الأسد لسليمان: لا مشكلة مع الحريري
قالت مصادر إن الاتصال الأخير بين الرئيسين بشار الأسد وميشال سليمان غداة انتهاء الانتخابات النيابية اللبنانية، تم خلاله التطرق إلى زيارة المبعوث الأميركي جورج ميتشيل وضرورة استمرار التنسيق بين البلدين لمواكبة العناوين والقضايا الإقليمية.
وتخللت الاتصال السوري اللبناني، إشادة من الرئيس الأسد بالدور الذي لعبته وزارة الداخلية بشخص الوزير زياد بارود وكذلك دور الجيش اللبناني والقوى الأمنية في توفير الأجواء التي أدت إلى إنجاز العملية الانتخابية في أجواء هادئة وآمنة.
ولاحظت مصادر متابعة للتنسيق اللبناني السوري أن القيادة السورية اعتمدت خطابا منفتحا وهادئا إزاء كل من النائب سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط، وأبلغ الجانب السوري الجانب اللبناني ارتياحه للأجواء التوافقية التي أعقبت الانتخابات وأمل أن تنعكس على المراحل اللاحقة، مبديا ارتياحه للنبرة الهادئة للنائب جنبلاط وشدد على أن لا مشكلة بين دمشق والنائب سعد الحريري «وأبوابنا مفتوحة له ولكل حريص على العلاقة معنا ونحن نقدر ظروفه والأمور تتوقف عليه وليس علينا».
- وفيما انتقل الموفد الأميركي جورج ميتشيل، عصر أمس، من بيروت، إلى دمشق، وصل منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا الى بيروت وباشر لقاءاته، التي ستشمل اليوم «حزب الله»، حيث تقرر أن يلتقي النائب حسين الحاج حسن ممثلا رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد.
وشملت لقاءات ميتشيل الرئيسين ميشال سليمان وفؤاد السنيورة ووزير الخارجية فوزي صلوخ والنائب سعد الحريري، فيما شملت «هاتفيا» الرئيس نبيه بري الموجود في المصيلح.
وقالت مصادر رسمية لبنانية إن ميتشيل أبلغ رئيس الجمهورية أن زيارته الأولى للبنان، تهدف إلى الاطلاع على الموقف اللبناني من عملية السلام في الشرق الأوسط، وأنه ستكون له صولات وجولات لاحقة، بما فيها زيارة لبنان، تمهيدا لصياغة تصور أميركي شامل.
وفيما كان ميتشيل في معظم جولة المحادثات مع سليمان في موقع السائل، حرص رئيس الجمهورية على تقديم عرض تاريخي لعلاقة لبنان بالقضية الفلسطينية، وقال ان لبنان دفع ثمن هذه القضية، ففي مطلع السبعينيات كان الجيش اللبناني موجودا على طول الحدود، وبعد إبعاد منظمة التحرير الفلسطينية عن الأردن، انتقلت المقاومة الفلسطينية الى الجنوب اللبناني وظلت تقاتل حتى إخراجها في العام 1982، وبعد ذلك نشأت مقاومة لبنانية عملت على تحرير الأرض المحتلة، وبفضل تضحيات هؤلاء المقاومين، عدت أنا قبل ثلاث سنوات الى موقع اللبونة في الناقورة ورفعت العلم اللبناني الذي كنت رفعته هناك للمرة الأولى، في العام 1970.
وأضاف سليمان إن المقاومة اللبنانية هي التي حررت أرض لبنان المحتلة، وطالما هناك أرض تحتلها اسرائيل فإن المقاومة مستمرة وهي تعبير عن موقف الجنوبيين وليست حالة غريبة عنهم.
وتوقف سليمان عند موضوع اللاجئين الفلسطينيين وما يمكن أن يشكله هذا الموضوع من خطر على التركيبة اللبنانية، مشددا في الوقت نفسه على وجوب معالجة وتحسين الأوضاع الحياتية للاجئين، وقال ان لبنان يرفض التوطين وهناك مقدمة للدستور أقرت في اتفاق الطائف وتمت المصادقة عليها في الأمم المتحدة وتقضي برفض التوطين، وبالتالي فإن لبنان يتمسك بالمبادرة العربية للسلام التي انطلقت من بيروت وتضمنت بندا واضحا حول حق العودة.
وردا على سؤال حول امكان انضمام لبنان الى مؤتمر دولي للسلام ستدعو اليه الولايات المتحدة، قال سليمان لميتشيل ان لبنان مستعد للمشاركة في مؤتمر دولي على اساس مرجعية مدريد والمبادرة العربية للسلام والتأكيدات الأميركية التي أعطيت للبنان لكننا لن نقبل أبدا بالجلوس الى طاولة المفاوضات الثنائية على نسق اوسلو وغيره، لأن الانسحاب الإسرائيلي من ارضنا المحتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والطرف الشمالي من بلدة الغجر، إنما يخضع للقرارات الدولية القائلة بالانسحاب من دون قيد أو شرط.
وأكد ميتشيل أنه سيجري محادثات جدية جدا مع القيادة السورية مؤكدا أن أي تفاهم سوري أميركي في المستقبل لن يكون على حساب لبنان. ورد سليمان بتشجيع الأميركيين على الانفتاح على دمشق نظرا لمحورية الدور السوري على الصعيد الاقليمي.
وبحسب بيان لمكتب بري فإن ميتشيل اتصل برئيس المجلس مبديا رغبته بلقائه في اقرب وقت ممكن. وأما بري فقال انه كان يرغب «في أن يزور ميتشيل الجنوب، المنطقة التي ينتمي اليها، وخصوصا أن هذا الجنوب يعتبر جزءا من مهمة المبعوث الاميركي المتعلقة بحل الازمة في الشرق الاوسط».
ورجحت مصادر مواكبة للاتصال بين ميتشيل وبري قيام الموفد الاميركي بزيارة ثانية الى بيروت في وقت ليس بعيد، وربما مع بداية شهر تموز المقبل.
وقالت المصادر ان ميتشيل ركز على أولوية انهاء الاحتلال الاسرائيلي، على القاعدة التي تضعها إدارة أوباما ولا سيما في اتجاه حل الدولتين، والذي من شأنه ان يطلق عجلة التسوية الشاملة في المنطقة وحل سائر القضايا العالقة. وكان واضحا ان ما تسعى اليه ادارة اوباما هو مراكمة إيجابيات والتأسيس لخطوات نوعية، تؤسس لانطلاقة سريعة في اتجاه عملية السلام.
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد