الأسد: كلفة الغزو الأجنبي لسوريا أكبر من أن يتحمّلها العالم، والمعارضة تتعثر بأهوائها في الدوحة
خرجت مؤشرات سلبية عدة من اجتماعات المعارضة السورية في الدوحة، امس، سواء عبر نجاح جماعة «الاخوان المسلمين» في فرض سيطرتهم على الامانة العامة للمجلس الوطني، او عبر غياب تمثيل المرأة والاقليات، وصولاً الى الاصطدام العلني مع مبادرة «سيف - فورد»، والاستقالات الجماعية من المجلس، ما دفع المنظمين الى تمديد الاجتماع 24 ساعة في محاولة لإيجاد مخرج، وذلك بالتزامن مع التصعيد الميداني من جانب مسلحي المعارضة، الذين بعد ايام على هجومهم الواسع على ضواحي دمشق، عبر المئات منهم الحدود التركية لشنّ هجوم كبير على قرية كردية ما اوقع عشرات القتلى في الاشتباكات.
وفي هذه الاثناء، قال الرئيس بشار الأسد، في مقابلة مع قناة «روسيا اليوم» تبث كاملة اليوم، «أعتقد أن كلفة الغزو الأجنبي لسوريا، لو حدث، ستكون أكبر من أن يستطيع العالم بأسره تحملها، لأنه إذا كانت هناك مشاكل في سوريا، خصوصاً أننا المعقل الأخير للعلمانية والاستقرار والتعايش في المنطقة، فإن ذلك سيكون له أثر الدومينو، الذي سيؤثر في العالم من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادئ. وتعلمين تداعيات ذلك على باقي أنحاء العالم. لا أعتقد أن الغرب يمضي في هذا الاتجاه، لكن إذا فعلوا ذلك، لا يمكن لأحد أن يتنبأ بما سيحدث بعده».
وأضاف «أنا لست دمية، ولم يصنعني الغرب كي أذهب إلى الغرب أو إلى أي بلد آخر. أنا سوري، أنا من صنع سوريا، وعليّ أن أعيش وأموت في سوريا». وعرض موقع القناة على الانترنت مشاهد للأسد وهو يتحدث في المقابلة وينزل على درج خارج فيلا بيضاء.
وفي الدوحة، شددت جماعة الإخوان المسلمين قبضتها على المجلس الوطني السوري، حيث اوصلت للأمانة العامة، التي تضم ٤١ عضواً، ٢٣ شخصية من بين أعضاء الجماعة أو بعض الشخصيات المقربة منها، أو ذات الاتجاه الإسلامي. كما لم يتم انتخاب أي امرأة في الأمانة العامة، ولم تحصل الأقليات من علويين ومسيحيين ودروز وأكراد على تمثيل متكافئ. وانسحب أكثر من 20 عضواً من المجلس عبر الاستقالة.
وعلى محور مبادرة المعارض رياض سيف والسفير الأميركي في دمشق روبرت فورد، تقرر تمديد اجتماعات المعارضة في الدوحة 24 ساعة لمناقشتها وإيجاد مخرج، لكن يبدو أن حظوظ نجاحها ليست كبيرة، بعد رفض المجلس عرض فورد بحصوله على 20 مقعداً من أصل 60 في «هيئة المبادرة»، فيما تقدم «الإخوان» بعرض مقابل يتمحور حول قيام المجلس بتشكيل هيئات داخل سوريا تنبثق عنها «حكومة انتقالية مؤقتة».
في هذا الوقت، استطاعت القوات السورية صد هجوم لمئات المسلحين قدموا من تركيا، بعد ساعات على إعلان مسؤولين أتراك أنهم طلبوا من حلف شمال الأطلسي نشر صواريخ «باتريوت» قرب الحدود السورية.
وذكرت وكالة «الأناضول» التركية إن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي اعتذر عن حضور اجتماع ثلاثي كان يتوقع أن يعقد في أنقرة غداً السبت مع نظيريه التركي أحمد داود أوغلو والمصري محمد كامل عمرو بشأن الوضع في سوريا.
وعبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن اعتقاده بأن الغرب يراجع نهجه تجاه المعارضة السورية، داعياً الدول العربية إلى اخذ زمام المبادرة في الأزمة السورية. وكرر أن موسكو ترفض أي قرار يعبر فيه مجلس الأمن الدولي عن تأييده لأحد طرفي النزاع السوري، موضحا أن «الذين يدعون روسيا إلى تأييد قرار منتظر، يصرون على ضرورة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد وضرورة أن تواصل المعارضة مقاومتها له».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد