إطلاق أول اسطوانة موسيقى كلاسيكية عربية

بدأ العد العكسي لجني أول ثمار التعاون بين مجموعة عازفين ومؤلفين عرب في مجال الموسيقى الكلاسيكية، وهذا العمل هو (سي دي) تشكل باكورة أعمال «مجموعة عازفي مهرجان دمشق لموسيقى الحجرة».
وتضم هذه المجموعة خمسة عازفين هم كنان العظمة (كلارينيت) ومياس اليماني (كمان) من سورية، والعازف التونسي وسام بن عمار (فيولا)، والمصري حسن معتز (تشيللو)، واللبناني رامي خليفة (بيانو).
وستطلق الاسطوانة ضمن جولة فنية، تشمل اربع حفلات متتالية،  تبدأ  اليوم  في عمان، وتليها حفلة في مسرح «مونو» في بيروت بعد غد، والاثنين القادم في قلعة حلب، وتختتم في دمشق بحفلة في دار الاوبرا الثلاثاء المقبل.
وتقدم المجموعة في باكورتها اربعة اعمال كتبها اربعة مؤلفين سوريين مقيمين في الخارج ينتمون الى مدارس تأليف مختلفة في مجال الموسيقى الكلاسيكية، بحسب العازف والمدير الفني للمجموعة كنان العظمة.
وهذه الاعمال كتبت خصيصاً لمجموعة موسيقى الحجرة، بعد ان تبنت مشروعها «الامانة السورية للتنمية» وهي منظمة غير حكومية ترأسها السيدة اسماء الاسد وتنضم تحت لوائها مشاريع تعنى بالتعليم والتنمية الريفية والثقافة والتراث.
والاعمال التي ستقدمها المجموعة في حفلاتها، وتشكل مجمل اسطوانتها الاولى، هي خماسي لمهرجان دمشق (2008) للكلارينيت، ثلاثي وتري وبيانو، كتبها ضياء السكري، وهي في ثلاث حركات (سماح حديث، هادئ ورقصة الامراء). والمؤلف الثاني كتبه زيد جبري بعنوان «في ذكرى رحيل صلحي الوادي (مؤسس الفرقة السمفونية الـــسورية الذي رحل هذا العام) ويضم تسجيلاً صوتياً. اما المؤلف الثالث فكتبه كريم رستم بعنوان «بحور (2008)» للكلارينيت وثلاثي وتري، وهو في ثلاث حركات (بحر الرمل، البحر الكامل والبحر المتدارك). أما القطعة الرابعة، والاخيرة، فمؤلفها شفيع بدر الدين وهي خماسي (2008) لثلاثي وتري، كلارينيت وبيانو في ثلاث حركات ايضاً (استهلال، «دوكاه» و «كار»).
وجاءت بداية المشروع «مجموعة مهرجان دمشق لموسيقى الحجرة» مع اقامة «ابداعية» للعازفين والمؤلفين جرت في دمشق في شهر آذار(مارس) الماضي، وكانت بمثابة اطلاق للمجموعة، وانتهت بحفلتين موسيقيتين في العاصمة السورية ومدينة دير الزور (شمال شرق سوريا).
وعن اختيار تسمية المجموعة، يوضح كنان العظمة ان الحاق الصفة المهرجانية بالاسم تعود لأنها ذات نشاط واجتماع مهرجاني يحصل مرتين، في ربيع وخريف كل عام في دمشق التي ستكون مركزاً للاجتماع».
ويدعو العازف السوري المؤلفين الموسيقيين العرب لكتابة اعمال للمجموعة، مشيراً الى ان البداية كانت مع الموسيقى السورية المعاصرة لكن «من الضروري» مشاركة عازفين ومؤلفين عرب آخرين.
وفي هذا السياق يسخر العظمة من المسافات التي يقال انها تعيق التواصل الثقافي والفني العربي، ويقول: «المسافات بيننا تافهة، في الولايات المتحدة يتنقلون بين ولاية وأخرى يومياً لمسافة لا تقل احياناً عن ثلاث ساعات»، ويضيف :«اساساً العاملون العرب في حقل الموسيقى الكلاسيكية قلائل، ومن البديهي ان يتواصلوا ويتعاملوا مع بعضهم».
واذ يدرك عازف الكلارينيت العقبات في وجه «تصدير» موسيقى كلاسيكية عربية الى الغرب، خصوصاً ان المشروع من اولوياته توزيع الاسطوانة عالمياً، فهو يشير الى الدور المشترك الذي لعبه كل من الشرق والغرب في تكريس الرؤيا «الاستشراقية» التقليدية لثقافة الشرق عموماً.
 ويقول حول ذلك :«حتى هنا في سورية اذا قلت لهم انني عازف كلارينيت واريد تمثيل بلدي يستغربون، فلست عازف عود ولا قانون (...) وفي الغرب هم يريدون هذه الموسيقى التراثية فقط، ونحن نساندهم اذ نكتفي بإرسالها لتمثلنا»، ويلفت العازف السوري الى ضرورة واهمية استثمار الفضول الغربي تجاه موسيقى كلاسيكية آتية من الشرق كمسألة تدعم ترويج الاسطوانة.
وستصدر الاسطوانة في السوق السورية بداية (1000 نسخة)، وهي من انتاج الامانة السورية للتنمية، ويشير كنان العظمة الى مفاوضات جارية مع شركات توزيع وانتاج موسيقية عالمية، ويقول ان هذه المفاوضات جارية في الوقت عينه، وعلى حدة، مع هذه الشركات للوصول الى افضل صيغة للتوزيع.
وتكمن صعوبات، التفاوض مع شركات التوزيع العالمية في السعر الذي ستباع به الاسطوانة، بحسب العازف السوري الذي يوضح ان «شركة التوزيع العالمية ستبيع الاسطوانة بسعر السوق الغربي (15 دولار تقريباً)، وهذا لا يناسب الدخل المحلي هنا»، معتبراً ان الحل يمكن ان يحصل عبر «استخدام ارباحنا من بيع الاسطوانة عالمياً لدعم انتاج وبيع الاسطوانة محلياً بسعر مناسب».
 ويربط العظمة ذلك كله بضرورة تطبيق قانون حقوق المؤلف والملكية الفكرية بشكل «فعلي ولو كان قاسياً»، اذ ان هذا القانون مستحدث في سورية لكن مع وقف التنفيذ.

وسيم إبراهيم

المصدر: الحياة