ألعاب الفيديو تستثمر في الحرب السورية
تضجّ منصات الألعاب الإلكترونية على أجهزة الكومبيوتر والهواتف المحمولة بعشرات الألعاب حول الحرب السورية. تنتج «الفيديو غيمز» شركات صغيرة أو منظمات تحمل أهدافًا سياسية، أو شركات كبيرة متخصصة بصناعة الألعاب، جعلت من الحرب السورية «نجمًا» يعود على صنّاعه بأرباح كبيرة.
تشكّل الألعاب في العالم الافتراضي امتدادًا للواقع، فتستخدم المصطلحات بحسب الميول السياسية للشركة المصنعة للعبة. على سبيل المثال تطلق لعبة Endgame: Syria مصطلح «ثوار» و «شبيحة»، وتقدّم محاكاة لثورة مسلحة تواجهها عمليات قمع أمنية، كما تسوّق لأوروبا على انها «مساعد للشعب» في وجه روسيا وايران الداعمين للنظام. وفي المرحلة النهائية يصل اللاعب إلى حتمية تتمثل بتقسيم سوريا إلى عدة دويلات ذات طابع طائفي. وعلى الرغم من رفض متجر «آبل» طرح اللعبة كونها «تحرّض على الاقتتال الطائفي»، إلا انها تمكنت من الانتشار بعد إعادة طرحها العام 2012 بشكل مجاني. وبعد عامين قامت شركة «نيوزغايم» المنتجة لـ Endgame: Syria بإصدار لعبة جديدة حول سوريا حملت اسم «1000 يوم في سوريا»، المستوحاة من تجربة الصحافي الأميركي ميتش سفينسن في سوريا.
من جهتها أضافت شركة «بوهيميا انتراكتيف» الحرب السورية إلى النسخة الثانية من لعبة الحرب الشهيرة «Arma». كذلك طوّرت الشركة التشيكية مساحة الحرب السورية وأضافت «معركة حمص»، في محاولة لمحاكاة المعارك التي شهدتا المدينة.
في النسخة الثالثة من اللعبة «Arma3» أضافت الشركة شخصيات «جهادية» كأعداء يجب قتلهم، فقام تقنيون ينتمون إلى تنظيم «داعش» بتحويل هذه الشخصيات إلى أبطال يحاربون «الكفّار» في لعبة أخرى. كذلك أطلق نشطاء التنظيم مجموعة من الألعاب الخاصة منها «صليل الصوارم» كمحاكاة للعبة Grand Theft Auto الشهيرة.
بدورها تعمل شركة Cats who play الروسية على إطلاق لعبة خاصة تحمل عنوان Syrian Warfare (الحرب السورية). وعلى الرغم من أن اللعبة لا تزال قيد الإنشاء، شنّت صحف عديدة منها «دايلي مايل» هجومًا علىيها قبل طرحها. واعتبرت الصحيفة البريطانيّة أنّ اللعبة «تقدّم هدية لداعش وتساهم في قتل السوريين».
يحمل اهتمام صنّاع الألعاب بالحرب السوريّة أبعادًا سياسيّة وتسويقيّة، بالإضافة إلى السعي لجني مزيد من الأرباح. وتفيد إحصاءات حديثة أصدرتها مؤسسة «برايس ووتر هاوس» أن عائدات الألعاب ستصل مع نهاية العام 2016 إلى أكثر من 82 مليار دولار.
أمام الدوافع السياسية والاقتصادية، نمت الحرب السورية في عالم الألعاب، وبات بمقدور أي شخص أن يشارك في هذه الحرب، وأن يختار الجهة المحاربة والشخصيات التي سيقتلها وفق أهوائه السياسية، وإن بشكل افتراضي.
علاء حلبي
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد