الإبراهيمي ييستنجد بموسكو للقاء الأسد واتفاق ينقذ اليرموك وأهله يعودون

21-12-2012

الإبراهيمي ييستنجد بموسكو للقاء الأسد واتفاق ينقذ اليرموك وأهله يعودون

بدأ آلاف الفلسطينيين العودة الى مخيم اليرموك بعد حالة النزوح الكثيفة التي شهدها خلال الأيام الماضية بعدما تمكن مسلحو المعارضة من السيطرة على أجزاء واسعة منه، ما دفع السلطات السورية الى حشد قوات عسكرية كبيرة استعداداً لاقتحامه، فيما ساهمت المفاوضات التي شاركت فيها مختلف القوى والفصائل بالإضافة الى الامم المتحدة، في التوصل الى تسوية تقضي بإخلاء المسلحين من المخيم والسماح بعودة آلاف العائلات اليه، والنجاح في تجنبيه الخراب وانزال نكبة جديدة بالفلسطينيين.
وفي هذه الاثناء، قال مصدر ديبلوماسي لقناة «روسيا اليوم» إن «المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي ابلغ موسكو بعزمه الذهاب إلى دمشق ولقاء الرئيس السوري بشار الأسد». وأوضح أن «موسكو جددت تأييدها لمهمة الأخضر الإبراهيمي، وتم الاتفاق على عقد اجتماع ثلاثي بين نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ومساعد وزيرة الخارجية الأميركية وليام بيرنز والإبراهيمي في جنيف».
وأشار المصدر إلى أن «موسكو أبلغت الإبراهيمي استعداد ممثلها للقاء جنيف بعد أن ينجز زيارته إلى دمشق ويلتقي الأسد ويبلغ الجانبين الروسي والأميركي بنتائج المباحثات مع الأسد»، معبراً عن أمله أن يلتقي الإبراهيمي الرئيس السوري قريباً، وان يكون اللقاء مثمراً.
وقال المصدر الديبلوماسي إن «الجانب الأميركي عقب كل لقاء ثنائي يسعى للإيحاء إعلامياً بأن موسكو غيّرت موقفها وأنها تتقارب مع واشنطن»، مضيفاً «لا نريد مواقف استعراضية، ويهمنا في لقاء جنيف الثلاثي معرفة محصلة مهمة الإبراهيمي والعمل على وقف نزيف الدم في سوريا».
واعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن شغل موسكو الشاغل في سوريا هو مصير البلاد، وليس مصير الأسد، موضحاً أن موسكو تريد أن يتفادى أي حل للصراع في سوريا حدوث تبادل للأدوار بين قوات الحكومة والمسلحين ما يعني استمرار القتال إلى ما لا نهاية، مضيفاً «نريد تجنب انهيار سوريا».
وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن «موسكو لا تعترف بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية»، مؤكداً في الوقت ذاته أن «هذا لا يعني أنها ترفض العمل معه».
وأكدت مصادر رسمية فلسطينية ، أمس، بدء تطبيق الاتفاق الذي تم التوصل إليه عبر جهود ممثل الإبراهيمي في دمشق مختار لماني، والذي يقضي بانسحاب المسلحين كافة الموجودين داخل مخيم اليرموك، وجلهم من المعارضة، وإبقائه مجرداً من السلاح.
وقال رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية السفير أنور عبد الهادي إن الأطراف كافة وافقت على تحييد المخيم  الصراع الدائر في سوريا، مشيراً إلى أن هذه الأطراف تشمل المعارضة والسلطة والفصائل الفلسطينية.
وأعلن عبد الهادي، بعد اجتماع مطول مع لماني في دمشق، أن الحكومة السورية أكدت عدم نيتها دخول المخيم أو قصفه، لكنها اشترطت ضرورة انسحاب المسلحين بالكامل منه، مشيراً إلى أن هذه العملية يجب أن تستكمل خلال الساعات المقبلة. وأكد أن كل الفصائل وافقت على عدم وجود أي مسلح في المخيم، وتم الاتفاق على تشكيل لجان شعبية محلية تقوم بمتابعة عودة الأهالي النازحين، والذين عاد الآلاف منهم بمجرد سماعهم أخبار الاتفاق.
وأشار عبد الهادي إلى أن الدوائر الرسمية التابعة للدولة ستتابع عملها كالمعتاد، معتبراً أن ما جرى يشكل سابقة في تاريخ الصراع، ويحسب إنسانياً لكل الأطراف.
وليس واضحاً إن كان الاتفاق يمنع نشاط المعارضة السلمي فيه، خصوصاً أن الدولة ستكون متواجدة في المخيم عبر قوات الشرطة التي لديها مخفر في بدايته.
وقال عضو في إحدى المنظمات الإنسانية التي تقدم مساعدات للاجئين لوكالة «فرانس برس»، «عبر مئات الفلسطينيين سيراً، نقاط التفتيش التابعة للقوات النظامية على مداخل المخيم»، موضحاً أن العديد من هؤلاء يريدون العودة «بدلا من النوم في العراء بسبب الأمطار المتساقطة بغزارة»، بينما يأخذ آخرون أغراضهم «لاقتناعهم بأن النزاع سيطول».
وقال احد سكان المخيم إن العائدين كانوا يرددون أغنيات فلسطينية، وعبارة «عائدون إلى مخيم اليرموك». وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن «أبناء مخيم اليرموك ساروا في مسيرة شعبية إلى المخيم، مطالبين المجموعات الإرهابية المسلحة بالخروج منه».
وقال احد السكان، بعيد خروجه من المخيم، إن «مقاتلي الجيش الحر الذين كانوا متواجدين بالآلاف في المخيم، غابوا إلى حد كبير. ثمة عدد منهم في بعض الأزقة يشربون الشاي ويدخنون النرجيلة».
وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) أشارت، أمس الأول، إلى مغادرة نحو 100 ألف لاجئ من المخيم، من أصل 150 ألفاً. واضطر غالبية هؤلاء إلى الإقامة في الساحات العامة والحدائق في دمشق، في حين عبر بضعة آلاف إلى لبنان، بحسب ما أفاد مصدر في الأمن العام اللبناني لوكالة «فرانس برس».
وناشدت وزارة الخارجية السورية، في رسالة إلى رئيس مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، «مطالبة الدول التي دعمت المجموعات الإرهابية المسلحة وشجعتها على احتلال مخيم اليرموك لغايات باتت معروفة بإجبارها على الخروج من المخيم فوراً حفاظاً على حياة اللاجئين الفلسطينيين، ولمنع الدمار الذي تنشره هذه المجموعات أينما حلت».
ودانت دمشق «كل من سمح لنفسه بتوجيه أصابع الاتهام إليها وتحمله مسؤولية الكارثة التي قامت بها المجموعات الإرهابية» في المخيم. وأكدت أنها «التزمت منذ نكبة الشعب الفلسطيني باستضافة اللاجئين الفلسطينيين على أرضها وتعاملت معهم كأبنائها وأعطتهم كل الامتيازات التي يتمتع بها المواطن السوري».
وانتقد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي رفض النظام السوري التجاوب مع اتصالاته بشأن مخيم اليرموك، موضحاً أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم، لم يردّ على اتصاله. 

زياد حيدر

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...