفلسطينيين في لبنان، وخاطبها بالقول: «سلاحنا معنا وتعاملوننا هكذا، فكيف يكون الحال إذا سلمناه؟؟!!» معتبراً أن هذه المعاملة السيئة تأتي في سياق «عملية الضغط الواضح والمباشر ليهاجر الفلسطينيون المقيمون في لبنان، فمنذ عام 1985 هاجر أكثر من 75 ألف».
وبدا لافتاً حديث جبريل عن حزب الله وحركة أمل أنهما «يحاولان امتصاص هذا الهجوم ضدنا لتجريدنا من سلاحنا ... لأن نزع سلاحنا مقدمة لنزع سلاح حزب الله».
وقال جبريل: «يلاحقوننا على 12 موقعاً عسكرياً، وكأن كرامة لبنان وسيادته تتحققان بإزالة هذه المواقع».. ثم تساءل: «هل انتهى الصراع العربي الإسرائيلي ورجعت القدس والضفة وغزة والجولان كي تقولون إنكم تريدون سلاحنا؟؟».
الرئيس الفلسطيني محمود عباس والأنظمة العربية (أكلوا) نصيبهم أيضاً، فاتهمهم جبريل (بالاستمرار في غيَّهم وتآمرهم على فلسطين في الداخل والخارج) ودعاهم إلى (الوقوف بجرأة وصراحة والقول إنهم تنازلوا عن كل شيء وفقدوا شرعيتهم أمام شعبهم والاعتراف أنه ليس أمامهم إلا طريق النضال والتضحية)، رافضاً عبارة الرئيس عباس: أخطأنا، كان لازم نطلع بطائرة السادات إلى القدس.
القيادة الأردنية، هي الأخرى، نالت حصتها من الانتقاد، بسبب تحييدها ثلاثة ملايين فلسطيني موجودين في الأردن، قال عنهم جبريل إنهم «لا يستطيعون الحديث عن فلسطين أو التصفيق لها أو الاجتماع كما نحن الآن مجتمعون.. لأنه سيكون بانتظارهم السجون والمعتقلات والمخابرات).
وعاد جبريل بالذاكرة إلى ستة وثلاثين عاماً مضت، فأشار إلى أحداث أيلول الأسود التي قضت على المقاومة الفلسطينية في الأردن، وقال: «هناك مؤامرة على فلسطينيي الشتات نجحت في أيلول 1970 في الأردن بتواطؤ عربي ودولي ومساندة إسرائيلية».
وبعد أن حذر جبريل من وجود (مؤامرة على فلسطينيي الداخل لافتعال حرب أهلية في غزة).... اتهم بعض أفراد حركة فتح بأنهم (ارتضوا أن يكونوا جزءاً من المؤامرة) قبل أن يؤكد أن ( شعبنا أكبر من هذه المؤامرة و أن جزءاً كبيراً من فتح ما زال معنا).
وكشف جبريل أنه في اجتماع الفصائل الفلسطينية بالقاهرة في آذار من العام الماضي «أخذوا منَّا الهدنة مقابل إعادة بناء المنظمة التي يجب أن يكون لها برنامج سياسي وتنظيمي واضح لتجمع كل الأطياف الفلسطينية، وتكون مرجعية للشعب الفلسطيني)، وزاد على ذلك مستغرباً: منظمة التحرير كان دورها التوقيع على أوسلو، ثم رُميتْ في سلة المهملات، وصارت السلطة كل شيء وعندما أصبحت حركة حماس في السلطة أرادوا إعادة الدور للمنظمة!!!».
أما اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، التي لم يوفرها جبريل، فقد تساءل عنها باستنكار واضح: «أي لجنة تنفيذية هذه التي صار لها 18 عاماً ونصف أعضائها ميتين؟؟؟».
وفيما أعلن الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة الوقوف مع حركة حماس وعدم السماح بأن ينهزم مشروعها ... فإنه رأى أن «الناس اختارت حماس "في الانتخابات" لبرنامجها ونقائها، بينما انهزمت قيادة فتح لبرنامجها وأسلوبها في التفاوض والفساد».
خطاب جبريل لم يقتصر على الاتهامات والانتقادات، فقد أشاد بإيران التي «لم تُقصَّر بالإمداد بالسلاح والمال للأخوة في المقاومة حتى أنجزوا انتصارهم»، وأشاد بـ «المظلة السورية - الإيرانية التي لولاها ما رأينا لبنان حراً أبياً، وكنا وجدنا فيه اتفاقية مشابهة لاتفاقية كامب ديفيد».
كما ثمَّن مواقف الرئيس اللبناني إيميل لحود «فمنذ أن كان قائداً للجيش ثم رئيساً للجمهورية كان يتجاوب ويتفاهم مع سورية وإيران لتشكيل هذه المظلة».
وعزا جبريل الضغوط على (سورية وإيران) إلى دعمهما للقضية الفلسطينية «ولو أن النظام في سورية وإيران تخليا عن قضية فلسطين، لما شاهدتم هذه الضغوط»، وأكد «لن نسمح بأي اعتداء على سورية أو إيران ولن نكون بجانبهم... بل أمامهم، وإذا اعتقدت أمريكا وإسرائيل أنهما قادرتان على تغيير النظام في سورية وإيران فليفكروا كما يحلو لهم ... لكن الشعب الفلسطيني سيقف مع سورية وإيران».
الجمل
إضافة تعليق جديد