اختلال التوازن في خريطة التوزع الجغرافي للشباب في سورية
يقيم 2ر52٪ من الشباب السوري في اربع محافظات فقط هي دمشق وريفها وحلب وحمص بينما يتوزع الباقي على المحافظات الاخرى بنسب تقل عن 8٪ يحمل 78٪ منهم شهادة التعليم الاساسي ومادون وقد تفشت ظاهرة العزوبية بينهم حتى وصلت الى حوالي 65٪.
لاتبدو العناوين العريضة للخصائص الاساسية للشباب وتوزيعهم الجغرافي بنتيجة المسح الذي اجراه مركز الدراسات والبحوث الشبابية في منظمة اتحاد شبيبة الثورة مشجعة كفاية للانطلاق نحو استراتيجية عمل متوازنة باتجاه الشباب فاختلال التوازن في خريطة التوزع الجغرافي للسكان في سورية وبالتالي الشباب الذي كشف عنه تقرير المركز من شأنه ان يكون له الاثر الاكبر في علاقة الشباب وكثير من قضايا البحث كما يقول الباحث ممدوح المبيض، فمن غير الممكن ان تكون نسبة البطالة في الرقة مثلاً هي ذاتها في دمشق وكذلك الامر بالنسبة للتعليم والصحة والاعلام وغيرها من القضايا الاخرى، على هذا النحو تبدو نتائج المسح نقطة انطلاق نحو نقطة تالية تنطلق منها استراتيجية وطنية للشباب.
في سياق النتائج التي كشفت عن اختلال كبير تعاني منه خريطة التوزيع الجغرافي للشباب في سورية تنهض اسئلة اخرى عن تيارات الهجرة الداخلية بين المحافظات او من الريف الى الحضر، وعن مدن بعينها شهدت ارتفاعاً كبيراً بأعداد الشباب فيها اسئلة بمجملها تأخذنا نحو سؤال العمل فيما لو دققنا بحجم النشاط الاقتصادي، الذي تشهده المدن الاربع التي صنفت الاعلى بنسب الشباب المقيمين فيها.
وربما بدرجة ثانية الخدمات فيها وطبيعة الحياة الاجتماعية فيها.
سؤال العمل يبدو هو الاساس فإغراء العاصمة دمشق ونشاطها الاقتصادي لم يجذب اكثر من 6ر8٪ من مجموع الشباب وهو الرقم ذاته الذي جذبته مدينة حمص مقابل نسبة عالية بلغت 3ر22٪ في محافظة حلب لايمكن فهمها بعيداً عن كون حلب هي العاصمة الاقتصادية والصناعية لسورية وتأتي محافظة ريف دمشق بتعدد اوجه النشاط الاقتصادي فيها.. واتساع رقعتها الجغرافية لتضم نحو 8ر12٪ من مجموع الشباب الذين وجدوا فيها مكاناً مناسباً للعمل وخاصة من قبل المحافظات القريبة منها.
التركيز على الشرط الاقتصادي ودوره في اختلال التوزيع خارطة الشباب السوري لايلغي العوامل الخدمية والاجتماعية الاخرى ودورها في اختلال التوزع الجغرافي ولاسيما ان التقرير كشف عن ان 1ر24٪ من مجموع عدد الشباب يمارسون النشاط الاقتصادي اما الباقي فهم خارج قوة العمل كالطلاب والمتفرغات للتدبير المنزلي والمكتفين وغير القادرين على العمل.. وتشكل نسبة الاناث العاملات 9ر17٪ من مجموع الشباب ذوي النشاط الاقتصادي اما الباقي ونسبتهم 1ر82٪ فهم من الذكور.
انخفاض نسبة الاناث العاملات قياساً بالذكور العاملين تدعم ماذهبنا اليه من ان مشكلة العمل ليست وحدها وراء الاختلال الجغرافي للتوزع الجغرافي للشباب وهو الامر الذي تؤكده نسبة عدد الشباب الى الشابات وقد بلغت عام 2004 /100/ شابة مقابل 1ر104 شاب فضلاً عما كشفه تقرير مركز الدراسات والبحوث الشبابية من ان حوالي 51٪ من الشباب السوري تتراوح اعمارهم بين 15- 24 مقابل 38٪ تتراوح اعمارهم بين 25-35 اما الباقي ونسبتهم 11٪ فتتراوح اعمارهم بين 13-14 سنة وهي ارقام بمجملها تؤكد ان السبب الخدمي والاجتماعي الى جانب الاقتصادي في اختلال خريطة التوزع الجغرافي للشباب في سورية.
جهاد الأحمر
المصدر: البعث
إضافة تعليق جديد