الأم دربت العشيق على القتل والابن حرق جثة أبيه

18-12-2007

الأم دربت العشيق على القتل والابن حرق جثة أبيه

وجدت جثة (وفيق/م) في بئر عربي مهجور, بقرية الصوانة في محافظة اللاذقية.

اللافت في هذه الحادثة, اكتشاف تورط أكثر من طرف فيها بالاشتراك والتدخل بالقتل العمد, وأولهم ابن المغدور (وهو حدث لم يتجاوز السابعة عشرة) في حمل جثة أبيه قبيل التخلص منها, وكذلك الحدث (م,د), والمدعو (م,ح) اللذين ساعدا أيضاً في حملها, ووضعها في (باكاج) سيارة الجاني دون علمهما (وحسب ما ورد في إفادتهما) بأنها جثة المغدور وفيق.‏‏

كما كشف التحقيق بهذه الجريمة عن رشاوى, وسوء استعمال سلطة,وإهمال, وإخلال بواجبات الوظيفة, أوقف على أثرها اثنان من العاملين في مخفر حراج البسيط!!‏‏

- كان شقيق المغدور المدعو يونس, قد تقدم بادعاء إلى قسم الشاطىء, عن تغيب شقيقه وفيق, بعدما اتصل به على خطه الخليوي, وطلب منه أن يلتقي به ليعطيه ثمن أشجار سرو عائدة له, حيث أعلمه شقيقه حينئذ بأنه آتٍ إليه في الحال, ولكنه لم يحضر نهائياً إليه طوال الليلة الماضية على هذا الاتصال, وأصبح خطه مغلقاً وخارج التغطية ما أثار قلقه الشديد عليه, وحدا به إلى تقديم إذاعة بحث عنه, دون الادعاء حينئذ على أحد.‏‏

- شقيق المغدور الأخ حسام, أفاد عن وجود خلافات عائلية بين المغدور وزوجته, وقال (أتوقع أنها وراء غيابه) وطلب إجراء تحقيق بعد أن نصب من نفسه مدعياً شخصياً بحق زوجة المغدور وابن شقيقه الذي اشتبه بتورطه في هذا الغياب نظراً لمماطلته وتغيير أقواله كلما سئل عن أبيه.‏‏

- استدعاء ابن المغدور أقر بوجود خلاف بين والده ووالدته بسبب إجار شاليه سجلها والده باسم والدته, إلا أنهما كما يقول تصالحا, وزال الخلاف بينهما.‏‏

واللافت للنظر في إفادة ابن المغدور اعترافه بوجود شائعات حول علاقة غرامية لوالدته مع المدعو (ر,ك) الذي هو شريك والده في إحدى الشاليهات التي يستثمرها, وفي سيارة يملكها مناصفة مع والدته, وتأكيده بأن لوالده مبلغ 400 ألف ل.س في ذمة المذكور.‏‏

غير أن والدته نفت هذه الشائعة وقالت إنها محض افتراء مؤكدة أنها قد حصلت عدة مشاحنات بينها وبين زوجها المتغيب بسبب سلوكه مع بعض النساء في حين أكد المدعو (ر,ك) من جهته أن علاقته بزوجة المغدور لا تتعدى حدود العمل, كونها شريكته في السيارة التي يعمل عليها.‏‏

كما نفى وجود أي مبالغ مالية للمغدور في ذمته, مشيراً إلى أن المذكور قد حجز قبيل تغيبه في شركة زريق للنقل وسافر إلى محافظة دمشق في رحلة الثانية عشرة ظهراً.. وبناء عليه تم ترك المقبوض عليهما لعدم وجود أسبقيات بحقهما, ورغم البحث والتحري عن المتغيب وفيق لم يتمكن أحد من العثور على مكانه ما أدى إلى ختم الضبط وإرجاعه إلى النيابة العامة.‏‏

- لاحظ شقيق المغدور المدعو حسام, احتراق وجه (ر,ك) ويديه, منذ الليلة التي غاب شقيقه فيها عن البيت.‏‏

وعندما سأله عن سبب احتراق وجهه ويديه, أخبره مرتبكاً أن موقد الغاز قد هب في وجهه, ما أثار ريبته فيه, فتقدم ثانية بادعاء ضده وضد زوجة أخيه إلى فرع الأمن الجنائي باللاذقية, معرباً فيه عن شكوكه صراحة بأن المدعو (ر,ك) خلف اختفاء شقيقه وفيق وطلب إجراء التحقيق ثانية في هذا الموضوع.‏‏

- بالقبض على المدعو (ر,ك) اعترف أنه اقدم بالاشتراك مع زوجة المغدور على قتل وفيق ضمن منزله الكائن في الشاطىء بواسطة مسدس عيار 9مم عائد للمغدور ومرخص باسمه, حيث أقدم بتحريض مباشر واتفاق وتخطيط مسبق منها على إطلاق أكثر من سبع طلقات على المغدور من الخلف, وأصيبت بواحدة مرتدة عنها في فخذها!! وأحد هذه العيارات أصاب طاولة زان بجانب المغدور.‏‏

وأضاف: إنه قام بمشاركتها في التخلص من الجثة بعد وضعها في خزانة خشبية داخل البيت, وخروجه لإحضار كيس نايلون كبير بناء على طلبها, حيث قامت اثناء ذلك بشطف المنزل والتخلص من فوارغ الطلقات في مصرف الحمام.‏‏

ثم خرجت بعدها مع أولادها الذين عادوا من المدرسة إلى المنزل لتتيح له نقل الجثة إلى السيارة بقصد التخلص منها.‏‏

- يؤكد المقبوض عليه أنه قام بإخراج الجثة من المنزل بعد لفها بأكثر من حرام وربطها بكبل, وقد ساعده في وضعها ضمن (باكاج) السيارة ابن المغدور وكل من الحدث (م,ر) والمدعو (م,ح) حيث بقيت الجثة في الباكاج حتى صباح اليوم التالي, لترافقه زوجة المغدور بعد ايصال بناتها إلى المدرسة باتجاه طريق رأس البسيط, من أجل التخلص منها, برميها في بئر عربي مهجور, في أرض زراعية تعود لذويه, وقد طلبت منه في الطريق شراء (بيدونين كاز) من أجل حرقها لطمس معالمها.‏‏

وأثناء محاولة حرق الجثة احترق وجهه ويداه, نظراً لانقطاع الاوكسجين في قاع البئر وارتداد اللهب عليه, كما احترقت بعض الأشجار والاعشاب حول البئر ولكنهما تمكنا من إخمادها.‏‏

- بعد مغادرتهما المكان يؤكد المقبوض عليه أن النار عادت واشتعلت ثانية في المكان, فعاد مع زوجة المغدور مستطلعاً الأمر, حيث حضرت دورية من مخفر الحراج, وألقت القبض عليهما بتهمة إحداث حريق واصطحبتهما إلى المخفر ليتم حفظ الموضوع (حسب ما جاء في إفادته) دون ضبط لقاء رشوى دفعها, ولكن دون علم الدورية بوجود جثة داخل البئر..‏‏

- بعد إجراء الكشف على مكان وجود الجثة, وإخراجها, وتحري منزل المغدور, وضبط فوارغ الطلقات في سيفون الحمام.. وكذلك معاينة الخزانة التي وجد فيها آثار دماء, والطاولة الزان التي توضعت فيها إحدى الطلقات, ومعاينة زوجة المغدور التي تبين اصابتها في فخذها بجسم كليل ناجم عن طلقة مرتدة.‏‏

بدأت زوجة المغدور اعترافاتها مؤكدة وجود علاقة غرامية بينها وبين المقبوض عليه (ر,ك) وقد نشأت هذه العلاقة بينهما قبيل أكثر من عامين حين طلب زوجها من المقبوض عليه (الذي كان يعمل حينئذ سائقاً على تكسي تعود لذويه) ايصال زوجته المعلمة وأولادها الثلاثة إلى مدارسهم لقاء مبلغ من المال يدفعه له سنوياً.‏‏

وبعد ذلك تقول زوجة المغدور, تطورت العلاقة بينهما بسبب برود علاقتها مع زوجها.. حيث حملت منه أكثر من مرة وأجهضت نفسها, وقد وطدت علاقة عشيقها مع زوجها حين دفعته لمشاركته في شاليه بمال دفعته له سراً دون علم زوجها.‏‏

كما اقنعته بضرورة مشاركته في سيارة اشتراها وسجلها مناصفة بينها وبينه كي يعمل بها على طريق تركيا.‏‏

واثناء ذلك كانت تتحين الفرص للقائه سراً في شقق مفروشة تدفع اجارها تارة, وتارة يدفعه هو, ثم استمرت العلاقة بعد إقامته في منزلهما لثلاثة أشهر خلال الصيف, ريثما ينتهي بناء الشاليه الذي تشارك مع زوجها بها, وكذلك لعدة أسابيع بعد إجراء عملية قثطرة قلبية له دفع تكاليفها زوجها على أن يسترد أجورها منه فيما بعد.‏‏

- أغرب ما في الحادثة, اعتراف ابن المغدور, أنه كان على علم بعلاقة والدته بشريك والده, وقد فاجأهما أكثر من مرة, أنه كان يسمع أحاديثهما بشأن التخلص من والده ويشارك أحياناً بها وقال لهما مرة (إذا بدكم بسمو وبريحكم منه).‏‏

والأغرب من هذا وذاك, اعتراف زوجة المغدور بأنها كانت تخطط مع المقبوض عليه (ر,ك) لقتله أولاً بالسم الزراعي, وثانياً بحبوب للموت البطيء, وثالثاً: بوضع المنوم له في القهوة مساء ومن ثم اطلاق الرصاص عليه بعد بعثرة محتويات المنزل وادعاء أن لصوصاً داهموا الشقة وقتلوه.‏‏

ولكن جميع هذه الوسائل استبعدها عشيقها بعد مشاورته (حسب ما جاء في إفادته) لصديق له في الأمن الجنائي الذي أكد له أنه من السهل اكتشاف أمرهما من قبل الشرطة, فيما لو لجأ إلى هذه الطرق, وأنه من الأسلم له, قتله بالرصاص, ورمي جثته عند طلعة الثنايا, بعد قطع تذكرة له على خطوط سفريات دمشق.‏‏

- أخيراً يذكر شقيق المغدور, أن المقبوض عليه قد سبق له وقام بتزوير بطاقة اكتتاب في الامتحان العام لشهادة التعليم الأساسي دورة عام 2007 باسم ابن المغدور, وأنه قد تقدم بموجب هذه البطاقة (التي زودنا بصورة عنها) لامتحان الشهادة عن ابن المغدور.‏‏

ولعل هذا سببب انقياده له..‏‏

المصدر: الثورة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...