أحبّ دمشق
1- هل تحب دمشق، وهل أحبتك دمشق.. ماذا قدمت لها وماذا أعطتك؟
سؤال أوجهه للمهاجرين إلى دمشق منذ ربع قرن قبل أن أحكم على تجربتهم..
2- أكثر ما يدهشني في التاريخ الإسلامي هو تجربة المؤاخاة بين مهاجري مكة وأنصار المدينة التي غدت منوّرة بالتضامن والمحبة.. هذه التجربة هي البذرة التي نشأت منها الإمبراطورية العربية الإسلامية، وما جرى عكسها في الأندلس (الاقتتال بين ملوك الطوائف) هو الذي أنهى هذه الإمبراطورية.. وفي التاريخ الحديث نرى أن ما يشبه تجربة ( المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار )هو ما أطلق الإمبراطورية الأمريكية التي ما زالت تستقطب العقول والمواهب من شتى أنحاء العالم فتصهرهم في بوتقتها وتضيفهم إلى قوتها..
3- وبالعودة إلى دمشق نرى أن أهلها ما زالوا غير معترفين إلا بمن هم "من داخل السور" كما نرى أن الموهوبين من المهاجرين ما زالوا يعصرون زهرة شبابهم وقوتهم في شرايينها، وعندما يجفوا يعودوا إلى قبورهم التي تنتظرهم في بلداتهم البعيدة، تماماً مثل رحلة السلمون من الأنهار إلى البحار ومن ثم عودتها إلى منابعها لكي تموت في "عذوبتها"..
قد يكون الأمر أكثر تعقيداً من ذلك ولكن على من يدعي احترام الثقافة الإسلامية أن يعتبر بالتجربة المحمدية في المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، وإلا فإن دمشق لن ترتقي وستتبقى مجرد: أقدم مدينة في التاريخ، بينما نيويورك أعظم مدينة في..
نبيل صالح
إضافة تعليق جديد