توظيف مجموعات كردية لدعم التوجهات السياسية الأنجلو-أمريكية

الجمل:   نشر موقع غلوبال ريسيرش الكندي تقريراً اخبارياً، نقلاً عن موقع كوميرسانت التركي، حمل عنوان: الولايات المتحدة تقوم بتوظيف واستخدام عناصراً كردية ضد إيران.
يشير التقرير إلى وجود عناصر داخل إقليم كردستان بشكل أساسي من الأكراد، ويتم  إعدادهم وتوظيفهم من أجل استخدامهم في عمليات سرية انجلو- أمريكية، وأيضاً في عمليات سرية إسرائيلية داخل كردستان، وضد إيران وسوريا.
يقول التقرير، مدللاً على صحة ذلك، بأن الولايات المتحدة درجت بالأساس على استخدام الأكراد في فترة ما قبل عام 2003م، في العديد من العمليات –السرية والعلنية- ضد النظام العراقي السابق. ومن أبرز هذه العمليات قيام أمريكا وبريطانيا باستخدام المزيد من العناصر الكردية في العمليات السرية التي هدفت لإثارة الشغب والفوضى في بعض المناطق العراقية، خلال فترة حرب الخليج الأولى.
ويؤكد التقرير أنه مرة أخرى، يتم في هذه الأيام استخدام وتوظيف المجموعات الكردية من أجل توطيد وترسيخ التوجهات السياسية الخارجية الأنجلو- أمريكية في الشرق الأوسط.
يورد التقرير الفقرة التي كتبها المحلل السياسي الأمريكي سيمور هيرش بمجلة النيويوركر الأمريكية، والتي قال فيها: (تقوم الولايات المتحدة بإجراء أنشطة سرية داخل إيران استمرت لمدى نصف العام. وفي إيران ظلت تعمل عن طريق إحدى جماعات المعارضة الكردية، واسمها حزب تحرير الحياة في كردستان. وكانت هذه المجموعة تقوم بالعمليات السرية العابرة للحدود داخل العمق الإيراني.. وقد أخبرني مستشار حكومي تربطه روابط وثيقة مع قيادة العمليات –المدنية- في البنتاغون، بأن هذه العمليات السرية تمثل جزءاً من جهد يتم القيام به من أجل استكشاف الوسائل البديلة لممارسة الضغوط على إيران).
درجت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية على القيام بالعديد من العمليات السرية في سائر أنحاء العالم، ولم تكن كل هذه العمليات تتم من وراء ظهر حكومات دول العالم، بل وقد كان بعض هذه العمليات يتم من وراء ظهر الحكومات الأمريكية نفسها، ورغماً عن إرادتها.
العمليات السرية الخارجية التي تخطط لها وتديرها وتشرف عليها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية لا تتعلق فقط بعملية جمع المعلومات الاستخبارية، بل تضم طائفة واسعة من العمليات العسكرية والاقتصادية والسياسية، وعلى سبيل المثال، نشير إلى النماذج الآتية:
• العمليات العسكرية: ومن أمثلتها قيام الوكالة بشن حرب سرية عسكرية في لاوس، قامت فيها الوكالة بتسليح جيش كامل ودفعته لتنفيذ الكثير من العمليات العسكرية العابرة للحدود في منطقة جنوب شرق آسيا.
• العمليات السياسية: ومن أبرزها قيام الوكالة بتمويل الانتخابات، وذلك في الكثير من دول أمريكا اللاتينية، وبالذات في الأرجنتين والبرازيل والمكسيك.
• العمليات الاقتصادية: وتتم عن طريق الشركات الأمريكية التي تستخدمها الوكالة كواجهة لأنشطتها الاقتصادية السرية، أبرزها عمليات تزوير الأوراق النقدية، وإغراق أسواق البلدان الأخرى بالعملات المزورة.
وإضافة لهذه الأنواع الثلاثة، هناك عمليات أخرى، مثل الانقلابات العسكرية، والاغتيالات... وغيرها.
يقع إقليم كردستان في منطقة تتقاطع مع حدود أربعة دول إقليمية رئيسة في منطقة شرق المتوسط، ومستقلة السيادة، هي: سوريا، تركيا، العراق، وإيران.
وبسبب امتدادات المجتمع الكردي العابرة للحدود في هذه البلدان الأربعة، فإنه يتبين مدى خطورة المخطط الذي تسعى وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA)، الموساد الإسرائيلي (MOSSAD)، وجهاز المخابرات العسكرية الخارجية البريطاني (MI6) لتنفيذه في منطقة شرق المتوسط، خاصة وأنه يعتمد على العناصر الكردية المرتبطة  بالعمل المسلح، والتي يغذي ديناميكية تحركها خبرة التحريض والكراهية التي سبق أن غرستها الأجهزة الإسرائيلية والأمريكية في منطقة كردستان.
إن هذا المخطط برغم عدم وضوح تفاصيله، إلا أن التوقعات تشير إلى أنه قد يتضمن الآتي:
- عمليات سياسية سرية: تهدف إلى توزيع المنشورات والتحريض على المعارضة والمظاهرات.
- عمليات عسكرية: تهدف إلى تنفيذ التفجيرات، وبعض العمليات التخريبية، وربما تتضمن الاغتيالات، والتي قد تكون على غرار اغتيالات لبنان، بحيث يتم اغتيال الناشطين الأكراد وإلقاء اللوم على حكومات المنطقة.
- عمليات اقتصادية: وقد تتضمن تزوير العملات لتخريب الاقتصاد والأسواق، وإتلاف المرافق الاستراتيجية.
- عمليات استخبارية: وقد تتضمن جمع المعلومات الفائقة الحساسية عن المنشآت، والأوضاع الاقتصادية والسياسية، واستطلاعات الرأي العام لمعرفة توجهات الشارع الوطني.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة