قسد تتحسب لعهد ترامب: إجراءات «وقائية» استباقية
عادت تركيا مجدداً إلى التهديد بشن عملية عسكرية برية في شمال سوريا، بعد مرور خمس سنوات من اعتمادها على الضربات الجوية والقصف المدفعي ضد مواقع قوات سوريا الديمقراطية (قسد). خلال هذه الفترة، لم تحصل تركيا على الضوء الأخضر من الولايات المتحدة أو روسيا لتنفيذ هجوم بري، مما تسبب في فتور بالعلاقات التركية-الأمريكية خلال فترة ولاية الرئيس جو بايدن. وخلال فترة رئاسته، لم يوجه بايدن دعوة رسمية للرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، لزيارة واشنطن، في تراجع عن البروتوكول الذي كان متبعًا قبل تولي الإدارة الديمقراطية الأخيرة.
وفي ظل هذا الفتور، كانت واشنطن حريصة على منع أنقرة من شن عمليات عسكرية جديدة في كل من سوريا والعراق، خاصة بعد تعيين بريت ماكغورك، الممثل السابق للرئيس باراك أوباما في “التحالف الدولي لمحاربة داعش”، مستشاراً للرئيس بايدن لشؤون الشرق الأوسط. يُعتبر ماكغورك شخصية غير مرغوبة لدى تركيا، بسبب موقفه المعارض لقرار الرئيس السابق دونالد ترامب بسحب القوات الأمريكية من سوريا، مما أدى إلى تعطيل خطط تركيا لاستكمال “الحزام الأمني” بعمق 20 إلى 30 كيلومتراً داخل الأراضي السورية، حيث تسيطر قوات قسد.
وعقب الإعلان الرسمي عن فوز ترامب بالرئاسة، بدأت تركيا بتفعيل خططها العسكرية البرية في سوريا ضد القوات الكردية وقسد. ورافق هذا التوجه سلسلة من التصريحات الرسمية التركية، لتذكير الإدارة الجمهورية المقبلة بالتزاماتها السابقة تجاه تركيا، بما في ذلك سحب القوات الأمريكية من سوريا، وفتح المجال لأنقرة للسيطرة على المناطق التي تسيطر عليها القوات الكردية في شمال سوريا.
وفي هذا السياق، صرح وزير الخارجية التركي، حاقان فيدان، بأن بلاده لا تستبعد انسحاب القوات الأمريكية من سوريا والعراق، مشيراً إلى ضرورة توقف الولايات المتحدة عن دعم “الإرهابيين” في سوريا. كما أكد الرئيس التركي ثقته في أن فترة ترامب الجديدة ستؤثر بشكل كبير على التوازنات السياسية والعسكرية في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن المباحثات مع ترامب ستركز على مسألة الحزام الأمني والانسحاب الأمريكي من سوريا. كما شدد على نية تركيا شن عملية عسكرية جديدة على الحدود مع سوريا والعراق، دون تحديد موعد محدد لها.
وعلى الجانب الآخر، تسعى قوات قسد والإدارة الذاتية إلى التذكير بخطر تنظيم داعش والمخيمات والسجون التي تأوي عناصره، في محاولة للضغط على الإدارة الأمريكية لمنع أي انسحاب مفاجئ للقوات الأمريكية من المنطقة.
إضافة تعليق جديد