رئيس جماعة علماء العراقيين يؤيد تنظيم وجود العراقيين في سورية
عائلته وأولاده مقيمون في سورية منذ فترة طويلة, ولأسباب أمنية طبعا, وعلى غرار مئات الآلاف من العراقيين ومن مختلف الأطياف الذين قصدوا الأمان.ومع ذلك فإن الشيخ خالد عبد الوهاب الملا رئيس تجمع علماء العراق المعتدلة (فرع البصرة) يرى أن من حق سورية, تنظيم تواجد العراقيين على أراضيها لأن هذا حق مشروع لها.وقال: أنا أرى أن توجه سورية لتنظيم تواجد العراقيين توجه طبيعي جدا, وخاصة وأن التزايد غير الطبيعي وغير المنظم لهم له آثار سلبية اقتصادية واجتماعية وحتى مشاكلات أمنية.
لذلك أعتقد يقول الملا: إن الحكومة السورية وأنا أكتب بلسان العراقي العربي أعطت المجال كاملا للشعب العراقي عند سقوط النظام السابق وإلى هذه اللحظة وقد حان الوقت لأن تقوم بممارسة حقها الطبيعي في وضع برنامج واضح لتواجد العراقيين على أراضيها.
وهنا ذهب الملا لبيان الفرق بين سورية والدول الأخرى عندما قال متسائلا هل باستطاعة العراقي أن يدخل إلى دولة عربية أخرى بنفس الطريقة هذا مستحيل وإذا ما تمكن فإن الأمر يكلفه أموالاً كبيرة, بينما يدخل إلى سورية كأنه ينتقل بين مدن العراق, ومع ذلك أعود وأكرر, يجب أن لا يستمر هذا المجيء والتواجد الفوضوي والعشوائي, وآن الأوان لأن يخضع لعملية تنظيم كاملة, لأننا نخشى أن يدخل بين هؤلاء أناس مندسون يضرون بأمن سورية وهذا ما لا نرضى به أبدا.
فنحن نخشى بطريقة أو بأخرى أن تأتي هذه المجموعة أو تلك المجموعة لتحدث مشاكلات داخل سورية, في الوقت الذي نعلم فيه جيدا الضغوطات الأمريكية والصهيونية والدولية على سورية كحكومة وكقيادة, وكشعب, تشكل مؤازرة سورية للشعب العراقي والقضية العراقية أهم أسبابها وأنا يؤسفني كثيرا أن أسمع في الإعلام أن هناك اتهامات لسورية على أنها تحرض على الإرهاب أو تحض على قتل العراقيين.
الملا خاض في الذاكرة القريبة والبعيدة فأشار إلى أن سورية تشكل ومنذ عشرات السنين البوابة الوحيدة التي تفتح ذراعيها للعراقيين حين كان الظلم ينصب على العراقيين ولم يجدوا منفذا سوى سورية, واحتضنت المعارضة بكل رحابة صدر ومعربا عن اعتقاده بأن رجلا كالراحل حافظ الأسد امتلك نظرة قومية بعيدة المدى وقد تجاوز فيها المذهبية والطائفية وهذه النظرة كانت ولازالت موجهة للشعب العراقي فالبوابة الوحيدة التي كانت تفتح هي سورية على مدى عشرات من السنين ولو لم تفتح لهم هذه البوابة لأكلوا كما يؤكل الثور الأبيض, ثم بعد ذلك حدثت الأزمة الكبيرة هي سقوط النظام التي كانت ضربة قاسية على كل العراقيين وعلى كل العرب, ووجدنا أن سورية هي البوابة الوحيدة للعراقيين.
وأضاف مستذكرا أنا كعراقي لا أنسى تلك الرسالة التي وجهها الرئيس الراحل حافظ الأسد - إلى صدام حسين عندما تمنى عليه الانسحاب من الكويت, ولكن صدام لم يفهم الرسالة رغم كل ما احتوته من آفاق مستقبله لما سيؤول إليه الحال في المستقبل.
ما أريد أن أقوله يتابع الشيخ الملا حديثه إن قادة سورية استطاعوا أن يروا الأمور بالمنظار الحقيقي ولعل الأيام أثبتت أيضا صوابية مواقف الرئيس بشار الأسد في دعوته خلال اجتماع مؤتمر القمة العربية, قبل اشهر قليلة من الغزو, وجميعنا يعلم أن كل ما توقعه الرئيس الأسد أثبتته الأيام, وهذا ما يشعر به الكثير من العراقيين الآن.
الملا.. أكد أن هناك حقيقة يدركها كثيرون, ان سورية كانت دولة صديقة للعراق بالرغم من الخلافات السياسية, ودائما وقفت إلى جانب القضايا العراقية وما وجود هذا العدد الكبير من العراقيين في أراضيها إلا مثال واضح وأكيد على ذلك.
ومن هنا, فإنني وباعتباري رئيسا لجماعة علماء العراقيين أؤكد وقوفي إلى جانب القرار بتنظيم وجود العراقيين على الأراضي السورية وبالمقابل أؤمن أن الحكومة السورية لن تفرط بالعراقيين ولكنني اعتقد أنها ستفرط بالمسيئين للحكومة و بكل شخص سيىء, فهي لا تريد أن يأتي إنسان إلى سورية حتى يسيء إلى الشعب السوري لاسمح الله أو يسيء إلى النظام السياسي أو إلخ.....
لكن أتوقع أنه إذا وضعت الحكومة برنامجا منظما لتواجد العراقيين عبر إقامة مدروسة ومرموقة فإنه سيكون الحل الأفضل وهذا أملنا لأن حقيقة الوضع في العراق مؤلمة ومأساوية والوضع غير مستقر وهؤلاء الذين جاؤوا من العراق فقط من أجل أن يفروا من القتل والتهديد بدلالة أن المتواجدين في سورية ليسوا من مذهب أو دين واحد, ولكن من كل أطياف العراق.
جاؤوا حتى يأمنوا على أنفسهم وزوجاتهم وأولادهم وأموالهم وأغراضهم وأنا متفائل جدا إلى القرار السوري الحكيم الذي سيصدر من الحكومة السورية وكنت في اللحظة الأولى أبشر بالخير في العراق حينما سمعت قلت لهم أنتم في مأمن مع الرئيس بشار الاسد وهذا الرجل لايأتي منه إلا كل ماهو حكيم وفيه خير وأنا مسؤول عن كلامي:
وهنا سألنا الشيخ عن كيفية تحديد السيئين من غير السيئين بهذه الحالة.
فقال هذا تحدده الأيام , والسيؤون دخلوا إلى سورية ولابد من طردهم.فسورية فتحت ذراعيها منذ عشرات السنين للعراقيين ولولا سورية وإلى هذه اللحظة لقتل الآلاف المؤلفة من الشعب العراقي ولذلك أتعجب كيف سورية تتهم من قبل البعض بأنها تقتل العراقيين أما الحقيقة فهي أن سورية فتحت أبوابها وهي تضم في طياتها مليون عراقي لو أرادت أن تقتلهم لقطعت عنهم الطريق ولم تسمح لأي عراقي بالمرور مع أن سورية تعاني من ضيق المكان والوضع الاقتصادي إلى جانب قلة المدارس التي لاتكفي هذا العدد الكبير من الطلبة مع هذا تحمل نفسها أكثر من طاقتها من أجل هؤلاء العراقيين.
وفي رده على سؤال فيما إذا كانت سورية قد تأخرت في عملية تنظيم العراقيين قال السيد الملا: أنا أقول تأخرت, وأنا اقول بأنه جاء الوقت لتنظيم هذا التواجد.
ولما سألنا عن مشاعر المواطن السوري الذي تحمل الضغط؟
قال: أنا أقول لك كلامي وأنا أتكلم بلسان محب, وأنا أحب الشعب السوري وأعشقه كثيرا لأني أشعر أن بيني وبينهم أشياء مشتركة وكما يقول النبي صلى الله عليه وسلم, لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه أنا أحب لنفسي أن أعيش بأمن واستقرار وأن أعيش في رخاء اقتصادي وحينما دخلت هذه الأفواج الكثيرة وهذه الملايين أكيد غيرت في بعض الأسعار وهذا طبيعي, فبعض التجار السوريين استغلوا تواجد العراقيين وهنالك بعض العراقيين أعطوا إغراءات أكثر حتى يحصلوا على شقة أو مكان أو دكان فهذه مسألة متجاذبة بين الطرفين لكن أعتقد عندما يكون هناك تنظيم صحيح هذه الأمور كلها إنشاء الله ستحل.هذا وتوقع الشيخ الملا ان يتراجع عدد العراقيين في سورية 30% على الاقل في عملية التنظيم التي تقوم بها الحكومة.
وفي رده على سؤال فيما إذا كان مصير سيىء ينتظر من سيعود من العراقيين وفيما إذا كانت تطمينات الحكومة العراقية تكفي.قال لا تكفي لأن الساحة العراقية ساحة ملغومة وغير مسيطر تماما عليها.وقد تحدثت إلى قناة العالم وانتقدت ما قاله الدكتور علي الدباغ الناطق باسم الحكومة العراقية, لاستعجاله ردة الفعل , وقلت مادمنا أكلنا من نعمة سورية فلا نسمح لا لأميركا ولا لغيرها الإساءة إلى سورية ولا إلى شعبها ولا حكومتها والبرنامج سيذاع هذا الأسبوع وقد ترافقت مع زيارة وزير الثقافة السورية وأيضا كان معه لقاء خاص وعندما يعرض اللقاء ستسمعون ماقلته عن سورية.
وسألنا الشيخ الملا عن زيارة الرئيس العراقي إلى سورية؟
فقال: أنا أتمنى أن تكون خيرا والقادة العراقيون ليس أمامهم إلا أن يتواصلوا مع سورية.
هيام علي
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد