حصاد الأسد في جولته على دول أمريكا اللاتينية
الجمل: تحدثت تقارير إعلامية على المستويات المحلية والإقليمية كثيراً عن جولة الرئيس السوري بشار الأسد لإمريكا اللاتينية, والتي زار من خلالها فنزويلا-كوبا-الأرجنتين- البرازيل,إسبانيا, وبالرغم أننا في موقع الجمل الإلكتروني قد درجنا على متابعة دبلوماسية الريس بشار الأسد فقد اخترنا في هذه المرة أن نعتمد أسلوباً جديداً في مقاربة دبلوماسيته بحيث ينصب تركيزنا على قراءة الوضع الكلي بدلاً من الأوضاع الجزئية التي تنحصر في توصيف الوقائع ونقل التصريحات: كيف نقرأ جولة الرئيس بشار الأسد الأمريكية اللاتينية-الأسبانية وفقاً لمعطيات العلوم السياسية وعلى وجه الخصوص معطيات الدبلوماسية والسياسة الخارجية والعلاقات الدولية؟
دبلوماسية الرئيس الأسد: الانفتاح الجيو- سياسي
برغم صحة معطيات المنظور التقليدي السياسي القائل بضرورة ان تلتزم الدبلوماسية بالإطار الإقليمي كمجال حيوي للحراك السياسي الخارجي, فقد حملت دبلوماسية الرئيس بشار الأسد هذه المرة مقاربة حيوية جديدة: الإلتزام بالإطار الإقليمي كمجال حيوي.....وفي نفس الوقت الإلتزام بالإنفتاح ليس العابر للحدود وحسب وإنما العابر للقارات والمحيطات بما يتيح التعامل والتفاهم العادل المنفتخ على الآخر, وماهو جدير بالملاحظة والإهتمام هنا يتمثل في الإبقاء على ثوابت السياسة الخارجية كما هي:
-الأبعاد السياسية: التأكيد على الارتباط الوثيق بين القضايا الشرق أوسطية والقضايا الدولية وفقاً لمبدأ: لن يتحقق السلام العالمي...طالما أن السلام في الشرق الأوسط لم يتحقق.
-التوجهات: الإلتزام بالتوجه العالمي وفقاً لمعطيات: عدم الإنحياز-عدم الإنعزال-الحياد الإيجابي-العدالة-عدم التدخل-احترام السيادة.
-الأهداف: التأكيد على مبدأ أن تكون الشعوب هي المستفيد الأول من معطيات وبرامج وغايات السياسة الخارجية.
التقى الرئيس بشار الأسد بالقيادة البرازيلية والأرجنتينية والفنزويلية والكوبية..ولاحقاً بالقيادة الإسبانية, ولم يقتصر الأمر على ذلك وإنما التقى بالجاليات العربية السورية الموجودة في أمريكا اللاتينية, بما يؤكد أن أمريكا اللاتينية وإن كانت تعتبرصنيعة الهجرة الإسبانية الواسعة ...فإن الهجرة العربية تقف جنباً إلى جنب, بما يمكن النظرإليها باعتبارها شريكاً في صناعة القارة الأمريكية اللاتينية ... و بكلمات أخرى, فإن العرب السوريين الموجودين في أمريكا اللاتينية هم شركاء... صعد منهم رؤساء جمهوريات ووزراء ورجال أعمال... على غرار ماصعد من المهاجرين الإسبان من رؤساء و وزراء ورجال أعمال.
أهمية دبلوماسية الرئيس الأسد اللاتينية :
انتبهت التقارير والتحليلات إلى دبلوماسية الرئيس الأسد اللاتينية باعتبارها تضمنت قيام الرئيس الأسد بجولة في الدول الأمريكية اللاتينية الأربع: البرازيل-الأرجنتين-فنزويلا-كوبا، ولكن هذه التقارير والتحليلات لم تهتم بالإجابة على السؤال الرئيسي المتعلق بمحتوى ومضمون هذه الجولة، وفي معرض الإجابة على السؤال القائل: ماهو محتوى ومضمون دبلوماسية الرئيس الأسد الأمريكية اللاتينية, فإننا نلاحظ الآتي,
-المضمون الأول استراتيجي: الاهتمام بإعطاء دول أمريكا اللاتينية وزنها الحقيقي في مسرح السياسي العالمي، وخلق الإحساس العميق في أوساط القيادات والشعوب الأمريكية اللاتينية بأنها تمثل عنصراً هاماً فاعلاً يجب أن يأخذ دوره ومكانته في قضايا السياسة العالمية.
-المضمون الثاني تكتيكي: إطلاق إشارة قوية واضحة للبيت الأبيض الأمريكي مفادها أن أمريكا اللاتينية ليست المزرعة الخلفية للولايات المتحدة الأمريكية.. وطالما أن أمريكا اللاتينية هي قارة تقطنها شعوب تقودها نخب سياسية حرة مستقلة لايمكن التعامل معها ضمن مصطلح ((جمهوريات الموز)) .
اختتمت جولة الرئيس الأسد الأمريكية اللاتينية بزيارة إسبانيا, والتي برغم اعتزازها وافتخارها أمام العالم بأنها تمثل الصانع الحقيقي لأمريكا اللاتينية التي اختارت شعوبها تحدث لغة ال (إسبانيولي)... فإن دورها جاء في النهاية بما يطلق إشارة قوية مفادها: لقد ظلت إسبانيا التي بناها السوريون بقيادة عبد الرحمن الداخل...تقف لفترة طويلة إلى جانب إسرائيل والولايات المتحدة, وبالتالي: إذا كانت إسبانيا تعتبر نفسها قوة دولية- إقليمية كبرى بسبب نفوذها على القارة الأمريكية اللاتينية، فإن الرئيس الأسد قد جاء إلى إسبانيا هذه المرة وفي جعبته تأييد ومساندة شعوب وحكومات أمريكا اللاتينية وذلك بما جعل إسبانيا اللاتينية-الكاثوليكية تسعى للإجابة على السؤال الحرج القائل: مع من تقف إسبانيا؟ مع أمريكا الشمالية (الأنجلوساكسونية- الإنجليكاتية-البروتستانية الداعمة لإسرائيل أم مع أمريكا الجنوبية اللاتينية-الكاثوليكيةالتي اختارت الوقوف إلى جانب سوريا ورئيسها بشار الأسد؟.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
التعليقات
أعتقد أن الغرب ,
. تتمة بناء
إضافة تعليق جديد