الاتصالات توقع مذكرة تفاهم مع cyta القبرصية لتأمين سعات أكبر للإنترنت
وقعت المؤسسة العامة للاتصالات يوم الخميس الماضي مع شركة cyta القبرصية مذكرة تفاهم حول تزويد المؤسسة بسعات عن طريق شبكة الكوابل البحرية لزيادة سرعة النفاذ إلى الإنترنت حيث كشف المهندس ناظم بحصاص مدير عام المؤسسة العامة للاتصالات السورية أنه تم التوقيع على ثلاث وثائق تعتبر بمثابة عقود بين المؤسستين حيث تتضمن الوثيقة الأولى تأمين سعات كبيرة نسبياً كبداية لمتطلبات الإنترنت في سورية تقدر بعشرة أضعاف لما هو متوافر حالياً كمنفذ للبوابة الدولية للانترنت. وبيّن أن هذا المشروع سينفذ على مراحل: ففي المرحلة الأولى سيتم تأمين 2.5 من سعة الإنترنت زيادة عما هو متوافر في سورية وفي المرحلة بعيدة المدى سيتم تأمين السعة القصوى من خلال هذا الاتفاق الذي نوقش بين الفنيين من المؤسستين وتم التوصل إلى أفضل النتائج فنيا وسعريا.
أما الوثيقة الثانية فهي عبارة عن اتفاق بين المؤسستين للتخطيط ووضع الدراسات اللازمة كجدوى اقتصادية لإقامة كابل بحري ثان بين سورية وقبرص يكون قادراً على حمل سعات كبيرة لمواجهة الطلب الهائل في سورية للنفاذ إلى شبكة الإنترنت العالمية وعند التوصل إلى النتائج المرجوة والمفيدة للطرفين سيتم توقيع عقد لإنشاء هذا الكابل وتخص الوثيقة الثالثة تطبيق أسعار تحاسبية بين البلدين متميزة لإنهاء المكالمات الثابتة والخلوية الدولية بين البلدين.
وبين بحصاص أن الاتفاق الأول لا يحتاج إلى أعمال هندسية بل يحتاج إلى موافقة الجهات الوصائية لأن هذا الاتفاق سينتج عنه مبلغ يتجاوز 12 مليون دولار وهذا يحتاج إلى تصديق من اللجنة الاقتصادية في رئاسة مجلس الوزراء وبمجرد الحصول على الموافقة من الجهات الوصائية تطبق فوراً في حين تحتاج المرحلة الثانية إلى تحديث بعض التجهيزات للكوابل التي تربط طرطوس بيروت بيناسخينوس مع الجانبين اللبناني والقبرصي للحصول على السعة القصوى المذكورة في الاتفاق، أما الوثيقة الثانية فهي عبارة عن دراسات الآن وليس فيها إجراء أي عمل هندسي وبمجرد الاتفاق على هذه الدراسات ننتقل إلى توقيع العقد الذي سيتم من خلاله إنشاء الكبل والاتفاق الثالث يطبق فوراً ولايحتاج إلى تصديق من أي جهة وهو في صلاحية المؤسسة.
وأوضح بحصاص أن السرعة الأولية التي سنحصل عليها هي تقريباً ضعف أو أكثر من ضعف السرعة الحالية مع الأخذ بعين الاعتبار تزايد عدد مشتركي الإنترنت الذي يتصاعد بشكل هائل وتعتبر سورية ثاني دولة في العالم نسبيا في زيادة عدد المشتركين للنفاذ إلى الإنترنت ولا يكفي القيام بتوسيع البوابة الدولية بل هناك مجموعة من الإجراءات في الداخل لا بد من إتمامها.
وبين بحصاص أن أي سعة إضافية مع أسعار أفضل للانترنت ستنعكس بشكل جيد على المستخدم النهائي مستقبلا وأن 70 % من كلفة الإنترنت في سورية هي نتيجة استئجار السعات من خارج سورية لكن هذه الأسعار آخذة بالتناقص بسبب توافر الكابلات البحرية في السنوات الأخيرة وهناك أسعار مميزة مع الدول العربية والدول المجاورة، وهذا سينعكس على الاتصال بين هذه الدول.
وأشار إلى أن إستراتيجية المؤسسة تعتمد على عدم تفويت أي فرصة للنفاذ إلى الإنترنت من أي جهة كانت سواء عن طريق قبرص أو الإسكندرية أو الأردن أو تركيا لتأمين احتياجات المواطن وهناك مشاريع قيد الدراسة مع الأردن ومع تركيا ومع مصر لإمكانية النفاذ إلى الإنترنت ولا يمكن لأحد اليوم أن يتوقع ما السعات التي ستصل إليها الإنترنت بعد عام بسبب زيادة التطبيقات وزيادة السرعات والاستخدام لهذه الشبكة.
وأن تطبيق الأسعار التحاسبية بين البلدين مبنية على حركة المواطنين بين البلدين وتمت دراسة لهذه الحركة من أجل تخفيض الأسعار لمصلحة المستخدم النهائي إن كان المواطن السوري في قبرص وبالعكس وسيتم تطبيق التحاسب من بداية العام القادم.
من جانبه أكد ستافروس كريموس رئيس مجلس إدارة مؤسسة الاتصالات القبرصية (cyta) أهمية الفرصة التي أعطيت لمؤسسة الاتصالات القبرصية للمساهمة في البنية التحتية للاتصالات الدولية في سورية التي ستمكن المؤسسة السورية للاتصالات من تلبية الاحتياجات وأهداف العمل المستمرة في الازدياد للشعب والشركات السورية من خلال تقنيات جديدة وإنتاج منتجات مبتكرة ذات أسعار منافسة وتقديم خدمة عالية المستوى.
وبين كريموس أن العولمة المستمرة لاقتصاد العالم والطالبة بتعزيز خدمات الاتصالات الحالية وتقديم خدمات جديدة في مجالات الاتصالات وتطبيقاتها قد خلقت ضغطا شديدا من أجل تقديم تسهيلات ذات سعة وجودة عالية ومعتمدة على الصعيد الدولي من أجل تلبية الاحتياجات المتزايدة وأن مؤسسة الاتصالات السورية ومؤسسة الاتصالات القبرصية أخذتا بعين الاعتبار المتغيرات السريعة في صناعة الاتصالات والحاجة إلى انترنت عالي السرعة وهما اليوم تعبران عن رغبتهما والتزامهما من خلال هذه الاتفاقية الهامة لتأسيس أنفسهما كمؤسستين رائدتين للاتصالات في المنطقة.
وأشار كريموس إلى الشراكة الوثيقة بين المؤسستين اللتين قامتا بتأسيس أوغاريت وهو نظام كابل ألياف بصرية مباشر من دون مقومات بين قبرص وسورية في منتصف التسعينيات والذي عن طريقه تقوم كلتا المؤسستان باستغلال الفرص لتطوير علاقتهما القائمة الطويلة.
وأوضح أن هذه الاتفاقية من أجل تأمين سعات إلى أوروبا تتيح فرصة لمشاريع مشتركة إضافة إلى البدء بمحادثات من أجل الكابل الجديد تحت البحر بين قبرص وسورية وهي خطوة سوف تقوم بتعزيز الصلة بشكل كبير بين البلدين فيما يتعلق بالسعة والنوعية والثقة ولهذا الغرض تقوم المؤسستان بتوقيع مذكرة التفاهم لتصبحا شريكتين إستراتيجيتين من خلال توقيع اتفاقية جديدة متبادلة من أجل إنهاء الحركة الهاتفية الدولية بهدف السماح للاتصالات بين قبرص وسورية بكلفة أقل وبالتالي زيادة الحركة الهاتفية الدولية في كلا الاتجاهين.
وسام محمود
المصدر: الوطن السورية
إضافة تعليق جديد