الإبراهيمي في دمشق اليوم وروحاني يؤكّد دعم طهران لحل عبر جنيف أو غيره

28-10-2013

الإبراهيمي في دمشق اليوم وروحاني يؤكّد دعم طهران لحل عبر جنيف أو غيره

يعود المبعوث الدولي الاخضر الإبراهيمي الى دمشق اليوم، بعد غياب استمر شهورا، وهي محطة قد تستمر خمسة ايام، وتشكل ذروة الجولة الاقليمية التي يقوم بها، ويختتمها في بيروت السبت المقبل.
ولم تحمل زيارة الإبراهيمي إلى طهران جديدا استثنائيا على خط الأزمة السورية، لكنها ساهمت في عملية التحريك التي يجريها في إطار مساعيه الرامية لإحياء مؤتمر «جنيف 2» بشكل جدي، لاسيما أنه تحول إلى عنوان عريض توضع تحته الكثير من الآمال، ويرمى بكثير من الاتهامات، في ما هو حتى اللحظة لا يعدو كونه مشروع مؤتمر لم يتفق بعد على شكله ومن سيحضره. مسلح من «جبهة النصرة» يدقق بهوية شاب خلال مروره على حاجز في حي بستان القصر في حلب امس الاول (رويترز)
ويصل الإبراهيمي قبل ظهر اليوم إلى مطار بيروت على متن طائرة خاصة، ويتوجه منها برا إلى دمشق برفقة معاونه مختار لماني. وتستمر زيارته في سوريا حتى السبت المقبل، ومنها يعود إلى بيروت حيث سيلتقي الرؤساء ميشال سليمان، نبيه بري ونجيب ميقاتي. وسيناقش مع المسؤولين اللبنانيين إمكان دعوة لبنان إلى «جنيف 2» وقضايا النازحين والحدود وقضية المطرانين المخطوفين.
وحتى الآن لا يمكن الجزم بموعد «جنيف 2» المتداول في 23 تشرين الثاني المقبل، حيث قالت مصادر مطلعة إنه من خلال المعطيات الحالية، لا يوجد معارضة حقيقية ووازنة تجلس قبالة النظام حول طاولة المفاوضات. ومن المقرر ان يلتقي الإبراهيمي بعد قادة المعارضة الداخلية خلال زيارته الى دمشق.
وكان الإبراهيمي تبلغ من الإيرانيين استعدادهم للمشاركة في «جنيف 2»، لكن من دون شروط مسبقة وتحديدا الموافقة المسبقة على «جنيف 1».
وأكدت مصادر مطلعة في طهران، أن الإبراهيمي أشاد بتعاون إيران، لكنه طلب من المسؤولين الإيرانيين زيادة الضغط على الرئيس بشار الأسد للقبول بتسوية سياسية توفر على السوريين المزيد من الدماء. وبحسب المصادر لم يكن لدى الإبراهيمي توقيتا محددا لمؤتمر جنيف، بل إنهم لمسوا لديه خشية من إمكانية تأجيل المؤتمر في حال عدم الوصول إلى صيغة واضحة لخريطة الطريق التي ستعتمد للوصول إلى حل للأزمة السورية.
وفي لقائه مع الرئيس الإيراني حسن روحاني سمع الإبراهيمي موقف طهران بشكل واضح: «إيران لن توفر أية مساعدة لوقف النزاع في سوريا».
روحاني أكد اقتناع بلاده «بأن الحل في سوريا لن يكون إلا سياسيا، وأن من يعول على الحسم العسكري سيفشل». وقال إن «ما يبعث على الأمل أن مختلف الدول قد توصلت إلى استنتاج بأن لا حل عسكريا للازمة السورية، ويجب حلها وتسويتها عبر الطرق السياسية، وهو الطريق الأفضل لإنهاء أعمال العنف في هذا البلد سريعا».
وأشار إلى أن طهران ستقدم الدعم في كل المجالات لضمان استقرار سوريا من خلال «جنيف 2» أو عبر أي وسيلة أخرى. وقال «إننا على استعداد كامل للمشاركة في اجتماعات تعزز الاتفاق في الرأي بين جيران سوريا، ولقد أعلنا هذا الأمر لبعض دول المنطقة، ومن ضمنها تركيا».
وأضاف «يبدو أن هناك المزيد من الاتفاق في وجهات النظر حول سوريا، فقد باتت جميع الأطراف المعنية بالقضية السورية تؤكد رفضها لتسلل الإرهابيين إلي الأراضي السورية وقتل الشعب السوري وتشريد الملايين منهم، وباتت تري أن دوامة العنف في سوريا تترك آثارا سلبية علي المنطقة بأسرها، کما أن الجميع بات يؤكد علي إجراء انتخابات حرة تجري بمشارکة جميع شرائح الشعب السوري»، لكنه لفت إلى أن «تشتت شمل المعارضة السورية وسيطرة الجماعات المتطرفة واختلاف دول الجوار السوري والقوى العالمية الكبرى حول مستقبل سوريا، يشكل العائق الرئيسي في وجه إحلال السلام».
وقال روحاني إن «إيران ترى أن مواصلة المساعدة الإنسانية ومنع الإرهابيين من دخول سوريا وتدمير الأسلحة الكيميائية وطرد المجموعات الإرهابية، من بين الخطوات الأولى لإرساء سلام دائم في هذا البلد».
الإبراهيمي بدوره أوضح أن زياراته إلى دول المنطقة، قبل مؤتمر «جنيف 2»، تهدف إلى تهيئة الأرضية اللازمة للحوار بين أطراف النزاع في سوريا، والمساعدة على وضع نهاية للعنف في سوريا من اجل «إقامة سوريا جديدة»، مجددا تأكيد ما أعلنه خلال لقائه وزير الخارجية محمد جواد ظريف أمس الاول، على أهمية حضور إيران مؤتمر جنيف، متمنيا «استمرار التعاون الوثيق مع طهران، سواء حضرت المؤتمر أو لا لضمان السلام لسوريا».
كما التقى الإبراهيمي برئيس مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني الذي انتقد تقديم بعض دول المنطقة الدعم للجماعات المتطرفة في سوريا، مشيرا إلى «ازدواجية معايير بعض القوي حيال الإرهاب»، داعيا إياها إلي «عدم التدخل لتغيير الوقائع في سوريا لصالحها بدل مصالح الشعب السوري». وشدد على «أهمية أن تقوم القوى والهيئات الدولية بدورها للوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية»، منوها بأهمية «جنيف 2» لإيجاد حل سوري - سوري يحترم آراء جميع السوريين. ويلتقي الإبراهيمي، خلال زيارته دمشق، التي تستمر يومين، بمسؤولين سوريين بينهم وزير الخارجية وليد المعلم ونائبه فيصل المقداد. كما يلتقي ممثلين عن «هيئة التنسيق الوطنية» المعارضة، وفقاً لما قالته مصادر الهيئة.
ويصل الإبراهيمي دمشق آتياً من بيروت، بعد جولة إقليمية قادته إلى مصر والأردن والكويت والعراق وتركيا وقطر وسلطنة عمان وإيران ولبنان، وبعد أن اعتذرت السعودية ودولة الإمارات عن استقباله.
وبات معروفاً أن دمشق تنظر بريبة إلى المبعوث الدولي، وتعتبره منحازاً إلى خصومها. وسبق للإبراهيمي، أن طلب من الأسد خلال لقائهما نهاية العام الماضي، أجوبة حول إمكانية عدم ترشحه لولاية رئاسية جديدة العام المقبل، ما دفع الأسد لإنهاء اللقاء سريعاً، بعد أن حصر هذه المسألة بانتخابات رئاسية.
وليس واضحاً إلى أي مدى غيّر المبعوث الأممي من طريقة تعاطيه مع دمشق، وإن كان سيسمع أو سيقول كلاماً جديداً، رغم سعيه إلى الحصول على «أفكار» خلال جولته الإقليمية، ولا سيما في محطاتها «غير المثيرة»، كما في الكويت وسلطنة عمان، التي أبقى مسؤولون فيها على خط اتصال عالي المستوى مع الحكومة السورية.
ومن المتوقع أن يعرض الإبراهيمي على وفود المعارضة التي سيلتقيها فكرة الحضور بوفد موسع يترأسه أحد أعضاء «الائتلاف الوطني» المعارض، ولكن من دون أن تكون الهيئة تحت مظلة «الائتلاف»، كحل وسط لعقدة التمثيل بين معارضتي الداخل والخارج. وهي فكرة اعتبر المتحدث باسم «هيئة التنسيق» منذر خدام انه يمكن تحقيقها مرجحاً عضو مجلس الشعب السابق رياض سيف لهذا الموقع، إلا أن أمين سر الهيئة رجاء الناصر رفضها، معتبراً أنها «آراء شخصية». وقال الناصر  إن وفداً من الهيئة يضمّه والمنسق حسن عبد العظيم وآخرين، سيلتقي الإبراهيمي الثلاثاء ليعرض عليه موقفه من «جنيف 2»، وتصوراته لظروف نجاحه، كما تشكيلة وفد الهيئة.
وقال الـــناصر إن الهــــيئة مستعدة لبحث المشـــــاركة في وفد ثلاثــــي مشــترك مـــع «الائتــــلاف» و«الهيـــئة الكردية العــــليا» إن اتفقوا على برنــــامج موحّد مشترك، وهي مسألة «سبق للمعارضة أن حاولت القيام بها خلال العامين الماضيين من دون جدوى».
من جهتها، قالت مصادر ديبلوماسية إن مؤتمر «أصدقاء سوريا» بمكوّناته من الـ11 دولة، فشل في دفع «الائتلاف» نحو المشاركة بشروط محدودة في «جنيف 2». وساهم رفض السعودية، إلى جانب المواقف الحادة التي تصدر عن الفصائل المسلحة في استحالة تحقيق هذا الأمر، وآخرها منذ يومين بإعلان 19 من كبار الفصائل المسلحة أن مؤتمر جنيف «حلقة جديدة في سلسلة مؤامرات الالتفاف على ثورة الشّعب في سوريا، وأنه لم ولن يكون خياراً شعبياً». وتوقع ديبلوماسيون في دمشق أن تبقى قدرة المبعوث الأممي على إحداث اختراقات محدودة، نتيجة التباينات الحادة في مواقف الأطراف، واستحالة «إقناع الميدانيين لدى الجانبين بجدوى تحقيق تقدم في الظروف الحالية». وعلقت المصادر آمال الإبراهيمي بانعقاد اجتماع «جنيف 2» على اللقاء الروسي ـــ الأميركي المتوقع عقده في جنيف في 5 تشرين الثاني المقبل، والذي قد ينتهي إلى إعلان تأجيل موعد «جنيف 2» إلى بداية العام المقبل، من دون إغفال احتمال الدعوة لعقده بمن حضر.

 زياد حيدر  ـــ رباب الزبيدي

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...