ضرب العمق الروسي ستدفع واشنطن ثمنه في سوريا
في خطوة قد تزيد من حدة التوتر بين روسيا وأمريكا، يبدو أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يقترب من إعطاء الضوء الأخضر لأوكرانيا لاستخدام أسلحة غربية بعيدة المدى لضرب عمق الأراضي الروسية، بشرط أن لا تكون هذه الأسلحة من تلك التي تقدمها الولايات المتحدة، وفق ما أفاد به مسؤولون أوروبيون.
هذا الموضوع، الذي كان محل نقاش طويل في واشنطن، قد يشهد تطورًا حاسمًا مع الزيارة الرسمية الأولى لرئيس الوزراء البريطاني الجديد، كير ستارمر، إلى البيت الأبيض، حسبما ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز”.
بريطانيا كانت قد أعلنت في وقت سابق أنها ستسمح لأوكرانيا باستخدام صواريخ “ستورم شادو” طويلة المدى لضرب أهداف عسكرية روسية بعيدة عن الحدود الأوكرانية. هذه الصواريخ، التي تنتمي لفئة “كروز”، يصل مداها إلى حوالي 250 كيلومترًا، وتطلق من الطائرات بسرعة تقترب من سرعة الصوت، وتستخدم عادة لاختراق المنشآت المحصنة والمخازن.
موقف واشنطن الحذر
على الرغم من أن واشنطن تبدو موافقة ضمنياً، إلا أنها تسعى للحصول على إشارة واضحة من بايدن لإظهار تنسيق استراتيجي مع الولايات المتحدة وفرنسا، التي تصنع صواريخ مماثلة. ومع ذلك، لم يتخذ بايدن قراره النهائي بعد، حسبما أكده المسؤولون الأمريكيون.
في حال وافق بايدن، فإن هذه الخطوة قد تعزز قدرة أوكرانيا على مواصلة تقدمها، خاصة بعد سيطرتها على مناطق روسية في كورسك. ومع ذلك، فإن الثمن قد يكون كبيرًا؛ إذ حذرت وكالات الاستخبارات الأمريكية من أن روسيا قد ترد من خلال تعزيز التعاون مع إيران لاستهداف القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، خصوصًا في سوريا والعراق.
الوجود الأمريكي في الشرق الأوسط
يوجد نحو 2500 جندي أمريكي في العراق ضمن التحالف الدولي، يقومون بمهام تدريبية واستشارية لدعم القوات العراقية، بعد تقليص عددهم عقب هزيمة تنظيم داعش في 2017. أما في سوريا، فيتواجد حوالي 900 جندي أمريكي موزعين على عدد من القواعد العسكرية، أبرزها في المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية (قسد) شمال شرق سوريا، مثل محافظتي الحسكة والرقة.
إضافة إلى ذلك، تسيطر القوات الأمريكية على قاعدة التنف الواقعة في منطقة حدودية نائية بمحافظة حمص، قرب الحدود العراقية الأردنية.
انتظار القرار الأمريكي
على الرغم من تأكيد البيت الأبيض أمس الخميس أنه لا يوجد قرار وشيك بشأن السماح لأوكرانيا باستخدام أنظمة الصواريخ التكتيكية أرض-أرض الأمريكية المعروفة باسم “ATACMS” داخل روسيا، فإن بايدن ألمح في تصريح له يوم الثلاثاء الماضي إلى أن تخفيف القيود على استخدام الأسلحة الأمريكية قد يكون قريبًا، وهو أمر يتم مناقشته مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
من جانبه، حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس من أن أي قرار أمريكي بهذا الخصوص سيعني أن دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) دخلت في حرب مباشرة مع روسيا، بما في ذلك الولايات المتحدة والدول الأوروبية.
العربية نت
إضافة تعليق جديد