بوتين يأمر الجيش بالرد بحزم على أي تهديد في سوريا وكيري يعدّل بيان مؤتمر الرياض لإرضاء موسكو

12-12-2015

بوتين يأمر الجيش بالرد بحزم على أي تهديد في سوريا وكيري يعدّل بيان مؤتمر الرياض لإرضاء موسكو

لم يكد مؤتمر المعارضة السورية يختتم أعماله في الرياض، بإصدار بيان يدعو إلى رحيل الرئيس بشار الأسد ورموز حكمه عن السلطة مع انطلاق الفترة الانتقالية، حتى تعرض لتشكيك أميركي، مع تحذير وزير الخارجية الأميركي جون كيري من أن بعض النقاط، و «تحديداً نقطتين»، بحاجة إلى معالجة إذا كانت مفاوضات السلام برعاية الأمم المتحدة ستُستأنف الأسبوع المقبل، فيما كان نظيره الروسي سيرغي لافروف يكرر رفضه الخروج عن تفاهمات فيينا وبحث موضوع الأسد.
في هذا الوقت، وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحذيراً ضمنياً إلى تركيا من تكرار جريمة إسقاط الطائرة الروسية فوق سوريا. وقال لقادة وزارة الدفاع، «آمركم بالتصرف بطريقة صارمة إلى أقصى الحدود. أي أهداف تهدد مجموعة روسية أو منشآتنا على الأرض، يجب أن تُدمر على الفور».
وأعلن كيري، في باريس، انه سيتباحث مع نظيره السعودي عادل الجبير لمعالجة النقاط العالقة في الاتفاق الذي تم التوصل إليه في الرياض بين المعارضة السورية، السياسية والعسكرية. وأضاف أن «بعض المسائل، وتحديداً نقطتين، في رأينا بحاجة إلى معالجة». وتابع «إني واثق من أنها ستعالج وسأتباحث معهم».
وحول ما إذا كان سينظم في نيويورك في 18 كانون الأول المؤتمر الدولي حول سوريا، قال كيري «سوف نرى. عليّ أن استمع إلى أجوبة على بعض الأسئلة وعندها سنعلمكم بالأمر». وأعلن انه تحادث مع وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان بن عبد العزيز والجبير منذ توقيع الاتفاق. ولم يحدد كيري للصحافيين النقاط المختلف عليها، لكن واشنطن ترغب في أن تكون موسكو مرتاحة للاتفاق، بعدما شدد الروس مراراً على أن خطوات ستُتخذ، يجب أن تنسجم مع ما حددته تفاهمات فيينا السورية.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر أن كيري سيلتقي بوتين في موسكو الثلاثاء المقبل للبحث في الملف السوري وسبل مكافحة تنظيم «داعش». وقال «سيبحثان في الجهود الجارية للتوصل إلى انتقال سياسي في سوريا، وفي الجهود المتزامنة لإضعاف وتدمير تنظيم الدولة الإسلامية».
كما سيلتقي كيري نظيره الروسي سيرغي لافروف خلال زيارته موسكو. وأشار تونر إلى أن كيري سيحضر أيضاً محادثات بشأن سوريا في باريس في 14 كانون الأول الحالي.
ورحبت باريس باجتماع المعارضة السورية في الرياض، داعية إلى «مواصلة الجهود» لبدء مرحلة انتقالية. وذكرت وزارة الخارجية الفرنسية، في بيان، أن «فرنسا ترحب بمؤتمر المعارضة السورية، الذي خلص إلى تبني وثيقة مشتركة تؤكد على الالتزام بسوريا موحدة وحرة وديموقراطية، تحترم حقوق جميع المواطنين، بالإضافة إلى تشكيل هيئة مكلفة اختيار الوفد التفاوضي للمعارضة». وأضافت «هذه مرحلة مهمة في المسار الذي بدأ في 14 تشرين الثاني في فيينا، بهدف إيجاد حل سياسي للنزاع السوري». وتابعت «يجب أن نعمل على إطلاق مفاوضات ذات مصداقية بين المعارضة والنظام السوري بإشراف الأمم المتحدة، بغية الوصول إلى مرحلة انتقالية في سوريا»، والتي ستكون «أحد أهداف» الاجتماع المقرر عقده الإثنين المقبل في باريس حول سوريا.

في هذا الوقت، عُقد في جنيف اجتماع بين نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف ومساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط آن باترسون، والمبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، في جنيف.
وحذر لافروف، في مؤتمر «حوار المتوسط» في روما، من أن «التحالف الغربي قرر عدم التنسيق الكامل مع روسيا، لأنه لا يتقبل مساندتها للأسد. إنه لخطأ فادح القول إنه لا يمكننا أن نحظى بتأييد كل أعضاء التحالف إلا حين يرحل الأسد، وحتى ذلك الحين سنكون انتقائيين في ما يتصل بقتال الإرهابيين». وأضاف «نحن نرى أن مصيره لا يجوز لأحد أن يحدده سوى الشعب السوري نفسه».
وتابع «لا يجوز أن نغمض عيوننا عندما تعمل أطراف ما كأعوان لتنظيم الدولة الإسلامية، وتفتح الممرات لتهريب الأسلحة وتوريد النفط بطرق غير شرعية وتقيم روابط اقتصادية مع الإرهابيين. إننا نطالب بوضع حد لكل ذلك. كما أن ذلك يؤكد على ضرورة إغلاق الحدود التركية - السورية فوراً».
واعتبر لافروف أن «إنجاح مهمة مكافحة الإرهاب يتطلب من الجميع التخلي عن اللعبة المزدوجة ودعم المتطرفين والتستر على الإرهابيين، علماً أن حادثة إسقاط القاذفة الروسية من قبل سلاح الجو التركي كانت مثالاً على مثل هذه اللعبة المزدوجة».
ولم يستبعد لافروف أن «تجتمع مجموعة دعم سوريا مجدداً في فيينا الأسبوع المقبل، في حال نجاح الأطراف المشاركة في المفاوضات في تنسيق قوائم التنظيمات الإرهابية وفصائل المعارضة الوطنية التي تحارب في سوريا. بعد تنسيق مثل هذه القوائم، يمكن التعويل على إطلاق مفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة تحت رعاية الأمم المتحدة».

 وقال بوتين، خلال اجتماع لقيادة وزارة الدفاع في موسكو، «أود أن أحذر أولئك الذي سيحاولون مرة أخرى ارتكاب أي نوع من الاستفزازات بحق جنودنا»، في إشارة واضحة إلى تركيا. وقال «إنني آمر بالعمل بأقصى درجات القسوة. ويجب تدمير أي أهداف تهدد المجموعة العسكرية الروسية أو منشآتنا على الأرض في سوريا فوراً».
وكانت روسيا اتخذت تدابير إضافية لحماية طائراتها في سوريا بعد إسقاط تركيا طائرة «سوخوي 24» في 24 تشرين الثاني الماضي ما تسبب بأزمة كبيرة بين البلدين. وباتت القاذفات الروسية تقوم بمهامها في سوريا بحماية المطاردات، وتم نشر منظومة صواريخ «أس 400» في قاعدة حميميم الجوية شمال غرب سوريا ويرسو طراد قاذف للصواريخ منذ الحادث قبالة اللاذقية.
وأعلن بوتين أن القوات الجوية الروسية تدعم عمليات يقوم بها «الجيش السوري الحر». وقال «في الوقت الحالي، هناك عدد من وحدات (الجيش الحر) التي تعد أكثر من خمسة آلاف شخص، تشن إلى جانب قوات الجيش عمليات هجومية ضد الإرهابيين في محافظات حمص وحماه وحلب والرقة، بالإضافة إلى ذلك، نحن نقدم لهم (الجيش الحر) وللجيش السوري دعماً جوياً، وندعمهم بالسلاح والذخيرة والمعدات»، قبل أن يوضح الكرملين أنه كان يقصد أن الدعم بالسلاح يذهب إلى السلطات الشرعية في سوريا.
وشدد بوتين على أن «عملياتنا ليست بهدف تحقيق مصالح جيوسياسية غامضة أو مجردة، ولا تتعلق بالرغبة في التدريب أو اختبار منظومات أسلحة جديدة. الهدف الأهم يتمثل في إزالة الخطر الذي يهدد روسيا نفسها». وأشار إلى أن «هناك عدداً كبيراً من الإرهابيين المتحدرين من روسيا يقاتلون في سوريا، بينهم ممثلون عن مختلف المجموعات الإثنية، ليس من شمال القوقاز فحسب، بل ومن مناطق روسية أخرى».
وكلف بوتين وزارة الدفاع الروسية «تنسيق التحركات مع مركز القيادة لسلاح الجو الإسرائيلي وقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة».
وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، خلال الاجتماع، إن «داعش يواصل تمدده والاستيلاء على مساحات جديدة من الأراضي»، مضيفاً أن «الإرهابيين يسيطرون اليوم على قرابة 70 في المئة من أراضي سوريا». وكشف أن «عدد الإرهابيين يبلغ نحو 60 ألف شخص»، محذراً من «خطر تمدد أنشطتهم إلى أراضي آسيا الوسطى وشمال القوقاز».
وأعلن أن «الجيش الروسي تمكن من نقل كميات كبيرة من الشحنات المختلفة إلى سوريا باستخدام وسائل النقل الجوية والبحرية، إذ بلغ وزنها الإجمالي 214 ألف طن»، كما ساعد في إعادة تشغيل منشأة عسكرية لتصليح الدبابات في حمص.
وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو دعا، في تصريح لقناة «أن تي في» التركية، روسيا إلى «التهدئة»، معتبراً أن لصبر تركيا «حدوداً». وأضاف «إذا لم نقم بالرد بعد ما فعلتموه فليس لأننا نخاف أو يعترينا أدنى شعور بالذنب. نحن صابرون أملاً في عودة علاقاتنا إلى سابق عهدها».

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...