أمريكا تفتح ملف التوريث في الأردن والجيش الأردني يرفض التدخل في سوريا

13-09-2013

أمريكا تفتح ملف التوريث في الأردن والجيش الأردني يرفض التدخل في سوريا

النموذج القطري سوف يطال جميع الأنظمة الملكية والأميرية في العالم العربي ، هذا ما تسعى الولايات المتحدة الأمريكية لتطبيقه حسب الوضع الداخلي لكل بلد من بلدان الحكم الملكي العربية الخاضعة للنفوذ الأمريكي
ويأتي مركز الأردن في المرتبة الأولى بعد قطر وفقا للظروف المتاحة للأجندة الأمريكية في هذا البلد المحاذي لسوريا والذي يعمل منذ البداية على جعله قاعدة انطلاق للتدخل العسكري ضد دمشق، وهذا ما كان موقع المنار سباقا لكشفه في موقف الجمعة بتاريخ 30 تشرين ثاني عام 2012 .

وتعمل الادارة الأمريكية في الأردن على خطة تقضي بتوريث العرش الملكي الأردني  لحمزة بن الحسين. وكان الوالد قد عين حمزة وليا للعهد قبل وفاته غير ان الملك الحالي خالف وصية الأب وعزل شقيقه وعين  ابنه وليا للعهد في 2 تموز عام 2009.

وتأتي الرغبة الأمريكية بتوريث حمزة بسبب نفوذ والدته الأميرة نور الأمريكية الجنسية والتي تتمتع بعلاقات قوية مع اركان الحكم في الولايات المتحدة خصوصا مع الديمقراطيين. وللتذكير كانت نور من اركان حملة آل كلينتون في انتخابات الرئاسة الأمريكية خصوصا في ولاية كلينتون الثانية وفي حملة هيلاري كلينتون للحصول على ثقة الديمقراطيين للترشح لرئاسة أمريكا.

وتعتبر الولايات المتحدة ان الملك الحالي في الأردن استنفد كل رصيده ووصلت الأمور في عهده  الى طريق الانفجار في المملكة، بينما يريد الملك الحالي توريث ابنه، وهو زاد من طاعته للقرار الأمريكي بالتدخل في سوريا خلال الشهر الماضيين سعيا منه لتغيير القرار الأمريكي بتوريث شقيقه حمزة عرش الملك.

وتورد مراجع عربية مطلعة على الملف أن قرار الملك الأردني بالتدخل في سوريا قوبل برفض من الجيش ومن المخابرات العامة التي تحظى بنفوذ كبير في أروقة الحكم الأردني. وتقول المراجع ان قيادة الجيش الأردني وإدارة المخابرات العامة قدمت تقارير مفصلة للملك حول عدم المصلحة الأردني  بالتدخل في سوريا، وتنقل المراجع ان قائد المنطقة الشمالية في الجيش الأردني قال لوفد عشائري أن الجيش الأردني سوف يرفض التدخل في سوريا حتى لو تلقى اوامر من الملك في هذا الصدد.

وتروي المراجع ما سمته محاولة من الملك الأردني لإضعاف دور المخابرات العامة التي تتألف بغالبيتها من أبناء العشائر الأردنية والتي لا تريد الانخراط في أتون الصراع السوري بسبب تخوفها من تداعيات الوضع السوري على الوضع الأردني الداخلي الهش  والخوف من وصول الأمور الى  حل للقضية الفلسطينية تتلخص في كونفدرالية أردنية فلسطينية تنهي كيان المملكة بشكلها الحالي. وتعتبر المخابرات العامة أن الملك الأردني يركض خلف الرضا الأمريكي بسعيه لتوريث ابنه و يعطي واشنطن  إمكانية لحل القضية الفلسطينية على حساب الكيان الأردني.

وتعمل المخابرات الأردنية على خطين، فهي تفعل تعاونها مع المخابرات الأمريكية في سوريا  وفي المنطقة وفي نفس الوقت لم تقطع تواصلها مع المخابرات السورية بسبب التخوف من انتهاء الدولة الأردنية بشكلها الحالي.

واستفاد الوضع الأردني من سقوط حكم جماعة الإخوان المسلمين في مصر للتخلص من صعود نفوذ حزب  جبهة العمل الإسلامي الجناح الأردني لجماعة الإخوان المسلمين، وهذا ما فتح هامش حركة للمخابرات الأردنية التي اعادت التواصل مع حركة حماس عبر زيارات دورية يقوم بها عضو لعمان المكتب السياسي لحركة حماس محمد نزال لترتيب وضع الوجود الفلسطيني بعد التطورات المصرية والمأزق الذي توجد فيه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بسبب خروجها من دمشق على خلفية تأييدها للمعارضة السورية ومن ثم خروج الرئيس المصري السابق محمد مرسي من الحكم بضغط الشارع المصري وتدخل  الجيش في مصر لمصلحة المحتجين ضد مرسي، وهذا ما اتاح للدولة الإردنية إمكانية إعادة ترتيب العلاقة مع الجانب الفلسطيني وفقا لرؤيتها هي التي تريد من الجانب الفلسطيني رفض أي تحرك امريكية لصالح كونفدرالية أردنية فلسطينية في الأردن، وفي هذا الصدد بدأت المخابرات الأردنية تخفيف مراقبتها للحدود مع فلسطين المحتلة في الفترة الأخيرة ما سمح بتجدد عمليات  نقل عبر الحدود عمل جهاز المخابرات الأردني على كشف جزء بسيط منها .

وتورد المراجع أن العائلة الهاشمية الحاكمة تبقى صمام الأمان الوحيد لاستمرار الكيان الأردني بسبب  الصراعات السياسية والقبائلية داخل الأردن فضلا عن الخلافات الفلسطينية الأردنية وحساسية الوجود الفلسطيني بالنسبة لعشائر شرقي وجنوبي الأردن، على طريقة أضعفكم يحكم.

المنار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...