يوم الضغط على زر البيجر

18-09-2024

يوم الضغط على زر البيجر

الجمل - غسان الشامي:

كالصاعقة في يوم صيفي صافٍ ، وفي توقيت واحدٍ بات أربعة آلاف جهاز "بيجر " على أجساد مقاومين ومدنيين لبنانيين بمثابة قنابل موقوتة، فاستشهد تسعة منهم وجرح حوالي ثلاثة آلاف.
يوم هو الأكثر دموية في سياق الحرب مع العدو الصهيوني.
صحيح أن عدد المصابين كبير ، وأن أغلب الإصابات في الخاصرة والأيادي ، وأن أغلب الجرحى غادروا المستشفيات ، وأن حزب الله استوعب الضربة الإسرائيلية الناجحة والصدمة الأولى على الفور ، وبقيت الجبهات على قيد العمل ، لكن هذه الضربة ستصبح نقطة علاّم في تاريخ حرب الخلفيات بين المقاومة وكيان العدو.
منذ مساء أمس الثلاثاء وصبيحة اليوم يتبدى الانتشاء الملعون في المجمع الاستخباري الصهيوني، فما حدث إنجاز أمني وعملي غير مسبوق منذ عام 1948، والسؤال هل يحقق هذا أهداف إسرائيل في تحييد جبهة لبنان عن الصراع ؟ وهل تنفع هذه الضربة في عودة مستوطني شمال فلسطين إلى مساكنهم وتحقق الهدف المضاف على الحرب في غزة؟.
بهدوء وبعيداً عن عنتريات وتبريرات بعض المحللين البيجريين الجدد.
الجواب : طبعاً لا …
حزب الله لن يهضم هذه الضربة وأكد أن رده سيكون قريباً ، وأن مساندته لغزة والضفة مستمرة وأن القصاص آتٍ، ما يعني أن سعير الحرب سيرتفع ، ومجريات الآتي ستزيد من برودة شتاء المستوطنين ،وأن الرد سيحمل لهم ضيوفاً إضافيين من مستوطنات جديدة.


في العودة إلى ما حدث، فإن حزب الله يرتاب في التكنولوجيا الغربية واستخداماتها العملية منذ عملية اغتيال المهندس يحيى عياش أوائل عام 1995، عبر زرع متفجرات في هاتف خلوي،أوصله إليه العميل كمال حماد، وقد تدخل السيد نصرالله شخصياً ليطلب من المقاومين عدم استخدام الخلوي في هذه الحرب الدائرة ، لأن الحزب يعرف مدى التقدم التكنولوجي الإسرائيلي وحلفائه الذين يدعمونه بكل الوسائل.


لكن يبدو أن هناك من اقتنع أن جهاز البيجر آمن، وعملياً فإن وضع مادة متفجرة كبيرة فيه محدودة لصغر حجمه، حسب تقدير الخبراء.


يقول بعض ذوي الاختصاص إنه عندما قرر الحزب شراء البيجر الجديد حصل الخرق الأمني، وفي مرحلة من عملية التسليم، استبدل عملاء أجهزة البيجر الجديدة بأخرى مماثلة زرعت  فيها المتفجرات الصغيرة وأنظمة الإرسال والاستقبال.
الحرب التكنولوجية بين الحزب والكيان العدو ليست جديدة، وقد استخدم الحزب هذه الطريقة قبل ربع قرن تماماً.


لتنشيط الذاكرة.. قبل التحرير ، وفي يوم شباطي من عام  1999، ترك حزب الله عامداً هاتفاً خلوياً برقم لبناني في موقع للجيش الإسرائيلي، واعتبر الهاتف كنزاً معلوماتياً ، فنقل إلى مختبر في مقر الوحدة 8200، ولأن خبراء الوحدة اعتبروه صيداً ثميناً سيحصلون منه على أرقام هواتف وبيانات للمقاومين أسرعوا إلى شحنه ، وعند توصيله بالكهرباء انفجر وأصيب ضابطان بجروح بالغة ، ما يزال واحد منهما بيد واحدة.

في الرد على اغتيال السيد شكر ، استهدف الحزب مقر هذه الوحدة التي استقال رئيسها يوسي سارييل الأسبوع الفائت ، ويبدو أن الصراع مع هذه الوحدة المسؤولة عن الحرب الالكترونية الإسرائيلية سيكون طويلاً ودموياً..وإن دائرة الحرب لن تقفل معها إلا بهزيمة إسرائيل.

طبعاً ، الأسئلة عن الخرق الأمني والمعلوماتي، وعن اختيار واستيراد وتصدير البيجر محقة، لأن هامش الخطأ في الصراع مع إسرائيل ضيق، ولأننا نقاتل عدواً لم يعرف الأخلاق منذ ما قبل يشوع بن نون .

إنها دائرة الجحيم ..التي لن تكتمل سوى برحيل هذا الكيان/المسخ..وإنني على ثقة بأن السيد نصرالله والمقاومين سيتجاوزون سريعاً هذا "القطوع" والدليل أن بعض الجرحى عاد فوراً إلى عمله ومهماته.

الغار للشهداء..الشفاء للجرحى ..والنصر آت.

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...