تسريبات وتوقعات حول زيارة مستشارالأمن القومي الأمريكي إلى إسرائيل

16-04-2008

تسريبات وتوقعات حول زيارة مستشارالأمن القومي الأمريكي إلى إسرائيل

الجمل:  وصل إلى إسرائيل في زيارة غير عادية ستيفن هادلي مستشار مجلس الأمن القومي الأمريكي، هذا ولما كانت زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي لأي دولة في العالم تعتبر من الأمور المثيرة للاهتمام لجهة ارتباطها بالملفات الأمنية والعسكرية والاستخبارية، فإن محور تل أبيب – واشنطن يفرض حظراً شديداً على نشر وتداول المعلومات المتعلقة بطبيعة زيارة هادلي إلى إسرائيل.
* أبرز التسريبات:
المعلومات المتاحة حتى هذه اللحظة، حول زيارة هادلي، والتي أوردتها بعض التسريبات المختصرة تشير إلى النقاط الآتية:
• عقد هادلي اجتماعاً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت ليلة أمس الثلاثاء وناقش الاجتماع ملف البرنامج النووي الإيراني.
• ستيوارت توتيل، المتحدث الرسمي باسم السفارة الأمريكية في إسرائيل، صرح قائلاً بأن محادثات هادلي مع المسؤولين الإسرائيليين سوف تغطي قضايا الاهتمامات الإسرائيلية – الأمريكية المشتركة.
• سيقابل هادلي وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك.
• سيقابل هادلي رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال غابي أشكينازي.
• سيعقد هادلي لقاءات أخرى مع كبار المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين.
• من بين المهام "الجانبية" لزيارة هادلي لإسرائيل ما يتمثل في القيام بترتيبات عقد جلسة لما سيطلق عليه تسمية "منتدى التعاون الاستراتيجي الثنائي" الخاص بإسرائيل والولايات المتحدة، وسيتم عقد جلسة هذا المنتدى خلال أسبوعين.
* خلفيات زيارة هادلي إلى إسرائيل:
تنظر المذهبية الأمنية الإسرائيلية على إدراك مهددات الأمن الإسرائيلي باعتبارها تتمثل في الآتي:
• مهددات خارجية: وتتمثل مخاطرها الأولية في الخطر السوري، الخطر الإيراني، خطر حزب الله اللبناني، خطر حركات المقاومة الموجودة في سوريا وغيرها.
• مهددات داخلية: وتتمثل مخاطرها الأولية في خطر حركة حماس وخطر حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية.
وتربط نظرية الأمن الإسرائيلي بين المهددات الداخلية والخارجية على أساس اعتبارات أن سوريا وإيران هما مصدر الخطر الرئيسي أولاً لجهة أنهما خصوم إسرائيل، وثانياً لجهة قيامهما بدعم حزب الله اللبناني وحركة حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين.
وتأكيداً لذلك، يرى بعض صقور الليكود الإسرائيلي، بأن الحرب التي شنتها إسرائيل صيف العام 2006م يجب بالأساس أن تُشن على سوريا وإيران أولاً، ثم يبقى بعد ذلك مهمة القضاء على حزب الله وحركة حماس والجهاد مجرد تحصيل حاصل.
يشارك الأمريكيون إسرائيل في مذهبية الأمن القومي الإسرائيلي، وعلى خلفية وجهة النظر الأمريكية – الإسرائيلية الموحدة حول مهددات الأمن الإسرائيلي، فقد تبنى مجلس الأمن القومي الأمريكي توجهات أمنية شرق أوسطية تنسجم مع وجهة النظر الإسرائيلية، وبكلمات أخرى، لم يعد الإدراك الأمني الأمريكي يقوم على أساس اعتبارات النظرة الأمريكية المستقبلية للمخاطر والمهددات التي تواجه المصالح الحيوية في منطقة الشرق الأوسط، وإنما على أساس تجاوز هذه النظرة واعتماد نظرة أخرى تقوم على اعتماد مذهبية الأمن الإسرائيلية كأساس وإطار وسقف لأسس عمل خطة الأمن القومي الأمريكي الخاصة بالشرق الأوسط.
* الأبعاد غير المعلنة لزيارة هادلي إلى إسرائيل:
برغم قلة التسريبات حول زيارة هادلي لإسرائيل، فمن الممكن أن نحاول على خلفية اختصاصات مجلس الأمن القومي الأمريكي وطبيعة مهامه ودوره الحالي واختصاصاته الهيكلية والوظيفية في مجال الأمن القومي الأمريكي، ودوره النظري والعملي في صنع واتخاذ قرار السياسة الخارجية الأمريكية الشرق أوسطية، وأيضاً اختصاصاته بالملفات الأمنية والعسكرية والاستخبارية المتعلقة بمنطقة الشرق الأوسط وارتباط هذا المجلس بأبرز رموز اللوبي الإسرائيلي وصقور جماعة المحافظين الجدد، يمكن أن نصل إلى الاستنتاجات الآتية:
• مستوى الزيارة: يعتبر ستيفن هادلي المسؤول الأول عن شؤون الأمن القومي الأمريكي الداخلي والخارجي بعد الرئيس بوش، ونادراً ما يخرج في مهام خارج الولايات المتحدة، إلا من أجل القيام بالمهام التي ترتبط بالملفات الإستراتيجية الأمنية الأمريكية. قيام هادلي شخصياً بالزيارة يشير إلى أن ملف الزيارة يندرج ضمن الترتيبات الفائقة الحساسية، والمصنفة ضمن دائرة السرية القصوى بحيث لا تتجاوز دائرة الاضطلاع عليها أو تداولها إلا بواسطة بضعة أفراد في دارة اتخاذ وصنع القرار الأمني الاستراتيجي الأمريكي.
• توقيت الزيارة: تزامن توقيت الزيارة مع عدة أحداث من أبرزها:
* اكتمال الاستعدادات العسكرية الأمريكية ضد إيران.
* وصول البوارج الحربية الأمريكية إلى قبالة المياه اللبنانية، والتي يعتقد بأنها تتكون من ثلاثة بوارج رئيسية ترافق كل واحدة منها مجموعة ضربة تتكون من 7 إلى 4 قطع بحرية وغواصات تقدم لها عمليات الدعم والمساندة في العمليات البحرية الحربية.
* اندلاع القتال في جنوب العراق والذي اتخذ شكل قتال شيعي – سني هدف إلى القضاء على قدرات جيش المهدي الذي يمثل الفصيل الشيعي الرئيسي المسلح في جنوب العراق.
* انتهاء استماع الكونغرس الأمريكي لشهادات وإفادات الجنرال ديفيد بتراوس، والسفير الأمريكي في العراق بريان كروكر، اللذان حملا سوريا وإيران وحزب الله اللبناني المسؤولية عن عدم استقرار أوضاع العراق.
* اكتمال عملية الإيقاع بحزب العدالة والتنمية الإسلامي التركي في فخ مواجهة المحكمة الدستورية الذي نصبه له المدعي العام التركي بحيث أدى ذلك إلى:
- عدم اهتمام الرأي العام التركي بالأحداث الدائرة والتطورات الميدانية الشرق أوسطية، والتركيز على الوضع الداخلي.
 - إضعاف قدرة الحكومة التركية التي يسيطر عليها حزب العدالة والتنمية في صنع واتخاذ القرار التركي المستقل إزاء التطورات العسكرية والأمنية في الشرق الأوسط، بحيث أصبحت الحكومة التركية أما خيار التعاون مع أمريكا وإسرائيل بلا حدود طلباً لطوق النجاة، أو خيار الرفض والممانعة الذي سوف يؤدي إلى مواجهة حكومة حزب العدالة والتنمية للضغوط الخارجية، والانتقادات العلمانية الداخلية، وربما مواجهة الجيش التركي المتأهب بقيادة رئيس الأركان بيوكانيت أليسار اليهودي التركي الحليف لأمريكا وإسرائيل.
• توسيع دائرة الحصار السياسي الدولي ضد حزب الله اللبناني.
• تشديد الحصار المفروض ضد قطاع غزة وهذه المرة بواسطة القوات الإسرائيلية والقوات المصرية التي تعتبر مشاركتها في تشديد الحصار وتهديدها لحركة حماس أمراً جديداً فيه لافتاً للنظر بهذا الشكل السافر المعلن.
• اكتمال المناورات العسكرية الأكبر في تاريخ إسرائيل والتي تم إجراءها قبالة الحدود السورية والحدود اللبنانية.
• توقيع اتفاقية نووية أمريكية – إسرائيلية، لم يتم حتى الآن الإعلان عن مضمونها، ولم تشر التسريبات الصحفية الإسرائيلية والأمريكية إلى شيء عن مضمون الاتفاقية سوى أنها تتعلق بـ"التعاون النووي الإسرائيلي - الأمريكي" على خلفية العلاقات الإسرائيلية – الأمريكية ذات الطبيعة الخصوصية.
• انتهاء اجتماعات قمة حلف الناتو، والتي أكدت على موافقة الحلف على:
* نشر شبكات بطاريات الدفاع الصاروخي.
* زيادة عدد القوات الموجودة في أفغانستان.
* وضع روسيا تحت خطر توسيع الحلف باتجاه حدودها.
• تصعيد الصراع ضد الصين على خلفية مشاكل التيبت، بما يجعل القيادة الصينية تهمل الملفات الأمنية والدولية والشرق أوسطية، وتنهمك في الانشغال بهموم وملفات أمنها الداخلي الذي أصبح مهدداً بخطر حركات الانفصاليين البوذيين التبتيين، والانفصاليين المسلمين الإيغور، واحتمالات المواجهة مع منظمات المجتمع المدني الصيني في المدن الكبرى كبكين وشنغهاي، إضافة إلى احتمالات تصاعد الخلافات حول مستقبل تايوان التي تقول المعلومات بأن ثمة خططاً أمريكية تم وضعها لتزويدها بالصواريخ النووية وأسلحة الدمار الشامل لمواجهة خطر الضم الصيني.
أما المحصلة العامة لزيارة هادلي لإسرائيل، فمن الممكن قراءتها على خلفية الحدث الشرق متوسطي الأهم والذي تمثل في:
• إدماج إسرائيل ضمن شبكة الإنذار المبكر الأمريكي.
• نجاح تجربة إطلاق الصاروخ الإسرائيلي "العصفور الأزرق" الاعتراضي الذي قامت بصنعه شركة رافائيل الإسرائيلية للنظم الدفاعية المتطورة.
• صاروخ "العصفور الأزرق" تم بناءه ليتماثل مع صواريخ سكود أرض – أرض من طراز (أ) وطراز (ب) وأيضاً صواريخ شهاب الإيرانية.
• تم تحميل صاروخ "العصفور الأزرق" على طائرة حربية من طراز إف-15، والتي قامت بدورها بإطلاقه من ارتفاع 190 ألف قدم، وبعدها انفصل عن الصاروخ رؤوس حربية مزدوجة بحيث يصعب على صاروخ أرو اعتراضه وقد تتبع رادار بطاريات صواريخ أرو حركة الصاروخ خلال تمثل عملية الاعتراض.
• سيتم القيام بتجربة أخرى بعد ستة أشهر، وستركز على محاولة استخدام صاروخ أرو في اعتراض صاروخ "العصفور الأزرق".


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...